أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - الخيار العقلاني في الانتماء الى المركز او الاقليم لابناء شعبنا















المزيد.....

الخيار العقلاني في الانتماء الى المركز او الاقليم لابناء شعبنا


جميل نادر البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 5481 - 2017 / 4 / 4 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


2017 - 04 - 04

الخيار العقلاني في الانتماء بين المركز والاقليم
لاهلنا في سهل نينوى

الكاتب: جميل نادر البابلي

لكي لا نلدغ ثانية من العقرب البدوي القاتل للمرة الالف لنشحذ الذاكرة
والتاريخ الماساوي الذي عشنا كوارثه بعد الغزو البدوي الذي انهى وجودنا على ارض الاجداد خلال 14 قرنا، ومن ينجوا منا يخرج من محنة ليدخل بعد حين في اخرى امر وابشع من سابقتها، فعلى اهلنا ان يتسموا بالحكمة في خيارهم بان يتفاعلوا بذهن متقد مع التحولات والمستجدات الحاصلة على الواقع العراقي المتازم.

وقد علمنا المعلم الصالح ان نكون ودعاء كالحمائم وهكذا كنا مما ادى بنا الى المصير الذي لا نحسد عليه اليوم، وحكماء كالافاعي وعلينا ان نكون ولمرة واحدة كذلك في اختيارنا هذه المرة لتجنب اطالة عذابات الاجيال القادمة.

لا حاجة بنا لسرد كل تاريخنا الماساوي مع الغزات البدو ومن بدونة، لان ذلك يحتاج الى مجلدات لا حصر لعددها. لهذا ساشير الى بعض التجارب المرة مع شركاء الوطن المتبدونين والتي جرعنا مرارتها في العقود الاخيرة وبدون ذنب نرتكبه لكن محنتنا اشعل نارها شركاء الوطن كلما تذكروا انهم بدويين متاسلمين.

ففي العقد السادس من القرن الماضي عند تصاعد المد القومي الناصري والمدعوم بالفكر و الادبيات الاسلامية توحش شركائنا في الوطن في منطقة
نينوى وعبروا عن غرائزهم الهائجة في محاربة وملاحقة اهلنا في الموصل وضواحيها مما اضطر من حالفه الحظ بالنجاة بالهروب نحو بغداد والبصرة وباعداد بلغت عشرات الالاف وعلى سبيل المثال لا الحصر تجاوز الوجود المسيحي في البصرة حينها ما يقارب 200000 الف نسمة، هذه كانت من هدايا المكون السني في الموصل، وفي 2014 اكملوا الفريضة بمسح ما تبقى من ابناء شعبنا عندما بلغ شركائنا في الوطن مرحلة التداعش اي اشد التطبيقات الاسلامية ظلامية وتوحشا.

وبعد ان استقر بهم المقام في بغداد والبصرة جاء الدور للاخوة الشيعة للاقتداء بالاخوة السنة فبعد اسقاط الدولة العراقية سنة 2003 وتصاعد الموجة الاسلامية وتسلم احزابها مقاليد الامور في البلد فصعدت الغيرة البدوية لدى الاحزاب الشيعية االتي رضعت من سموم الخميني للقيام بواجبهم الشرعي في مطاردة جيرانهم من اهلنا ومحاربتهم بمصادر ارزاقهم مما اضطرت الغالبية العظمى منهم الى الهروب ثانية باتجاه بغداد والشمال ويقال ان ما تبقى منهم في البصرة اليوم لا يتعدى 50 عائلة ان هؤلاء لا امل لهم في مخرج من محنتهم حيث العين بصيرة واليد قصيرة ولا حول لهم ولا قوة لا بالله ولا بعباده.

وانتقلت نفس العدوى الى بغداد وهنا تضافرت جهود الاحزاب والمليشيات الشيعية والسنية في استهداف الضيوف الغير المرحب بهم فاصدرت الفتاوي في واجب ملاحقتهم ومطاردتهم وبكل الوسائل المنحطة التي تباركها العقيدة البدوية من تهديدات بالقتل والاختطاف وسلب الملكيات وتفجيرات الكنائس بالجملة والهجوم على النوادي الثقافية الى غيرها من اعمال دنيئة لا تصدر الا من نفسية صحراوية جافة وبربرية، واعلنت الفتاوي من قبب الماذن و عبر مكبرات الصوت ان لا يشتري المسلمون املاك وعقارات الكفار لانها ملك المسلمين، هكذا كان حالنا على الدوام حيث الغيت مواطنتنا قانونيا واجتماعيا بعد الغزو البدوي لوطننا، كنا دوما اسرى ورهائن تحت رحمة مجتمعية غير متزنة عاطفيا ولا ناضجة عقليا. عند كل بروز للمد الاسلامي في المجتمع تصرف القوم كما كان متوقعا منهم .

فبدات الاحزاب الاسلامية وفي مقدمتها الشيعية التابعة للمدرسة الخمينية باسلمت الحياة دستوريا وقانونيا واجتماعيا، وكل الافاق تؤشر على ان بغداد في طريقها الى اشد التطبيقات الاسلامية ظلامية هذا يظهر جليا من توجهات الاحزاب الشيعية واجنداتها فاي فرصة للحياة في ظل مجتمع تتحكم فيه هكذا تشريعات!!!؟؟؟

ولم يغيض هذا التوجه الطرف السني منها لانها من الثوابت الاسلامية، فبداوا بالدستور كما سبق ان اشرنا اليه في مقال سابق ثم فرضوا على البلاد علم الغزو البدوي للوطن وتوالت التشريعات في هذا الاتجاه لحد اليوم.

هناك تقية تمارسها المرجعيات الشيعية عند تخاطبها مع وجهائنا بالقول ان هذه ارضكم وانتم اهلها الاصليين لا تتركوها، لكن تطبيقاتهم تمحي مصداقيتهم، ففي نفس الوقت يسدون كل مصادر الرزق امام اهلنا من خلال تشريعات اسلامية تنكر حق التملك والحياة لغير المسلم، حتى بلغت المحاصرة والمطاردة حدا حتى المتفقوقين من شبابنا في الجامعات يحرمون من التعيين بما يناسب جداراتهم هذا غيض من فيض من المعاملة التي عشنا ويعيش في ظلها من تبقى من اهلنا في المدن المتبدونة.

فاي مستقبل او حياة لمن تبقى في تلك البيئة الموبوئة الرافضة لهم؟

والان قيل ان قضاء تلكيف في الموصل مقسم بين سلطة ملالي بغداد وسلطة الاقليم كمنطقة متنازع عليها وان جماعة المجلس الاسلامي الاعلى وليد المدرسة الخمينية عمل ولا يزال و بكل الوسائل يعمل لتشييع تلك المنطقة، لهذا ان منح اهلنا الفرصة في حق الاختيار، فالانتماء للاقليم هو الاختيار الامن لقد ابدت القيادات الكردية ترحيبها بهم وهناك من الوقائع تبرر ذلك منها:

ان الشعب الكردي ليس بدوي المنشا وهم ايضا اغتصبوا بالسيف وهم بدورهم ضحايا الغزو البدوي الذي فرض ثقافته الدخيلة عليهم، فمنهم من تلوث بشوائبها ولكنها لم تقتل فيهم اصالتهم الراقية كقوم اندو اوربيين واصحاب ديانة راقية ذات ابعاد انسانية وحضارية تحديدا الزرادوشتية.

لهذا لم نجد يوما حتى اسلامييهم قد تعرضوا الى كنيسة او مارسوا ضغوطا بهذا الاتجاه، هذا لا يعني انهم ملائكة لكن ما حدث من اعتدائات وتجاوزات عبر الزمن كانت بدافع تلوثهم بالطبائع البدوية.

هذا ما اثبتوه في تجربتهم الوليدة باحزابهم العلمانية وانفتاحهم العقلاني وصحوتهم من تاثير المخدر البدوي وكل المؤشرات تدل على ان المجتمع الكردي هو في طريقة الى الانفتهاح نحو الحرية والحياة ونبذه وابتعاده من اللوثة البدوية التي ابلتي بها و التي سوقت تحت ما سمي بالاسلام.

نجد ان قياداتهم اعلنت رغم الصعوبات التي تضعها السلطة الملالي في بغداد امامهم، ترحيبهم بكل مكونات شعبنا المطاردة من شركاء الوطن في الجنوب، وفتحت كل ابوابها امامهم وكان رئيس الاقليم قد وعد ببناء مسكن لكل عائلة تحفظ كرامتها الانسانية، لكن المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الاقليم بتاثير الحصار من كل طرف من اخوتهم في الاسلام احال دون ذلك، لكن الاهم هو الامان الذي يسود الاقليم كله، ولا توجد اية حساسية من المجتمع الكردي تجاهه ابناء شعبنا، وان حصلت بعض التجاوزات فهي صادرة من جهات اسلامية لا زالت تحت تاثير اللوثة البدوية المكتسبة، وليس من طبيعتها ولا من قيمها الكردية اذ ان العقلية الكردية منفتحة على التمدن والتحضر والاندماج مع الشعوب الراقية وهذا ما اثبتته الجاليات الكردية في بلاد المهجرعلى خلاف الجاليات البدوية التي تقوقعت واصبحت عدوة لمحيطها الجديد الذي تعيش على هباته.

فان اريد لمن تبقى من اهلنا البقاء في الوطن فالخيار السليم هو الانتماء للاقليم، لكي لا يعيد التاريخ نفسه كما كان خلال 14 قرنا… املي في اهلنا ان تتغلب عندهم الحكمة و العقلانية في اختيارهم ان ارادوا مستقبلا لاجيالهم ممن يفضل البقاء على ما تبقى من ارض الرافدين… تحياتي



#جميل_نادر_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور حيدر العبادي انك تقفز في مقالتك فوق الواقع المزري ال ...
- لعنة ما يسمى الأديان السماوية على البشر
- اردوغان يحلم باعادت التاريخ الاسود لاجداده السفاحين
- تهديد الحضارة والجنس البشري مركزه مدرسة مشيخات الخليج بإدا ...
- هل سيتوقف قطار السيسي في محطة عبدالكريم قاسم مع 8 شباط مصرية ...
- لحالة الكردية ليست على ما يرام ان لم تكن مبعث قلق
- وريث امبراطورية الشر اردوغان يعلن عن اهدافه لاعادة جرائم اجد ...
- هل عضوية الحكومات الاسلامية في المنظمات الدولية تمتلك الشر ...
- المسوؤلية الاخلاقية للشعب الامريكي تحمله واجب احالة سياسييه ...
- مسيحيوا الشرق الاوسط متأسلمون وان لم يشهدوا
- فشل النظام السوري في قراءة زلزال تدمير العراق 2003
- بدعة ازدراء الاديان اخطر سلاح سعودي لختان العقول
- ماهو سر ركوع الجميع امام السلطان اردوغان؟
- ليس من العدل تحميل اسباب فشلنا على نجاح الاخوة الاشوريين في ...
- المنهج الكوبلسي لقيادات الاحزاب الاشورية في اشورت البشر وال ...
- واخيرا انضمت الفاتيكان الى نادي فقهاء اصدار شهادات الزور *** ...
- ايتام الخميني في طريقهم لازالة العراق من الذاكرة الانسا ...
- سيادة الرئيس اوباما لا يليق بك ان تلوي عنق الحقيقة، انها خيا ...
- عارعلى الحكومات العربية والاسلامية تنكرها لابوة داعش
- للمرة الالف ينجح الذئب بالانفراد بالخروف للغدر به


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - الخيار العقلاني في الانتماء الى المركز او الاقليم لابناء شعبنا