خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 5489 - 2017 / 4 / 12 - 23:16
المحور:
سيرة ذاتية
العالَمُ كتاب - المقدمة
قد يبدر إلى ذهن القارىء بأنني إستعرت عنوان السلسلة الجديدة من المقالات من قصيدة الشاعر السوداني الهادي أدم (هذه الدنيا كتاب) التي أبدى هذا الشاعر من خلالها تفاؤله المفرط ب"المستقبل" عندما يقول:
(هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفِكَرُ
هذه الدنيا ليالٍ أنت فيها العُمُر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصرُ
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فارحم القلب الذي يصبو إليك
فغدا تملكه بين يديك
وغدا تأتلف الجنة أنهارا وظلا
وغدا ننسى فلا نأسى على ماض تولى
وغدا نزهو فلا نعرف للغيب محلا
وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلوا,إنما الحاضر أحلى)
ولكنني إستعرته، العنوان، من مقولة (للقديس) أوغسطين؛ جَلَبَتْ إنتباهي أثناء تواجدي في منطقة الترانزيت لمطار هيتروـ لندن يوم 2نيسان2017 لمدة ثمان ساعات، أنقُلها كما رأيتها في سياق لوحة إعلانات صغيرة المساحة، تتغير مواضيعها بالتتابع:
« The world is a book and those who do not travel read only one page» -St Augustine
«العالم كتاب وأولئك الذين لا يُسافرون يقرأون صفحة واحدة فقط».
كانت هذه المحطة الأخيرة قبل عودتي إلى مكان إقامتي في ستوكهولم من رحلة شملت عدة مدن في ثلاث قارات، بدأتها صباح يوم 20كانون الثاني 2017.
مثل هذا الانتقال بين المدن الواقعة في مواقع جغرافية متباعدة من حيث الزمان والمكان والمراحل التأريخية وإختلاف اللغات والثقافات ودرجة التطور الاقتصادي لا يكتفي بإثارة الدهشة في فكر وأحاسيس المتنقل بل يتعداها إلى خلق أثار وانعكاسات عميقة في الفكر وغامضة أحيانا، تحتاج الى الوقت والتأمل بروية وهدوء للإجابة على كثير من الأسئلة، من بينها سؤالٍ جوهري : هل يصح تعميم (القول) بأن العالم تحولت الى قرية صغيرة فعلاً؟ أم إنه وهْمٌ أُضيف الى الكثير من الأوهام التي سوقها الفكر الإمپريالي بين متلقي إعلامه بدهاء منقطع النظير؟
ورد في مقال للشاعر سعدي يوسف نشره في الأهرام العربي تحت عنوان« أنت مع الناس إذاً...أنت الناس!»* يوم 1نيسان 2017 :«في مُقامي بالأقصُر، حرصت على أن أٌفَتِّحَ حواسي حتى أقصاها: عينا، و أُذُنا.»
إن تصفحي لهذا الكتاب لا تعني بأنني توقفت عن الاستمرار في سلسلة مقالاتي المعنونة " آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة"، ستكون الحلقة 22 منها مقالي القادم.
*http://arabi.ahram.org.eg/News/108932.aspx
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟