أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مغزى هجوم شيخ الأزهر على الفن















المزيد.....

مغزى هجوم شيخ الأزهر على الفن


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 11:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مغزى هجوم شيخ الأزهرعلى الفن؟
طلعت رضوان
لماذا لم يعترض (بمذكرة رسمية) على الأعمال الهابطة؟
وهل يتفضل بمشاهدة الأعمال التى دافعتْ عن القيم الإنسانية النبيلة؟
فى الموقع الرسمى لمشيخة الأزهرعلى (تويتر) شاهدتُ الفيديوالذى قال فيه د. أحمد الطيب شيخ الأزهرأنّ أخلاق الشباب انحدرتْ بنسبة90% بسبب الفن، ثـمّ أراد التأكيد فأضاف ((والفن وحده)) مماجعل هؤلاء الشباب غيرقادرين على رؤية الحقائق على نحوسليم.
وكنتُ أتمنى من فضيلة شيخ الأزهرأنْ يستخدم آليات الكتابة النقدية، ويـُـقدّم الدليل على مصداقية كلامه، وأنّ90%من الفن سبب انحدارأخلاق الشباب، ثـمّ يـُـشيرإلى نسبة ال10% التى أعجبته. وهل هذه النسبة تخرج (عن الأعمال الدينية) التى ليس لها أدنى علاقة بلغة الفن، لأنها تعتمد على لغة الخطابة، مثل المسلسلات والأفلام التى تناولتْ بداية الدعوة الإسلامية، والهجوم على (كفارقريش) والتركيز(على المشركين)..إلخ وهى الأعمال التى بدأتْ منذ الستينيات واستمرّتْ حتى الآن، ومصيرها الإهمال من وجهة نظرالكتابة النقدية للفن المرئى.
ونظرًا لأننى لا أنكروجود الكثيرمن الأعمال التليفزيونية والسينمائية التى يـُـطلق عليها (تجاوزًا أعمال فنية) فكنتُ أتمنى لوأنّ فيضلة شيخ الأزهرامتلك شجاعة (نقد) هذه الأعمال التى تسبّـبتْ- بالفعل- فى انحدارأخلاق الشباب. ومن بين هذه الأعمال: مسرحية (مدرسة المشاغبين) التى يُـصر(تليفزيون الدولة) على إعادة عرضها، بمعدل ملفت للنظرخاصة فى أيام الخميس والجمعة والأعياد الرسمية، رغم أنّ تلك المُـسماة (مسرحية) تسبّـبتْ فى تقطيع أوصال أقدس علاقة بين الأب وابنه، عندما قال الممثل ((أبويا اتحرق)) وأذكرأنّ ذلك التعبيرالمُـسف سمعته كثيرًا من الشباب فى وسائل المواصلات وفى الأماكن العامة، ونفس الشىء حدث مع العمل المُـسمى (مسرحية العيال كبرت) التى تحوّلتْ إلى (مُـقرّر) مفروض على شعبنا مثلها فى ذلك مثل مُـقرّرات المدارس المفروضة على التلاميذ، رغم أنّ أغلب مشاهدها إهانة وتجريح للأب. بل إنّ الاسفاف والابتذال تحت ستارما يُـسمى (فن) وصل لدرجة السخرية والاستهزاء والاستهتارمن قضاة مصرالذين هم رموزشامخة فى قلعة لها احترامها فى وجدان شعبنا، وذلك- على سبيل المثال- كما حدث فى العمل المسمى (مسرحية شاهد ماشافش حاجه) والمفروضة- أيضًـا- على شعبنا.
فهل (شاهد) شيخ الأزهرتلك الأعمال التى هبطتْ بمستوى الأخلاق، ليس بين الشباب (فقط) وإنما بين قطاعات عمرية كثيرة، الذين تصوّروا أنّ هذا (هوالفن) فلماذا لم يحتج شيخ الأزهرعلى عرض تلك الأعمال التى تسببتْ فى انحدارالأخلاق- كما قال فضيلته-؟ وهل كان يجرؤعلى تقديم مذكرة لرئاسة الجمهورية، أولرئاسة مجلس الوزر اء، أولوزيرالإعلام، أو- حتى- للمسئول عن ماسبيرو، بعدم عرض هذه الأعمال على شعبنا، حفاظــًـا (على الأخلاق)؟ أم أنّ شيخ الأزهرلم يـُـشاهد تلك الأعمال؟ وإذا كان لم يُـشاهدها فما الأعمال التى حكم عليها بأنها تسببتْ فى انحدارأخلاق الشباب؟ وهل معنى ذلك أنه يُـخصص وقتــًـا لمشاهدتها؟ أم يعتمد على التقارير؟ أوعلى ما يسمع من الشيوخ؟ وها أنا بعد أنْ ذكرتُ لفضيلته (بعض) الأمثلة عن الأعمال المُـسفة والهابطة والتى تسببتْ فى وجود (شرخ) عميق داخل كيان الأسرة المصرية، الشرخ الذى تسبب فى عدم احترام الابن لأبيه وأمه، لدرجة فاقتْ كل تصور، وصلتْ إلى حد السب وأحيانــًـا الضرب وأحيانــًـا القتل، فهل يتفضل فضيلته بتقديم المذكرة التى (كان) يجب عليه تقديمها ولم يفعل كما نوّهتُ بعاليه؟
وأعتقد أنّ الأخطرفى كلام شيخ الأزهرالأخيرهوأنّ أتباعه من الإسلاميين، سيفرحون بما قاله ويـُـردّدونه بين جيرانهم وأقاربهم، الأمرالذى سيؤدى إلى (كراهية) كل أشكال الفن، لأنّ فضيلة شيخ الأزهرحـدّد نسبة90%من الأعمال (غيرالأخلاقية) بينما النسبة الضئيلة التى أعجبته 10%. وإذا كنتُ أعترف بأنّ غالبية الأعمال السينمائية والتليفزيونية- منذ عدة سنوات- لاتنطبق عليها معاييرالفن المُـتعارف عليها فى الكتابات النقدية، فإنّ بعض الأعمال تستحق المشاهدة، بل (وتستحق الثناء) خاصة أعمال المبدع الراحل الجليل أسامة أنورعكاشة، الذى زرع (شجرة باسقة) فى (مجال الدراما التليفزيونية) فى الكثيرمن مسلسلاته مثل (الشهد والدموع) و(ليالى الحلمية)..إلخ خاصة وأنه ضفــّـرهموم ومشكلات قاع المجتمع، بنضال شعبنا ضد الاحتلال البريطانى، بخلاف تركيزه على أخطرآفة تـُـهـدّد كيان العلاقات الأسرية، أى آفة المرض اللعين المُـسمى (حب جمع المال) وبأية وسيلة حتى ولوكانت غيرمشروعة وحتى ولوكان المدخل إليها (أكل مال اليتامى) رغم أنّ الذين استحلوا (الحرام) من المؤمنين بأركان الدين الإسلامى الخمسة، ويحرصون على أداء الطقوس الدينية. أومسلسله الكوميدى الساخر(فى المشمش) الذى جمع فيه بين نقد الفساد السياسى (بتواطؤكبارالمسئولين مع المستثمرين) لنهب المال العام والاستيلاء على أراضى الدولة. وهذا العمل متعة فنية لكل من يعرف قيمة الفن.
ونفس الشىء ينطبق على (محمد جلال عبدالقوى) مؤلف (مسلسل المال والبنون) الذى تناول فيه صراع الأبناء من أجل المال، وغيره من المسلسلات العديدة لبعض المبدعين المحترمين، الذين أجادوا (توظيف الدراما) فى الأعمال المرئية، فهل فضيلة شيخ الأزهرشاهد (بعض تلك الأعمال) التى ركــّـزتْ على تعميق وترسيخ القيم الإنسانية النبيلة؟
أما الحديث عن السينما العالمية (الجادة والمحترمة) فهل لدى فضيلته (الوقت) ليُـشاهد الفيلم الأرجنتينى (موسم الحرائق) الذى عالج نضال الفلاحين ضد الشركة الأمريكية التى كانت تسعى لقطع و(ذبح) أشجارالبلوط؟ وكيف انتصرالفلاحون على المستثمرالأجنبى وعلى المسئولين الأرجنتينيين المتواطئين مع المستثمرضد وطنهم؟ وهل يمكن لفضيلته أنْ يقرأ (مسرحية القصة المزدوجة للدكتوربالمى) تأليف الكاتب الإسبانى (بويروباييخو) التى عالج فيها تعذيب المعارضين لحكم الدكتاتور(فرانكو) بشكل أدبى رفيع المستوى؟ وهل يمكن أنْ يستخدم (النت) ويطلب مشاهدة الفيلم الذى حكى قصة الأديبة هيلين كيلر، وكيف تغلــّـبتْ على فقدان السمع والنطق والبصربفضل مربيتها الآنسة (آن ساليفان) التى كانت البطلة الحقيقية فى تلك القصة الواقعية؟ فهل يفعلها شيخ الأزهرحتى يرى أنّ الفن الحقيقى (مع الأخلاق) ومع السموالروحى، وأنّ الفن الجيد ليس السبب فى انحدارأخلاق الشباب كما زعم.
000
هامش: هيليبن كيلر(1880- 1968) أديبة أمريكية من أصل إنجليزى. أجادتْ أكثرمن لغة، وتفوّقتْ فى العلوم الإنسانية مثل الفلسفة والمنطق..إلخ وكتبتْ 18كتابـًـا مثل (العالم الذى أعيش فيه (و(الخروج من الظلام) وتــُـرجمتْ كتبها إلى18لغة.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين كتاب منصور فهمى عن المرأة فى الإسلام؟
- ما هدف تشويه إبراهيم فى التوراة ؟
- النظام المصرى يرفع راية الاستسلام للإسلاميين
- الميتافيزيقا وسيطرتها على العقلية العربية
- السيد ياسين : علم الاجتماع وجذورالشخصية القومية
- لماذا يستمرىء الأصولى المصرى مغازلة االحمساويين؟
- بيان الأزهرالذى كرّس لثوابت الماضى
- من أين أتتْ ظاهرة الدعاة و(الداعيات)؟
- هل أقر الإسلام حرية العقيدة ؟
- أليس حق الاختلاف هوالذى حقق النهصة الأوروبية؟
- الأصوليون بين حياتهم اليومية ومعتقداتهم
- حجاب المرأة بين انتشاره وإلغائه
- مغزى أنْ ينضم السيف والعمامة ضد الفن
- لماذا التضليل فى تفسير القرآن ؟
- لماذا وافق الوحى عمربن الخطاب كثيرًا ؟
- لماذا قال نبى الإسلام ((الجنة تحت ظلال السيوف))؟
- اختلاف كتابة القرآن عن الكتالة الحديثة
- كيف يكون الأصولى من التنويريين؟
- لماذا ألقى الإسلام على ما كان فى الجاهلية؟
- لماذا طالب ادوارد سعيد بتحسين شروط التبعية؟


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مغزى هجوم شيخ الأزهر على الفن