أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - ابن العم رياض الترك..الختيار الشاب















المزيد.....

ابن العم رياض الترك..الختيار الشاب


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1438 - 2006 / 1 / 22 - 11:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عندما أخبرنا الرفاق في فرنسا عن قرب قدوم الختيار ابن العم إلينا في ألمانيا بدأت أجهز نفسي للقائه بكل ما كنت قد تحميت له لنقاشه معه , جزء منه يتعلق بمسائل شخصية , وجزء يتعلق بالحزب وحول برنامجه الجديد ونظامه الداخلي وما جرى على هامشه , وجزء هام وهو حدث الساعة من إعلان دمشق وما ثار حوله من نقاش ونقد ونقد نقد , ولجنة ميلتس , وانسحاب خدام من النظام , والعلاقات العربية , وكل التساؤلات والإستفسارات والأحداث التي حرصت على عدم التعاطي فيها عبر الصحافة الالكترونية قبل حصولي على إيضاحات أساسية حولها مادام هناك فرصة متاحة للقاء مع الختيار ابن العم.
ولما أخبرني الرفيق محمد علي وهو أحد أعضاء لجنة التنسيق التي تجهز لعقد اللقاء العام لأطراف المعارضة السورية و لمحبي الختيار والخير لسوريا بحضور الرفيق رياض الترك , عن موعد وصول الختيار وأن اللقاء سيكون في برلين, تجهزت من مدينتي منفاي والتي تبعد ساعتين سفر عن برلين باكرا صباح اليوم التالي للوصول ظهيرته والذي كان موعد اللقاء بين الرفاق والختيار تمهيدا للقاء العام المنتظر لأطراف المعارضة السورية في المنفى الألماني في اليوم التالي.
وصلت في التاسعة صباحا إلى بيت الرفيق محمد علي مبيتا النية أن ألتقي الختيار قبل وصول الرفاق الآخرين لأتمكن من نقاشه في النقاط التي عزمت على إستيضاحه حولها منه شخصيا, وعندما فتح الرفيق لي باب الشقة عاجلني بطلب الحفاظ على الهدوء لأن الختيار نائم بسبب تأخره في النوم إلى الساعة الرابعة صباحا لمشاركته المجموعة التي استقبلته في المطار بعد إصرارها الحديث والنقاش حول ما يجد من أحداث على الساحة في المنطقة.
انخرطت مباشرة في مشاركة محمد علي مائدة الفطور , وتبادلنا أطراف الحديث لمدة ما يقارب الساعة قطعها رنين موبايل الختيار وصوته الأجش الناعس مع محدثه حول آخر التقارير الصحفية لانشقاق عبد الحليم خدام وآخر تصريحات وليد جنبلاط وما كتبت الصحافة الفرنسية حول لقاءات الختيار الأخيرة في باريس.
بعد أن أنهى مكالمته التي دامت ما يقارب الساعة أخذ حماما ثم لبس واتخذ سماعته إلى أذنه ودخل إلينا مصبحا ليشاركنا تناول الفطور.
حاولت انتهاز فرصة وأنا بقربه لأسر في أذنه بأني أحتاج منه في خضم زحمة وقته وبرنامج وجوده عندنا في ألمانيا إلى بعض الوقت الخاص أبحث معه فيه بعض المسائل الشخصية التي تجهزت للحديث بها معه ولبعض الاستفسارات الخاصة لبعض الأمور قبل مجيء الرفاق وانشغاله حينئذ وازدحام وقته, نجحت وجاءت الفرصة عندما أراد تدخين سيجارته على الشرفة , استمع إلي كأخ كبير بهدوء متواضع وأزال من ذهني كل سوء فهم متكون لدي, وبعد وقت قصير اكتمل نصاب الرفاق وانطلق النقاش وانخرط معنا بكل حمية الشباب بنقاش الأفكار والمقترحات والآراء والأحداث السياسية الطارئة , كان متطرفا بانحيازه للشعب والأكثرية الصامتة التي علينا أن نترك لها كل الفرص لتكون هي المعبرة والمحركة لمصالح الناس وخاصة للعنصر الشاب منها , أدهشني تعصبه للشباب, طالبنا أن نبتعد عن أنانياتنا الحزبية وجمودنا العقائدي وخاصة في هذه المرحلة ودفعنا نحن الذين امتهنا العمل السياسي أن نفسح الفرصة للمؤسسات المدنية والأكثرية الصامتة لأن تتحرك وتبتكر وسائلها إن كانت فردية أم جماعية لحاجة سوريا الملحة لهذا, لم يكن يتوقف الحوار والنقاش معه حتى في الفترات التي كنا نتخذها للاستراحة ليدخن هو سيجارته فكنت أستثمرها أنا لأطرح عليه إما انتقادات حول مجريات المؤتمر الأخير والذي عبره غير اسمه إلى حزب الشعب , أو بعض اللغط الذي جرى من بعض الرفاق على صفحات الصحافة من محمد سيد رصاص أم بشار العيسى أو من غيرهما , حاورته ماذا سأفعل أنا , وما علي انتظاره كعنصر فلسطيني قضى في الحزب ما يزيد عن ثلاثين عاما من العمر في خضم حمى التحركات من أطراف المعارضة لصياغة الهوية الوطنية السورية في الحدود الجغرافية الناتجة من تقسيم سايكس بيكو وما موقعي كفلسطيني من المواطنة والصراع من أجلها , وعندما نقلت له في إحدى الاستراحات القصيرة بعض الانتقادات الموجهة لإعلان دمشق وظن هذه العناصر بأنه كان هو شخصيا وراء صياغة النص , ابتسم وقال لي بل بالعكس أنه كان له نصا آخر بل مدح نصا كان قد صاغه الدكتور برهان غليون واعتبره أنه كان عظيما ولكنه أقر أن المباحثات والمفاوضات التي جرت أقرت النص الذي صدر به الإعلان وأنه أيده مادام قد حصل على إجماع الأطراف الموقعة عليه ليكون انطلاقة للتغيير الديموقراطي في سوريا للتيار الثالث المراد تشكيله بديلا لأجندات التغيير الأمريكية أو أجندة التغيير من السلطة أو أي أجندة مساومات بين السلطة والأمريكان , وأقر أن النص ليس مقدسا ويمكن نقاش تغيير صيغته بين القوى الموقعة عليه أو التي ستنضوي إليه, وشبه البيان بالمرآة التي وقف أمامها الأطراف الموقعة عليه وراح كل طرف يتطاول بعنقه ليبين في الصورة أكثر, واعترف لي بأن الطرف المظلوم في هذا البيان هم العلمانيون.
لم يكن لدينا وقتا أكثر لأنه كان على موعد مع بعض الشخصيات السورية والفلسطينية بناءا على دعوى من الرفيق زكريا العضو في لجنة التنسيق للمؤتمر في منزله ولم يعد إلا أولى ساعات الصباح , ولما عاد استأذننا للنوم ليتمكن من الاستيقاظ باكرا ليرتب أفكاره التي كان ينوي طرحها في اليوم التالي أثناء جلسة اللقاء العام للمعارضة السورية ولبعض محبي الختيار , ولمقابلته مع التلفزيون الألماني.
وفي اليوم التالي وبعد تناول الإفطار توجهنا إلى المكان المتفق عليه للقاء العام لاستقبال الشخصيات المتوافدة , كان بينهم الكثير من الفلسطينيين من محبي الختيار ومحبي الخير لسوريا الذين أتوا للاستماع إليه.
وعندما افتتحت الجلسة بكلمة من الرفيق زكريا لتقديم الضيف, أدار الجلسة الشخصية الفلسطينية الوقورة الدكتور نبيل بشناق مدير مؤسسة ابن رشد للفكر الحر, ألقى الرفيق رياض الترك كلمته , تكلم فيها عن إعلان دمشق وظروف صدوره , تكلم كثيرا عن الأكثرية الصامتة من الشعب التي أصمتتها السلطة المستبدة بالخوف من خلال المعتقلات والمذابح الجماعية على مدار ثلاثين سنة وعن كيفية إعادتها إلى الفعل السياسي , حذر من أفخاخ السلطةالمستبدة التي تحاول تسويقها ومحاولاتها في حصر قوى الصراع على أساسها من خلال لعبة الطائفية لإثارة مخاوف الأقليات الدينية والمذهبية وأطراف من العلمانيين من أجندة تغيير يشارك فيها أخوان المسلمون , أو فخا آخر من خلال دعواها لإيهام القوى القومية والعروبية بأن السلطة المستبدة تخوض معركة الأمة مع الخارج الأمريكي الغربي وأنها مستهدفة لمواقفها من القضايا العربية الصامدة وليس بسبب حماقات أجهزة أمنها , دعى الختيار في كلمته إلى تكثيف كل جهود المعارضة السورية بكل الفئات والأحزاب والشخصيات وحتى ومن بعض أهل النظام إلى بلورة نهجا ثالثا للتغيير ينأى بنفسه عن أمريكا وأجنداتها وعن مناورات النظام وعلى المعارضة أن تطبخ هذا على نار هادئة ولا داعي للاستعجال , تناول انشقاق عبد الحليم خدام وقال أن انتقاده لعهد بشار غير كافي ومن المهم انتقاد عهد الأب الذي مهد وأسس لكل هذا الانهيار , وطالبه بالنقد الذاتي والاستعداد لرد مال الشعب, رفض ما صرح به وليد جنبلاط في ندائه للتدخل الخارجي في سوريا والمنطقة , وركز أكثر ما ركز على السعي لفتح المجال للأكثرية الصامتة المغيبة للنشاط القادم .
أنهى الرفيق رياض الترك كلمته وفتح المجال للنقاش العام وتوجيه الأسئلة , جرت الأمور في البداية بشكل هاديء وعلى ما يرام إلى أن دخل على الخط وكالعادة القلة المتعصبة وأطفال السياسة على خط النقاش بشكل استفزازي غير ودي وبتخطيط مسبق التي أرادت فرض طريقة حوارها الغوغاء والتي أخذت شكل العصابة فأفسدت كل الجهد المبذول وكادت أن تتحول القاعة إلى ساحة من الاقتتال , وانفض اللقاء العام دون الوصول إلى النتيجة التي من أجلها عقد , واتجه الختيار يجهز نفسه للقاء في التلفيزيون الألماني دون كلل.
وأنا أسير خلف هذا الختيار الشاب ذا العمر 78 عاما سرحت , كانت المرات التي التقيت بها ابن العم قليلة بل نادرة جدا , فأنا التقيته في أواخر السبعينات رجلا خمسيني وأنا ما زلت رفيقا جديدا وشابا يافعا عشريني وبعدها سبقته أنا إلى المعتقل على إثر توزيع بيان التجمع مطلع الثمانينات خرجت من هناك بعد 12 سنة فترة المنفردة فيها كانت محدودة جدا , ولحقني هو بعد أشهر لمنفردة لم يخرج منها دامت ما يقارب 18 سنة , قابلته مرة أخرى قبل هروبي للمنفى مودعا ومحملا لي للرفيق أبو رشا رسالة , بينما هو رفض الهروب وعاد إلى السجن ليمضي فيه مرة أخرى ما يزيد على السنة والنصف, والتقيته أول خروج له من سوريا عندما قدم أوربا , ثم التقيته هذه المرة الأخيرة , هذا الختيار الذي كان له نصيب من السجن عهد الوحدة أيضا وأصبحت ذخيرته من السجن ما يقارب ال24 سنة من عمره, يبدو لي شابا متناسقا لا يعلم حكمة الشيوخ قدر ما يتعلم الانسان منه حماس الشباب, مرت في مخيلتي ذاكرة لدعابة كنت أقولها لأصدقائي عندما كانوا يسألوني عن سنوات عمري فأقوله لهم بعد أن أقتطع منها فترة الأعتقال والملاحقة فتصبح بدلا من خمسين ما يزيد عن الثلاثين قليلا , فابتسمت و خمنت لوحدي ما سوف يكون عمر ابن العم الحقيقي حسب نظريتي فكانت ما يقارب 48 سنة وكان بالنسبة لي تقديرا معقولا لسن هذا الختيار الشاب.
تساءلت في نفسي ترى عندما أصل إلى عمر هذا الختيار 78 سنة هل يبقى ذهني محافظا عل اتقاده مثله , وهل ستكون همتي مثله , أم هل ستتصرف صحتي على منوال صحته بالرغم من كل برد برلين تجده منتصبا يكذب كل الأطبة ؟؟؟
جاءني الجواب بالنفي فور وصولي إلى مدينتي في طريق عودتي إليها, فلم تتمكن صحتي من احتمال برد برلين فأصبت بنزلة برد حادة والتهاب رئوي حاد أدخلت على إثره المشفى, فغاب صوتي وقلمي وما زلت طريح الفراش , فبدلا من نشر مقالي هذا في 9 من هذا الشهر تأخرإلى هذا اليوم.
نتمنى لابن العم الختيار الشاب رياض الترك الصحة والعافية و حيوية الشباب الدائمة.

محمود



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاركة بمناسبة السنة الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن
- حالة طواريء.......قصة قصيرة
- دعوة تحذير متواضعة لدعاة التغيير الديموقراطي في الوطن العربي
- انتظار - قصة قصيرة جدا
- وتشرق الشمس من جديد
- صمت الحوارية...وحديث العيون
- الديموقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- قضية العرب الأولى ..قضية فلسطين
- العالم قرية صغيرة
- مصلحة الشعب الفلسطيني
- غزة … المنعطف المجهول
- شعر..لصديقة من الوطن
- أحداث غزة واتفاق القاهرة …
- اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة …
- رأي في العمل السياسي
- مشاركة من يساري ديموقراطي يسكن مجاورا للعراق استجابة لنداء ا ...
- قصة قصيرة................موعد
- لنجد أشيائا مشتركة نقوم بعملها مع أولادنا لنا ولهم
- لماذا يردني أهلي أن أبدو جيدا أمام الآخرين
- لماذا لا يتركون أهلي فرصة لمبادراتي...؟؟


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - ابن العم رياض الترك..الختيار الشاب