أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خواطر لمن يعقلون – ج118














المزيد.....

خواطر لمن يعقلون – ج118


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 5486 - 2017 / 4 / 9 - 21:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خواطر لمن يعقلون – ج118
.
1..
كان محمد بن آمنة يعاني من كثرة القمل في رأسه، وقد يكون هناك من إستهزأ به وإتهمه بالوسخ والقذارة، فماذا كان رد فعله؟ زعم أن القمل إيتلاء إبتلى به الله كل الأنبياء! أي عوض أن ينفي التهمة عن نفسه بالدليل والبرهان الواضح إلتجأ إلى دليل خرافي لا يمكن لأحد التثبت من صحته: إبتلاء من الله؛ ولم يقف عند هذا الحد بل عمّم الإتهام على كل الأنبياء، طبقا لمبدأ "كلنا في الهوا سوا". هل هذا هو الرجل الذي تقولون أنه أتاكم بكتاب يحث على النظافة؟ شعره مقمل وحتى عقله مقمل أيضا.
.
2..
كلما أتى أحدهم وإدعى النبوة إلا وسارع لغلق الباب وراءه زاعما أنه هو آخر الأنبياء. خدعة لا تنطلي على كل ذي عقل قادر على التفكير بمنطق... ويبدو أن مهنة "نبي" هي المهنة الوحيدة التي تقوم على مبدأ الإحتكار وإنعدام الأدلة.
.
3..
يقولون أن الغرب يريد قتل العرب والمسلمين وتدمير دولهم... حسنا. لكن، ألم يحاول المسلمون في حروبهم الإستعمارية الإستيطانية المسماة "فتوحات إسلامية" تدمير كل أوروبا والإستحواذ على ثرواتها وقتل أهلها؟ هل نسيتم؟ أم أن الفعل حين يأتي من طرفكم يكون جميلا وحسنا وحين يأتي من طرف الآخرين يصبح ممجوجا وسيئا؟ كما زعمتم أنتم أنكم كنتم تريدون "فتح" بلاد الغرب الكافر لنشر الإسلام، دين الله حسب خرافاتكم، ها هو الغرب يفعل معكم نفس الشيء ويقول أنه يريد نشر الحضارة والديمقراطية، فأين المشكلة؟
.
4..
ورد في صحيح مسلم: "عن عائشة أم المؤمنين قالت: أن النبي صلعم لم يكن على شيء من النوافل، أشد معاهدة منه، على ركعتين قبل الصبح". أي أنه كان ملتزما بأداء ركعتين قبل الصبح، وقبل صلاة الفجر، بطبيعة الحال. خمس صلوات في اليوم ونوافل؟ لكن، أليس هذا إضاعة للوقت؟ فإذا كان محمد بن آمنة عاطلا عن العمل بإمتياز، وكان كل مصدر رزقه ما تأتيه به عصابته من هجماتها الإجرامية، أي أنه كان يعيش عالة على القبائل الأخرى التي تجتهد وتزرع وتتاجر ثم يأتي الأجلاف المسلمون ليأخذوا ما كسبه غيرهم بعد تعب وشقاء... فإذا كان ذلك حال محمد وعصابته، فهل يصح أن يضيع الناس اليوم وقتهم في الوضوء والسجود والركوع وهي أشياء لا تنفع أصلا ويتركوا العمل، بل يتهربون منه بتعلة الصلاة؟ ثم يتساءل المسلمون ببلاهة عن سبب تخلفهم وتقدم الآخرين! هذا أحد أهم الأسباب، ومن يقول العكس فهو أبله مثلهم.
.
5..
قال لي أحدهم أن كل ما أكتبه من مقالات مليء بالحقد على الإسلام، لكنه عجز عن أن يحدد لي أين هو الحقد في كتاباتي التي ينطلق معظمها من أمور مكتوبة في كتب التراث الإسلامي منذ قرون ويتم تدريسها في المساجد و"الجامعات" الإسلامية أو من تفسير منطقي لخرافات يتداولها المسلمون بحماقة دون أن يتجرأ أي منهم على التفكير فيها بعقلانية.
.
6..
يتبجح المسلم قائلا: "لولا الإسلام لكنت تنكح أمك". بطبيعة الحال، هذه ليست فكرته وليست فكرة جديدة أصلا، فقد ترددت منذ عشرات السنين حتى مللناها. لكن، بما أن المسلم الذي يرددها كالببغاء لا يجرؤ على التفكير ولا على الشك في ما ورثه عن آبائه وأجداده، دعونا نبين له معنى هذه الجملة. أولا، في هذه الجملة تأكيد وتعميم: تأكيد على أن من عاشوا قبل إدعاء محمد بن آمنة للنبوة كانوا كلهم ينكحون أمهاتهم؛ وتعميم عليهم جميعا بمختلف الأزمنة والأمكنة التي عاشوا فيها. فهل يستطيع هذا المسلم أن يأتي بأدلة قاطعة وثابتة على صحة إدعائه؟ بالطبع لا. ولنفترض أن هناك من نكح أمه قبل الإسلام، فهل هذا سبب كاف للتعميم على كل العالم؟ وما قول هذا المسلم في من نكح أمه في زمننا هذا وفي بلاد تزعم أنها إسلامية؟ أليس هذا كافيا لدحض إدعائه بالكامل؟ فها أن الإسلام لم يمنع مسلما من أن ينكح أمه. وليبحث بنفسه عن هذا النوع من الجرائم في العالم العربي الإسلامي وسيعرف سخافة الإدعاء الذي يردده بفخر كأنه أتى بالأسد من ذيله، كما يقال. ثانيا، زعمه أن الإسلام هو الذي يمنع الناس من نكاح أمهاتهم، هذا القول في حد ذاته يسقط كل مصداقية وأخلاق المسلم؛ فهذا إعتراف بأنه لو لم يكن محدثنا مسلما لكان نكح أمه بسهولة وببساطة. فمحدثنا بلا أخلاق وما يزعم أنه من أخلاق الإسلام لم يكن ليتوصل إليه لولا هذا الدين، في حين أن أمما أخرى قبل الإسلام وفي أماكن من العالم لم يصل إليها الإسلام كانت لديهم معايير أخلاقية أحسن من الأخلاق الإسلامية بآلاف المرات. وإنما سر إلتزام المسلم بعدم نكاح أمه يرجع في الأصل والحقيقة إلى خوفه من عقاب الله الإسلامي. فإذا نزعنا عامل الخوف، عاد المسلم إلى حيوانيته. فما فضل الإسلام إن كانت الأخلاق التي يتبجح بها المسلم مبنية على الخوف والطمع، لا على الإقتناع والعقل؟
.
----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي خرافات إسلامية:
https://archive.org/details/Islamic_myths
3.. صفحة مالك بارودي على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد بن آمنة يفجّر كنائس مصر
- خواطر لمن يعقلون – ج117
- خواطر لمن يعقلون – ج116
- خواطر لمن يعقلون – ج115
- خواطر لمن يعقلون – ج114
- خواطر لمن يعقلون – ج113
- خواطر لمن يعقلون – ج112
- خواطر لمن يعقلون – ج111
- خواطر لمن يعقلون – ج110
- خواطر لمن يعقلون – ج109
- حول السّلسلة المسرحيّة -من قصص العرش-
- خواطر لمن يعقلون – ج108
- من قصص العرش - الله أحسنُ الخالقين
- إنّي أراك
- صفعة مارين لوبان على وجه مفتي لبنان
- من قصص العرش - الله وسورة التّكاثر
- خواطر لمن يعقلون – ج107
- خواطر لمن يعقلون – ج106
- خواطر لمن يعقلون – ج105
- كلمة على هامش موضوع حدّ الرّدّة في الإسلام


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خواطر لمن يعقلون – ج118