أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هوامش على مشروع دولة كوردستان















المزيد.....

هوامش على مشروع دولة كوردستان


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5490 - 2017 / 4 / 13 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هوامش على مشروع دولة كوردستان
جعفر المظفر
المراهنة على العوامل التقليدية وخاصة الرفض الإقليمي (التركي والإيراني) لقيام الدولة الكوردية ستكون مراهنة مضللة ما لم يتم دراسة المتغيرات الجديدة على موقف الدولتين سواء على صعيد الأخطار المباشرة التي ستخلقها الدولة الجديدة ضد إستمرار التماسك القومي الداخلي في كل من إيران او تركيا أو على مستوى حساب المكاسب الجديدة الذي ستجنيها الدولتان من تقسيم العراق إلى ثلاثة دول واحدة شيعية والأخريتين كردية وسنية.
واحد من أهم العوامل المقررة على صعيد تأسيس الدولة الكردية هو الأمريكي .. قرارها لمساندة قيام دولة من هذا النوع يتحدد بما يلي
1- قدرة هذه الدولة على الإكتفاء الذاتي, وهي مسألة ذات أهمية قصوى ومستمدة من واقع المقارنة بين إمكانات هذه الدولة بعد الإستقلال والإمكانات التي وفرتها لها مرحلة الحكم الفدرالي. المقارنة تشير إلى أن الدولة الجديدة ستكون عاجزة عن توفير رواتب موظفيها خاصة بغياب نشاط إقتصادي واعد على صعيد التصنيع والزراعة كفيل بسد النقص الحاصل نتيجة الحرمان من نسبة ال17 % المخصصة لها من الميزانية الإتحادية. هل ستتمكن الدولة من تنشيط سوق تصنيعية قادرة على التنافس مع اسواق دول الجوار. تركيا مثلا هي اليوم المصدر الأساسي للبضائع في السوق الكوردية ولا أظنها ستشجع أو تدعم اية صناعة كوردية واعدة. مثال إيران والعراق وارد في هذه الحالة فثمة من يشير إلى وجود معوقات إيرانية تقف بوجه إعادة بناء الصناعة العراقية, خاصة في مناطق البصرة, ومثالها معمل الورق ومعمل الصناعات البتروكيمياوية. كذلك ارى أن إسرائيل لن تهتم كثيرا بعملية بناء نشاط صناعي كردي بإمكانه ان يوفر بنية إقتصادية كوردية واعدة إذ تبقى هذه الدولة بحاجة ماسة للعثور على اسواق لمنتجاتها لا خلق صناعات بديلة ومنافسة. هنا تتقدم قضية كركوك لتكون قدس الأقداس الكوردستانية ليس بمعناها التاريخي والديني المتعارف عليه إسرائيليا وإنما بمعناها الإقتصادي الذي بدونه سوف لن يكون هناك مورد ذاتي للدولة الجديدة.
2- حاجة الأمريكان إلى وجود قواعد عسكرية لدعم مصالحهم الإستراتيجية وصراعهم مع إيران على وجه التخصيص يخفف من أهميته تعاونهم غير المحدود مع إسرائيل التي تتطلع للحد من قوة التهديد الإيرانية العسكرية ومحاصرة مواقع نفوذها. بل ان وجود هذه القواعد على مرمى حجر من المدفعية والصواريخ الإيرانية يضعها أمام أخطار جدية يمكن تلافيها لو أن هذه القواعد متواجدة في أمكنة بعيدة مع توفر القدرة الأمريكية غير المحدودة للوصول إلى العمق الإيراني. إضافة إلى ذلك فإن تحالف مجموعة الطالباني مع إيران يضعف إمكانيات عقد صفقات عسكرية بهذا المستوى بين الجانبين ويعرض مشروع الدولة المقترحة, بوجود اشكال صراعية أخرى, إلى التمزق.
3- رغم أهمية تاثير نضج العوامل الداخلية على عملية تأسيس اي دولة جديدة فإن الأمر مرهون بالنهاية إلى موافقة الدول العظمى, وأهمها في الوقت الحالي أمريكا, التي هي مسؤولة إلى حد كبير عن شكل الجغرافيات التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية. الإعتراف بان بعضا من الجغرافيات لم تبقى على حالتها السابقة لا يلغي حقيقة إن إقرار حالة أي تشكيل جديد تتوقف إلى حد كبير على ما سيرتبه ذلك المتغير على عموم المنطقة المحيطة بها. لقد كان ممكنا لنصر عراقي حاسم في اثناء السنة الأولى من الحرب العراقية الإيرانية ان يؤدي إلى تفتيت إيران, خاصة لو كان تم تأسيس كيان أحوازي مستقل, غير أن أمريكا التي كانت تعيش اسوء أيامها مع إيران (سقوط حليفها الشاه وأزمة الرهائن) لم تستدرجها عاطفتها بعيدا عن إعتبار دورها التقريري في المحافظة على التقسيمات الجغرافية في المنطقة, وظل وحدة أراضي إيران المعادية تحمل نفس اهميتها يوم كانت غيران دولة صديقة.
من ضمن العوائق الأخرى اشير إلى التالي
1- نتيجة قيام دولة كردستان في الشمال العراقي فإن تفعيل قيام دول كردية أخرى في المنطقة سيكون واردا خاصة في تركيا وسوريا اللتان نضج فيهما المشروع الكردي الإستقلالي, وخطورة هذه الدولة على وحدة إيران ستكون حاسمة أيضا لوجود قوميات إيرانية أخرى مثل البلوش والعرب, وهي قوميات لا تقل حماسا عن الأكراد لبناء دولها المستقلة, خاصة وإن العرب مازالوا يتذكرون إمارتهم المستقلة على عهد الشيخ خزعل الكعبي قبل الإستيلاء عليها في عام 1925.
2- على نفس المستوى من الأهمية, سيؤدي قيام دولة كوردية إلى تكوين دولتين أخريتين هما الدولة الشيعية في الجنوب والوسط وقسم من بغداد ودولة سنية على باقي الأراضي غير المشمولة بجغرافية الدولة الكردية, وتبقى الإجابة على التساؤل الخاص بطبيعة علاقة هاتين الدولتين لمجاوريها, خاصة الدولة الشيعية مع إيران, مع وجود ميل لإقرار صيغة إلتقائية عراقية شيعية قد تصل إلى مستوى الإتحاد أو الوحدة مع إيران, وهذا سوف يشكل اخطارا واضحة وخاصة مع وجود قرار نفطي موحد بين إيران والعراق.
3- ليس من السهولة بمكان حسم قضية الأراضي المتنازع عليها التي سوف تديم عمر الصراع مع الدولة الكردية وتجعل الإستقرار في المنطقة هشا مما يضع الدولة الكردية في خانق إقليمي قد لا تتمكن بضغط منه على الإستمرار او الإستقرار.
4- على المستوى الداخلي فإن هناك عوامل أساسية ستهدد وحدة وديمومة هذه الدولة منها الفساد الضارب اطنابه في جميع مؤسساتها والعقلية القبلية التي تحكمها رغم التمظهرات الديمقراطية التي لم تفلح في تهميش أثر هذه القبلية التي نراها تتمثل في التوارث القبلي والإقتسام الفعلي والعائلي لمؤسسات الدولة السياسية والإقتصادية. لكن أهم ما ستواجهه هذه الدولة هو الصراع العمودي بين شمالها السليماني بقيادة الطالبانيين وجنوبها الأربيلي بقيادة البارزاني. إستعادة الصدام العسكري أو بالأحرى الحرب بين الطرفين في عام 1995 والتي ضغطت صعوبتها على البارزاني لطلب مساعدة عدوه (القومي) صدام ضد شقيقه (القومي) الطالباني يعطينا فكرة عن عمق الصراع نفسه. هذا الصراع سيتفجر لا محالة حينما تؤدي الدولة الجديدة إلى غياب خطر العدو الخارجي أو الأخوة الأعداء المتمثلين بحكومة المركز في بغداد. وهو صراع مماثل لما يحدث بين أحزاب الدولة الشيعية حال زوال التفعيلة الطائفية التي تستخدمها هذه الأحزاب ضد الأخوة الأعداء المتمثلين بالسنة العرب.

لا أعتقد ان البارزاني سيغفل حقيقة ان نتيجة الإستفتاء على الدولة الكوردية لن يكون في صالحه خاصة إذا ما جاءت نتيجته لصالح قيام الدولة لأنها ستضعه تحت ضغط تنفيذ القرار الأمر الذي يجعل قدراته السياسية المناوراتية مع الخصوم محدودة وحتى معطلة.
هوامشي هذه لا تعني إستحالة تاسيس الدولة الكوردية وإنما تؤشر صعوبات التأسيس.









#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- قصف مطار الشعيرات .. ما أشبه الليلة الترامبية بالبارحة الكلن ...
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- كركوك .. قدس الأقداس
- أكعد أعوج وإحجي عدل
- جارتي الأمريكية الأنجلوساكسونية الجميلة الشقراء
- طرزان والسياسة
- المشكلة في الدين أم في طريقة قراءته
- لملم خطاك
- متى تظهر
- عالم فريدمان المسطح
- التمسك بالهويات الثانوية .. هزيمة من الهزيمة
- الحرب الأمريكية الإيرانية
- عيد الحب
- عالم ترامب المٌكوَّر
- أمريكا أولا
- حول كتابة التاريخ العراقي السياسي المعاصر
- كتابة التاريخ على الطريقة الأرخميدسية
- ترامب .. إن غدا لناظره قريب.
- جواد سليم في واشنطن


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هوامش على مشروع دولة كوردستان