أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد حسن يوسف - النظرة الاجتماعية ومقاييس التطور















المزيد.....

النظرة الاجتماعية ومقاييس التطور


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 05:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عادتا ما نرى البعض من قومنا ينشرون صور لمعمار مملوك من قبل شخص صومالي, منبهرين ان مثل هذا المبنى قائم في الصومال.

بالطبع رأس المال قادر على الكثير الى انه لا يسعف البسطاء الذين لن يغير حضور هذه المباني الخاصة شيئا في حياتهم ولن يكون ذلك على الامد القريب بامر يغير من ملامح اقتصاد البلد, وجمال البلد ونهضته سيتم تكريسه حينما توفر الخدمات العامة للمواطنين ويتسنى لهم تعمير مساكن لائقة بالسكن الآدمي.

مثل هذه المباني عادتا تعود الى فاسدين متوزعين ما بين القطاع الخاص او العام.

قبل انهيار الدولة الصومالية في عام 1991 تحصلت شخصيات على قروض من البنوك الصومالية بضمان مبانيهم ولم يكونوا يعيدون هبات القروض وصولا الى حين النهاية المشار اليها وقد ساهم ذلك في التراجع الذي تعرض له البلد.

وجود مثل هذه المباني ليس مقياس على تطور البلد بقدر ما يؤكد ان المناخ العام تطغى عليه الروح الاستهلاكية.

ما تقدم منشور قصيركتبته في صفحتي على الفيسبوك, وقد رافق المنشور تعقيبات اصدقاء استدعت تناول النقاش, كمثال:

- "كنت اناقش في رسالة الماجستير سالني الدكتور عن ماهية التخلف بمثال هو :- هل يقاس التخلف أو التقدم بالثروة ؟ ترددت كثيراً ولم استطع الإجابة ... فرد قائلاً :- أن كان الامر يقاس بالثروة ... كم هي قيمة ما يملكه البدوي فى البادية من ابل وكم هي قيمتها النقدية ؟ قلت هي طائلة فعلاً ..... قال آلا تشتري عدداً من المباني الفخمة جداً فى العاصمة ؟ قلت نعم ... قال اذا كان المقياس صحيح فهو اثري من ذاك الذي نحسبة متحضراً في العاصمة ... ونعده متخلفاً وهو فى البادية ... وقتها ادركت ليس المعمار أو الثروة هي المعيار الحقيقي الذي يمكن ان نعتمد عليه في مسائل التقدم والتخلف في مجتمع ما."

طبعا المعمار ليس المعيار الوحيد او الاساسي لتقدم, حيت هناك مجتمعات تعيش في ظل نهضة عمرانية متطورة بينما تعاني من التخلف في بنيتها الاجتماعية وامثلة على ذلك مجتمعات الخليج العربي وليبيا, وفي اتجاه آخر اكد التاريخ ان النهضة العمرانية قد اكدت على مدى تطور مجتمعات تاريخية مصرية,نوبية,فينقية,امازيغية,بابلية وغيرها, اذ عكست حالة العمران مدى واقع التطور في تلك الحقب التاريخية.

الاشكالية هنا ان الدكتور الذي يناقش رسالة الماجستير, انه يقيس واقعان اجتماعيان من خلال اداة الملكية والتي لا يمكنها ان تكون بحد ذاتها كمقياس مقارنة مع حالتان اجتماعيتان هناك مفارقة وتناقضات واضحة بينهما.

فالبدوي في المقام الآول ينتمي الى واقع بدائي متواضع في معرفته للكون والمحصورة على محيطه الاجتماعي الريفي.
ثروة البدوي لا يتجاوز استثمارها محيطه الريفي وعادتا ما تكون معرضة لهجمات الطبيعة والأمراض.
عدم اهتمامه بقيام حضارة وتكريسها وتركيزه محصورعلى المؤامة مع محيطه الريفي.
امثلاك البدوي لثروة لا يعفيه من ان يدرج ضمن بيئة المجتمع ذو الاقتصاد الريعي, نظرا لطبيعة هذا الاقتصاد وان كان من دائرة المنتجين.
لا يصنف البدوي اجتماعيا ضمن فئة الطبقة الوسطى والتي تمثلك قدرا من الدخل والملكية الفردية والعلم وحياة اجتماعية متطورة مقارنة مع البدو.
البدو يفتقدون الى اساسيات الحياة رغم ان الكثيريين منهم ذوي ثروة, وغياب هذه الاساسيات يصنفهم في دائرة الجماعات الاجتماعية الاكثر تخلفا في المجتمع.
الفقيرالمدني في حال حصوله على الثروة النقدية يمكنه اداراتها مقارنتا مع البدوي في حال حصوله على هذه الثروة ذاتها.
البدوي اكثر تعرضا للامراض والأوبئة مقارنتا مع فقراء المدن الذين يملكون قدرا من اساسيات الحياة.

- "وهذا ما يسمونه بالاقتصاد الاستهلاكي."

هنا اقول عموما ان العمران يشكل بجزء اساسي من التطور الاقتصادي لبلد ما, الى ان الحالة موضع النقاش هنا هي فعلا تأتي في سياق اقتصاد استهلاكي, اذ ان العائدات المالية لتأجير مثل هذا المباني عادتا يتم ترحيله الى خارج الصومال ولا يصب الجزء الأكبر منها في الاقتصاد الصومالي, كما ان هذه المباني تؤجر بعملة الدولار الامريكي والذي يتم ترحيله مباشرتا ولا يصب في اطار تكريس استقرار في سوق العملات المالية في الصومال ويسهم في تراجع واقع معيشة المجتمع لكونه يسحق باستمرار العملة الوطنية التي اصبحت بجزء من ذاكرة تاريخية.

- "المهم في الناتج ان البلد الذي فيه ابنية فخمة افضلا حالا بكل المقاييس من البلد الخرابة."

طبعا البنية الفخمة افضل حالا من الخربات, الى ان الامر الذي انطلق منه المنشور يستدعي التوقف عنده ونقاشه وبتالي لا يمكن تسطيح الأمر ببساطة المقارنة ما بين بنايات فخمة واخرى خرابة.

- "في نظري العقار فى الإقتصاديات الناشئة حيث التقلبات عنيفة و العملات المحلية تتعرض من حين لأخر لضغوط شديدة و معدل البطالة غالبا مرتفع، لذا حين تمتلك شقة أو أرض أو بيت فهناك إحساس نسبى بالامان ينتابك، البيت سعرة يزيد مع الوقت و يوفر لك مسكن بدون ما تدفع إيجار, المسكن يصبح "العقار أضمن إستثمار". و كمان حماية عائلية فى إستقرار فى بيت بدون تكلفة إيجار قد لا تستطيع دفعها فى يوم من الايام توليفة العقار إستثمار.
لإن الإقتصاد لا يتيح أى بدائل تحميك من التضخم و تقلبات التوظيف، فلا تأمين يحميك حين تفقد وظيفتك، و لا منظومة صحية قوية تضمن حد أدنى من الرعاية الصحية لك بغض النظر عن دخلك، لا يوجد منتج مالى يحمى مدخراتك من التضخم ، ولا توجد سندات محلية أو لشركات مضمونة يشتريها الفرد, إلخ إلخ إلخ ..... بإختصار كأى إنسان عادى تسعى لتأمين المستقبل لا يوجد امامك إلا العقار. مساحة عمل اقتصاد خدمي تكاد تكون معدومة في البلد يا صديقي، لست مع التباهي في المباني لكن هي على الأقل محاولة للتأمين و ليست في خانة الاستهلاكيات."

مؤكد ان العقار يمثل بحماية وضمان مادي على المستوى الفردي امام تقلبات الاقتصاد والحياة عموما, الى ان الحالة محل النقاش هنا يؤخذ عليها انها تصب في اطار خدماتي حصرا, لم يتحرر منه الصومال حتى الراهن بدلا من الاتجاه الى اقتصاد داعمته الانتاج ولاسيما في ظل العديد من الموارد,ثروة حيوانية,بحرية,نهرية وزراعة ومياه انهار.

والقول هنا باهمية التركيز الرأس المال الوطني على المشاريع الانتاجية ولاسيما الصغيرة في سبيل اقامة بنية اقتصادية تعمل على تحقيق واقع تطور مادي ينعكس بدوره على الواقع الاجتماعي والسياسي والامني للبلد, وتمكين استقطاب استثمارات خارجية غير متوحشة ويمكنها ان تدفع من عجلة التطور الانتاجي تحديدا.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة عن الصومال ما بين المشروعية والسذاجة
- صورة على خلفية تاريخ صومالي
- الصومال وسهم المؤلفة قلوبهم
- فرماجو يبلع الطعُم
- طاهر عولسو ظاهرة صومالية
- امن الصومال ارجوحة الفاسدين والمتطرفين
- ليس جديدا ان تباع بربرة
- بلوغ الوزارة بفضل العلمانية
- نحو ثقافة علمانية ديمقراطية
- وحدها الراسمالية لا تتبنى الارهاب المتعارف عليه!
- شجاعة سياد بري وكونفيدرالية فيدل كاسترو
- سكان الاوجادين ما بين الصومال وجيبوتي
- الصوملة ما بين عبرة وبذاءة عربية
- الصوماليين وحكاية إسمها جالكعيو
- المحاكم الا إسلامية.. سراب خدع الصوماليين
- زبلوط عربي يقابله افمينشار صومالي1-2
- مارشال الصومال 3-4
- مارشال الصومال 2-3
- صالح حماية وحربه مع العربية!
- تباين إسلامي بصدد مفاهيم اركان الايمان


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد حسن يوسف - النظرة الاجتماعية ومقاييس التطور