أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين عجمية - المجتمع المدني --- نظام التفاعل السلمي














المزيد.....

المجتمع المدني --- نظام التفاعل السلمي


حسين عجمية

الحوار المتمدن-العدد: 1438 - 2006 / 1 / 22 - 12:02
المحور: المجتمع المدني
    


لا أستغرب كثيراً التأخر الحاصل في محيطنا ومجتمعنا للدخول في نظام مماثل من حيث البنية والسلوك نظام المجتمعات المتحضرة الأخرى لأن الوعي الحاصل في بنية المجتمع غير متوافقة مع الحالة المؤدية لنظام التفاعل السلمي في العلاقات الاجتماعية والسياسية فالطبيعة التعاقدية والتفاعلية بين الناس قائمة على أساس المخزون الفكري وطريقة إخراجه كنظام تعبيري وسلوك تفاعلي معبر عن طبيعة الوعي المرافقة لهذا المخزون من الأفكار والأحلام وصياغة التعبير المتوافق مع الحياة القائمة على التفاعل السلمي بين البشر .
بالدرجة الأولى نحن نعيش في واقع يبتعد جزئياً أوكلّياً عن التوافق مع ذاته ومكوناته الفكرية والسلوكية لأن الواقع التعبيري الفوقي المرافق لوجوده , لا يعبر عن طبيعة هذا الوجود ولا محتواه الحقيقي , فالوعي عندنا منطلق من تأسيس وهمي مترافق مع كل ما نقدمه من أعمال وأفكار , والتدخل القائم في وجودنا يكاد يكون كلياً
فيبدأ الوعي الهارب من المسؤولية إقحام قوى معنوية غير مرئية قادرة وكلية في بنيتنا الحياتية , يمكن أن نلصق كلّ وعينا بوجودها هذا الوعي الخارج للواقع والمعبر عن التدخل الجبار في تأسيس سلوكنا وطريقة تعاملنا يجعلنا بالضرورة منفعلين مع الأحداث وغير فاعلين فيها , فالأمة المبرمجة على السلوك والوعي والتفاعل تضعف عندها المبادرة إلى درجة العدم لأن الحياة عندها مبرمجة آلية وروتينية , قائمة على إملااءات ما فوق عقلية لا يمكن الإفلات منها أو تجنب تأثيرها الحاصل في ذواتنا الفاعلة فالسلوك الشائن والمنحرف يمكن أن يكون ناتجاً عن تأثيرها من خلال الابتلاء التجريبي للدلالة على مدى التزامنا وقوة التصاقنا بها , فالتفسيرات المواربة والهاربة من مواجهة الحقائق الدالة عن كنه السلوك والوعي تجعل الحياة أكثر انحداراً وبدائية .
فإذا كان الخير والشر ليس منا ولا يعبر عن تطلعاتنا وعن مدى فاعليتنا في هذا الوجود فماذا نكون عليه من وعي مؤثر وفاعل في الأحداث الجارية وما هي المحصلة الحقيقية لإنجازاتنا الحضارية في هذا الوجود, وإذا كانت جميع الإنجازات الحاصلة في بنيتنا الاجتماعية والاقتصادية هي هبة ما ورائية إكراماً لإخلاصنا بالتزام مبادئها
وقواعدها السلوكية وما هي المحصلة الواعية في وجودنا إذا كانت جميع الإنجازات هبة كونية.
نحن أمة مرتبطة بالعشيرة بالعائلة بالمذهب بما لايتفق مع الإجراءات الجارية في الحياة المدنية الحديثة , فالإجراءات الحديثة في نظام التشكل الجديد تتجه نحو إحداث حالة تفاعلية سلمية بين البشر قائمة على الوعي والعقل والقدرة الطليعية الفاعلة في إحداث تأثيرات منسجمة مع هذه البنية المتجهة إلى واقع تسوده المدنية والسلوك الحضاري السليم الخالي من العنف والإرهاب في حل الأزمات الحاصلة في نظامه , نظام ٌ تنقلب فيه الاحتجاجات وأساليب الرفض من المواجهة العنيفة والدموية إلى مواجهة عقلية قائمة على أساس البناء العلمي وتحقيق إنجازات علمية قادرة على الحماية الذاتية تتطور مع تطور الحياة السلمية .
فالمواجهة الحاصلة والحروب القائمة الآن تعبر عن الإقفال النهائي للطرق التقليدية في الحروب والمواجهات بين البشر وليس الإرهاب سوى صرخة الرفض البائسة في حياة العالم القادمة , لأن التشكيل الجاري وما يتم من تغيرات في بنية الوجود العالمي سيجعل أساليب الحياة القديمة تحتضر , والمسألة المتعلقة بالحياة المدنية تدخل العصر الراهن من مختلف الاتجاهات والقنوات لتعبر عن محتوى وإمكانيات الشعوب والأنظمة المختلفة في مدى قدرتها على التعامل مع المدنية الحديثة في إقامة نظام المؤسسات والحريات العامة بمختلف أشكالها التعبيرية المتعلقة في قيادة المجتمع وتحريكه والتكيف بمضامينه الفكرية بما يتوافق مع الإنجازات العلمية والمستقبلية وطريقة التواصل في نظام العالم الجديد عالم يختلف من حيث التركيبة السياسية والثقافية المرتبطة بتكنولوجيا الإعلام المتطور والسريع بما يحقق قدرة فائقة على تواصل المعرفة والمشاركة الوجدانية في جميع المآسي الحاصلة وقدرة توصيل المشاكل والخلافات والإجراءات المعرقلة للحياة الحرة إلى كافة المنظمات العالمية المدافعة عن الحريات العامة, فالواقع لم يعد ينحصر في إطار جغرافي وأنظمة سياسية منغلقة ومتحكمة بوسائل الاتصال العامة وأساليب التوصيل الفكري والتكم بطريقة وعي العقل والقيادة المتعمدة في حشد الطليعة الفكرية والقوى العاملة المؤثرة في المجتمع في محتوى نظامها الخاص بما يجعل العلاقات في النظام السياسي تعبر عن نمطية واحدة وقالب واحد , أساليب لم تعد قادرة على التكيف مع تغير بنية العصر المعرفية وتوافق بنائه مع حركات وأراء وأفكار متنوعة تعبر عن محتواها بحرية بما يؤسس لقيام طاقة تفاعلية هائلة بين البشر.




#حسين_عجمية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من المدنية
- اعتقال الحريّة --- غياب المسؤولية
- الديمقراطية بالمشاهدة
- العلاقة بنية متوافقة مع طبيعة العقل
- ملاحم البحر
- موسيقى الدِّماغ
- مناخ العوادم
- الذكرونثوية --طبيعة التكوين المتحد
- ذاكرة الغار
- صواعق العصر --- قوة الشر وشر القوة --- للنهب الموجه
- نحلٌ وبلان
- السلاح هزيمة العقل
- سياسة المشاكل ومشاكل السياسة
- مدارات العليق
- شرنقة القز
- الحب في المجال الموسع
- رسلة كوكب آخر


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين عجمية - المجتمع المدني --- نظام التفاعل السلمي