|
ٱلتطرف جماعىّ وٱلتوسط فردىّ
سمير إبراهيم خليل حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1438 - 2006 / 1 / 22 - 11:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يتوزع ٱلناس فى مجتمعاتناۤ ٱلشاميّة إلى ثلاث فئاتٍ أساس. ٱلفئة ٱلأولى هى ٱلأكثرية ٱلفقيرة ٱلتى تعيش علىۤ أجر عمل يومىّ أو شهرىّ أو موسمىّ. وقد ورد ٱسم ٱلأراذل لهؤلآء فى كتاب ٱللَّه. وهم يعرفون ٱليوم بٱسم ٱلطبقة ٱلعاملة ويلتحق بهم ٱلفلاحون ٱلأجرآء. ولهذه ٱلفئة نقاباتها وأحزابها ٱلسياسية ٱلتى تسعى ورآء حقوق جماعية للطبقة. وٱلفئة ٱلثانية هىۤ أقلية عآئلية ثرية تعيش على ٱلريع بألوانه ٱلمختلفة من ملكية أراضى وأبنية وخدمات سياحة ونقل وعمولات تجارية وربا بنكى. وقد ورد ٱسم ٱلمترفين لهؤلآء فى كتاب ٱللَّه. ولهم هيئات للسلطة وزلم مأجورون قتلة يحفظون بهم أملاكهم وسلطتهم فى ٱلمجتمع ويقطعون بهم سبيل ٱلتطور علىۤ أفراده. وٱلفئة ٱلثالثة تتوسط بين ٱلفئتين. وهذه ٱلفئة تتكون من أفراد هم أصحاب مبادرات فردية صناعية وتجارية وزراعية. وهى تملك وتعمل وتعيش على عملها فى ملكيتها ٱلصناعية أو ٱلزراعية ٱلصناعية صغيرة كانت أم متوسطة. وهى ٱلتى ٱرتبط تطور ٱلمجتمع فى ٱلغرب وفى ٱلولايات ٱلمتحدة وٱليابان بتطور مبادرات أفرادها. وتعرف ٱليوم هذه ٱلفئة بٱسم ٱلبورجوازية bourgeoise. وتوصف بتوسطها ٱلفكرىّ وٱلسياسىّ. ولهاۤ مواثيقها ٱلتى تجمع بين أفرادها فى جمعيات وأحزاب سياسية تسعى لتطوير تشريعات ٱلمجتمع وتطوير مبادرات أفراده. وهى تسعى لكسب حقوقها ٱلفردية إلى جانب حقوقها كفئة ٱجتماعية. وهى تعمل على تطوير عملها وتوسيع عددها على حساب فئة ٱلأراذل. وإلى جانب هذه ٱلفئات هناك أفراد وجماعات تعمل فى ٱلصناعة ٱلفكرية. وتعرف بٱسم ٱلانتلجنس intelligence ٱلتى تتوزع فىۤ أعمالها على ٱلفئات ٱلثلاثة. وإنّ ٱلسلطة فىۤ أىِّ بلد إذا ما كانت من واحدة من ٱلفئتين ٱلأولى وٱلثانية (ٱلأراذل وٱلمترفين) تكون سلطة أحادية متطرفة تمثل مصالح ٱلفئة ٱلمكونة للسلطة. وتجعل عيش ٱلفئات ٱلأخرى صعبًا بسبب ٱلتطرف ٱلذى يحكم شرعها. وإنّ سلطة كلٍّ من ٱلأكثرية ٱلعاملة وٱلأقلية ٱلمترفة تشترك فى ٱلعدآء ودفع ٱلفئة ٱلثالثة إلى ٱلموت أو ٱلهجرة. لقد تسلط ٱلمترفون (ٱلفئة ٱلثانية) على عيش ٱلناس فى بلاد ٱلشام منذ ٱنقلابهم فى سقيفة بنى ساعدة. وما زالت سلطتهم قآئمة فى معظم بلاد ٱلشام ما عداۤ إسرآءيل. وٱلمترفون لا يعملون فى ٱلصناعة ولا فى علومها. وهم لا يفتحون للصناعة وعلومهاۤ أىَّ سبيل للتطور. ولهم إنتلجنس تَسمَّى بٱسم ٱلفقيه فى ٱلدين وعمل على صناعة مفاهيم ألبسها لباس ٱلدين فصنع بها عبودية ٱلناس لسلطة ٱلمترفين. لقد أسس ٱلمترفون وٱلفقهآء تشريعات تمنع ٱلسُّؤال وتمنع ٱلاحتجاج كما تمنع ٱلطلب بأىِّ تطور. وقد أطلقوا على صناعتهم ٱلفكرية ٱلاسم ٱلشهير فى فقههم ٱلسلطوى "سد ٱلذرآئع". وبعد ٱلنصف ٱلثانى من ٱلقرن ٱلعشرين قامت بعض أحزاب ٱلأراذل (ٱلفئة ٱلأولى) بٱنقلابات عسكرية وٱنتزعت ٱلسلطة من يد ٱلمترفين فى بعض بلاد ٱلشام. وقد أقاموۤا أركان سلطتهم ٱلجمعية بتوجيه نقمتهم (ٱلتىۤ أسسها ٱلمترفون فىۤ أنفسهم) على من توسعت ملكيته من ٱلبورجوازية ٱلصناعية فٱستملكوا صناعته وجعلوها ملكية لدولتهم إلى جانب ٱستملاك ملكيات بعض ٱلمترفين. وحشروۤا أعدادًا كبيرة من ٱلأراذل فيها بأجر دآئم. وهذا جعل من سلطتهم تقوى بفعل مساندة أكثرية ٱلأراذل للسلطة وبسبب حقد هؤلآء ٱلأراذل على طاغوت ٱلمترفين ٱلطويل. ولم يكن لسلطة هؤلآء ٱلأراذل أىّ خبرة تجعل عجلة ٱلحياة تسير على سبيل ٱلتطور. كما لم يكن لهم أىّ خبرة فى ٱلصناعة وفى علومها. وهم بحالهم ٱلذى ساقهم إلى ٱلإفلاس وجدوۤا أنفسهم فى قبضة بعض ٱلمترفين ٱلذين صاهروهم بٱلزواج وقدَّموا لهم ٱلنَّصيحة وٱلمنفعة ٱلشخصية. كما قدّموا لهم مستشارين من ٱلمفكرين ٱلملحقين بفئتهم ٱلمترفة بما فى ذلك ٱلفقهآء من رجال ٱلكهنوت. وقد أخذ هؤلآء فى مواقع سلطة ٱلأراذل رتبة مستشارين ومفتين يتحكمون بجميع تشريعات ٱلسلطة. فعادت سلطة ٱلأراذل ٱلمتطرفة عن وجهة تطرّف فئتها ومصالحها ٱلطبقية إلى وجهة ٱلتطرف ٱلتى كانت عليها فئة ٱلمترفين. وزادت على منافع وترف ٱلمترفين فىۤ أعمال ٱلسرقات للمال ٱلعام وٱلرّشوى وٱلتهريب وتجارة ٱلمخدرات. وٱتبعت سياسة فقهآء ٱلمترفين فى "سدّ ٱلذرآئع" ٱلتى تمنع أىّ ٱحتجاج أو مطالبة بإصلاحٍ لعيش ٱلناس فى مجتمعها ٱلمتطرف. وصارت ٱلفئة ٱلأولى فى بلاد ٱلشام على حالٍ أرذل من حال جميع ٱلأراذل فى ٱلتاريخ. لقد كان أفراد ٱلفئة ٱلوسطى وما زالوا هم ٱلمتضررون من سلطة ٱلمترفين ٱلطويلة. وكذلك من سلطة ٱلأراذل ٱلذين ٱلتحقوا بفئة ٱلمترفين بفعل ٱلمصاهرة وٱلنصيحة وٱلمشورة وفقه سدّ ٱلذرآئع. وأفراد هذه ٱلفئة تناقص عددهم بسبب ما لحق بهم من ضيق ٱلتشريعات ٱلتى منعتهم من ٱلتطور فى بلادهم. ومنهم ٱلذى هاجر إلى خارج ٱلبلاد. ومنهم من ٱنتقل إلى موقع ٱلفئة ٱلعاملة بسبب ٱلإفلاس. هذه ٱلحديّة للسلطة ولتطرفها منعت قيام فكر وسطى فى بلاد ٱلشام. وٱنتشر فيها فكر وسلوك ٱلتطرف فى جميع وجهات عيش شعوبها. وكان ٱلأراذل بهياجهم على سلطة ٱلمترفين قد جآءوا بسلطة جمعية جاهلة وفقيرة ومتطرفة. وبدلا من أن تتحالف فئة ٱلأراذل مع الفئة ٱلثالثة ٱلوسطى (ٱلبورجوازية) وتعمل معها على توسيع عدد ٱلفئة ٱلوسطى فقد حاربتها (بتحريض ونصيحة ومشورة فقهآء ٱلمترفين) بحجة ملكيتها ٱلصناعية. وقد ساقتها مشورة هؤلآء إلى ٱلغرق فى مستنقع ٱلاقتصاد ٱلرّبوى ٱلذى يميت كل وليد يولد للفئة ٱلوسطى ويقطع ٱلسبيل علىۤ أىِّ تطور فى ٱلمجتمع. سوآء ءَكان لوجهة ديمقراطية ٱلقرية ٱلتوافقية بين ٱلشُّعب ٱلنازلة فى ٱلقرية كما كان ٱلأمر فى قريش بٱلأمس وفى لبنان ٱليوم أم كان لوجهة ديمقراطية ٱلمدينة بين ٱلأفراد ٱلنازلين فى ٱلمدينة. لقد بين بلاغ ٱللَّه ٱلعربىّ أنَّه جعل من أمم ٱلناس أمَّة وسطًا: "وكذلك جَعلنَٰكُم أُمَّةً وَسَطًا" 143 ٱلبقرة. فمن هم ٱلأمة ٱلوسط غير تلك ٱلفئة ٱلتى ينشدُّ أفرادهاۤ إلى سبيل ٱلتطور ٱلفردى على مستوى ٱلعلم وٱلصناعة وحقوق ٱلشخصية ٱلفردية؟ إنَّ مفهوم "ٱلأمة ٱلوسط" يبين لنا منهاج سلوك يتوسط بين منهاجين متطرفين. وهو ما يمثله شخص ٱلفئة ٱلثالثة (ٱلبورجوازية). فهىۤ إن كانت فى موقع ٱلسلطة تشرّع وتعمل لزيادة عددها ٱلذى يأتى رفده من فئة ٱلأراذل. كما تشرّع وتعمل على زيادة أجور ٱلعمل وٱلتأمين ٱلاجتماعىّ للعاملين وٱلعاطلين عن ٱلعمل وٱلشيوخ وٱلمساكين. وعلى زيادة بيوت ٱلعلم وتهيئة ٱلمختصين وٱلخبرآء فى ٱلصناعة بكل ألوانها. وهذا ٱلتشريع وٱلعمل عليه يحدُّ ويمنع من حدوث ٱلمواقف ٱلهاۤئجة ٱلمتطرفة لفئة ٱلأراذل. كما يحدّ من طمع ٱلريع ٱلرّبوىّ للمترفين ومن زيادة عددهم وتأثيرهم ٱلفاسق على ٱلمجتمع. وأرىۤ أنّ فى ٱلعودة إلى ٱلتذكير بمفهوم كلمة "أمة" وأصلها ٱلثلاثى "أَمَّ" ما ينفع فى بيان مفهوم ٱلأمة ٱلوسط. فهو مفهوم يضم دليلُه دليلَ ٱلأفعال (تبع وسلك ونهج). وهذا يدلنا على قوة مخزونة توجه ٱلفعل وٱلقول وفق منهاج محدد program. ولهذا ٱلمنهاج وجهتان. ٱلأولى جمعية قطيعيّة مستقرّة لا تقبل ولا تسمح بتغيير ولا تطوير أو تجديد. ومثلها يبيّنه ٱلبلاغ ٱلعربىّ: "بل قالوۤا إنَّا وجدناۤ ءّابآءّنا علىٰۤ أُمّّةٍ وإِنَّا علىٰۤ ءَاثَارِهِم مُهتَدُونَ" 22 ٱلزخرف. وٱلثانية فردية متحركة تحنف وتتطور وتتغيّر وتتجدد بفعل ٱلمبادرة ٱلفردية وٱلسير فى ٱلأرض نظرا وبحثا. ومثلها يبيّنه ٱلبلاغ ٱلعربىّ فى إبرٰهيم: "إنَّ إبرٰهِيمَ كان أمّةً قانتًا لِّلّّه حنيفًا ولم يكن من ٱلمشركين"120 ٱلنّحل. فإبراهيم هو ٱلمثل علىۤ أمّة ٱلفرد وٱلشخصية ٱلتى تنفصل عن أمّة ٱلقطيع ٱلجمعيّة. وتسعى عبر مبادرتها ومسئوليتها ٱلفردية لسلوك ٱلسبيل ٱلوسطى ٱلذى يبينه ٱلقول ٱلعربىّ: "وكذلك جَعلنَٰكُم أُمَّةً وَسَطًا" 143 ٱلبقرة. فكلمة أمّة تدلّ على منهاج للسلوك. وهو فى ٱلوجهة ٱلأولى لدى جميع ٱلكآئنات ٱلحيّة ٱلبهيمة ٱلتى تعيش وفق منهاج جمعىّ. ويبيّن ٱلبلاغ ٱلعربىّ تماثلها فيه: "وما مِن دَآبّةٍ فى ٱلأرض ولا طٰۤئِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيهِ إلاّۤ أُمَم أَمثَالُكُم" 38 ٱلأنعام. أمّا ٱلوجهة ٱلثّانية فتخصّ ٱلإنسان ٱلفرد ٱلذى يسعى إلى عيش مشترك مع أفراد أحرار ٱنفصلوا وتبرّأوا من ٱلمنهاج ٱلجمعى. وهو ما يبينه ٱلبلاغ ٱلعربىّ فىۤ إبراهيم ومَن معه: "قَد كَانَت لَكُم أُسوَة حَسَنَة فِىۤ إبرَٰهِيمَ وٱلّذِينَ مَعَهُ إذ قَالُوا لِقَومِهِم إنَّا بُرَءَٰؤُا مِنكُم ومِمَّا تَعبُدُونَ مِن دُونِ ٱللّهِ كَفَرنَا بِكُم وَبَدَا بَينَنَا وَبَينَكُمُ ٱلعَدَٰوَةُ وِٱلبَغضَآءُ أبَدًا حَتَّىٰ تُؤمِنُوا بٱللَّهِ وَحدَهُ" 4 ٱلممتحنة. فٱلّذى ينظر ويسأل ويقرأ ويطلب ٱلاطمئنان لقلبه مثل إبراهيم فإنّ أمّته تبادر وتسير فى سبيل تطورٍ وتغيّرٍ وعلوّ لشخصه. وقد يكون فى هجرته عن دياره وقومه سبيله إلى ذلك كما فعل إبراهيم وٱلذين معه. وأمّا ٱلّذى لا يقرأ ولا ينظر ولا يسأل ولا يطلب ٱلاطمئنان لقلبه فإنّ أمّته تفعل وفق ٱلوجهة ٱلأولى وينسب إليها بٱلاسم (أمّىّ) ويتبع فى عيشه منهاجًا جمعيًّا لا يدرى به. وهو ٱلأمّة ٱلّتى يتماثل فيها ٱلأحيآء فى ٱلطور ٱلبهيم (38 ٱلأنعام). أمّا دليل كلمة "وسط" فييبينه دليل ٱلأفعال (بسط ومدّ وفصل ورفع). ونستنبط من ٱلبلاغ أنّ مفهوم ٱلأمة ٱلوسط هو منهاج للمعرفة وٱلعلوم وٱلبيان وٱلهداية متحول عن أصلِ منهاجٍ جمعىٍّ أدركه أفراد كـ إبراهيم وأدركوا وقوفه عن ٱلتطور فحنفوا عنه إلى منهاج يتجدد بفعل ٱلنظر وٱلسُّؤال. وٱلأمة ٱلوسط منهاج مبسوط وممدود بين ٱلطرفين ومفصول عنهما ويرتفع عليهما. وهو منهاج يسند ويعمد ٱلموقف ٱلذى يتخذه أفراد من ٱلذين ينظرون ويسألون ويعلمون ويذكرون ويجعلون وجهتهم فى ٱلحياة ٱلدنيا لا تميل ولا تعوج عن ٱلصراط ٱلمستقيم ٱلواصل ٱلفاصل بين ٱلطرفين وٱلمتحكم بهما. لقد جآء فى فهمى لمواقف ٱلناس فى كتاب "ٱلكلمة" أن ٱلناس على مواقف ستة (ٱلذين ءامنوا (وهم ٱلذين يعلمون) وٱلذين هادوا (ٱلسلفيون) وٱلنَّصارى (ٱلأمميون) وٱلصَّابئون (ٱلمعارضون وٱلمحتجون) ٱلمجوس (فلاسفة ٱلظنّ وٱلتخريص) وٱلذين أشركوا (ٱلجاهلون ٱلأميّون). ووجدت أنّ أفرادًا أربعة منهم (ٱلذين ءامنوا/ ٱلذين هادوا/ ٱلنَّصارى/ ٱلصَّابئون) هم ٱلذين أشار إليهم ٱلبلاغ ٱلعربىّ فى ٱلقول: "مَن ءامن بٱللَّه وٱليوم ٱلأخر وعمل صٰلحًا فلهم أجرهم عند ربِّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون". وهو يشير إلىۤ إيمان فردىّ لكلٍّ منهم "مَن ءامن". وهؤلآء ٱلأفراد ٱلأربعة منهم ٱثنان متطرفان هم (ٱلذين هادوا وٱلنَّصارى) ومنهم ٱثنان ينوسان بين واحد من ٱلطرفين وبين ٱلوسط (ٱلذين ءامنوا وٱلصَّابئون). أما (ٱلمجوس وٱلذين أشركوا) فهم ٱلسفهآء ٱلجاهلون من فقهآء وشعرآء وفلاسفة وأميّون. وكل فرد من أصحاب ٱلمواقف ٱلأربعة (ٱلذين ءامنوا/ ٱلذين هادوا/ ٱلنَّصارى/ ٱلصَّابئون) إذا ما ذَكَرَ ٱلبلاغَ وعمل على فقه ٱلدليل فيه وأخذ بٱلبيان وٱلهدى وٱلموعظة منه يُيَسِّر ٱنتقاله إلى موقف ٱلوسط ويتابع ٱلسير على ٱلصراط ٱلمستقيم ويترك ٱلتطرف من دون رجعة إليه ويطلب ٱلهداية مع ٱلمتقين: "ٱهدِنَا ٱلصِّرٰطَ ٱلمُستَقِيَم/6/ صرٰط ٱلَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ ٱلمَغضُوبِ عَلَيهِم ولا ٱلضَّاۤلِّينَ/7/" ٱلفاتحة. فٱلمغضوب عليهم هم ٱلمتطرفون من يمين ويسار. أمّا ٱلذى يطلب ٱلهداية وٱلصراط ٱلمستقيم كـ إبراهيم فيكون مع ٱلأمة ٱلوسط شهيدًا على حركة ٱلناس فى ٱلطرفين فى صعودهم وهبوطهم وقيامهم وهلاكهم. ويبقى معها مستويًا فى سيره على ٱلصرٰط ٱلمستقيم. ينعم فىۤ أعماله وأقواله ويشهد ٱلغضب وٱلضلال فى صفوف ٱلمتطرفين فى ٱليمين وفى ٱلشمال. وعماده ٱلهادى فى توسطه هو ٱلرسالة ٱلتى جآء بها ٱلرسول من عند ربِّه إلى جانب سيره فى ٱلأرض ينظر كيف بدأ ٱلخلق. أما ٱلذى "ينقلب على عقبيه" من هؤلآء ٱلأفراد فهو ٱلذى يرجع إلىۤ أحد ٱلطرفين (ٱليمين/ ٱلشمال) ويغرق نفسه فى ٱلتطرف وٱلضلال بقوة ٱلأمّة ٱلجمعية وغوايتها ٱلجنيّة (غريزة ٱلقطيع). فيغيب عنه ٱلحلم وٱلصبر ويسقط فى هاوية ٱلتطرف وٱلغضب ويعود إلى عيش ٱلبهيم ٱلجمعىّ يقتل كلّ مبادرة فردية. إنّ مفاهيم ٱلحقّ ٱلفردىّ ما زالت بعيدة عن أكثر ٱلمفكرين من شعوب بلاد ٱلشام. وهى مفاهيم تلقى ٱلصدّ وٱلعدوان من أمّة جماعية قطيعية برزت فى موقف قريش من طلب ٱلرّسول محمّد فى حديثه ٱلعربىّ "لكم دينكم ولىَ دينِ". وقد أغضب قومه قريش بطلبه ٱلحرية لدين فرد "ولىَ دينِ" فعملوا علىۤ إسكاته وقتله دفاعًا عن دين جماعىّ "لكم دينكم". وقد دفعه موقف قومه ٱلقطيعى إلى ٱلهجرة من دياره وٱللجوء إلى يثرب. وأرى ٱليوم أنّ موقف بعض ٱلشاميين فى ٱلعراق وفى لبنان وفلسطين يتخذ من موقف قريش ٱلقطيعىّ منهاجًا له ويعمل على تعطيل ولادة مجتمع يشرَّع لدين وحقوق ٱلفرد وتطوره. وهم يتبعون فىۤ أفعالهم منهاج جمعىّ لا يقبل بأمّة فردية كأمّة إبراهيم. كماۤ أرى فيما يطلبه ٱلمفكر نجيب محفوظ من موافقة كهنوت ٱلأزهر وٱلتقديم لروايته "أولاد حارتنا" موقف مَن"ينقلب على عقبيه" ويطلب ٱلطاعة لسلطة ٱلمنهاج ٱلجمعىّ ٱلقطيعىّ ٱلمتطرفة ٱلتى لا تقبل بمنهاج إبراهيم وٱلذين معه. http://islamdemocacy.friendsofdemocracy.net/
#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وطن أم سجن؟
-
قرءانىّ ! تهمة يطلقها ٱلمسلمون على مَن يتبع ٱلقر
...
-
محطة ٱلجزيرة وممارسة ديمقراطية ٱلظلام
-
مجتمع مكَّة ومجتمع ٱلمدينة من ٱلأمس إلى ٱل
...
-
حديث ٱلرَّسول وحديث ٱلنَّبىّ
-
ٱلأمريكيون هم ٱليوم رسل إقامة دين ٱلحقِّ ف
...
-
أصل ٱلإنسان
-
كلمة -حداثة- لا تدلّ على جديد
-
لماذا مؤتمر بٱسم ٱلإسلام؟
-
الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن
-
ٱلثقافة وٱلحداثة
-
أفكار للحوار
-
ٱلدِّين ٱلقَيِّم
-
من أجل دولة ديمقراطية مدينية فى سوريَّا
-
إلى ٱلذين دمغ مأمور ٱلنفوس شهادة ميلادهم بٱ
...
-
أنشودة مجاهد!
-
ٱلتهديد بٱلقتل وهدر ٱلدَّم شرع شيطان
-
متابعة ٱلقول فى ٱلاعتراض علىۤ إعلان دمشق
-
مثل عن ٱلذين فى قلوبهم زيغ
-
بلاد ٱلشام أنا
المزيد.....
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|