أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الميتافيزيقا والتراث الإسلامى














المزيد.....

الميتافيزيقا والتراث الإسلامى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5490 - 2017 / 4 / 13 - 12:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الميتافيزيقا والتراث الإسلامى؟
طلعت رضوان
هل الله هوالذى خلق الحماقة؟
وهل من روى الحديث كان أحد الشهود؟
ترتبط الميتافيزيقا بالمطلق مع العداء للنسبى، وبصياغة أكثردقة فهى مع الفكرالأحادى ضد التعددية، وتجاورذلك مع انحيازاللغة العربية لصيغة (أفضل تفضيل) مثل (فلان أفضل الناس) أو(فلان أكبرخبير) إلخ. ومن أمثلة ماورد فى التراث الإسلامى أنّ الله فضــّـل بنى إسرائيل على العالمين (سورة البقرة/47، 122) وفضلهم- كذلك- فى سورة الجاثية/16. و(كنتم خيرأمة أخرجتْ للناس)) (آل عمران/110) وشمل المطلق تفضيل الرجال على النساء (البقرة/228- وتكرّرنفس المعنى فى سورة النساء/34) وذكرالقرآن أنه لايـُـفرّق بين الرسل (البقرة/136، 285- وتكرّرنفس المعنى فى آل عمران/84) ثم عاد التفضيل (فى سورة الإسراء/55)
ومن صورالمطلق أنّ الجن والإنس خـُـلقوا للعبادة فقط (الذاريات/56) وكذلك استحالة تخزين الماء (الحجر/22) ورغم أنّ الآخرة ستنقسم إلى جنة ونار، فإنّ (جهنم) ستشمل الجميع (مريم- من66- 71) ومن صورالمطلق أنّ الله اصطفى مريم ((على نساء العالمين)) (آل عمران/42) وأنّ الحياة الدنيا لعب ولهوبهدف تفضيل الحياة الآخرة (الأنعام/32) بل إنّ القرآن وضع المسلمين فى (كفة التفضيل) والمجرمين فى الكفة النقيض (القلم/35) أى أنّ (كل) المسلمين أخيار، و(كل) المجرمين أشرار. وفرّق بين (الأعمى والبصير) (الأنعام/50 وهود/24 والرعد/16وفاطر/19وغافر/58) بل إنّ الأعمى فى الدينا ((هوفى الآخرة أعمى وأضل سبيلا)) (الإسراء/72) وصيغة المطلق جعلتْ المرأة التى تشتاق للإنجاب (كطبيعة غريزية عند النساء) فإنها فى القرآن- كما قال الوحى- حملتْ كــُـرهـًـا ووضعتْ كــُـرهـًـا (الأحقاف/15)
وقد تأثرمحيى الدين بن عربى بهذا التراث الميتافيزيقى فكتب أنّ الله تعالى قال ((وخشعتْ الأرض للرحمن فلا تسمع إلاّهمسًـا)) (رسائل ابن عربى- هيئة الكتاب المصرية- عام2016- ص198) وذكرأنّ الرسول قال ((أطــّـتْ (= سجدتْ) السماءُ وحقّ لها أنْ تئط مافيها موضع شبرإلاّوفيه ملك ساجد لله)) وفى الشرح قال ابن عربى ((ساجد لله ليـُـنبـّـه على نظركل ملك فى السماء إلى الأرض لأنّ السجود الانخفاض التطأطؤ. وقد عرفتْ (الملائكة) أنّ الأرض موضع الخليفة فأمرها الله بالسجود ناظرين إلى مكان الخليفة، حتى يكون السجود له، ولم يزل حكم السجود فيهم لآدم وللكامل أبدًا دائمًـا، فعند الملأ الأعلى ازدحام لرؤية الإنسان الكامل، كما يزحم الناس عند رؤية الملك إذا طلع عليهم، فأطــّـتْ السماء لازدحامهم)) (ص216) فماذا أضاف ابن عربى غيرالموجود فى القرآن والأحاديث النبوية عن سجود الملائكة لله وللإنسان، باستثناء إبليس الذى رفض السجود؟ وهل اختلف ابن عربى عن غيره من الذين تناولوا هذا التراث؟ خاصة أنه عاد فكرّرنفسه عندما قال ((لما خلق الله الإنسان من جملة خلقه خلقه إمامًـا، وأعطاه الأسماء الإلهية، وأسجد له الملائكة، جعل له تعليم الملائكة ماجهلوه، ففازبالمنزلتيْن: منزلة العزة بالسجود له ومنزلة الذل بعلمه بنفسه، فبقى على أصله من الذل والافتقار. ولما حمل الأمانة عرضًـا وجرى ماجرى، قال هووزوجته إذْ كانت جزءًا منه: ربنا ظلمنا أنفسنا، بما حملاه من الأمانة)) (ص222) أليس هذا ما ورد فى القرآن، فماذا أضاف ابن عربى؟
ومن شطحات ابن عربى (بتأثيرالميتافيزيقا على عقله) قوله: اعلم أيـّـد الله المؤمن أنّ (حرف الميم) من عالم المُـلك والشهادة. والقهرمخرجه مخرج الباء عدده أربعة وأربعون، بسائطه الياء والألف والهمزة..إلخ)) (ص311) وهوما تكرّرفى أغلب صفحات الكتاب.
وذكرابن عربى حديثــًـا قال فيه الرسول: أنّ حوارًا داربين الله والعقل، فقال: إنّ الله لما خلق العقل قال له: أقبل. فأقبل ثم قال له: أدبرفأدبر. فقال الله سبحانه وتعالى: وعزتى وجلالى ما خلقتُ خلقــًـا أشرف منك، فبك آخذ وبك أعطى..ولما خلق الله الحـُمق قال له: أقبل فأدبر. ثم قال له: أدبرفأدبر. ثم قال له: أسكن فاضطرب. فقال الله سبحانه وتعالى: وعزتى وجلالى أركبنك فى أبغض الخلق. وعن عائشة أنها قالت: قلتُ يارسول الله: بمَ يتفاضل الناس فى الدنيا؟ قال: بالعقل قلتُ: أليس يـُـجزون بأعمالهم؟ قال: وهل عملوا إلاّبقدرما أعطاهم الله من العقل؟ فبقدرما أعطوا منه كانت أعمالهم. وبقدرما عملوا يـُـجزون..وفى بعض الآثارأول شىء خلقه الله القلم وأمره أنْ يكتب كل شىء، وفى بعضها أنّ الله خلق اليراع وهوالقصب ثم خلق منه القلم. وفى رواية (ثالثة) أول شىء كتبه القلم: أنا التواب، أتوب على من تاب (ص149، 264، 293)
فهل قال الرسول (بالفعل) حديث (الحواربين الله والعقل؟) أم أنه حديث ضعيف العنغنة وغيرمتواتركما يقول الفقهاء؟ وإذا كان لم يقله فمن الذى قاله؟ هل قاله شخص غيرمسلم وغيرعربى؟ وإذا كانت الإجابة تنفى وجود شخص أجنبى (غيرعربى) فهذا يدل على تأثيرالتراث الميتافيزيقى على عقول العرب الذين (ألــّـفوا أمثال تلك الأحاديث) وإذا كان الله هوالذى (خلق الحـُـمق) كما جاء فى الحديث، فلماذا تتم محاسبة الإنسان على تصرفاته الحمقاء؟ كما أنّ السؤال الأهم فيما يتعلق بالجزء الأخيرعن الحواربين الله والقلم، والأمربالكتابة، فهل من روى هذا الحديث كان أحد (شهود) هذا الحوار؟ وما الدليل (المادى) على تواجده فى (موقع الحدث)؟ وكلما قرأتُ تلك الكتب الغارقة فى الميتافيزيقا، كلما تساءلتُ: ما فائدتها لمن استسلموا لها و(غرقوا) فى مياهها بل والأدق (انغرزوا) فى وحلها، بأنْ سطــّـروا آلاف الصفحات فى (رسائل) تـُـسمى (علمية) بهدف الحصول على الماجستيرأوالدكتوراه؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبديد أموال الشعب على مؤسسة الكهنوت الدينى
- التراث والحداثة : علاقة تضاد أم علاقة توافق ؟
- خطورة خلط الدين بالثقافة القومية للشعوب
- هل كان نبى الإسلام أميًا ؟
- تفضيل الدنيا على الآخرة والميتافيزيقا
- مغزى هجوم شيخ الأزهر على الفن
- أين كتاب منصور فهمى عن المرأة فى الإسلام؟
- ما هدف تشويه إبراهيم فى التوراة ؟
- النظام المصرى يرفع راية الاستسلام للإسلاميين
- الميتافيزيقا وسيطرتها على العقلية العربية
- السيد ياسين : علم الاجتماع وجذورالشخصية القومية
- لماذا يستمرىء الأصولى المصرى مغازلة االحمساويين؟
- بيان الأزهرالذى كرّس لثوابت الماضى
- من أين أتتْ ظاهرة الدعاة و(الداعيات)؟
- هل أقر الإسلام حرية العقيدة ؟
- أليس حق الاختلاف هوالذى حقق النهصة الأوروبية؟
- الأصوليون بين حياتهم اليومية ومعتقداتهم
- حجاب المرأة بين انتشاره وإلغائه
- مغزى أنْ ينضم السيف والعمامة ضد الفن
- لماذا التضليل فى تفسير القرآن ؟


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الميتافيزيقا والتراث الإسلامى