أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - حلم جميل بعد منتصف الليل














المزيد.....

حلم جميل بعد منتصف الليل


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 15:02
المحور: المجتمع المدني
    


في خضم المتابعة ليوم ٣١ / آذار / ٢٠١٧ وأنا أبحث عن الرفاق والأصدقاء شرقاً وغرباً لأبعث لهم بالتهاني والتبريكات لهذا اليوم البهيج ، وبنفس الوقت أتابع الفيديوات المُرسلة من قبل العديد من الأصدقاء وهم ينقلون أجواء الإحتفال في بلدانهم التي وصلوا إليها بعد هروبهم من الحكم الديكتاتوري البغيض وأصبحوا في منأى من نيرانه التي إمتدت لخارج الحدود . فرح وموسيقى وغناء ورقص وكلمات وأناشيد مطرزة بإسم الشعب والوطن وأعلام حمراء بلون الدم القاني الذي سُفك في مسيرتهم الطويلة التي تمتد لأكثر من ثمانية عقود .
ثلاث وثمانون عاماً مرت مند ولادة الحزب الشيوعي العراقي ، كانت حافلة بالأفراح والأتراح والتضحيات الجسام التي لم يبخل بها من أجل سعادة شعبه وحريته وكرامته ودفاعاً عن مصالح العمال والفلاحين والمعدمين والطبقات المهمشة وكذلك البرجوازية الصغيرة والمثقفين والأدباء والعلماء في شتى إختصاصاتهم ، إلى جانب الدفاع عن المرأة والطفولة والشباب في حياة لائقة وسعيدة .
نعم لم يبق من جيل العشرينيات والثلاثينيات إلا ما ندر ، ذلك الجيل الذي زرع تلك النبتة الصالحة في تربة وادي الرافدين الطاهرة التي رغم المحن والويلات المحاطة بها والتي أرادت لها أن تنطمر نهائياً إلا أنها بعد كل كبوة تنمو من جديد وتزدهر ثانية لأن جذورها إمتدت عميقاً في تربة العراق الزكية .
نعم خلال المتابعة المستمرة والتي إمتدت لساعات متأخرة من ليلة ٣١ آذار غلبني النعاس ورحت أحلم توافقاً مع تلك المشاهد الرومانسية الجميلة فكانت مترابطة كأنها فلم جميل قصته مستوحاة من ذلك الفلاح الأسطوري الذي زرع فسيل تلك النخلة الباسقة والتي جلس إلى جوارها عقوداً بلا كلل وملل ليسقيها من عرقه ودموعة ويعتني بها صيفاً وشتاءاً وخريفاً وربيعاً ، ويسكب قطرات من دمه كلما عز عليه الماء .
الشجرة نمت وكبرت وغارت جذورها عميقاً في الأرض ، وأصبحت عصية على الإقلاع رغم هول السيول والأعاصير التي أحاطت بها لكنها في كل مرة تتجد الفسائل من حولها لتنتشر رويداً رويداً لتغطي ذلك الحقل وتتجاوزه تباعاً لتغطي كامل تراب وادي الرافدين .
الحلم يتواصل وأنا أحلق كالطير فوق النهرين الخالدين دجلة والفرات لأرى كيف أينعت الحقول الخضراء من حولهما وأصبحت عامرة بالخير بعد أن أحاطها الجفاف ، لا أسمع غير هديل الحمام وزقزقة العصافير وخرير الماء ، ولا أشم رائحة البارود وصوت المجنزرات وأزيز الطائرات ، بل رأيت طيوراً بيضاء تحلق في السماء وفراشات زاهية الألوان تفترش الأرض مع شقائق النعمان الحمراء .
رأيت في الحلم أيضاً عمارات شاهقة قد حلت مكان الأبنية الخربة المتهالكة وشوارع واسعة لا تجد فيها ( ترافيك لايت ) للعبور بل كانت جسوراً متشابكة سهلة العبور لا يخسر المواطن فيها دقيقة واحدة من وقته ، رأيت مدارساً جميلة للصغار ومحاطة بحدائق غناء ومراجيح وألعاب الأطفال المتنوعة ، وللكبار مدارسهم وكلياتهم وجامعاتهم لا تفصل بين طلبتها ذكوراً وإناثاً غير مقاعد العلوم والتقدم ، رأيت مستشفيات عامرة مجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات الطبية الحديثة ، ورأيت أيضاً دوراً للحضانة ودوراً لكبار السن وأخرى للأيتام . أفرك عيناى وأنا غير مصدق حين أدخل إلى المصانع المختلفة التي أصبحت المصدر الوحيد للصناعة الوطنية التي نفتخر بها وهي تضاهي السلع الأجنبية بإمتياز . مزارع نموذجية شديدة الخضرة تملأ البلاد طولاً وعرضاً تأمن الغذاء لكل فرد ويزيد منها للتصدير .
لم أرى فواصلاً وحواجز بين شرق العراق وغربه وشماله وجنوبه ، ولم أرى أعلاماً ترفرف فوقه غير علم العراق الموحد الذي تتوسطه شمس تموز الساطعة التي تنشر الدفىء والأمان بين ربوعه .
نعم هذا وأكثر ما رأيته في الحلم ليلة ٣١ / آذار وكنت أتمنى أن يطول الحلم لفترة أخرى كي أستطيع فيها المرور على قبور تلك الشخوص التي ضحت بحياتها وإعتلت المشانق وهي تهتف للشعب والوطن ومن أجل عراق أفضل ولأسمع منها رأيها فينا وهل كنا ( خير خلف لخير سلف ) .
إنقطع الحلم فجأة على أثر صوت مدوي لمرور طائرة حربية تخترق حاجز الصوت لأستيقظ بعدها من تلك الأحلام الجميلة التي خلتها حقيقة .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخ الشباب يحتفل بعيد ميلاده الثالث والثمانون
- إقامة مجلس عزاء على روح الفقيد الكاتب ( محمد الرديني )
- تعازي لوفاة الزميل الكاتب محمد الرديني
- الإحتفاء في نيوزيلندا بالراحل يوسف العاني
- خواطر/ 46 / المتوالية العددية 4 إرهاب ، 4 كلينكس ، 4 إحتجاج ...
- خواطر/ 44 / 4 كلينكس و ( العدل أساس الملك ) !!
- خواطر/ 44 / مع الفنان الكاريكاتيري الرائع سلمان عبد
- خواطر/ 43 / القانون العشائري يبرز إلى الواجهة من جديد!!
- خواطر/ 42 / في البرلمان العراقي الفساد تتساقط بعض أوراقه !!
- خواطر/ 41 / مبروك يا شعب .. مجلس النواب يساهم في تبذير أموال ...
- خواطر / 40 / إبشروا أيها الطلبة النجباء سوف تصلكم الإصلاحات ...
- ريبورتاج عن المحاضرة الثقافية للدكتور موفق الحمداني عن الأسب ...
- خواطر / 39 / القاتل نفسه في الكرادة ومدينة نيس الفرنسية
- خواطر/ 38 / في رحاب ثورة 14 تموز الخالدة 1958
- خواطر/ 37 / مرور أكثر من ربع قرن على حركة حسن سريع المجيدة
- خواطر/ 36 / لكي لا تبقى الفلوجة جرحاً نازفاً !!
- خواطر / 35 / إذا أردتم القضاء على البعوض جففوا المستنقعات .
- خواطر / 34 / البرلمان العراقي يذهب في إجازة ... وا أسفاه !!
- خواطر / 33 / بعد تحرير الفلوجة إحذروا الفتنة
- خواطر /32 / لا ... لإرهاب الدولة


المزيد.....




- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - حلم جميل بعد منتصف الليل