|
ياهودايزم [20]
وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 11:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وديع العبيدي ياهودايزم [20] منظمة (امم متحدة) جديدة..!
من حق كل فرد او جماعة او بلد، اختيار طريقه ومنهجه واحتمال مسؤوليته الخاصة، وذلك بالاستناد الى بنود الميثاق الدولي للامم المتحدة، التي تنص على مبدأ حق تقرير المصير -الوطني والقومي-، وعدم التدخل في شؤون الاخرين!. في هذا السياق تبدو فكرة العولمة/ العالمية/ [Globalization]، هي الفكرة الاسخف التي كبّدت البشرية – حتى الان- افدح الفواتير- ودمرت حكومات ودولا ومجتمعات، واخرجت امما وثقافات من مجال الفعالية التاريخية وحق الوجود والمصير الذاتي. سقوط موسكو، اطلق مواهب الناتو والبنك الدولي لاختراق البلدان وربطها بعجلة خلفية للبيت الابيض، ثم أضاف لها، الكنيسة الاميركية، مسيحية بيلي غرام [1918م- ؟] وجيري فالويل [1933- 2007م] الصهيونية المنحرفة، فصارت البندقية بيد، والبايبل بيد، شعار البلدوزر الاميركي وطائرة الشبح نحو الشرق، بما فيها الصين وعالم جنوب شرقي اسيا والشرق الاوسط(*). من نقطة الحدث التاريخي لسقوط الامبراطورية السوفياتية، وانعكاس نتائجها على المصالح الاميركية، نبعت فكرة كتاب سامويل هانتنغتون: [تصادم المدنيات وتصنيع النظام العالمي]* حيث يقول: (الفكرة الرئيسة التي تحولت الى مقالة ثم هذا الكتاب، تناولت تفسير تطور السياسات الدولية عقب الحرب الباردة، في محاولة لتأطير نموذج معاصر، يصور السياسات الدولية، بحيث يحظى باهتمام الباحثين الستراتيجيين وينفع صناع السياسات). والذي سوف يتطور بين السنوات [1992- 1995م] بفضل معهد اولين في جامعة هارفارد ومؤسسة سمث رتشاردسن، ليضم ابحاثا وابوابا حول تفاوت المدنيات واختلاف الثقافات وظاهرة العنف الاسلامي واحتمالاتها على مستقبل السياسات الدولية [global politics].
لم يتوقف احد عند ما جرى في العراق.. سواء ما قبل الثمانينيات، أو ما بعد التسعينيات، الى ما بعد (2003م). كيف انتشرت ظاهرة (دمار العراق الشامل) اقليميا، وما زالت تتسع وتفترس بلدانا ومجتمعات اخرى. لا احد توقف وتفكر في ظاهرة ارتفاع نسبة اللجوء لموجات مليونية في 2016م، وما يعنيه ذلك من تفريغ البلدان وتدمير العوائل والانسان، وتفكيك الهويات والثقافات والدمغرافيات، واعادة تشكيل وانتاج مجتمعات وهويات – محلية و امبريالية- جديدة، البقاء فيها للاقوى والاذكى. وما زال السؤال، كيف تمادت منظمة الامم المتحدة-منذ عهد بطرس غالي وكوفي عنان-، في الخروج على بنود ميثاقها الخاص، باقتراف التدخل العسكري في دول مستقلة، اعضاء كاملة العضوية فيها، وفي سواها من المنظمات والهيئات الدولية. لماذا توقفت وترددت واستسلمت للعقل والقانون في ازمة خليج الخنازير في الستينيات، بينما تمادت بلي عنق القانون الدولي في سبتمبر 1991م؟.. وسيما القرار الخاص باباحة التدخل العسكري الخارجي باسمها في دولة مستقلة عضو فيها. وكل السلوك العسكري الغربي بعد 1991م، وحروب تفتيت الاتحاد اليوغسلافي وتدمير كيانات السلاف، حتى غزو افغانستان والعراق والتدخل العسكري في ليبيا وسوريا، هو خروج فاضح على الميثاق الدولي، وتصرف مناف للقوانين والاعراف الدولية المقررة دوليا. فكانت تلك التخرصات الانكلوميركية السياسية والعسكرية والاقتصادية، شهادة خروج الولايات المتحدة وبريطانيا على المجتمع الدولي، ومعارضتها الاعراف والقوانين الدولية التي يتم تدريسها في الكليات والمعاهد السياسية، والعمل بها في الهيئات والوزارات المعنية في كل العالم. والبَلَدان السابق ذكرهما، هما أول من أعلن شهادة وفاة منظمة الامم المتحدة وخداع المجتمع العالمي المستمر في اروقة المنظمة، بينما تصدر قراراتها الدولية من اقبية البيت الابيض والدواننغ ستريت.
ولا غرابة بعد ذلك، رغم التأخر الملحوظ فيه، تلويح دونالد جون ترامب، بانسحاب الولايات المتحدة من المنظمة الدولية(*)، تمهيدا لاعلان تشكيل منظمة دولية جديدة، تناسب طبيعة المتغيرات والمستلزمات الدولية، سيما بعد سقوط العالم القديم. وذلك نتيجة عجز المجتمع الدولي [الاشتراكي والعالم الثالث سابقا]، وخموله في الاخذ بمبادرة دولية تستبق التغيرات العالمية، بتوجيه انذار لكل من حكومتي لندن وواشنطن، على تخرصاتهما ومنافاتهما المواثيق الدولية وارادة المجتمع العالمي*. واستغرب من العالم غير الاميركي، انتظار بركات الامبريالية العالمية –حاميها حراميها-، لتقرير خطوات العمل المقبلة، كما لو ان عقل العالم معطل عن الفعل، خارج محور واشنطن ولندن. وهكذا يكمن عالمنا بكل حكوماته وجيوشه وموارده ومثقفيه، كأنه بلا حكومات ولا جيوش وموارد ولا شعوب فاعلة، بانتظار القرار الاميركي، ليعقبه اللهاث والصراخ، والوعيد الدونكيشوتي السابق للانبطاح والردح. لقد فات على العالم الحر غير الاميركي، الاحتجاج او المطالبة بطردهما من المنظمة الدولية، ووضع اسس ومبادئ انسانية جديدة للقانون الدولي، تكون قاعدة وميثاق لمنظمات دولية جديدة. ومن المهزل، ان تقوم الامبريالية الاميركية نفسها، -التي سبق ووضعت اسس ومبادئ عصبة الامم عام (1918م)، ومنظمة الامم المتحدة عام (1945م)-، بوضع اسس ومبادئ منظمة دولية جديدة تستجيب لمصالحها ورؤيتها السياسية الدولية، يتيح لها الاشراف والتجسس والتدخل المباشر في الدول الاخرى. وبناء على وضعها الامبراطوري، ترسم واشنطن خرائط الدول وتصنف الهويات والثقافات، وتختار رؤساء الدول والوزارات وتصادق عليهم، او ترفضهم وتطردهم من حظيرة الامبراطورية!.
هذا النظام العالمي الجديد الذي يتناول تغيير المفاهيم وتجديد (الغرب) هو ثورة عالمية شاملة، تقلب مفاهيم واليات الحضارة والتكنولوجبيا والتنوير والتقدم، ضد الانسان والانسانية، في اطار مشروع عصر عبودية جديدة وقنانة جديدة يتسلط عليها ويقودها آلهة بشرية جدد، أكثر شقاء ووحشية وخبثا من الفراعنة ومن صور الشيطان. وفي هاته النقطة تحديدا.. تظهر خباثة اللعبة الاعلامية السياسية الجديدة، التي بدأت مع ترشيح ترامب وبريكست ماي، القائمة على ترويج النكات والفضائح والسخريات التافهة، واستخدام نجوم الفن وعارضات الازياء في تسويق النكات والنيل من قادة البيت الابيض، لغرض تحويل اهتمامات الراي العام عن التفكير والتعمق والبحث عن معنى ما يجري في حياتهم اليومية وعلى الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية، وبشكل ينتهى بهم الى سحب البساط من تحت الاقدام والاوطان، ورميهم في عرض صحراء العبودية والاستجداء.
الحديث هذا، يتعلق بالمسكوت عنه تاريخيا والملطّف لاهوتيا، والمحذوف من العبارة في بلاغة ملايين الوعاظ المبشرين باسم المسيح –المخلص والمبرر- حتى اليوم. لكن المسيح المقصود بلغة الوعظ الفضائي والكنيسة الرأسمالية الامبريالية اليوم، ليس يسوع الجليلي المصلوب، ولكنه يشوع خليفة موسى على جبل طور الامريكي!.. بعبارة اخرى، ان المسيحية التي اعتبرت في بداياتها، طائفة يهودية جديدة، اعتنقها بعض اليهود واضافوها لعقيدة موسى، تعود اليوم بعد عشرين قرنا، الى اصولها اليهودية كتابيا وثقافيا. والشعب الذي رفضها وصلب قلبه في البدء، هو الذي ينسخها اليوم، ويتصدر لواءها، معيدا تشكيلها وتشذيب تعاليمها واطارها الكتابي بجسب التوراة. فيكون يهوه هو (الأب)، ويسوع هو يشوع موسى، القائد العسكري الذي خلفه وقاد شعب اسرائيل الى ارض الموعد. وفي خدمة منظور هذه الرؤية البعيدة زمنيا، كان لابدّ، أن يكون المخلص الجديد، مولود الجليل الشمالي، متطابقا مع البناء الجينولوجي والنبوي الكتابي/[رو1: 3]، نبتا من شعب موسى [تث 18: 18]. وبعد كل ما حصل من انقلابات شمولية وجذرية في حياة الافراد والبلدان –سيما في الشرق الاوسط-، ليس غريبا ان يكون ترامب الامريكي قسطنطين الثالث، مؤسس امبراطورية الالفية الثالثة!.
حتئذ.. يلزم الذين لم يدرسوا الكتاب المقدس جيدا، ولم يعتبروا بتوراة موسى، استثمار الوقت، بما يساعدهم في السلوك الجديد في النظام العالمي الذي يتمخض.. ـــــــــــــــــــــــ • سبق للكاتب ان طرح فكرة التغاء منظمة الامم المتحدة بعد تعطيل ميثاقها بقرار امريكي والدعوة لبناء منظمة دولية جديدة، عام 1998م وذلك في مقال نشرته جريدة الزمان اللندنية يومذاك. • شكل ظهور جمعيات تبشيرية ومنظمات اغاثة انسانية بغطاء ديني في العصر الحديث، حركة مرافقة لظهور الاستعمار، توزعت جغرافيا في مناطق المستعمرات والتوتر وتحت حماية ورعاية قوات الاحتلال وحامياتها العسكرية. والغريب ارتباط التبشير الديني باقطاب الاستعمار والقوى المتنفذة. منها جمعيات المساعدات وحقوق الانسان المرافق للتواجد العسكري الامبريالي في اسيا وافريقيا. ومن بين تلك الجمعيات الناشطة في العقود الاخيرة جمعية السامري الصالح [Samaritans Bruse] التي انشأها الداعية الانجيلي بوب بيرس [1914- 1978م] الذي سبق له العمل في التبشير في سنوات الحرب العالمية الثانية، وبعد الحرب عمل في منظمة (فتوة المسيح)/[Youth For Christ/YFC] في لوس انجلز، ومن خلالها زار الصين عام (1947م). السامري الصالح تعمل في اكثر من مائة بلد وتبلغ ميزانيتها ثلاثمائة مليون دولار اميركي، ويزيد عدد العاملين في فروعها على مائة الف عضو. ويعود انشاؤها لعام (1970م)، خلفا لمنظمة [World Vision International] التي انشئت عام (1950م). وفي عام (1973م) التقى بيرس فرانكلين غراهام واتركا في جولة حول العالم وتبادل الرؤى، وفي عقب وفاة بيرس ترأس فرانكلين المنظمة منذ (1979م) اضافة الى ادارته منظمات تبشيرية اخرى. تتولى المنظمة بشكل رئيسي تقديم الخدمات الصحية والمساعدات الغذائية في افغانستان والعراق والسودان وغيرها. ومنذ (2914م) للمنظمة مراكز رئيسة في اربيل ودهوك وفروع متعددة لاغاثة المتضررين من ممارسات (داعش). كل هذا والدين لا يدخل في السياسة، صدق اولا تصدق!. ويلحظ غياب اسم منظمات الصليب الاحمر والهلال الاحمر من وسائل الاعلام مع الموجة الاستعمارية الاخيرة منذ تسعينيات القرن الماضي. • The Clash of Civlizations And The Remaking of World Order, By: Samuel P. Huntington, Pub. By: Simon & Schuster UK Ltd, 1997 • في تصريح مقابل اعلن ناثانياهو مساس الحاجة لمنظمة دولية جديدة لعدم تناسب المنظمة الحالية مع التغيرات الدولية المستجدة. • ما يزال ثمة مخاوف بريطانية من صدور ادانة قضائية ضد توني بلير الذي واجه حملات عنيفة مع زميله بوش الابن، وصفتهما بالاجرام ضد الانسانية. وقد اختفى الاثنان عن وسائل الاعلام، بينما ظهر بلير في لقاء مع الملكة التي امتدحت سياسته بشكل عام دون ذكر الحرب. هذا الخمول والتناحر الداخلي لبلداننا هو الذي يمنح الامبريالية قوة مضاعفة لسحقها وحرمانخا من أي اعتبار دولي.
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ياهودايزم [19]
-
ياهودايزم [18]
-
ياهودايزم [17]
-
ياهودايزم [16]
-
ياهودايزم [15]
-
ياهودايزم [14]
-
ياهودايزم [13]
-
ياهودايزم [12]
-
ياهودايزم [11]
-
ياهودايزم [10]
-
ياهودايزم [9]
-
ياهودايزم [8]
-
الثامن من مارس.. ما بعد المرأة..!
-
ياهودايزم [7]
-
ياهودايزم [6]
-
تهنئة عراقية للكويت.. بعيدها الوطني السادس والعشرين..!
-
ياهودايزم [5]
-
ياهودايزم [4]
-
ياهودايزم [3]
-
ياهودايزم [2]
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|