أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - وقفة نقدية مع الماضي














المزيد.....

وقفة نقدية مع الماضي


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5483 - 2017 / 4 / 6 - 23:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقفة نقدية مع الماضي
الخامس من حزيران 2017
د. محمد أحمد الزعبي
1.
عندما نصل إلى الخامس من حزيران 2017 ، نكون قد وصلنا إلى الذكرى المؤلمة " ال ٥٠ " لحرب 1967 ، والتي سماها بعضهم " نكسة " في حين سماها البعض الأخر " هزيمة " . وفيما يتعلق بهذه المقالة ، ليس مهما أن يكون الشكل نكسة أو هزيمة ، إذا كان المضمون يصرخ بالفم المليان و بعيون دامعة " أين هضبة الجولان يا حافظ ؟" " اين هضبة الجولان يا بشار الكيماوي؟" ، أين هضبة الجولان يامن تسمون أنفسكم زورا " الجيش السوري !!" ؟ اين هضبة الجولان يا قتلة الأطفال ؟ وياأبطال غاز السارين "؟ ، أهي كما يقول المثل الشعبي " شطارة أبوي على أمي " ؟ أم هي " الخيانة " بشحمها ولحمها ؟ . أيا كان الجواب فإن هضبة الجولان مازالت محتلة ، رغم مرور نصف قرن على احتلالها (!!) ، وأن غاز السارين مازال موجودا بيد القتلة ، وإن خان شيخون لن تكون المدينة الآخيرة التي تستهدفها غازات بشار وبوتين السامة ، ولا سيما إذا مأبقيت ضمائر بائعي الكلام وبائعي السلاح نائمة أو متناومة ، إلى أجل يحددونه هم وليس أطفال خان شيخون.
2.
بينما كنت أستعرض مع نفسي شريط الأسباب التي يمكن أن تفسر صمت نظام عائلة الأسد الحاكم في سورية منذ نصف قرن عن احتلال اسرائيل لهضبة الجولان ، رأيتني أتوقف عند الصورة البيوسوسيولوجية التالية : تنبئنا علوم الحياة ، أن ظهور واختلاف النباتات في الأرض إنما يعود من جهة إلى اختلاف بذورها ، ومن جهة أخرى إلى وجود الأرض الصالحة لإنباتها ونموها ، ومن جهة ثالثة إلى دورة الحياة على سطح الأرض ، حيث تمر كافة الكائنات الحية وشبه الحية بدورة تبدأ بزرع البذرة وتنتهي بتوالدها وتكاثرها . وفي إطار هذه الصورة من علم الحياة ، تذكرت " البذرة " ( بذرة ٣+٢) العسكرية التي تكونت في القاهرة في ظل الوحدة ( الجمهورية العربية المتحدة ) والتي كانت بذرة طائفية بامتياز ، وكانت ترتدي " قبع الخفا " ( التقية ) لتحجب حقيقتها عن الناس . لقد مثّلت مرحلة الانفصال (1961- 1962 ) الارض الصالحة لإنباتها ، وبالتالي وصولها إلى ماسمي ثورة الثامن من آذار ١٩٦٣ . التي ترعرعت ونضجة النبتة في ظلها ، ثم حملت بمولودها الذي أنجبته يوم " 23 شباط 1966 " وأطلقت عليه اسم " اليسار " ، والذي سقطت مدينة القنيطرة وضاعت معها هضبة الجولان كلها ، وصدر البلاغ 66 الكاذب من قبل حافظ الأسد ، ومات تحت العذيب في أقبية مخابرات القوى الجوية الشيوعي أحمد المصطفى العبد المجيد في ظل هذه اليسارية المزعومة ،
3.
نعم إن ثورة الثامن من آذار 1963 كانت النبتة الطائفية لبذرة اللجنة العسكرية التي تكونت في القاهرة ١٩٥٩ والتي مثلت مرحلة الإنفصال الأرض الصالحة لنموها ، وأيضاً الجسر الذي عبرعليه حافظ الأسد ومجموعته العسكرية إلى الجيش والحزب ( حزب البعث العربي الاشتراكي ) بداية تحت شعار القضاء على الإنفصال والانفصاليين ( انقلاب 8/3/1963 ) ولاحقاً القضاء على " اليمين العفلقي " ( حركة 23 شباط 1966 ) وأخيرا وبعد سلسلة من الصراعات على السلطة بين مثلث ( صلاح ، حافظ ، عمران ) وخاصة بعد هزيمة 1967 ، استطاع حافظ الأسد ( وزير الدفاع ) أن يقضي على خصميه اللدودين ( محمد عمران وصلاح جديد ) عبر حركته " التضليلية " و الوصول إلى هدفه في الانفراد بالسلطة عام 1970 ، وبالتالي تفادي المساءلة العسكرية والحزبية عن هزيمة ١٩٦٧ وبالذات عن البلاغ 66 وأسبابه الحقيقية ، وكل ماعدا ذلك إنما يدخل بنظرنا في إطار التفاصيل ، أو قل في إطار درجات سلم صعود حافظ الأسد ومجموعته العسكرية إلى قمة الهرم السياسي والعسكري في سوريا اعتبارا من عام 1970.
4.
ولابد من القول هنا أن انقلاب القيادة القطرية ( صلاح جديد ) في حزب البعث على القيادة القومية ( ميشيل عفلق ومنيف البزاز ) عام 1966( حركة 23 شباط ) قد مثل الخطوة الأكبر والأوسع في وصول حافظ إلى هدفه السياسي ( الوصول إلى كرسي الرئاسة ) ، بينما مثلت محاولة بعض الحزبيين النأي بأنفسهم عن هذا الصراع ، بعد أن تبين لهم البعد الطائفي لهذا الصراع ( محمد الزعبي ) ، وانتحار عبد الكريم الجندي ( أو قتله ) عام 1970، وتصفية اللواء أحمد سويداني ، وزج كامل أعضاء قيادة 23 شباط 1966 في السجن إثر قيامه بما سمي ( الحركة التصحيحية 1970 ) من بين العوائق غير الكبيرة وغير المهمة ، التي استطاع حافظ أن يتجاهلها و يتجاوزها بسهولة في صعوده الثابت والبرمج نحو التفرد الطائفي في حكم الجمهورية العربية السورية . إن وصول حافظ الأسد إلى قمة هرم السلطة في كل من الحزب والحكم في سوريا ، حال دون مساءلته العسكرية والحزبية والشعبية عن هزيمة 1967 وعن ضياع هضبة الجولان ، وعن البلاغ 66 ، وسمحت له بأن يستمر في ممارسة الكذب والتضليل طوال حياته ، بل وبعد مماته من خلال وريثه الذي فاق أباه بالكذب والتضليل وتدمير المجتمع السوري ، وقتل أطفاله ونسائه أو تهجيرهم ، والذي ( المجتمع السوري ) زاد فيه اليوم ـ على مايبدو ـ الخرق على الراتق .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث وقفات مع نزار قباني
- تستور ياشيخ لافروف
- سوريا ليست للبيع يابشار
- المسألة السورية في مرحلة مابعد حلب
- عشرة أيام حيّرت العالم
- من وحي حلب الشهباء
- الثورة السورية بين رؤيتبن
- الديموقراطية بين الحل والإشكالية
- خواطر حول الطائفية وأخواتها
- الدرس المغربي لثورات الربيع العربي
- حلف الثوريين في الربيع العربي
- ماهكذا تورد الإبل ياجون كيري
- الجيش الحر أو الجيش الوطني السوري
- الثورة السورية بين العاملين الداخلي والخارجي
- خاطرة حول بوادر تقسيم سوريا
- شنفرى داريا : وداعاً بني قومي!
- داريا بين فك بشار ومخالب بوتين
- الثورة السورية ولعبة شد الحبل بين إيران وتركيا
- الأخوان داعش وبشار وأكذوبة الأولوية
- جدل الدين والسياسة بين الأمس واليوم


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - وقفة نقدية مع الماضي