عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5480 - 2017 / 4 / 3 - 23:09
المحور:
الادارة و الاقتصاد
عن القلق ، و عدم القلق ، بصدد مصير الناتج المحلي الاجمالي في العراق
لن ينتابني القلقُ أبداً على الناتج المحلّي الاجمالي في العراق .
فهذا الناتج (الآن) هو مجموع السلع والخدمات التي قامت بـ "انتاجها" كائناتُ البحر العظيم ، الذي كان يغطّي أرضنا القديمة (من أسماك و رخويّات و سلاحف وأعشاب .. وأشجار وديناصورات غارقة) خلال المدّة من 1000000 سنة قبل الميلاد (على أقلّ تقدير) ، ولغاية تاريخ المباشرة بحفر أوّل بئر نفط في العراق ( 30حزيران1927 ).
لن ينتابني القلقُ أبداً على هذا "الـناتج" العراقيّ .. "العصاميّ" جدّاً .
فما تزالُ تلك الكائناتُ البحريّةُ (غير الريعيّة) المُدهشةِ ، تُعيلُني و ترعاني الى هذه اللحظة "المُباركة" من عُمر التاريخ .. ولا فضلَ لأحدٍ غيرها عليّ .
إنّ ما يقلقني ، فقط ، هو عدم قدرتي على الحفاظ على حصّتي من إرثِ سُلالتي المنقوعةِ بالنفط.
هذا الإرث الذي تحاصرهُ "الحيتان" الرماديّة من كلّ جانب ، كما تُحاصِرُ قطيعاً من "السردين الريعيّ" .
إرث أجدادنا الأسماك ، الذين اعتقدوا أنّ "الورثة" لن يتنكّروا للجميل ، حتّى لو اصبحوا حيتاناً بمرور الوقت .
إرثُ جدّاتنا السمكات الطيّبات (بقلوبهنّ الصغيرة ، كقلب سمكة) ، اللاتي اعتقدنً أنّ الأحفاد سيُحافظونَ على ما تبقّى لهم من أسباب العيشِ ، و سيكونون قادرين على استدامةِ نسلَهُنّ ، وسلامةِ "بيوضهنّ" .. في هذا "الوطن" الأحفوريّ ، المُهدّد بالصيد الجائر.
لن ينتابني القلق أبداً بصدد مصير الناتج المحلي الاجمالي في العراق.
لأنّ قدرتي على القلق قد استُنفِدَت .. منذُ أن اصبح الناتج المحليّ الاجماليّ ، غنيمةً سهلةً ، لكلّ من هبّ و دَبّ ، فوق بحر العراق اليابس .. في أرض السواد العظيم .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟