محمد محمود غفير
الحوار المتمدن-العدد: 5490 - 2017 / 4 / 13 - 18:32
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
يمكن القول دون مبالغة بأن التيار السياسي الديني قد احرز في السنوات الخمس الاخيرة نجاحا يتجاوز كل الاحتمالات او التوقعات بحيث يمكن القول بأن هذا التيار قد نجح في تكوين ، ما يمكن تسميته
بالدولة الموازية .
لم تخط تلك السطور في عامنا هذا بل في ثمانينات القرن المنصرم ... هل هي بصيرة فرج فودة لمستقبلنا ، ام هي قراءة لتاريخ مازال يكرر نفسه و كأننا ندور في حلقات مفرغة .
فما كان لمصرنا العظيمة ان تهون الي هذه الدرجة ، و ما كان لحاضرها و هي صاحبة التاريخ المجيد ان يتحول الي ملهاة ، و ما كان للشعب ان يتجاهل الي هذا الحد ، و ما كان للساسة
ان يزايدوا الي هذا الحد ، و ما كان لقادة الفكر ان يتخاذلوا الي هذا الحد ، بيد ان هذا كله كان ، و التاريخ كله هان ، و نضال الرواد تبخر ، و فكر التنوير اندثر .
غير انني رغم كل ذلك متفائل الي اقصي الحدود فالموجة عندما تعلوا الي قمتها لابد أن تنتهي الي انكسار ، و غرور الاحساس بالقوة لابد و ان يبطش بهم في النهاية فهكذا كانوا دائما و هكذا يكونون .
و هاهم يصطدمون بمشاعر الناس و رغباتهم الانسانية في سنوات طوال ، وهاهم يدمرون ما غزلوه و غزله الاخرون معهم في سنوات طوال ، و ها هي رغبة البعض منهم تتأجج بأغتيال يحصدون
كراهية الشعب و نفور البسطاء و يسعون الي زمنا يبشرون بأنهم ملائكة الرحمة ، و لست اشك في انهم سوف يكتلون ضدهم جماعات كانت بعيدة عنهم اشد البعد ، فأذا بها تراهم علي حقيقتهم ،
و تتعرف عليهم من افعالهم .
سيزدادون عتوا ، و ستزداد الكثرة لهم عداء و كرها ، سيصرخون و يصرخون و سترتفع اصوات مكبرات صوتهم ، و سوف يكونون في النهاية ضحايا كل ما يفعلون .. و سوف يدفعون
الثمن غاليا حين يحتقرهم الجميع و يرفضهم الجميع و يطاردهم الجميع ..
لا يغرنكم ان بعضهم يتصرف بذكاء ، فسوف تدمر اغلبيتهم الغبية كل هذه الافعال .. بل و اكثر من ذلك سوف ينقسمون علي بعضهم .
( يا ادباء مصر و يا فناني مصر اتحدوا ) ، ( يا عقلاء مصر و يا ضميرها واجهوا ) ، ( يا دولة مصر و يا رايتها تصدي ) ، ( يا مسلمي مصر انقذوا الأسلام من جهالة الصبية و حماقة الصغار )
هكذا تحدث الدكتور فرج فودة في كتابه النذير ....
#محمد_محمود_غفير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟