|
لماذا إسرائيل تصر على الدعاية ل و بالنيابة عن -حماس-
حازم العظمة
الحوار المتمدن-العدد: 1439 - 2006 / 1 / 23 - 10:34
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
في القدس الشرقية ، حيث يجري ، بصورة خاصة أمام الكاميرات ،ضرب و إعتقال مرشحي حماس للإنتخابات ، في مشهد يكاد يكون بدائياً ، من وجهة نظر " مبادىء" البروباغاندا ، ما يلفت أكثر من غيره درجة الإحتقار للعقل الفلسطيني و العربي ، و درجة إيمان الاستراتيجيين الإسرائيليين – مصممي هذه الحملة-ببدائية العقل الفلسطيني .. و العربي ، و هو الجزء الأسوأ في المسألة كلها ، هذا الإزدراء يعكس أيضاً العنصرية المتأصلة في " إيمان" كهذا ، هذه العنصرية التي تجعل المصممين لهذا المشهد يراقبون بـ"حماس " ،و يفركون الأيدي و هم يشهدون كيف أن "حملتهم " هم الإنتخابية تحقق نجاحاً عظيماً و هم يراقبون تحول الأصوات و التأييد الشعبي إلى "حماس" .. ، (والجهاد الإسلامي أيضاً بطبيعة الحال )... منذ عدة سنين جرى في الكنيست الإسرائيلي إستجواب للحكومة بشأن دور الموساد في دعم و تأسيس "حماس" في الثمانينات بما في ذلك الدعم المالي و الدعائي ( بطريقة الدعاية السوداء ، أي : كلما شتمت أحداً كلما ازدادت شعبيته – لدى العدو- ) ، و الإستجواب هذا كان في ذروة العمليات المسماة " اسستشهادية "و الجواب جاء واضحاً و واثقاً بفحوى أن الدواعي الاستراتيجية لهذا السلوك كانت و ماتزال صحيحة ... ، ما لم يتجرء الجواب أن يقوله ( في منطقة من السياسة الإسرائيلية محظورة عموماً و لكن طرفاً منها طفى يومها في الكنيست ..) أن التفجيرات في المدن الإسرائيلية و سقوط بعض القتلى ليست سوى " أعراض جانبية" side effect و لا تعني خظأ أساسياً على المدى البعيد ...، و ما لم يقله الجواب كان مفهوماً بطريقة ما للجميع من أن سقوظ بعض القتلى الإسرائيليين من حيث هو " خسارة مؤلمة" لا يقارن بالـ " فوائد الإستراتيجية " لسياسة كهذه بالنسبة لمستقبل الدولة الصهيونية ... براغماتية كهذه يصعب تصديقها ، ولكن براغماتية تشبهها مارستها و ما تزال الأوساط الإجرامية الحاكمة في الولايات المتحدة ، نعوم شومسكي ما يزال متأكداً من أن الأبراج في نيويورك ماكانت ستصلها الطائرات المخطوفة لو لا أن نظام الدفاع الجوي ، و لسبب غامض تعطل في تلك اللحظة بالذات ، وهو النظام الذي ، في الأحوال العادية ، يعمل بكفائة عالية و بدون فشل ... ، أيضاً هنا مقتل " بضعة آلاف من الأمريكيين" ليس سوى side effect ينبغي تحمله " مهما كان مؤلماً "إذا ما قورن بـ "الأهداف النبيلة " لمصالح الولايات المتحدة و للـ " دفاع " عن " نمط الحياة الأمريكية" ... الأوساط الحاكمة في إسرائيل و ليس شارون وحده ، يؤمنون بأن أي "تراخ" في العصبية الصهيونية ستكون نتائجه تـفكك الدولة بصفتها هذه أي بصفتها " صهيونية" ، يدركون تماماً بأن خفض حدة و عصبية النزاع العربي الإسرائيلي سيؤدي إلى فقدان " الأجيال القادمة"لـ "المثل العليا" التي قامت عليها الدولة أي تحديداً "العنصرية " اليهودية ، و فقدان حلم " الآباء المؤسسين" و تراخي درجة التوتر الإيديولوجي لأفكار تستوحي من خرافات دينية مبادىء من نوع "شعب الله المختار" و ما يتبعها من ترهات الرعاية الإلهية و "أرض الميعاد " و غيرها مما ينتمي إلى القرون الوسطى من ناحية الفكر في أحسن الأحوال ... عندما بدأ شارون "صعوده الثاني " بدأه عن عمد و سابق تخطيط من دخول و إنتهاك المسجد الأقصى و كان يعرف تماماً ماذا يفعل ،كان يريد ردة الفعل الإسلامية و يستفز عن عمد ردة الفعل الإسلامية ، إذ ما من مثل ردود الأفعال الدينية ما يبقي للمتعصبين أرضاً صلبة يستطيعون أن يعبرو منها إبقاء التوتر في أعلى درجاته و تغذية النزاع في أقصى أشكاله دموية هو ما يناسب الإيديولوجيا الصهيونية ، و هو ما يوفره في الجهة الثانية " العدو" ، و العدو ينبغي أن يكون على شاكلته ، و احسن ما يكون "متديناً " أ يضاً و متعصباً ، هكذا يكون التحالف الموضوعي بين الطرفين ما يضمن بقائهما معاً ، و ما يُظهر للعالم من ناحية ثانية كيف أن العرب و " المسلمين" هم أولئك "الهمج " الذين يقتلون المدنيين و يقتلون أنفسهم " ليذهبوا إلى "جنات الخلد " إلى آخر ما هنالك ، و من ثم يقدمون العرب و الفلسطينيين للعالم على أنهم أولئك الملتحين لابسي الجلابيب ، ضاربي النساء و القتلة الدمويين ، هكذا تتم تغطية القتل الدموي الإسرائيلي الذي يرقى إلى صفة منهج و نظام بمساعدة الخصم ، من تلقاء نفسه برنامج منظمة التحرير الفلسطينية ، هذا البرنامج الذي تراجع الآن ، أو في أقل تقدير أزيح و وقع في الظل ...، هذا البرنامج الذي فحواه دولة واحدة في فلسطين ديموقراطية و علمانية لليهود و العرب معاً ، هذا البرنامج كان قاتلاً لإسرائيل ،و إسرائيل و الحركة الصهيونية أدركت سريعاً خطر برنامج كهذا و إختيارها "دعم " و تقوية المنظمات الإسلامية ، بمختلف الأساليب و الطرق كان إختياراً استراتيجياً ، و خاصة وضعها هؤلاء في مواجهة منظمة التحرير ، هذه المواجهة التي تبدو الآن قبيل الإنتخابات الفلسطينية و كأنها و صلت إلى مرحلة أخيرة أو دخلت طوراً جديداً أصبحت فيه هذه المنظمات على درجة كافية من القوة لكي تنتزع قيادة الشعب الفلسطيني أو على الأقل تنتزع مواقع هامة و مؤثرة منع الإسلاميين من الدعاية الإنتخابية ليس سوى رتوش أخيرة في الدعاية الإسرائيلية لهم منذ سنين طويلة علينا أن نتعلم من تاريخ حركات التحرر في العالم ، علينا أن نتعلم خاصة من جنوب أفريقية ، ثمة تشابه واضح بين نظام الأبارتيد الصهيوني و ذلك الذي كان لجنوب أفريقيا ، أن نتعلم كيف أن كسب العقول أولاً كان هناك أهم من المعارك و القتال الفعلي ، في جنوب أفريقيا حركة التحرر استطاعت ببرنامج يـفكك الإستقطاب العنصري و يواجه نظام التمييز و التعصب و الهيمنة ببرنامج للتعايش الديموقراطي بين كل الطوائف الإثنية و الثقافات أن تهزم نظام التمييز و الهيمنة الذي لم يكن يقل شراسة ، بل و يزيد عما للنظام الصهيوني ، و هو ما أدى في النهاية إلى السقوط المدوي لذلك النظام نظام الرأسمالية الهمجية لا ينتج إلا النزاعات : القومية ، العرقية ، الطائفية ، العشائرية ، لا ينتج إلا القتل و الحروب النظام الصهيوني ليس فرعاً و حسب من نظام الهمجية الرأسمالي هذا ، هو من أعمدة هذا النظام على المستوى الكوني
#حازم_العظمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن الليل و الخيل و التين و ..-شاغال-
-
كومةٌ من أنصافِ برتقالاتْ حول زجاجةِ باكاردي فارغة ْ
-
شارع النهر
-
النُخب الثقافية العربية : آخرُ من يصِل
-
الديموقراطية بصفتها إعادة إنتشار عسكري أمريكي على مستوى العا
...
-
الأشياء طويلة و مائلة
-
أسطورة الإنتحاريين و الحزام الناسف
-
الجَدْي
-
ديموقراطية ال 80 مقالاً كل يوم
-
لماذا الإسلاميون يفوزون في الإنتخابات المصرية ...
-
مقاولون أمنيون
-
في غفلة ٍمن مستبدي العالم
-
من هي الجهات التي تتهمها الحوار المتمدن ...
-
ثيّلٌ أسودُ بخلفية تلالٍ حمراءْ
-
قناة الجزيرة لماذا لا تسمي ، بإسمه ، الإرهاب ..
-
صَنَوبرات
-
من رعاية الديكتاتوريات العسكرية و ممالك القرون الوسطى إلى ال
...
-
بينوشيه ، هل كان ليبرالياً .. جديداً ؟؟ من التشيلي إلى العرا
...
-
كيف يجري تحوير اللغة العربية السياسية ، في العراق أولاً ..
-
جنود
المزيد.....
-
السجن النافذ لمن يلقي التحية النازية.. أستراليا تقر قوانين ج
...
-
بث للمرة الأولى من كاميرتي مراقبة.. فيديو متداول في لبنان يظ
...
-
بعثة ليبيا الأممية تشكل لجنة استشارية
-
المدعية العامة الأمريكية الجديدة تحل مجموعة نشطت في ملاحقة ا
...
-
الأزهر يرفض تهجير الفلسطينيين: خدع القرن الماضي لن تتكرر
-
مدعون عامون من 12 ولاية أمريكية يطالبون بتقييد وصول وزارة إي
...
-
النيجر .. الجيش يعلن مقتل 10 جنود على الأقل في كمين
-
-نافذة من دمشق- تتناول تداعيات كشف -قيصر- عن هويته
-
تحرير عنصرين من القوات السورية خُطفا خلال حملة أمنية قرب الح
...
-
أمريكا تصادر طائرة ثانية لرئيس فنزويلا.. ومسؤول: كنز من المع
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|