رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5484 - 2017 / 4 / 7 - 12:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العدوان الامريكي
تتعمد الامبريالية الامريكية أن تكون ضرباتها موجعة ومؤلمة، هذا ما قامت به عندما تعمدت القيام بأعمال عدوانية تضر بالمقدسات الإنسان السوري/الهلالي، لكي تهيننا، وتجعلنا نشعر بعدم أهميتنا، وتحرمنا من الاستمتاع بالحياة، فهي تعمل على تحطيمنا من الداخل، بحيث نفقد أي مشاعر بالحياة، بإنسانيتنا، فعدما يقوم العدو بعمل معادي في ظرف وزمان من المفترض أن يشكل حالة من الهدوء/القدسية لنا يتأكد لنا بأننا مستهدفون منه وبشدة، ولسنا نحن فقط المعادين له، بل أيضا لمن يعتبرون أنفسهم حلفاء وأصدقاء للعدو.
هذا ما كان عندما قام المحتل الإسرائيلي بالتعاون مع العملاء الذي أضلوا السبيل، بمجزرة صبرا وشاتيلا في صبيحة ليلة عيد الأضحى عام 1982، وما قام المحتل الامريكي بالتعاون مع عملائه عندما اعدم القائد العربي "صدام حسن" عام 2006، لا يخرج عن هذا الأمر، فالمتأذي الوحيد هو الشعب/سكان المنطقة، وها وهو يعيد الفعل في سورية اليوم في يوم جمعة من عام 2017، والذي يعتبر يوم مقدس، يوم راحة، ويقوم بشن غارة على الأرض السورية محدثا فيها خراب ودمار وقتل، وبصرف النظر عن المستفيد من هذا العدوان يبقى هذا الفعل معادي ومؤذي لنا ولمشاعر كل إنسان على هذه الأرض.
قبل ما يقارب الأسبوع قام الطيران المعادي الامبريالي بضرب مناطق سكنية في مدينة الموصل وقتل فيها المئات من أهلنا هناك، ولم تبدي أي محطة عربية رسمية أو غير رسمية أي اهتمام بالموضوع، وكأن ما جرى من قتل هو لكائنات فضائية تبتعد عنا ملاين السنوات الضوئية، ولا داعي حتى للتوقف عندها، ولهذا تم تقديم الخبر بشكل عابر وسريع.
طبعا اليوم هو الجمعة، وسيكون هنا خطب نارية في مساجدنا الوهابية والاخوانية، وسيتحدث فيها شيوخنا الأجلاء: ويقولون: "بأن ما جرى (للنظام السوري) هو فعل رباني، ردا على الجرائم التي فعلها" وسيخرج المصلين كالخراف الذاهبة للمسلخ، تطأطأ رأسها ولا تدري ما سيحل بها، وسيقول أخر: "هذه أرادة ربانية تضرب الأشرار بعضهم ببعض، وليس لنا الحق في التدخل أو ابداء الرأي"، وسنجد منهم من يحمد الله عن نعمة الأمان التي يعيشها هو من حوله، ومنهم من سيتحدث عن كيفية الوضوء وعورات النساء، ومنهم من سيخبرنا عن قصة "إبراهيم عليه السلام" وكيف تم اعداد الحطب لمدة ثلاثة اشهر لحرقه وكيف نجاه الله بعد أن قذفوه بالمنجنيق، وكأن ما يجري على الأرض هو خارج الزمان والمكان. لنا الرحمة وعلى الأرض السلام.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟