أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مسعود عكو - ربيعنا الذي صار خريفاً














المزيد.....

ربيعنا الذي صار خريفاً


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1438 - 2006 / 1 / 22 - 11:53
المحور: المجتمع المدني
    


بمنية, واستحسان أطلق سراح النائبين رياض سيف, ومأمون الحمصي, وبراعم ربيعنا الدمشقي كلاً من المحامي حبيب عيسى, وفواز تللو, ووليد البني, واستثنى هذا الإحسان البروفيسور عارف دليلة في خطوة, وكما وصفوها إعلامياً ليست سياسية, وليست بنتيجة الضغوط الدولية من قبل أمريكا, وبريطانيا, وفرنسا, وأصدقاءهم في مجلس الأمن الدولي, وذلك ضمن ملف التهديدات على خلفية التعاون السوري غير التام في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري.

هذا الإفراج ليس بمنية من أحد ولا هو استحسان وتكرم من أي شخص بل هو قانوني مائة في المائة حيث قامت محكمة جنايات دمشق يوم الأربعاء 18 /1/2006 بمنح النائبين رياض سيف ومأمون الحمصي ربع المدة القانونية المستحقة لهما منذ ثمانية أشهر وإن جميع المفرجين عنهم كانوا يستحقون إطلاق سراحهم قانونيا منذ ثمانية أشهر بمنحهم ربع مدة المستحقة لهم قانونيا والذي كان تأخر حتى الآن فلماذا إذاً هو خطوة في الاتجاه الصحيح وهل منح الحق وحسب قانونهم يعتبر مكرمة مباركة وزكاة مقبولة بكل تأكيد.

ذلك الربيع الذي بدأ في عام /2001/ وتم وأده في صيف نفس العام. تحول, ومن خلال سجن هؤلاء الأبطال إلى خريف هرم ثقلت أحزانه, وكثرت همومه, وباءت كل محاولة إزهاره من جديد بالفشل. فهل سيكون هناك أمل ربيع جديد بعد أكثر من أربعة سنين في ظلمات سجون الوطن؟

كان أحد الشروط التي وضعها الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاق شراكة مع سورية، الذي لا يزال مجمدا لأسباب سياسية هو إطلاق سراح النائبين رياض سيف, ومأمون الحمصي وطالما الشراكة الأوروبية مع سورية سيستفيد منها الشعب قبل الحكومة, والبلد قبل النظام فلما يتأخر التوقيع على هذه الشراكة أربعة سنين, ولما أساساً يتم التوقف عند هذه النقطة فتركية بدأت بإصلاحات جذرية بعض هذه الإصلاحات على أساس مبادئ الدولة الكمالية فالاعتراف بالشعب الكردي, وإلغاء عقوبة الإعدام, وأشياء أخرى كثيرة فقط لتنال ثقة الاتحاد الأوروبي كون ذلك سينقذ اقتصادها من الانهيار, وستعزز حياة كريمة لمواطنيها.

ربيعنا الذي كنا نعول عليه كثيراً لبدأ حياة جديدة ملؤها التعددية, والحرية, والعدالة دفع كل أبطالها ثمناً ثميناً من أعمارهم, وما كانت مشاريعهم التثقيفية عن طريق بعض المنتديات التي حاولوا أن ينشؤوها لكي يعيدوا الحياة إلى الشعب السوري الذي قتلته سياسة التبعيث, والأحكام العرفية, وحالة الطوارئ التي يأن الشعب السوري بكل أطيافه تحت نيرها منذ أكثر من أربعة عقود.

رياص سيف, ومأمون الحمصي, وفواز تللو, ووليد البني, وحبيب عيسى, والبروفيسور عارف دليلة ليسوا إلا ضحية عقلية إقصائية تخوينية حيث يتهم كل واحد في هذا البلد يحاول أن يعبر عن رؤيته لحدث معين بأنه يحاول زعزعة استقرار الوطن, والنيل من هيبة الدولة فهل الدولة تكمن في شخص واحد؟ وهل محاولات تغيير العقلية الإقصائية التفردية البعثية, ومحاولة إعادة القطار السوري إلى سكته الصحيحة هل هو جريمة بحق الإنسانية؟

السلطات السورية تحاول قبض ثمن سياسي للإفراج عن سجناء الرأي, هذا ما توحي به عمليات الإفراج التي حصلت, أو التي ستأتي بكل تأكيد وما هذه الإفراجات إلا حصيلة ضغوط دولية, وإقليمية على السلطة التي لا تبادر من ذاتها لأن تنقذ نفسها أولاً, والبلاد ثانياً من مغبة الوقوع في شراك تصفيات دولية, والتي سيدفع الشعب السوري ثمناً باهظاً لها في حال تم توجيه التهمة بشكل رسمي في قضية اغتيال الحريري.

أتمنى من كل قلبي أن تكون محاولة إصلاح هذه المنظومة من دافع ذاتي, وليس نتيجة ضغوط تبدو واضحة لكل المتابعين, وأتمنى أن يكمل المسؤولون هذا المشوار بإطلاق سراح جميع سجناء الرأي الذين يشكلون قوة, ودعماً لسورية, وليسوا أعداءً لها بل ستعطي دفعاً سياسياً, ومعنوياً لحماية سورية من أي عدوان محتمل سواءً كان هذا العدوان سياسياً, أو اقتصادياً, أو حتى عسكرياً, وما تلتئم الوحدة الوطنية إلا بفتح صفحات جديدة, وليست صفحة واحدة لكي نستطيع حماية بلدنا, وحماية أنفسنا من أي مكروه قد يصيبنا جميعاً.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب سيحاسب مجلس الشعب
- انشقاق خدام: صفقة أم انتقام؟
- الإرهابية القاتلة في ثقافة الأشلاء المتناثرة
- القلم الشهيد بل شهيد القلم
- فاقد الشيء لا يعطيه
- الديمقراطية والحرية للكرد الفيلية
- الشاهد المقنع: زوبعة سورية أم عاصفة لبنانية؟
- من شهر العسل إلى شهر البصل
- القرار الدولي ثلاثي الأبعاد
- بين تقرير ميليس وانتحار كنعان أسئلة برسم الإجابة
- ديتليف ميليس... إلى أين؟
- إعلان دمشق... مستلزمات ونواقص
- القتل بدافع الشرف مباح اجتماعياً محمي قانونياً
- دستور العراق ... مستقبل العراق
- تحية إلى جون قرنق
- عن أي نسيج يتحدثون
- العمليات الانتحارية استشهادية أم إرهابية
- كلهم غنوا إلا نحن
- الجنجويد من دارفور إلى القامشلي
- قتلوك يوم خونوك


المزيد.....




- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مسعود عكو - ربيعنا الذي صار خريفاً