أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الأستاذ الأسعد بنرحومة - لماذا عندنا فقط هيبة الدّولة مفقودة ؟؟














المزيد.....


لماذا عندنا فقط هيبة الدّولة مفقودة ؟؟


الأستاذ الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 5490 - 2017 / 4 / 13 - 03:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس من العجيب القول أنّ الديمقراطية التي يرفعونها شعارا في بلادنا هي عينها الاستبداد والدكتاتورية , وهي الظلم والقمع , فلا يمكن أبدا , و يستحيل وجود الديمقراطية بدون هذا القمع و هذا الظلم ,بل من الوهم والزيف الفصل بين الديمقراطية والدكتاتورية.
وذلك أنّ الذي يجمع الناس هو المصلحة , وهذه المصلحة حتى لا يحدث الاختلاف حولها والتقاتل من أجلها لا بد من وجود وحدة النظرة لها , والتي تعيّنها الأفكار المنبثقة عن قاعدة أساسية يؤمن بها مجموع الناس وهي العقيدة .ولا بد من وجود نظام واحد منبثق عن هذه القاعدة لمعالجة أي اختلاف يمكن أن يحصل عند الانتفاع من هذه المصلحة .فالأفكار المنبثقة عن العقيدة هي التي تعيّن مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات عند الناس أو الشعب .وعلى أساسها تتم رعاية شؤونه .
أما الجهة التي تتولى رعاية هذه الشؤون فهي السلطة , وهي أي السّلطة ليست القوة , اذ السلطة هي الجهة التي ترعى الشؤون , وأما القوة فهي أداة تنفيذ لا غير.وحتى تكون السلطة مقبولة عند الناس حاصلة على الرضى والاجماع كان لا بد من أن تتولى رعايتهم حسب ما يحملون من مجموعة أفكار منبثقة عن عقيدتهم , لذلك ترى الشعوب تصمت وترضى حتى على مغتصبي السلطة اذا قاموا برعاية شؤونهم على أساس عقيدتهم.
ففي هكذا سلطة تكون هيبة الدولة حاضرة في أذهان الناس ولا يحتاج الأمر لقوة الجندي والبوليس وصرامة القانون , لأنّ السلطة سلطتهم , والدولة دولتهم , وتجري في عروقهم وهي المترجمة لما يحملون من أفكار.
وفي حالنا نحن اليوم , وأنت تمشي في الشارع أو تعمل في مؤسسة أو ادارة ,أو تتجول في الأسواق لا ترى في عيون الناس الا ازدراء الدولة واحتقارها ,وهم مستعدون لفعل أي شيء حتى لا يوفون بأي التزامات تجاهها , بالمراوغة أو الكذب أو التمرد والرفض , وترى الشوارع مزدحمة ولكن ليس بالبشر بل بالأوساخ التي تكدست بالأطنان , وأصبح لا حديث عند الساسة و الأحزاب والمنظمات الا "هيبة الدولة" , ورفع الكثير هذا الشعار في حملاتهم الانتخابية , والبعض الآخر دعا لزيادة عدد قوات الأمن من شرطة وحرس وحتى الجيش معتقدين أن القوة يمكن أن تحفظ للدولة هيبتها.
قلنا ان السلطة غير القوة ,فالسلطة هي الجهة التي ترعى شؤون الناس بحسب القواعد الأساسية التي يحملها مجموعهم ويؤمنون بها , ومادامت السلطة كذلك فان هؤلاء الناس مستعدون لتقديم الغالي والنفيس للمحافظة على هذه السلطة وهذه الدولة لأنها الترجمان لأفكارهم ومعتقداتهم وتبقى مهمة البوليس والشرطة هو توفير الأمن والسهر على حسن سير هذه الرعاية
أما اذا كانت السلطة لا تستند لعقيدة الشعب في الحكم ورعاية شؤونه , وهي تسقط عليهم أحكاما وقوانين لا تنبثق عن هذه العقيدة فلا تكون مترجمة لما يحملون من قناعات ومفاهيم ومقاييس فحينها تكون هذه السلطة فاشلة وعاجزة عن الاستمرار وعلى حيازة رضى الناس , وتكون الدولة غريبة عن الشعب مصطدمة معه بشكل دائمي ...ولن يكون هناك من دافع لاحترام قوانين هذه الدولة ولا دستورها لأنهما منبتان كمولودين ولدتهما مومس على قارعة الطريق.ولن يكون أمام الحاكم الا استعمال القوة بحجة فرض القانون وفرض هيبة الدولة , مع أن القوة لن تحقق الى مزيدا من الظلم والاستبداد والقمع , ولن تزرع في الشعب الا مراحل متقدمة من القهر والألم تجعله يتحين الفرصة تلوى الأخرى للتمرد والثورة.
والديمقراطية تقوم على فكرتين لا علاقة لهما بالعقيدة الاسلامية لا من بعيد ولا من قريب وهي "فصل الدين عن الحياة" و"الحرية " , و السلطة تقوم برعاية شؤون الناس على أساس ما انبثق عن هذه الفكرة الأساسية التي تناقض العقيدة الاسلامية ,فتكون راعية لشؤون الشعب وفق أفكار غريبة عنه وهي أفكار الحضارة الغربية.
ودولة هذه حالها ,وسلطة هذا واقعها لن تجد قبول عند الناس ويظل حكامها يبحثون عن "هيبة الدولة " ولن يجدوه حتى ولو جندوا الآلاف من الجيوش ومن الشرطة
وتصبح الدكتاتورية والاستبداد والقمع وسيلة يحفظون بها استمرارهم باسم هيبة الدولة , وتكون ديمقراطيتهم ودولتهم سقطت مع قانون الطرقات ومع كل ضوء أحمر يقع تجاوزه ما دام لا يوجد معه شرطي أو بوليس.



#الأستاذ_الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الدعوة لمؤتمرات الاستثمار : مؤتمر الاستثمار بتونس
- - الرّجعيّة والظّلاميّة - بين الماركسيّة وشظرات المازدكيّة
- دعم الديمقراطية في تونس والانتقال الديمقراطي
- الربيع العربي في تونس وبنود مشروع الشرق الأوسط الأميركي: ما ...


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الأستاذ الأسعد بنرحومة - لماذا عندنا فقط هيبة الدّولة مفقودة ؟؟