أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم العايف - مابعد الانتخابات العراقية ونتائجها















المزيد.....

مابعد الانتخابات العراقية ونتائجها


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 1438 - 2006 / 1 / 22 - 12:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعترينا خوف مشروع على هويتنا الوطنية العراقية وتجلياتها التي يراد لها أن تندثر أو تتشظى على وفق سيطرة الهويات الطائفية -القومية التي أفرزتها نتائج الانتخابات الأخيرة التي بات من المؤكد، باعتراف الجميع بدءاً من الكتل الفائزة والخاسرة، أنها خضعت للتزوير وللتهديد ولاستغلال النفوذ متعدد الأشكال سواء منها ,الديني-الطائفي بالذات, المناطقي ,العشائري, السلطوي وتدخلاته وانحيازاته خلال حملات الدعاية الانتخابية التي لعب فيها المال مجهول المصادر، مفتوح الصرف دوراً يبعث على الاشمئزاز يعبّر عن تدني الوعي الإعلامي للقائمين على هذه الحملات ومحاولتهم تكريس الأوهام في العقل العراقي الذي يواجه المحن يوميا، فيما ساهمت قوى حكومية مسلحة في الحرب الدعائية- الإعلانية بشكل سافر وصل حد القتل لمنع الإعلان فقط !! وكذلك خضعت الانتخابات لتدخلات أخرى وكلٌّ يملك أدلته التي تؤكد على ذلك، مما حول الانتخابات العراقية إلى معركة شرسة تم فيها استخدام كل ما هو محرم قانونيا على وفق قواعد الانتخابات الديمقراطية في حق الاختيار الشخصي- الفردي المبني على القناعة البرنامجية المعبرة عن المصالح المشروعة عبر الاصطفاف الاجتماعي، وتم التعامل مع الناخب العراقي ككتلة سديمية لا ملامح لها وعليها الاستجابة لمنطق الدفاع عن الهوية الطائفية –القومية من جهة او الاستجابة لمنطق رجال المرحلة من جهة أخرى، من أجل تكريس نمط راهن أو قادم للعملية السياسية الاجتماعية في العراق، وفي ذلك تكمن الأزمة الفكرية والسياسية والاجتماعية التي لم تكن في المحصلة النهائية قد جاءت من فراغ بل عبر عهود طويلة من الاستبداد والقهر والعنف والجريمة التي قادها وقنونها الحكم الشمولي البعثي- الصدامي الذي كرس كل تحالفاته الدولية في بعض المراحل وتمظهراته القومية المزيفة وعمل على تغييب الوعي المدني وإقصاء الروح الوطنية العراقية لترسيخ هيمنة استبدادية سلطوية عشائرية عائلية قروية مناطقية، محاولا تفعيلها بشكل طائفي خاصة بعد انتفاضة آذار عام 1991 ,وقطعا لا علاقة لغالبية طائفته بذلك وقد نالها ما نال العراقيين بهذا الشكل او ذاك, وقادت الحقبة الصدامية-البعثية في المحصلة النهائية العراق للوقوع تحت براثن الاحتلال والتجاذبات الإقليمية وليظل العراق أسير هذه المخططات منذ سقوط النظام وحتى اللحظة حيث يتم تصور الواقع الاجتماعي العراقي وكأنه بركان قابل للانفجار الطائفي- القومي مع ان قدر العراق التاربخي ان يتشكل ومنذ آلاف السنوات من هذه المكونات التي انصهرت في أرضه كل الهويات الطائفية والعرقية والقومية. إلا ان العراق وعبر تاريخه المعروف والمدون ظل يعيش دراما شقها الأول:انه مقبرة للغزاة من جهة ومقبرة لأبنائه على يد حكامه من جهة أخرى وتجلى ذلك واضحا في الحقبة الصدامية، حينما تحولت ارض العراق الى مقبرة جماعية هائلة- بفعل استبداد النظام من جهة و حروبه العبثية الخاسرة- لم تتكشف اغلب أمكنتها حتى الآن ,ولا تزال تفاصيلها وأسرارها المأساوية الدامية مفتوحة على المستقبل ولن تندمل جراحاتها إلى الأبد في الحياة والذاكرة العراقيتين .. لذلك لا يمكن نكران رد الفعل الطبيعي في تأكيد الهوية بكل تلاوينها والتي انبعثت بعد سقوط نظام القمع والقهر البعثي –الصدامي ، وتجلت في نتائج الانتخابات الأولى التي يعمل وكلاء الاحتلال و الكثير من الأطراف في الساحة السياسية العراقية على تحويلها حقائق وتثبيتها كاستحقاقات أفرزتها الانتخابات السابقة والتعامل مع نتائجها كمنجزات دائمة عائدين إلى منطق المحاصصة الذي يشل القدرات الحكومية ويدفع الشارع العراقي للإحباط منكرين التحول في المزاج الشعبي العراقي العارم الرافض هذا التكريس ، ان الآفاق الخطرة التي تعمل على ديمومة المحاصصات وتجذير التطرف في المشهد السياسي الاجتماعي العراقي والتي تستجيب لمخططات إشعال الحرب الأهلية التي لا غالب فيها قطعاً,حيث ليس ثمة فرقة ناجية منها او منتصرة فيها. ان إدراك المخاطر التي تحيط بنا وطناً وشعباً تدعونا للارتفاع إلى مستوى التحدي الراهن في وطن مستباح مخرب مفتوح على كل الجهات لتصفية الحسابات الدولية – الاقليمية وتحويل الشعب العراقي وقودا للارهاب البشع الذي يرتدي لباس الدين او يدعي المقاومة لذلك نرى تفعيل روح المواطنة العراقية وجعلها المرجعية الوحيدة التي ننطلق منها والتي في قيمها نأتلف ونختلف ونجتهد فلا إلغاء للتعددية و لا تكريس للتشرذم على أساس الهويات الإثنية والعرقية بل احتكام الى روح المواطنة العراقية وهويتها الديمقراطية التي هي الوحيدة القادرة على خنق بوادر الاحتقان الطائفي الذي ليس له ارث في تاريخ العراق حيث ان كل الصراعات المذهبية الدامية التي جرت عل الارض العراقية كانت قادمة من خارج العراق وبسبب النزاع الصفوي – العثماني المعروف ولم يكن للعراقيين في ذلك الصراع مصلحة بل كانوا وقوده وكانت مدنهم ومراقدهم المقدسة المختلفة تستباح وتهدم بقسوة نتيجة صراع المصالح الخارجية ليس الا. والهوية العراقية ومرجعياتها المختلفة ومصالحها الوطنية هي الوحيدة القادرة على وأد بوادر العنف المضاد المخطط له عبر دوائر فقهاء الظلام والعزل الطائفي والمطامع الفئوية- القومية ودعواها القادمة من خارج العراق والتي عمل (بريمر) على هندستها في تجربة مجلس الحكم المنحل و يراد لها أن تبقى الآن وفي المستقبل . ان مشروعنا العراقي النهضوي بالضد من تفصيله ونمذجته، وان مشروعيتنا كعراقيين في مواجهته تستند على واحدية الهوية الوطنية العراقية الأساسية ومرجعيتها من دون إلغاء الخصوصيات وتعدد الهويات والأعراق ولقد اثبت العلم والتاريخ وحقائق الواقع ، خرافة الأصول العرقية الوحيدة النقية وسيادة العنصر المصفى وأوهام التمثيل الأحادي الطائفي بين الطائفة الواحدة والذي يجب أن يسود، و هو في بواعثه ليس سوى استنساخ للفكر والممارسة الصهيونية العنصرية . في خضم عملية دراسة الخروقات التي رافقت الانتخابات فان على كل النخب العراقية و عبر كل القنوات المتوفرة لها رفع الصوت العراقي والحس الوطني- الاجتماعي الذي افرزه الواقع في اصطفافه مع مصير شعبه من اجل أن يجلو التوافق-السياسي لا المحاصصة فقط الهوية الوطنية العراقية ، وتحرير الإنسان العراقي من كل الضغوط وتحت أي دافع ومسمى وصيانة حقوقه وحفظ حرياته على وفق القوانين والمواثيق الدولية وذلك بإرساء دولة القانون والمؤسسات الدستورية التي تجمع الهويات وتثبت الحريات والواجبات وتفعّل قوانين العدالة الاجتماعية في بلد ينطوي على ثراء مادي هائل ، واعتماد مبادئ المواطنة وعدم التمييز في العرق والجنس والأديان والمذاهب والأفكار ، وحصر المواطنة في المفهوم الحقوقي فقط بعيداً عن الأصل التاريخي واحترام حرية الفكر والاعتقاد وتجلياتها النظرية وممارساتها اليومية بعيداً عن هيمنة القوى التي تحاول شرذمة الدولة العراقية والشعب العراقي والعودة بنا الى القرون المظلمة,واعتماد مبادئ النزاهة والكفاءة في المناصب والوظائف وإقصاء الولاءات الخاصة وعدم استغلال المركز الحكومي المؤقت لتعويض سنوات الحرمان او لتسديد الديون القديمة في ذمة هذا المسؤول او ذاك والارتفاع الى مستوى الشارع العراقي ومشاكله اليومية ومحاولة التقليل من الاحباط واليأس الذي اصاب الانسان في العراق وهو يخوض في برك الدماء بشكل يومي متواصل والبدء في بناء العراق من اجل العراقيين فقط وبناء عقد وطني في سلم اولياته الحفاظ على النسيج الوطني- الاجتماعي العراقي التاريخي و الارتفاع بمستوى الخدمات العامة ونقصها المريع المفجع وتحسين المستوى المعيشي للفرد العراقي الذي يرى المستوى الذي عليه الشعوب المجاورة التي لا تملك ربع ما يملكه من ثروات بددت سابقا ولاحقا ويحس بالمرارة والخذلان والقهر والبدء في حل كل المظاهر المسلحة الخاصة تحت أي مسمى وفي أي مكان وخاصة الميليشيات المسلحة للقوى الدينية-السياسية وان بقاء تحكمها المسلح في بعض مناطق العراق سيلهب الواقع ويدفع به الى عدم الاستقرار لكثرة هذه الميليشيات وتنافرها وتقاتلها على مناطق النفوذ للسيطرة والتحكم وفي الغالب وقوعها تحت سيطرة وتمويل قوى اقليمية ليس من صلب اهتمامها استقرار الوضع في العراق قطعا,وتفعيل الحياة المدنية وقيمها المعروفة و اعتماد قوى الأمن والشرطة والقوات المسلحة والأجهزة الخاصة بعد عرقنتها حقا وفعلا واخضاعها بقوة الدستور والقانون للمؤسسات الدستورية ، وهي الوحيدة القادرة على نزع أنيابها وأظافرها الحادة القاطعة ، واعتماد مبادئ التوافق-السياسي الواقعي (غير المتحاصص ) والتداول السلمي للسلطة وعدم تكريس النتائج الانتخابية فقط والتي خضعت للطعون الكثيرة الموثقة ولا زالات تخضع لذلك-حتى بعد ظهور نتائجها غير المصدقة قانونيا- خاصة اذا علمنا ان مفوضية الانتخابات ذاتها والتي لم تنجُ من الطعون الكثيرة الواقعية التي تناولت انحيازاتها الواضحة في طبيعة تشكيلاتها الوظيفية في كل محافظات العراق ومدنه وقراه و خارج العراق ايضا, و لم تنج ذمتها من الالتباسات المالية المثيرة والتي قد تطيح ببعض العاملين فيها وتضعهم تحت طائلة المحاسبة القانونية حسب تقرير مفوضية النزاهة المنشور في الصحف العراقية اخيرا ,وصمتها المريب-الغريب عن الخروقات قبل واثناء الانتخابات .



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلات
- حفل (السياب) التأبيني الأول
- حول مؤسسات المجتمع المدني في ا لعراق
- الادباء والكتاب في البصرة يجددون احتفائهم بالسياب في ذكرى رح ...
- المشهد الثقافي في البصرة -3
- الشعاع البنفسجي....
- المشهد الثقافي في البصرة -2-
- من اجل انتخابات عراقية حرة و نزيهة
- المشهد الثقافي في البصرة -1
- كاردينيا.. الملاذ والأسى
- هبات النفط العراقي بين القديم والجديد
- اعلى راتب تقاعدي ، لأقصر خدمة فعلية.. في العراق
- ملاحظات حول مسودة قانون اتحاد الأدباءالعراقيين
- رئيس (مؤتمر حرية العراق) في البصرة :ديمقراطيةالفوضى ستعمل لل ...
- قراءة: في اوراق عالم نووي عراقي
- ملاحظات حول الاستفتاء الدستوري العراقي
- مجلات .. الثقافة الجديدة آراء وتصورات حول الدستور العراقي
- الدستور في العراق
- سقوط دكتاتور*.. بين همجية النظام ومرتزقة الثقافة والإعلام


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم العايف - مابعد الانتخابات العراقية ونتائجها