أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - 69 المرأة في القرآن 2/8















المزيد.....

69 المرأة في القرآن 2/8


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5486 - 2017 / 4 / 9 - 15:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


69 المرأة في القرآن 2/8
ضياء الشكرجي
[email protected]o
www.nasmaa.org

هذه هي الحلقة التاسعة والستون من مختارات من مقالات كتبي في نقد الدين، حيث نكون مع المقالات المختارة من الكتاب الثالث «مع القرآن في حوارات متسائلة»، حيث تكون ثمان حلقات تتناول حقيقة موقف القرآن من المرأة، هذه الثانية منها.
وهنا نواصل النصوص القرآنية الدالة على المساواة بين الرجل والمرأة، قبل الانتقال إلى نصوص تفضيل الرجل.
«مَن عَمِلَ صالحا مِّن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ، فَلَنُحيينَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزينَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ.» (16 النحل 97)
هذه إشارة أخرى إلى المساواة في الثواب الأخروي.
«الزّانِيَةُ وَالزّاني فَاجلِدوا كُلَّ واحِدٍ مِّنهُما مِئَةَ جَلدَةٍ، وَّلا تَأخُذكُم بِهِما رَأفَةٌ في دينِ اللهِ إِن كُنتُم تُؤمِنونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ، وَليَشهَد عَذابَهُما طائِفَةٌ مِّنَ المُؤمِنينَ. الزّاني لا يَنكِحُ إلّا زانِيَةً أَو مُشرِكَةً، وَالزّانِيَةُ لا يَنكِحُها إِلّا زانٍ أَو مُشرِكٌ، وَحُرِّمَ ذالِكَ على المُؤمِنينَ.» (24 النور 2 - 3)
وهنا مساواة في العقوبة الدنيوية المتجردة عن أي شعور بالرأفة كما تعبر الآية.
«الخبيثاتُ لِلخبيثينَ وَالخبيثونَ لِلخبيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبينَ وَالطَّيِّبونَ لِلطَّيِّباتِ؛ أُولـاـئِكَ مُبَرَّؤونَ مِمّا يَقولونَ، لَهُم مَّغفِرَةٌ وَّرِزقٌ كَريمٌ.» (24 النور 26)
كذلك هنا يُذكَر الأشخاص الذكور والإناث، بخبيثيهم وخبيثاتهم، وطيبيهم وطيباتهم، حسب معايير القرآن، على نحو المساواة.
«قُل لِّلمُؤمِنينَ يَغُضّوا مِن أَبصارِهِم وَيَحفَظوا فُروجَهُم، ذالِكَ أَزكى لَهُم، إِنَّ اللهَ خَبيرٌم بِما يَصنَعونَ، وَقُل لِّلمُؤمِناتِ يَغضُضنَ مِن أَبصارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُروجَهُنَّ وَلا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إِلّا ما ظَهَرَ مِنها، وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيوبِهِنَّ وَلا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إِلّا لِبُعولَتِهِنَّ أَو آبائِهِنَّ أَو آباءِ بُعولَتِهِنَّ أَو أَبنائِهِنَّ أَو أَبناءِ بُعولَتِهِنَّ أَو إِخوانِهِنَّ أَو بَني إِخوانِهِنَّ أَو بَني أَخَواتِهِنَّ أَو نِسائِهِنَّ أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُنَّ أَوِ التّابِعينَ غَيرِ أولِي الإِربَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفلِ الَّذينَ لَم يَظهَروا على عَوراتِ النِّساءِ، وَلا يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِنَّ لِيُعلَمَ ما يُخفينَ مِن زينَتِهِنَّ، وَتوبوا إِلَى اللهِ جَميعًا أَيُّهَا المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلحونَ.» (24 النور 30 - 31)
هنا أحكام شرعية تتعلق بغض البصر وحفظ الفرج، أي بما يعبر عنه بالعفة الجنسية، تذكر كذلك إلى حد ما على أساس من المساواة بين الجنسين، مع تشديد على النساء أكثر في تلك الأحكام، من حيث عدم جواز إظهار الزينة، وإظهار الجيب، أي فتحة الصدر من الفستان أو الثوب، والمشي بطريقة يسمع فيها رنة الخلخال، إذن هي مساواة مشروطة، بإضافة أحكام على النساء غير مفروضة على الرجال.
«إِنَّ المُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ وَالمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالقانِتينَ وَالقانِتاتِ وَالصّادِقينَ وَالصّادِقاتِ وَالصّابِرينَ وَالصّابِراتِ وَالخاشِعينَ وَالخاشِعاتِ وَالمُتَصَدِّقينَ وَالمُتَصَدِّقاتِ وَالصّائِمينَ وَالصّائِماتِ وَالحافِظينَ فُروجَهُم وَالحافِظاتِ وَالذّاكِرينَ اللهَ كَثيرًا وَالذّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغفِرَةً وَّأَجرًا عَظيمًا.» (33 الأحزاب 35)
إذن الذين ذُكِروا هنا واللاتي ذُكِرن بصفاتهم وصفاتهن الإيجابية، من إيمان، وقنوت، وصدق، وصبر، وخشوع، وتصدّق، وصوم، وحفظ للفروج، وذكر لله، وما وُعِدوا به وما وُعِدن، من مغفرة وأجر عظيم، كله ذُكِر على قدر المساواة التامة بين الجنسين.
«وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن يَّكونَ لَهُمُ الخيَرَةُ مِن أَمرِهِم، وَمَن يَّعصِ اللهَ وَرَسولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا مُّبينًا.» (33 الأحزاب 36)
كذلك المساواة نجدها هنا في عدم جواز أن يختار كل من المؤمن والمؤمنة لنفسيهما ما يرجّحانِه، إذا ما كان في ذلك حكم مخالف لإرادتيهما ورغبتيهما وترجيحيهما من الله - فيما يفترضه الإسلام أنه من الله - أو من الرسول، فسَلبُ حريةِ الاختيار في شؤنهما، حتى الخاصة منها، في مثل هذه الحالة متساوٍ هنا فيه كل من الرجل المؤمن بالإسلام، والمرأة المؤمنة به.
«وَالَّذينَ يُؤذونَ المُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبوا فَقَدِ احتَمَلوا بُهتانًا وَّإِثمًا مُّبينًا.» (33 الأحزاب 58)
وإدانة إيذاء المؤمنين والمؤمنات تجري هنا هي الأخرى بشكل متساو، لا تمييز فيه بين إيذاء (المؤمن)، أو إيذاء (المؤمنة).
«لِيُعَذِّبَ اللهُ المُنافِقينَ وَالمُنافِقاتِ وَالمُشرِكينَ وَالمُشرِكاتِ وَيَتوبَ اللهُ عَلَى المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ، وَكانَ اللهُ غَفورًا رَّحيمًا.» (33 الأحزاب 73)
المساواة نجدها هنا أيضا متحققة فيما هو الوعيد بالعذاب تجاه من أسماهم القرآن بالمنافقين من الجنسين، والمشركين منهما، وكذلك فيما هي البشرى بالتوبة والمغفرة والرحمة تجاه الجنسين من المؤمنين.
«لِيُدخِلَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَيُكَفِّرَ عَنهُم سَيِّئاتِهِم، وَكانَ ذالِكَ عِندَ اللهِ فَوزًا عَظيمًا.» (48 الفتح 5)
وهكذا هو الأمر هنا فيما يتعلق بوعد الله - حسب التصور القرآني - المتوجه للمؤمنين من الرجال والنساء على حد سواء.
«وَيُعَذِّبَ المُنافِقينَ وَالمُنافِقاتِ وَالمُشرِكينَ وَالمُشرِكاتِ الظّانّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوءِ، عَلَيهِم دائِرَةُ السَّوءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيهِم وَلَعَنَهُم وَأَعَدَّ لَهُم جَهَنَّمَ وَساءَت مَصيرًا.» (48 الفتح 6)
وكذلك هو الأمر مع المنافقين - حسب نعت القرآن - والمشركين من الجنسين، فالجنسان منهم متساويان فيما يحل عليهما من غضب الله ولعنته وعذابه إياهما في جهنمه.
«وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوجَينِ الذَّكَرَ وَالأُنثى، مِن نُّطفَةٍ إِذا تُمنى.» (53 النجم 45 - 46)
وخلق الإنسان ذكراً كان أو أنثى ذُكِر هنا أيضا على نحو المساواة.
«يَومَ تَرَى المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ يَسعى نورُهُم بَينَ أَيديهِم وَبِأَيمانِهِم، بُشراكُمُ اليَومَ جَنّاتٌ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها، ذالِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ. يوم يَقولُ المُنافِقونَ وَالمُنافِقاتُ لِلَّذينَ آمَنُوا انظُرونا نَقتَبِس مِن نّورِكُم، قيلَ ارجِعوا وَراءَكُم فَالتَمِسوا نورًا، فَضُرِبَ بَينَهُم بِسورٍ لَّهُ بابٌم باطِنُهُ فيهِ الرَّحمَةُ وَظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ.» (57 الحديد 12 - 13)
وهذه كذلك من نصوص المساواة بين الجنسين فيما يتعلق الأمر بالجزاء الأخروي المتمثل هنا بالثواب.
«إِنَّ المُصَّدِّقينَ وَالمُصَّدِّقاتِ وَأَقرَضُوا اللهَ قَرضًا حَسَنًا يُّضاعَفُ لَهُم، وَلَهُم أَجرٌ كَريمٌ.» (57 الحديد 18)
كذلك هنا المساواة بالنسبة للمتصدقين والمنفقين من الجنسين.
«أَيَحسَبُ الإِنسانُ أَن يُّترَكَ سُدًى، أَلَم يَكُ نُطفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُّمنى، ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوّى، فَجَعَلَ مِنهُ الزَّوجَينِ الذَّكَرَ وَالأُنثى.» (75 القيامة 39)
هنا تطرح المساوة أو قل التساوي من حيث الخلق.
«إِنَّ الَّذينَ فَتَنُوا المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ثُمَّ لَم يَتوبوا فَلَهُم عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُم عَذابُ الحريقِ.» (85 البروج 10)
وهنا كلام عن تعذيب مجموعة من الناس من الجنسين بسبب إيمانهم، بإحراقهم أحياء، ووعيد الله للذين مارسوا هذا النوع من التعذيب البشع تجاههم.

نصوص تفضيل الرجل على المرأة
«وَإِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنّي جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَليفَةً، قالوا أَتَجعَلُ فيها مَن يُّفسِدُ فيها وَيَسفِكُ الدِّماءَ وَنَحنُ نُسَبِّحُ بِحَمدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قالَ إِنّي أَعلَمُ ما لا تَعلَمونَ. وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسماءَ كُلَّها، ثُمَّ عَرَضَهُم على المَلائِكَةِ، فَقالَ أَمنبِئوني بِأَسماءِ هـاـؤُلاءِ إِن كُنتُم صادِقينَ. قالوا سُبحانَكَ لا عِلمَ لَنا إِلّا ما عَلَّمتَنا إِنَّكَ أَنتَ العَليمُ الحكيمُ. قالَ يا آدَمُ أَمنبِئهُم بِأَسمَائِهِم، فَلَمّا أَمنبَأَهُم بِأَسمَائِهِم، قالَ أَلَم أَقُل لَّكُم إِنّي أَعلَمُ غَيبَ السَّماواتِ وَالأَرضِ، وَأَعلَمُ ما تُبدونَ وَما كُنتُم تَكتُمونَ. وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ، فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ أَبى وَاستَكبَرَ وَكانَ مِنَ الكافِرينَ.» (2 البقرة 30 - 34)
التفضيل هنا واضح للإنسان الأول الذكر (آدم) على الإنسان الثاني، أو الإنسانة الأنثى الأولى (حواء)، من حيث أن آدم جعل أول من خلق الله من البشر، وكانت حواء لاحقة له، ومن حيث أن الله القرآني شرّف آدم دون حواء بذكره باسمه، ومن حيث أن تشريف الإنسان بخلافته لله في الأرض قد اختُصَّ به آدم دون حواء، ومن حيث أن إسجاد الملائكة كان لآدم دون حواء، ومن حيث أن آدم الذي اختص به الله في تعليمه ما أسماه القرآن بـ«الأسماء كلها»، دون الخوض الآن في تفسير الأسماء التي عُلِّمَها آدم، مما يعني أن المساواة لم تتحقق منذ القرار الأول الذي اتخذه الله في خلق الإنسان، ومنذ الخطوات الأولى لعملية الخلق وما لحقها.
«فَأَزَلَّهُمَا الشَّيطانُ عَنها فَأَخرَجَهُما مِمّا كانا فيهِ، وَقُلنَا اهبِطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَّلَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَّمَتاعٌ إِلى حينٍ. فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِماتٍ، فَتابَ عَلَيهِ، إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ.» (2 البقرة 36 - 37)
وهنا يختص الله - حسب الرواية القرآنية - آدم بتلقي الكلمات من ربه، وكما يختصه بالتوبة عليه، ربما مما يعطي مبررات سريان العقوبة على حواء بجعلها منذ البداية وبقرار من الله ناقصة عقل وناقصة حظ وناقصة دين، كما ابتلاها بالحيض والحمل والإنجاب والنفاس، كما روي في بعض الروايات، بالرغم من أن القرآن لم ينسب الخطيئة الأولى - كما التوراة والإنجيل - إلى حواء.
«يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ القِصاصُ فِي القَتلَى الحرُّ بِالحرِّ وَالعَبدُ بِالعَبدِ وَالأُنثى بِالأُنثى.» (2 البقرة 178)
ذكرنا هذه الآية ضمن نصوص المساواة، ويمكن إدراجها في نصوص التمييز الجنسي، ولعله هو الأرجح، فهي كما مرّ ذكره من المتشابهات، وهي بالتالي حمالة أوجه متعددة من التفسير وما يترتب عليه من استنباط حكم شرعي، لكن التمييز والتفاضل مؤيد - كما مر ذكره - بالكثير من أحكام الإرث، ودية القتل الخطأ، والشهادة، وغيرها.
«وَالمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُروءٍ، وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَّكتُمنَ ما خَلَقَ اللهُ في أَرحامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤمِنَّ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ، وَبُعولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ في ذالِكَ إِن أَرادوا إِصلاحًا ...» (2 البقرة 228)
للرجل حق الزواج أثناء حياة زوجته، ما لم يتعدَّ الحد الأعلى المسموح له الزواج بهن، ألا هو العدد أربعة، وأما الزواج الموقت، والمعروف بالمتعة عند الشيعة، وعند السنة الكثير مما يشبهه، ولو بتسميات أخرى، فهو غير محدود العدد، فمن حيث المبدأ يستطيع الرجل - ولو نظريا - أن يتزوج زواجا موقتا بكل نساء العالم، باستثناء المتزوجات، المُصطلَح عليهن قرآنيا بـ(المُحصَنات) والمحارم، كما يحق له أن يتزوج في ليلة وفاة زوجته، بل حتى قبل دفنها، بينما المرأة إذا ما تأرملت، فعليها عِدّة تعتدّ بها، حتى لو ثبت أنها غير حامل من زوجها المُتَوَفّى على نحو اليقين، أو كان معروفا عنها أنها عاقر، أو قد وصلت من العمر، ما يمتنع فيه الحمل.
«... وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذي عَلَيهِنَّ بِالمَعروفِ، وَلِلرِّجالِ عَلَيهِنَّ دَرَجَةٌ، وَّالله عَزيزٌ حَكُيمٌ.» (2 البقرة 228)
جملة «لَهُنَّ مِثلُ الَّذي عَلَيهِنَّ بِالمَعروفِ» تؤسس للمساواة، ثم تأتي الجملة اللاحقة لتلغي المساواة، بتأكيد تفضيل الرجل على المرأة، بقول «لِلرِّجالِ عَلَيهِنَّ دَرَجَةٌ». وهنا تكمن المشكلة، فما هي يا ترى هذه الدرجة، وما هو مقدارها، وأين تكون الدرجة التي يعلو بها الرجل على المرأة، وأين تطبيقاتها؛ كل ذلك غير موضَّح، وإذا قيل إن توضيحه في نصوص أخرى، فهي الأخرى حمالة أوجه، ومتعددة الفهم والاستنباط. وإذا ما سلّمنا بأن الرجال يتميزون في بعض الجوانب عن النساء بخصائص يفتقدْنَها، فالنساء هن الأخريات يتميزن في جوانب غيرها عن الرجال بخصائص يفتقدونها، وإذا قيل أن المقصود بأن المحصلة وبالمعدل يكون للرجال (درجةٌ) ما على النساء، فجعل الأمر مبهَما، ومع تجذّر الثقافة الذكورية، ومع وجود نصوص تكرّس مبدأ التمييز، فهذا كله يؤدي إلى رفع الدرجة المذكورة هنا درجات ودرجات مضاعفة فوق ما أرادته الآية، ولا يعلم ما أرادته إلا الله (القرآني) والراسخون في علم حل الألغاز القرآنية.
«الطَّلاَقُ مَرَّتانِ فَإِمساكٌم بِمَعروفٍ أَو تَسريحٌ بِإِحسانٍ، وَّلاَ يَحِلُّ لَكُم أَن تَأخُذوا مِمّا آتَيتُموهُنَّ شَيئًا إِلّا أَن يَّخافا أَلّا يُقيما حُدودَ اللهِ، فَإِن خِفتُم أَلاَّ يُقيما حُدودَ اللهِ فَلاَ جُناحَ عَلَيهِما فيمَا افتَدَت بِهِ، تِلكَ حُدودُ اللهِ فَلا تَعتَدوها، وَمَن يَتَعَدَّ حُدودَ اللهِ فَأُولـاـئِكَ هُمُ الظّالِمونَ. فَإِن طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنم بَعدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوجًا غَيرَهُ، فَإِن طَلَّقَها فَلاَ جُناحَ عَلَيهِما أَن يَّتَراجَعا إِن ظَنّا أَن يُّقيما حُدودَ اللهِ، وَتِلكَ حُدودُ اللهِ يُبَيِّنُها لِقَومٍ يَّعلَمونَ.» (2 البقرة 229 - 230)
كل الصلاحيات بيد الرجل، فالرجل هو الذي يُطلِّق، والرجل هو الذي يُمسِك، والرجل هو الذي يُسرِّح، كل ما في الأمر إنه يتفضل على زوجته أو زوجاته بأن يُمسِك إذا أمسك بمعروف، وأن يُسرِّح إذا سرح بإحسان. ليس هناك ولو لمرة واحد خطاب للنساء أن (يا أَيَّتُهَا المُؤمِناتُ إِذا طَلَّقتُنَّ الرجال، فـ...) أو (وَإِن أَرَدتُّنَّ استِبدالَ زَوجٍ مَّكانَ زَوجٍ فـ...) أو (... استِبدالَ بَعلٍ مَكانَ بَعلٍ). إذن لا مساواة للمرأة بالرجل، فلماذا يا ترى يُخلَق الإنسان ذكرا، أو يُخلَق أنثى، من غير اختياره في كلا الحالتين، فيُفضَّل الرجل، لأنه كان رجلا من غير اختياره، والمرأة ولسوء حظها يُفَضَّل عليها، لأنها امرأة أيضا من غير اختيارها.
«لا جُناحَ عَلَيكُم إِن طَلَّقتُمُ النِّساءَ ما لَم تَمَسّوهُنُّ، أَو تَفرِضوا لَهُنَّ فَريضَةً، وَّمَتِّعوهُنَّ على الموسِعِ قَدَرُهُ وَعلى المُقتِرِ قَدرُهُ مَتاعًا بِالمَعروفِ حَقًّا عَلَى المُحسِنينَ.» (2 البقرة 236)
«وَإِن طَلَّقتُموهُنَّ مِن قَبلِ أَن تَمَسّوهُنَّ، وَقَد فَرَضتُم لَهُنَّ فَريضَةً، فَنِصفُ ما فَرَضتُم، إِلّا أَن يَعفونَ أَو يَعفُوَ الَّذي بيدِهِ عُقدَةُ النِّكاحِ، وَأَن تَعفو أَقرَبُ لِلتَّقوى، وَلا تَنسَوُا الفَضلَ بَينَكُم، إِنَّ اللهَ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ.» (2 البقرة 237)
«وَالَّذينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُم وَيَذَرونَ أَزواجًا وَّصيةً لِّأَزواجِهِم مَّتاعًا إِلَى الحولِ غَيرَ إِخراجٍ، فَإِن خَرَجنَ فَلا جُناحَ عَلَيكُم في ما فَعَلنَ في أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعروفٍ، وَّاللهُ عَزيزٌ حَكيمٌ.» (2 البقرة 240)
النصوص أعلاه كلها تبين ما للرجل من صلاحيات كزوج، وما عليه تجاه المرأة من حقوق لها، فحتى فيما يتعلق الأمر بحقوق المرأة، فهي تُطرح وكأنها مِنّة يمنّ بها التشريع المنحاز للرجل على المرأة. ثم إن كلا من فعل (النكاح) الذي يعني الزواج، وفعل (الطلاق)، يكون الرجل فيهما هو الفاعل والمرأة هي المفعول به، فالرجل يَنكَح فهو الناكح، والمرأة تُنكَح فهي المنكوحة، والرجل يُطلِّق فهو المُطلِّق، والمرأة تُطلَّق فهي المُطلَّقة.

وإلى الحلقة الثالثة ثم ما بعدها حتى الثامنة.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 68 المرأة في القرآن 1/8
- 67 القتال في القرآن 6/6
- 66 القتال في القرآن 5/6
- 65 القتال في القرآن 4/6
- 64 القتال في القرآن 3/6
- 63 القتال في القرآن 2/6
- 62 القتال في القرآن 1/6
- 61 «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 5/5
- 60 «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 4/5
- 59 «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 3/5
- 58 «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 2/5
- 57 «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 1/5
- 56 كأني بالقرآن يتحدث عني وانتصار الفنان على الراهب
- 55 تنقيح سورة الفاتحة دليل على بشريتها
- 54 المحكم والمتشابه كدليل على بشرية القرآن
- 53 قراءات أخرى لنصوص القرآن
- 52 آدم وحواء وتحدي القرآن
- 51 الدين والخمر والطاغوت وماركس
- 50 مقدمة «مع القرآن في حوارات متسائلة»
- 49 صفحات الختام من كتاب «لاهوت التنزيه»


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - 69 المرأة في القرآن 2/8