حديث الناس ، في الشارع والبيت ، في النادي والحديقة العامة ، في سيارة الأجرة وباص الركاب ، في الصحافة والمجلات ، في التلفزيون والقنوات الفضائية ، والقاسم المشترك في حديث أهل العراق من كان منهم في الداخل أو من كان في بلدان أوربا أو البلاد العربية .
في أروقة مجلس الأمن واجتماعاته المغلقة والمفتوحة واجتماعات الأتحاد الأوربي واجتماعات وزراء الخارجية العرب وفي المؤتمر الإسلامي ( جداً ) الذي تدعو له الشقيقة المسلمة قطر وفي اجتماعات مؤتمر عدم الانحياز رحمه الله كلها تبحث القضية العراقية .
الحديث الذي يشترك به المهتمين بالقضية العراقية من السياسيين أو المعنيين بالمسألة العراقية ، أو من غير المعنيين بها ، الكل يتابع الأخبار والتحليلات ، والجميع يراقب الشد والتسارع الذي تتميز به الأخبار وتتطور اليه الأحداث وتتشعب التحليلات بين من يقسم لك أغلظ الأيمان بأن الضربة واقعة لامحال ، وأنها قريبة أقرب مما تتصور ، وستكون مفاجأة للجميع ، أما كيف وأين ومتى فلا تسأل !!
البعض واثق وثوق المتيقن أن الضربة ستقع وأن التغيير واقع وقريب .
البعض مطمئن الى أنها ليست لعبة أطفال ، والأمر لا يحتمل المزاح ، وعندما تقرر الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا التغيير فأن هذا ماسيحصل ، وهذه الدول لا تكذب عندما تقرر !! ، وبعكس ذلك فستفقدان مصداقيتهما أمام العالم ، مثلما ستضرر مصالحهما في المنطقة، وأن التغيير محسوم ومنته .
البعض الأخر يراهن على أن الأمر مجرد حرب كلام ولعبة سياسية تدخل في باب الحرب النفسية ، فلا أمريكا تضرب ولا العراق يقف مكتوف الأيدي وسينتصر بالموافقة غير المشروطة لزيارة المفتشين الدوليين ، وسيرضخ لما تمليه عمليه اللعبة السياسية ، وستنطلق الموافقة على كل الشروط الدولية والأمريكية من المجلس الوطني العراقي هذه المرة الذي سيجبر الرئيس الصلب على أتخاذ مثل هذه القرارات ( مرغماً !! ) ، وسيعلن العراق أنه بصدد أعداد مشروع الدستور الدائم والتعددية السياسية وانفتاح سياسي وضمانات واعتذارات وبوس لحى وتقبيل خدود .
البعض الأخر يتصور أن تغييراً قد يحصل وهذا التغيير يرضي الجانب الأمريكي ، وهذا السيناريو يؤجل الضربة الأمريكية أن لم يلغيها .
البعض يتصور أن احتلال أمريكي سيحصل للعراق ، وأن العراق سيقع تحت طائلة الاتفاقيات و الالتزامات بتحقيق مصالح أمريكا النفطية أو ضمان تحقــيق مصالحها في المنطقة بما في ذلك ، أنقياده لعملية السلام مع إسرائيل والاعتراف بها أسوة ببعض الدول العربية .
البعض الأخر يعتقد أن السلطات القريبة من العراق مرعوبة من التغيير الذي لابد أن يطالها ، فحالها حال العراق وأن كان الموت خفيفاً عندهم .
العديد والكثير من الاستنتاجات والتحليلات والتنبؤات ، الكثير من الأخبار والمتابعة والترقب لم يكن الشعب العراقي حاضراً معها ، هو مع التغيير .. نعم . ولكن لماذا غاب صوته في كل التحليلات والاستنتاجات والقرارات مع أنه أهم العناصر في كل ما يدور في وسائل الأعلام وفي حديث الناس ، ولكنه كان منسيا كالعادة بالرغم من كون الطبخ في باحة داره .