|
وهابيو الدولة السعودية الأولى كانوا يقاتلون فى سبيل الشيطان وليس فى سبيل الرحمن
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 5481 - 2017 / 4 / 4 - 03:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وهابيو الدولة السعودية الأولى كانوا يقاتلون فى سبيل الشيطان وليس فى سبيل الرحمن كتاب : نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية الباب الأول : الأرضية التاريخية عن نشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية الفصل السابع : الارهاب الوهابى وقلب المعادلة فى أواخر العصر العثمانى وهابيو الدولة السعودية الأولى كانوا يقاتلون فى سبيل الشيطان وليس فى سبيل الرحمن قراءة فى كتاب ابن بشر:( عنوان المجد فى تاريخ نجد ) مقدمة : كان قتالا فى سبيل الشيطان 1 ـ كان قتالا فى سبيل حُطام الدنيا ، السلب والنهب والسبى والاحتلال . لم يكن قتالا فى سبيل الله جل وعلا بل فى سبيل الشيطان ، يقول جل وعلا عنه : (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ) النساء 76 ) . الذين آمنوا يقاتلون فى سبيل الله جل وعلا دفاعا عن أنفسهم من هجوم فعلى يقع عليهم من معتدين ، وهم لا يعتدون أبدا لأن الله جل وعلا لا يحب المعتدين الكافرين ، هذا طاعة لقوله جل وعلا : (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) البقرة 190). والذين آمنوا حين يقاتلون المعتدين الكافرين إمتثالا لأمره جل وعلا فإنهم يدعون ربهم جل وعلا قائلين ( أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) البقرة 286 ) . فالكافرون هم الذين ينتهكون دين الله جل وعلا ( السلام ) بإعتداء حربى على قوم لم يعتدوا عليهم ، والله جل وعلا لا يحب المعتدين ، وهو جل وعلا يحب المتقين الذين لا يعتدون بل يردون الاعتداء بمثله . قال جل وعلا : ﴿١٩٣﴾ ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصٞۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴿١٩٤﴾ البقرة ) 2 ـ كان السلب أو الغنائم هى غايتهم . وبها أصبحت عاصمتهم (الدرعية) فى حال مختلف . يقول ابن بشر عن ابن الوهاب : ( ولما هاجر من هاجر إلى الدرعية واستوطنها .كانوا في أضيق عيش وأشد حاجةً وابتلوا بلاءً شديدا فكانوا في الليل يأخذون الآجرة ويحترفون وفي النهار يجلسون عند الشيخ في درس الحديث والمذاكرة ، وأهل الدرعية يؤمئذ في غاية الضعف وضيق المؤونة ..ولقد رأيتُ الدرعية بعد ذلك في زمن سعود رحمه الله تعالى وما فيه أهلها من الأموال وكثرة الرجال والسلاح المحلى بالذهب والفضة الذي لا يوجد مثله والخيل الجياد والنجايب العمانيات والملابس الفاخرة وغير ذلك من الرفاهيات ما يعجزعن عده اللسان ويكل عن حصره الجنان والبنان .. ) ( ص 17 : 18 ). كانت الدرعية بلدة لا يؤبه بها ، فقيرة يعيش أهلها فى أضيق عيش . فلما علمهم ابن عبد الوهاب أن الجهاد فى الاسلام يعنى الغزو إعتداء على الآخرين تحمسوا ، وساروا خلف ابن سعود يقاتلون طلبا للمال ، وتكاثرت الغنائم فى الدرعية وعرفت الرفاهية وزاد عدد سكانها وسلاحها وأموالها ــ كل هذا سلبا ونهبا من الآخرين ، وفى سبيله جرت أنهار من الدماء من العراق الى الشام واليمن والخليج . ونعطى عرضا سريعا لقتالهم فى سبيل المال أو فى سبيل الشيطان . أولا : فى كل الأحوال : السلب مرادف للقتل والقتال : 1 ـ هذا مفهوم فى البيئات الصحراوية حيث كانت الغارات وسيلة للعيش ، يغير هذا على ذاك ، ويغزو ذاك هذا ، سواء كان قتالا علمانيا بلا صبغة دينية أو كان يتمسح بالدين ويجعل الغزو جهادا . وفى كل الأحوال فلم يكن الطرف المُعتدى عليه يستسلم متنازلا عن ممتلكاته بل كان يدافع عنها وعن نفسه ، فارتبط السلب بالقتل والقتال . كان هذا خلافا للبيئات النهرية حيث يحتكر الحاكم القوة المسلحة ويستطيل بها على المحكوم يسلب وينهب ، ولا يواجهه المحكوم المظلوم إلا بالصبر طاعة لوعظ الكهنوت الدينى التابع للحاكم . 2 ـ وطبقا لما ذكره ابن بشر كانت الغنائم تأتى فى تفصيلات الغزوة وما فيها من قتال . يقول مثلا : ( فنازل أهل زبيد فأخذه عنوة ونهبوا منها من الأموال والمتاع شيئاً كثيراً .. وعزل صالح الأخماس وبعثها إلى الدرعية . ) ( وفيها : غزا محمد بن معيقل بجيش من أهل الاحساء وأهل نجد وقصد جزيرة العماير المعروفة وخاضوا عليهم البحر فانهزم أهلها في السفن وأخذ المسلمون ما فيها من الأموال وقتل على أهلها عدة رجال . ) ثانيا : ملاحظات منهجية على المؤرخ ابن بشر فى موضوع الغنائم : 2 ـ ابن بشر لم يكن مؤرخا محايدا . كان وهابيا متعصبا منحازا الى قومه . يكفى أنه إعتبرهم المسلمين وإعتبر هجوم الوهابيين على من لم يعتد عليهم جهادا إسلاميا . وهو فى تأريخه للغنائم كان يخلط الجهل بالتحيز والتعصب . 2 ـ من جهله أنه كان يقتصر على وصف الغنائم الكبرى بلا تحديد لنوعيتها أو مقدارها وقيمتها ، مع أنه كان فى إمكانه أن يتحرى ويتعرف ـ كما كان الجبرتى يفعل . ونعطى أمثلة : 2 / 1 : فى أحداث سنة1110 يقول : ( وكان عبدالعزيز قد بعث محمد بن معيقل في جيش رداءاً لابن قرملة وعوناً فانقضى قبل مجيئهم . فحث محمد بن معيقل السير في أثر بوادي الشريف وأدرك منهم بني هاجر وهم على الماء المعروف" بالقنصلية " قرب بلدة "تربة " فأغار عليهم وأخذ جميع أموالهم وقتل عليهم نحو أربعين رجلاً . ) . ذكر عدد القتلى ، ولم يذكر مقدار الأموال . وهم كانوا يسقون أنعامهم من البئر فبالتالى كانت الغنائم من الابل والغنم . تكاسل ابن بشر عن التوضيح ماكتفيا بقوله : ( وأخذ جميع أموالهم )، كما لو كانوا تجارا يحملون أموالهم على ظهورهم .! يختلف هذا عما قاله فى حوادث عام 1212 : ( وفيها : غزا حجيلان بن حمد أمير ناحية القصيم بجيش من أهل القصيم وغيرهم وقصدوا أرض الشام وأغار على بوادي الشرارات فانهوموا فقتل منهم نحو مائة وعشرين رجلاً وأخذ من الإبل نحو خمسة آلاف بعير وأغناماً كثيرة وأكثر حللهم وأمتعتهم وأزوادهم وعزلت الأخماس وأخذها عمال عبدالعزيز وقسم باقيها في ذلك الجيش غنيمة للراجل سهم وللفارس سهمان . ) مذكور هنا عدد الابل واصناف من الغنائم . 2 / 2 : على هذا النحو من الابهام وعدم التحديد يصف الغنائم بالأموال العظيمة فى هذا الخبر عن سنة 1206 : ( وفيها : في أول جمادى : سار بالجيوش المنصورة من البادي والحاضر وقصد القطيف وحاصر أهل " سبهات " وأخذها عنوة ، ونهبها ، وأخذ " عنك " عنوة ونهبها ، وقتل منها عدداً كثيراً من الرجال أكثر من أربعمائة ، وأخذ أمولا عظيمة وصالحوه عن الفرضة بخمسمائة أحمر . ) أى أخذ منهم جزية حتى لا يقتلهم ) . لا نعرف مقدار ما نهبه من ( سبهات) ومن (عنك ). ومثل ذلك عام : 1179 (وفيها : غزا عبدالله بن محمد بن سعود رحمه الله تعالى فرقان من سبيع كثير منهم آل شلية وغيرهم وهم في العرمة فصبحهم فيها وأخذهم وأخذ منهم أموالاً كثيرة . ) 2 / 3 : أو يكتفى بالقول بأنه (إستأصل )جميع أموالهم : ( سنة 1178 : وفيها : كانت الوقعة المشهورة على حماد المديهيم ومن معه من السعيد الظفير ، سار إليهم عبدالعزيز رحمه الله تعالى ومعه غزوا أهل الرياض مع دواس بن دهام، فأغار عليهم وهم على جراب ماء معروف بين سدير والدهناء ، فاستأصل جميع أموالهم وقتل منهم نحو الثلاثين رجلاً . ) . 2 / 4 : وقد يجنح الى الغموض فلا يذكر وصفا للغنائم كقوله : ( عام 1225 . هرب أهل الحديدة فنهب الوهابيون المدينة ( وقبض عمال سعود أخماس الغنائم وساروا بها إلى الدرعية .) سنة 1222 بعد هزيمة رأس الخيمة ( وجمع سلطان بن صقر الغنائم من هذه الوقعة وأخذ خمسها ودفعها إلى عمال سعود وأرسلوه إلى الدرعية.). 3 ـ وقد يتجاهل ابن بشر خبرا مشهورا لأنه يشعره بالعار . نقصد ما سلبه ابن سعود من كنوز الحجرة النبوية . أفاض فى هذا المؤرخون حتى الجبرتى الذى دافع عن الوهابيين ولكنه إلتزاما منه بالدقة ذكر مقادير المنهوب من الحجرة النبوية . قال : ( لما استولى الوهابيون على المدينة المنورة هدموا القباب التي فيها وفي ينبع ومنها قبة أئمة البقيع بالمدينة ، وحملوا الناس على ما حملوه عليه في مكة ، وأخذوا جميع ذخائر الحجرة النبوية وجواهرها حتى أنهم حصلوا على أربع سحاحير من الجواهر المملاة بالماس والياقوت العظيمة القدر ) ( حضر الوهابي واستولى على المدينة ، وأخذ تلك الذخائر، فيقال انه عبى أربعة سحاحير من الجواهر المحلاة بالألماس والياقوت العظيمة القدر ، ومن ذلك اربع شمعدانات من الزمرد ، وبدل الشمعة قطعة الماس مستطيلة يضيء نورها في الظلام ، ونحو مائة سيف قراباتها ملبسة بالذهب الخالص ومنزل عليها الماس وياقوت ، ونصابها من الزمرد واليشم ونحو ذلك ، وسلاحها من الحديد الموصوف ، كل سيف منها لا قيمة له، وعليها دمغات باسم الملوك والخلفاء السالفين وغير ذلك. ). ثالثا : سلبهم الأموال الضخمة والكنوز وتخميسها : الخمس لابن سعود والباقى للمحاربين 1 ــ وفى كل الأحوال فقد كان ابن سعود يحرص على توزيع الغنائم وفق للشرع السُّنّى ـ والذى بدأ أبو بكر وعمر تطبيقه ، وهو أربعة أخماس الغنائم للمحاربين والخمس يتم عزله وإرساله الى بيت المال . هذا التخميس وهذا الأكل للغنائم ومالها السُّحت يتناقض مع الاسلام وشريعته ، وسنتوقف مع هذا فيما بعد فى الباب الثانى عن الدين العملى للمحمديين من عهد ابى بكر وعمر الى عهد الوهابيين . ولكن هذا التخميس كان دافعا للكثيرين للإنضمام الى الوهابية والانخراط فى عسكرها ، فهى بالنسبة لهم صفقة رابحة ، يكسبون الغنائم ويتم تفريقها عليهم فى أرض المعركة ، ثم ينتظرهم الحور العين فى الجنة..بزعمهم .! وبعض الغنائم كانت قليلة وتافهة كان ابن سعود لا يتورع عن سفك الدماء فى سبيلها ، سنعرض لها فيما بعد . وبعضها كانت هائلة ، نعرض لأمثلة لها هنا. 2 ـ .انهزم الشريف غالب عام 1212 . ونقل ابن بشر الغنائم التى حازها الوهابيون ، نقل ذلك عن مؤرخ آخر ، قال : ( قال مؤرخهم : وأما النقد فمختلف فيه فمنهم من يقول أن في خزائن غالب ثمانية عشر ألف مشخص التي نهبت ، ومن قائل عشر ألف ريال أبدلها من البوادي والعسكر بمشخص . وكان قصده أن يفرقها صبيحة ذلك اليوم على العسكر . وغنموا جميع ما في المضرب من الأموال وأخذوا سلاحاً كثيراً ، وأخذوا أيضا ما كان معهم من الإبل والأمتعة التي أخذوها قبل ذلك على قحطان وغيرهم مع ما انضم إليها من اكابرالدولة ورواحلهم . ) 3 ــ سنة 1216 . يقول ابن بشر عن مذبحة كربلاء والغنائم الى سلبها الوهابيون: ( وفيها : سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاو وتهامة وغير ذلك ، وقصد أهل أرض كربلاء ، ونازل بلدة الحسين ، وذلك في ذي القعدة فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ، ودخلوا عنوة ، وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت ، وهدموا القبة الموضوعة بزعم من اعتقد فيها على قبر الحسين . وأخذوا مافي القبة وما حولها ، وأخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت والجواهر ، وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة، وغيره ، ما يعجز عنه الحصر ، ولم يلبثوا فيها إلا ضحوة وخرجوا منها قرب الظهر بجميع تلك الأموال وقتل من أهلها قريب الفي رجل .) بعدها توقف سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ليقسم الغنائم . قال ابن بشر : (ثم أن سعود ارتحل منها على الماء المعروف بالأبيض فجمع الغنائم، وعزل أخماسها ، وقسم باقيها في المسلمين غنيمة ، للراجل سهم وللفارس سهمان ، ثم ارتحل قافلاً إلى وطنه .) 4 ــ سنة 1217 مذبحة الطائف: وفيها تجاهل ابن بشر تفاصيل المذبحة ، وذكر الغنائم ، قال عن الشريف غالب : ( ..وانهزم إلى مكة وترك الطائف، فدخله عثمان ومن معه من الجموع ، وفتحه الله لهم عنوة بغير قتال . وقتلوا من اهله في الأسواق والبيوت نحو مائتين ، وأخذوا من الأموال من البلد أثمانا وامتاعاً وسلاحا وقماشا وشيئاً من الجواهر والسلع المثمنة مالا يحيط به الحصر ولا يدركه العد . وضبط عثمان البلد وسلمت له جميع نواحيه وبواديه. وجمعوا الأخماس وبعثوها لعبدالعزيز. فقرر ولاية عثمان للطائف واستعمله أميراً عليها وعلى الحجاز . ) . لذا كان إهتمام الشريف غالب أن ينجو بخزائنه يحملها معه حين يهرب لأنه يعلم أن قتال الوهابيين هو فى سبيل المال ، قال عنه ابن بشر : ( فألقى الله الرعب في قلب غالب وهو في مكة فلم يستقر فيها فانهزم إلى جدة هو وأتباعه من العساكر وحمل خزائنه وذخائره وبعض متاعه وشوكته .) 5 ــ غزوة جدة : سنة 1218 : ( وفيها : سار عبد الوهاب بن عامر المعروف بكنيته أبو نقطة أمير المع عسير ونواحي تهامة قاصداً جدة محارباً لها . وذلك بأمر سعود. وكان سعود قد أمر على من في جهته من أهل الخبت والحجاز ينفرون مع عبدالوهاب ويسيرون معه إلى جدة ، فسار عبدالوهاب برعاياه ونزل السعدية الماء المعروف قرب سيف البحر ، بينه وبين مكة نحو يوم ونصف ..) والتقى عبد الوهاب بجيش الشريف غالب . يقول ابن بشر : ( .. فالتقى الجمعان واقتتل الفريقان فحمل عبدالوهاب وقومه على الشريف وجنوده فولوا الأدبار . فتبعهم أهل عسير من ساقتهم يقتلون ويغنمون ويأخذون من سلاح المدبرين ولباسهم وما معهم وكثيرها يرمي بها في الأرض. وترك الشريف ثقله ومدافعه وذهبيته وسلاحه ، واستولى عبدالوهاب ومن معه على جميعها .وقيل إن البنادق التي جمعت ألفان وخمسمائة بندق والقتلى أكثر من ستمائة قتيل ، أكثرهم من الترك والإمداد التي عنده من الدولة . وجمع عمال سعود خمس الغنائم وقبضوها . ورجع غالب إلى مكة وقفل عبدالوهاب إلى وطنه بعد هذا النصر والغنيمة. ). 6 ــ سنة 1225 : غزوة دمشق : ( وفيها سار سعود بالجنود المنصورة والخيل الجياد المسومة المشهورة واستنفر جميع النواحي من جميع الحاضر والباد من وادي الدواسر إلى إلى مكة والمدينة إلى جبل طي والجوف وما بين ذلك نحو ثمانية آلاف . خرج من الدرعية لثلاث خلون من ربيع الثاني ، وقصد نقرة الشام المعرفة لأنه بلغة بوادي الشام وعربانه من عترة وبني صخر وغيرهم فيها . فسار سعود في تلك الناحية وأقبل فيها وادبر ، واجتاز بالقرى التي حولها المزيريب وبُصري ، فنهبت الجموع ما وجدوا فيها من المتاع والطعام وأشعلوا فيها النيران . وكان أهلها قد هربوا عنها لما سمعوا بمسيره. ثم رجع قافلاً إلى وطنه، ومعه غنائم كثيرة من الخيل والمتاع والأثاث والطعام . وقتل من أهل الشام عدة قتلى . وحصل في الشام رجفة ورعب عظيم بهذه الغزوة في دمشق وغيرها من بلدانه وجميع بواديه .) إى تجول سعود بعسكره فى ريف الشام حول دمشق ينهب ويحرق ويترك خلفه القرى تشتعل نيرانا ، وقد هرب الناس فلم يقتل إلا عدة قتلى ،وعاد تاركا رُعبا مقيما. هذا هو الجهاد الوهابى الذى يستاسد على الفلاحين المساكين .! 7 ــ مذبحة الحجا وقحطان سنة 1225 . يقول : ( ثم سار بعده طامي بن شعيب أمير عسير وألمع وغيرهم بعسكر عظيم من قومه وأهل الحجا و وقحطان وغيرهم، وتوجهوا إلى البندر المعروف باللحية ، فحصروها ، وأخذوها عنوة ، وأخذوا غالب ما فيها من الأموال والذهب والفضة والقماش واللؤلؤ يحسبه ذرة .) الأخ طامى بن شعيب سلب اللؤلؤ يحسبه ذرة .!!. يقول ابن بشر عن الضحايا القتلى : ( وقتل من أهلها خلق كثير قيل أن الذي هلك منهم ألف بين القتل والهلاك . ودمروا البلد وأشعلوا فيها النيران . ). إستسلم اهلها فقتلوهم وسلبوا البلد ثم أحرقوها . هل هذا فى سبيل رب العزة الذى بعث رسوله بالقرآن الكريم رحمة للعالمين ؟ أم هو فى سبيل الشيطان اللعين ؟!!. 8 ــ غزوة الحديدة سنة 1225 ( وفيها : سار طامي بن شعيب المذكور بعسكر كثير من رعايا من عسير والحجاز وبيشة ونواحيها وقحطان وغيرهم من البوادي إلى تهامة نحو عشرين ألف مقاتل . وتوجهوا إلى بندر الحديدة ، ونازلوا اهلها فأخذوها عنوة واستولوا على غالب البلد. وكان أهلها قد بلغهم مسير تلك الجنود فحملوا خفيف أموالهم في السفين وركب فيها أكثر الرجال ، فأخذ طامي ومن معه ما وجدوا فيها من المال والمتاع ودمروها .وقتلوا من أهلها قتلى كثيرة ). قتلوا من لم يستطع الهرب فى السفن . 9 ــ مذبحة عُمان ومسقط ( مسكة ) سنة 1225 . يقول : ( .. فسار مطلق المطيري بشوكة المسلمين الذين معه في عمان من أهل عمان ونجد وغيرهم فجمع الله بينهم وبين عساكر صاحب مسكة وتنازلوا واقتتلوا قتالاً شديداً ، فانهزم جنود صاحب مسكة وركب المسلمون أكتافهم ، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وأخذوا خيامهم ومحطتهم وغالب متاعهم ومدافعهم وهي أكثر من عشرة مدافع، ورجع بقيتهم إلى مسكة وسمايل ، وأخذ المسلمون منهم غنائم عظيمة وقبض الأخماس عمال سعود بعثوا بها إلى الدرعية . ) 10 ــ بسبب كثرة الغنائم فى هذا العام 1225 ، وفى الشهر الحرام ذى الحجة طمع ثلاثة من ابناء سعود فى الغنائم بأن يغزو بأنفسهم بدون إذن من أبيهم منتهزين فرصة غيابه فى الحج ، فغزوا عُمان يقتلون ويغنمون . يقول ابن بشر : ( وفي هذه السنة في أول شهر ذي الحجة : وسعود في الحج خرج من الدرعية أبناء سعود تركي وأخواه ناصر وسعد وقصدوا ناحية عمان ومنهم عدة رجال من أتباعهم وخدمهم . وذلك أنه وقع بينهم وبين أبيهم مغاضبة وطلبوا منه زيادة لعطائئهم وخراجهم فأبى عليهم ذلك . وكان يعطيهم عطاء جزيلاً ، وطلبوا منه الخروج إلى عمان للقتال فمنعهم ذلك . فلما خرج في هذه السنة للحج خرجوا من الدرعية فلما وصل إلى عمان علم بهم ناس من أهل باطنة عمان وغيرهم، فنفروا عليهم وهجدوهم بالليل بياتاً فحصل بينهم قتال شديد قتل من الفريقين عدة قتلى . فلما انقضت الوقعة أرسل ابناء سعود إلى مطلق المطيري أمير الجيوش في عمان فاتى إليهم واجتمعوا ، ومعه جنود كثيرة من أهل نجد وأهل عمان وغيرهم .وصار تركي رئيس الجميع فسارت تلك الجنود إلى عمان ونازلوا أهل بلد مطروح المعروف على الساحل ، وأخذوه عنوة وقتلوا من أهله قتلى كثيرة وغنموا منه أموالا عظمة . ثم ساروا على ساحل البحر وفي باطنة عمان وظاهرتها ، فاخذوا بلد خلفان عنوة .ثم ساروا إلى جعلان وسور وسحار وغيرها وأخذوها عنوة وأوغلوا في عمان وأخذوا أموالاً عظيمةً ..... ) . أخيرا : ضحايا الوهابية وقتها بلغ آلافا من جماجم القتلى وحمامات الدم وجبالا من السلب والنهب ومعاناة مئات الألوف من الناس وفزع وترويه الملايين .. هل يجرؤ أحد ــ حتى لو كان وهابيا ــ على تبرير هذا ؟ أليس هذا دليلا على أن وهابيى الدولة السعودية الأولى كانوا يقاتلون فى سبيل الشيطان وليس فى سبيل الرحمن ؟ أليس هذا دليلا على أن داعش وأخواتها لم يأتوا من فراغ ؟
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من وحشية وهابيى الدولة السعودية الأولى : قتل مع إجلاء قسرى و
...
-
من وقائع الوحشية الوهابية : إستئصال الناس قتلا فى الدولة الس
...
-
الديانة الوهابية :الدين الملّاكى لابن عبد الوهاب:
-
الدين العملى لابن عبد الوهاب هو حرب الله جل وعلا ورسوله
-
الخطاب الدينى الدعائى المنافق للشيخ محمد بن عبد الوهاب
-
الجبرتى شاهدا رغم أنفه على توحش الوهابية
-
الجبرتى شاهدا على إنحلال المحكوم ووحشية العسكر العثمانى الحا
...
-
( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا
...
-
التهجير القسرى فى لمحة تاريخية أصولية
-
القاموس القرآنى : مكر
-
القاموس القرآنى : ( العورة )
-
( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا )
-
جذور التوحش الوهابى : ابن تيمية والحكم بقتل الناس جميعا
-
بالتصوف الذى نشر الخنوع : إحتكر الحاكم الظلم ومارسه كشعيرة د
...
-
لماذا احتكر الحاكم المملوكى الظلم واستحلّ القتل ؟
-
مقدمة عن الارهاب الوهابى وقلب المعادلة فى أواخر العصر العثما
...
-
العبرة من تلك العلاقة المعقدة بين تركيا العثمانية وإيران الص
...
-
تحالف الغورى المملوكى مع اسماعيل الصفوى وأثره فى انهيار الدو
...
-
ظهور اسماعيل الصفوى الصوفى الشيعى خطرا يهدد العثمانيين والمم
...
-
هذه السيدة المصرية الأمريكية العظيمة .!
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|