وانا اقرا بعض ما ينشر حول التيار الوطني الديمقراطي،وهو في الغالب يضطرني الى التوضيح حيث لا استسيغ اسلوب الرد،لانه محاولة لتكريس غائلة تتلاقى مع منهج معادي لاحلامنا، يمثل بقايا تربية الفناها ببراءة من خصمنا وقاتلنا،وكذلك الفناها من نظريات شمولية جعلت نسيج ادمغتنا سجادات للشك والتريّب والظن،وهذا يتعاون مضطردا بين تلك الاحزاب والنظريات التمامية التي فضلت المبالغة بالعمل السري ، كمنظومة امنية عالية الحساسية،وبين النظام الامني اياه،فانتجنا ثقافة سياسية قائمة على الشبحية والتظنين والشك وهو اكبر من عقل المؤامرة ،تشحنه عاطفة مرتعدة شبيهة بخوف امراة غيورة تشك حتى بالريح ان داعب شعر حبيبها،بل وتبالغ في عدم الرضا في أي اوضاع ينفذها،كما لو انها تريد منه ان لا يقوم ولا يقعد ولا ينام ولا يطير! ولعلها شحنة من شحنات الاكتئاب العالي الذي تراكم طويلا واحال الشذوذ الى قاعدة،واصبح اللامنطق منطقا واللامعقول عقل،وهنا لا يجعل من يستدرك هذه الماساة التراكمية سواء فيه او بغيره ان يتعامل مع عقل التشكيك والتظنين والقسوة في الاحكام الا بروح المعالج والحاني على الام شعبه، وعلى حتى طريقة خصامهم ومخالفاتهم..فان الماساة نجدها حتى بكيفية استخدامنا للكراهية كذلك نفس الماساة موجودة بطريقة تحببنا الجامحة،وكلاهما يثير الحزن والالم!!بالطبع انا لا اتحدث عن بدائل استنساخ جيني لنتخلص مما تعرفنا فيه على الخصام او التحاب،بل نحن ملزمون على الخروج من ذاتنا الموروثة سواء حين ننتمي او حين نعارض،وان كان المطلب شديد المثالية يفترض عملية تركيب هائلة. ايضا لا اجد كما رغب المفكر الجليل هادي العلوي،من الواقعية الدعوة الى اقامة مجتمع صوفي او تقييده بشروط الفرد الفيلسوف،أي شعب من فلاسفة كما تدعو نظريته حول [ التاو] الصيني.
اذن ها هي حالنا وهي جزء اكثر قهرية واغتصابا لحلم مفترض وهو امام واقع مفروض،ومنه نستمد رهبنة ما يحلم به متصوف او ما يدعو لمعرفته فيلسوف. ولعل اعادة الصياغة تتطلب وجود خطا،ووجود اصحاح،وهذا يفرض تقبلنا للخطا والاتفاق على مكان الاصحاح! مع وجود كم من الشعور بالقدرة على قلب الطاولة بكلمة ما،وهو شعور خادع،لم يجيد اتقان كيفية تاثير الكلمة على الاخر،وذلك لاستباق تكوين رايها في المتلقي،أي عدم السماح له بتكوين رايه،وهي حالة جاءت من الهمجية الى التقنية الاعلامية،ولعلها مدرسة استٌلت من الارث التربوي لبناء العلاقة بالاعلام ،حيث الكاتب يصادر راي الاخر ويتحدث نيابة عنه باسلوبية القاء الاوامر وحسم النتائج،وهذا يتسق مع مدارس الارهاب التعبوي والفكري،المثير للالم والشفقة،كما هي كل سيناريوهات الافلام البدائية والاذواق التجارية،وعليه فان الخبرة الاعلامية تتطلب حيادية ما لتسويق محرضات تكوين الراي لدى الاخر وعدم النيابة عنه وابتلاعه بطريقة الغاء امكانية تصديقه ما يكتب او تكذيبه،ذلك لان مدارس القمع لا تعترف بخبرات تكوين الراي العام،ومن ثم دفعه لتكوين صدقية الخبر،الفكرة،البيان..الخ.فهي تتحدث نيابة عنه مغمورة بتفاؤل وحق السطوة المسبقة،كما اعتادت ان تتعامل مع الجمهور بقلة احترام،وهذا ما ترفضه اسلوبية الصحافة والاعلام المتطور لجهة فنون تسويق الراي،أي ثمة عدم وجود مغفلين في الطرف الاخر،وهنا تتشابه أدوات مدارس القمع وان اختلفتا في المواقف،لاسيما وان اساليب مدارس تعبئة الليبراليين الجدد،او ستشراق ما بعد الحداثة لا تقل بدائية عن اسلوبية مدارس دعاة القومية والاصولية والبابوية الحمراء،فانها لا تتخلص من الميلوديا الداخلية ولا من ارثها التربوي والمفاهيمي في نصها او في اسلوبها الاعلامي،حتى لكان القارئ امام افتتاحيات جريدة الثورة او الجمهورية وهو يقرا نصوص المعارضة، او اولئك الذين تصرفوا مع النقد بصلافة المنتصر والمتحدي كما تتصرف ادبيات النظام بالشبه ذاته،فليس الاتفاق او الافتراق سياسيا مع النظام ما يقصد به هنا بل الاسلوبية النقدية التي تضخ مكنونها التربوي الداخلي المتناظر مع اساليب القمع،عن طريق التصرف باسلوبية الصلافة المتعالية على القراء واعتبارهم مجرد هوامش مغفلة خاضعة لاملاء الاوامر والتعليمات والدعاية والجمل الحاسمة،وهنا اكرر انه لمثير للحزن ان ترى عملية التحديث والبدائل تقع في مدرسة القمع المضاد ، او ما تمارسه السلطة من فجور تلفيقي ودعائي يتصرف بعقل لم تتحكم به ضوابط الضمير ولا روادع الحصانات الوجدانية والادبية،وهي روادع تتناغم مع شروط واليات مؤسساتية تكفل حق الحرية والقانون بان،الامر الذي تفرضه شروط بيئة كاملة وليس اجتهادات فردية او اخلاقيات فردية ذات اثرة انسانية استبقت مفهوم وقيم العدل، وتصرفت به قبل ولادة هذه البيئة،والاخيرة هي المحيط الذي ينمي تربية وتكوين الشخصية ويؤسس قواها الضميرية وفاعلية علاقاتها بشتى الابنية الاجتماعية،وهذا ايضا لم يتحقق في ظل ريبة جماعية حيال العدل والقانون وقيم الدولة والمؤسسة والسلطة،حيث تشترك هذه العوامل المغيبة للبيئة المشار لها الى خلق الانسان المتوتر سواء بولائه او معارضته،معتمدا على ما اكتسبه من بيئة غير صالحة وغير مؤهلة لخلق التبادل بين الحرية والقانون.فالبيئة عاشت في ظل الدولة المفترسة والمتوحشة ضد المواطنين فيما المواطن معادي طبيعيا لكل هذه الدولة او مؤسسة،لانه لم يشرك في قرار تكوينها،فيما اذا كان مواليا لها،يتصرف قهريا عبر قيم وقوانين الحفاظ على البقاء،وكلا المواطنين يمارسان اكراها مسبقا من الطبيعي ان تتهشم فيه قيم التزاوج الطبيعي بين القانون والحرية كما تطرحها دول متمدنة يقوم مواطنوها بحماية القانون من المخربين والخارجين عليه اكثر من الشرطة!.
غرائز ذكية تستعيد ارثها الحيواني الاول للانذار المبكر
الدولة المفترسة
لعله تعذيرنا الاخر لفهم ظاهرة الريبة والحذر من أية طروحات لم تتصرف بتمامية التوتر السياسي الاقصى،المطروح من قبل ادبيات السلطة والمعارضة،حيث الوصول للذروة عداءا وولاءا يشكل تزكية لاختيار الاطراف في موقفهما. وهكذا تسود اللغة المتوترة والخطاب القطعي في عالم ترعرع في ظل عداوة القانون وبين دولة اللاقانون ،أي الدولة الاكثر توحشا من الدكتاتورية،الدولة المفترسة. الحقائق المترتبة على بناء الشخصية الوطنية والاجتماعية والانسانية في مثل هذه الاجواء ستكون حتما كارثية ،وقد تخلق تعذيرا ما،للالتباسات الغامضة لدى هذه الشخصية،وهي التباسات تضع المجتمع في وضع استنفاري دائم يوقع الجميع في عقل التصادم وادارة الخلاف على الدوام بعقل امني او ردعي، يتصرف بغريزة محكومة بالخوف والحذر وهي تتضاعف باضطراد شراهة السلطة لتوقظ انشطة بيولوجية نائمة في داخل تكوين هذه الشخصية، ولعلها تستنفر ذكاءه الحيواني الاول،الذي فقدته المجموعة البشرية،باستخدام قوة التفرس والحدس والانذارات المبكرة،تلك التي اشار لها علماء،حيث تستبق بعض الحيوانات قدرات تفوق قدرات العلم في معرفة مجيء الكوارث والهزات الارضية والطقس قبل وقوعه. ففي دولة مفترسة لا يستطع البشر الا استعادت الطاقة المضاعفة لتشخيص الخطر قبل وقوعه،وهذا يفسر استناد الخطاب على عقل النوايا،حيث العراقيون باجمعهم وعبر ارث دموي هائل استنهضوا النظام الطبيعي الاول بانفسهم وادخلوا على النشاط الجسمي هذه الحاسة الغريبة والتي انقرضة عند مجاميع البشر،وهي تتصرف كما تتصرف الانذارات المبكرة والرادارات،ولعل انتزاع هذه الحاسة الطارئة النامية عبر علاقات الذعر المنهجي واليومي سيكون صعبا ومستحيلا ،لذا فان المواطن في الداخل لا يستطيع تجاوز خوفه في الحياة اليومية،اذ ربما لم يعد بمقدوره التحدث عن صفقة صوف او خطبة فتاة دون ان يؤمن على بقائه عبر مدح الرئيس ونقل الحديث من الرياضة او مرض الانفلونزا الى مدح الرئيس كدريئة تلبي حاجة جسمانية وسيكولوجية تتعلق بقانون البقاء،وهذا العامل البيسيكولوجي راح يتنقل في اماكن اخرى ويقيم موقفه على التحدث باسم مصدر خوفه،كما تتحدث عقدة ستوكهولم)حيث يثحدث المخطوف بعقل خاطفيه ورغباتهم) ،اذ يستمر هذا العامل العضوي في البحث عن مصادر الخوف بسبب ضغوط نشاطها الداخلي الذي كون توازن الشخصية وحكم على نشاطها بما يشبه البحث عن الاستجابة،وهي لا تتوازن الا بوجود مصدر الذعر والخوف كولاء ينشط حضورها ،وهذه ذروة قصوى من سلم المرارة وتدمير الانظمة الداخلية والفطرية لسوية الانسانية. المزاملة بين مواطن الداخل والخارج في مثل هذه الحالة تبرز اعراضه في الخطاب الادبي والاعلامي،المشبع بحاسة الاثم الداخلي الردعية وهي تنتظم كحاسة اولى حيال عملية الولاءات،حيث تلزم نفسها كل لحظة باستخدام اقصى امكانات الاشباع والارشاء الذاتي لمصدر خوف ما،اما يكون محاولة لقتل الاثم الاول،أي الثار من الخوف بخوف من الولاء له،او خوف جديد يتكون من مصادر سلطة ادبية ومعنوية ومادية برانية،يجري البحث عنها كمصدر لاشباع غريزة تجنب الخطر الذي صارت زائدة جسمية وهي خارج الدولة المفترسة لكن لصوقها التعودي بقي ملازما يبحث عن استجاباته النفسية!! والخطر في اماكن بعيدة عن السلطة لم يكن من صدام وحسب بل من عدم اعلان شتمه كل لحظة لتامين البقاء خارج سيطرته بولاء لصدام اخر،أي خوف اخر،وهذا الخارج يعمل على تخييل سلطة مشابهة له،وبالتالي احداث نظاما للمكاره مشابهة لنظام مكاره السلطة المفترسة الاولى،وهي سلطة تقوم على انذارت مستبقة ، تتصرف ردعيا مع نوايا قد تكون واضحة او غامضة او نائمة،من مثل اعدام اهل معارضين او قتل أي ذكاء منافس،بحيث تفرض شروط بقاء الناس ان يكون الابداع والذكاء والنجاح خطرا على الحياة،لان هذه العوامل تقع في نظام النوايا الخطرة،وهكذا تكون عملية تدمير النمو الانساني وتطوره من اولى شروط بقاء السلطة الذي تناغم مع تدمير الفرد لذاته المبدعة حفظا على بقائه وديموته. ونظام النوايا الذي انتقل في الادبيات الظاهرة بين المجموعات الوارثة له،ظل يعمل دون توقف وسط شرك من التدمير الذاتي،حيث تشكل مجموعة مفردات متكررة ويومية شروط قبول الفرد في المجموعة الجديدة،وهذا العنصر يحتل معظم الادبيات العربية،حيث الشتم اليومي للامبريالية والصهيونية مؤشر مسبق كمثل القربان والكفارة لتمرير حالة الامن السيكولوجي الذي من نتائجه تشميع العقل المبدع واستبعاد اللغة المعرفية في خطابه،وهذا ما برزت نتائجه بين دول الراديكالية القومية سواء على الانسان او الخطاب او المطبوعة. ولعله ايضا نفس الطقوسية اللاهوتية في الخطاب السوفييتي القديم الى الخطاب الاصولي الديني،وكل ذلك يستمد استمراره من ثقافة اولى قديمة جدا كونت شروطها المثيولوجية والبيئية مجموعة مفاهيمية تقع بين: [اله شديد العقاب وشيطان متمرد يحضر شهوة العقاب بتوريط ضحايا ما]،بحيث لا يكتمل الحج الا برجم الشيطان،اذ لن يكتفي الاله بالصلواة ما لم تكتمل تلك بتظهير الولاء له عبر رجم الشيطان،بل وان الارث اكتسب هذا العامل الثقافي والتربوي باستباق التعويذ قبل التمجيد،انها ثنائية الحب بمحمول الكره والكره بمحمول الحب.
اذن ثمة اسقاط مستمر على هذه الموروثة الدائمة يتحكم في تكوين الكينونة الضامرة في الشخصية، توخيا للبقاء عن طريق رشوة ناموس المكاره والتحبيبات،وقد احتل نسيج النوايا الداخلية ونشط خيالها بعدة اوجه وتنقلات وتبدلات. وهنا تشكل المعرفة ضربا من ضروب استجلاء الخطر،وهكذا تكرر رمنسة الخطاب اليومي،بحيث ان الخطاب العربي والعجمي لم يختلف او يتجدد منذ الستينات حتى الان،ما دام قائما على الرجم والصلاة،حيث اسقطت هذه الثقافة الصارمة على الوقوف من الظواهر واليوميات والمستقبليات والاحداث والسياسة والادب،من دون ان تزيح عن طقوسية نظامها الثقافي والحضاري،وان ادعت ما بعد الحداثة. ولعل عوامل الخوف المقدس اثرت على تكوين الحاكم بالرعية وتكوين الرعية بالحاكم،الى تبادل دور الشياطين والالهات،وهذا معادي للمعرفة ومدمر لنمو الذات وابداعها،لاسيما اذا لم يجر فك الارتباط ما بين الثوابت والبداهات والاسلوبية المعرفية،فلا يعني الحديث عن تصليح سيارة تدخلا الهيا او تعويذة شيطانية بمحله ، بل هي ملزمة للتصليح الباده،كما يتصرف المواطن العراقي في الدولة المفترسة او يتصرف الخطاب المعارض بتبادل حيال الولاء بالرجم والصلوات ،وهذا ما يتضح من تكرار واجترار "بسملات وتعويذات"الخطاب ، بحيث تطالب الاصوات بالمزيد من مدارس العقل التعليمي الرامي الى ترديد يومي قد لا يلزم الضحية ان تعلمها كيف تقول اه او تعبر عن المها لطعنة سكين او جز رقبة!!فهل في الوسع ان يصرف الخطاب جهوده كي يعرف المطعون خطورة السكين واوجاعها؟
هكذا يطالب الخطاب اليومي بالمزيد من فضح عارية لم تبق حتى ورقة توت او تين،وهذا الامر ينطوي على ضرورة بحث في منطقة اخرى لا منطقة كشف عارية لم تبقي على ستر!!اي بحث سؤال المطالبين لا سؤال المطلوبين،وهو بالطبع سينتهي الى مشهد من المرارة تبدو فيها عناصر اليباس الانساني واضحة جلية،تتدور في حدود الصلاة والرجم اليومي،من دون ان تفك ارتباطها مع ارث الخوف،وبالتالي لابد ان تبحث في ابنية الضامن الجديد الذي يقطع دابر هذا الارث، وينقل النظام والعدل والبدائل من مؤسسة المزاج القيادي الى المؤسسة القانونية والدستورية،الى البحث في امكان الثورة المدنية على عسكرة الحياة حيث تتسرب عناصرها عبر مقبلات عدة متنقلة ومجددة شروطها،بما يجعل الابقاء على تغييب المجتمع الاهلي ثم عسكرته او تسييسه،وبالتالي نقلته الى مؤسسة الغريزة المستشعرة للخطر قبل وقوعه،ما يجعل العلاقات تقوم على فكرة النوايا الهاجسة والانذارات المبكرة،الامر الذي يعيد مجتمع الامن والشرطة والبوليس وشتى الاضطرابات الى ما كان عليه.
موروث تبادل الالهات والشياطين،البارز بخطاب يومي مضجر ومكرر يتوخى توازنه النفسي كما اكتسبه،هو نظام التاريخ والتخييل المثيولوجي،الى اسطرة الوقائع واخراجها من الحيز المتاح والممكن الى نظام تقييم غير قياسي ودلالي وملموس،أي ما بعد الواقع ،وهذا مفتاح لتسلل باعة الفضيلة والابطال الفرديين وعقل الخلاص القدري،الى تحديث نظام العبودية الذاتية،حيث غياب القانون والنظام والدولة والضمانات الدستورية وإحلال منظومة المزاج القائد والفضيلة الفردية بديلا من فضيلة القانون والمؤسسة،وهذا سيكرس تدفيع الناس فواتير جديدة لتسديد ديون تحريرهم الى نفس الفردية الفاضلة.
الحديث مكرر والتجربة مكررة لا تحتاج لمزيد من الفساد البيئي الذي تكونه اكداس البحوث والاوراق والجمل المكتوبة،التي معظمها تتعامل مع الدلالة اللغوية كمنتج دعائي اكثر مما هو جوهر عملي وفعلي له مقابل تعريفي على مستوى الوقائع! وكلمات مثل:ديمقراطية،وطنية،دستور،قانون،حرية ما تزال مجرد ديكورات دعائية لتبهير خطاب تعبوي لا اكثر،وهو منتج يكشف استقراءه عبر الخطاب الاعلامي،والتصورات اللامتاملة في سياقاتها،حيث تحشر حشرا في لغة دعائية وتعبوية ليس بمقدورها اثبات ما تدعيه او تخبر به،فيما تنقضه منهجيا في السياق الاسلوبي نفسه،وهي كما تصرفت الشيوعية القديمة بانتقائية وذرائعية في حقل ادعائها الديمقراطية والحرية والقانون والدستور،حيث خصخصته على طريقة القومية العربية بنظمها السائدة كقيم معزولة مواطنية وليست كونية انسانية تصلح للاسرة البشرية وتاليا لم تصلح حتى لمواطنيها كما اثبتت التجارب.
التيار :ثورة معرفية بين عراق مزور وعراق الاصل
الرؤى الوطنية والانسانية والديمقراطية التي جرى اختيارها بطاقة معرفية كما اعتقد واتصور،في التيار الوطني الديمقراطي، تستند الى تعريف مسؤول ومدقق لكل دعوة من حيث الاعتراف بتلبسها هنا،او تماهيها باسقاط ثقافي ما هناك،الى قراءة الموجود الذاتي لمنتج واقعي مماثل للشعارات وامكان البحث عن منطلقات تنموية لتطوير مقالعها وارضياتها في شعب تيبست حياته المجتمعية والسياسية والانسانية،وجرى تدمير ملامحه وثقافته وحتى نشاطه الايكولوجي والبيئي بمنهجية التجفيف الشامل لانسانيته،وقد داب التيار الى قراءة الذاكرة الجمعية الحية الكامنة في الوجدان الوطني العراقي،الذي تعاني قراءته من تباده مغفل مع الامر الواقع الذي انتجته مجموعة تراكمات تنكرية طويلة عبر تواريخ الغزو، خلقت وقائع التزوير الوطني وأرخت لها منذ ازمنة بعيدة،بحيث اصبح هذا التزوير والاغتصاب الثقافي المزمن قواعد وطنية نقدية ومنقودة ،تعتمد على مسبوقاتها هي اصلا مسبوقات غزاة تركوا اثار بداهات وقواعد لا تمت بصلة للشخصية العراقية،حيث معظمها يقع في المنطقة الكامنة والصامتة واللامعرفة ، ويبرز بين الحين والاخر بحثا عن نفسه في رحلة تاريخ تائه ،ولكن ينتهي الى نتائج استقطابية لا تقل غربة عن سابقها،لان النقد والمنقود يستمدان غربتهما من تراكم تاريخي طويل اسس وطنية مزورة. وعلى هذه اللافتة المعرفية يجري القبض على الذات من حيث تماثلها مع المكان والوطن المتاح لا الوطن المزور والمستورد الذي تتحكم به برانيات سياسية او برانيات موروثة او برانيات مقصودة تمارس حنينا منهجيا لارثها الانتقامي من هذا الوطن الذي كانت فتنته مصدر حب حسود او كره ماحق!!البيئة الوطنية هي انتاج ذاتها وعلى هذه المركزية المفهومية تستند الرؤى والتقديرات،حيث لا يملك أي وطن في العالم بديلا بيئيا غير مكانه التواطني،كما لا يستطع ان يكون بديله خيال الفردوس الذي يتحكم ببناء علاقته بالوطن والمكان،لان الفردوس وطن كوني لا وطن المكان الارضي،ولعل تداخلها مدعاة لاضطراب سياسي واجتماعي بين قوى الخيال والواقع،كما حدث للدول الدينية،كما لا تستطع الرؤى العقائدية ان تمخيل مكان المستقبل بحث يكون الوعد الفاضل قاعدة لنقد مكان الحاضر واحداثه،لانه في المجرد الفكري وليس في الوقائع،كما تعبئ وتسوق قوى تجعل الايديولوجيا اولوية على الوطن. كل تلك الرؤى بالضرورة ستكون في وضع من التصادم والاضطراب الدائم في طروحاتها اللاواقعية واللاعملية،وكذلك معها تتسق جهود الوطنيات المهاجرة تلك التي لو حققت نجاحا داروينيا لم تستطع الاستقرار والتسكن في بيئة غريبة،كما لا تستطع حتى القوى العرقية ذات الاداء البراني المهاجر ان تتساكن مع طروحاتها على مستوى تقبل قوى اجنبية تمثل وطنيتها،ولعل الاضطراب الاجتماعي والانساني يبدو طبيعيا وجليا في الاستيطانات الكبرى كشمال افريقيا واسرائيل وبعض المدن المغزوة بطرق بيضاء او سوداء،اذ لم تستطع نظرية التنكر البيئي التي شرحها داروين كاستثناء استيطاني ان تكتسب توازنها السيكولوجي والبيئي وبالتالي استقرارها الضميري حتى في المجتمع الاسترالي او الاميركي،المحكوم بحنين باطني مجهول لمكان ما. ولعل الحركة الصهيونية اعتمد قوانين التنكر البيئي منتظرة اجيالا وعصور كي تتساكن وتتالف دون جدوى،حيث الاكتئاب اليومي مسيطرا على نسائج اجتماعية عدة تتمثل في قواعد جماعية للاضطراب الوجداني وعدم تبادل الرفاه البيئي بين الوطن والمستوطن ما خلا الرفاه السياحي،وان جاءت أجيال عدة استولدت ثلاث الى اربعة اجيال في نفس المكان دون ان تعرف المكان الاصلي،فثمة اضطراب في اللاوعي الجمعي معظم عوارضه غير معروفة،تنتج مجموعة من النسيج المشوه غير المتواشج مع البيئة. فكيف بوطنية جنود وغزاة وسط شعب هو من اقدم منابت البيئات العالمية،زد على ذلك ان البيئة خلقت معرفة ذاتها،ووجد فيها ما يدل على حضور تعريف الذات كل مرة حتى امام الغزوات الوردية المقدسة!حيث تمكن اهلها من اعادة توطين المقدس بحيث قطع جذوره من البيئة الوطنية الاولى ليكون ابن صياغة البيئة الجديدة،فتؤرخ صياغاته نفسها انطلاقا من بيئة وطنية جديدة كما حدث لعدة اديان من بينها الاسلام الذي جرى تمدينه وحضرنته وفقهنته،الى بروز حركات وفرق هائلة ، كلها تعبير عن مخزون اولي قديم لا يلبث ان يترك ظلالة بقوة على كل وطنية قادمة بنص كوني،محاولا ايجاد ذاته ومدفوعا بقوة مناعة عالية وظلال كثيفة على أي وافد خارجي!بحيث يعيد توطين النص ليصوغ وطنيته كقوة عالمية طليعية كما حدث في الدولة العباسية التي هي نتاج عبقرية وثقافة هذه البلاد وليس نتاج خلفاء فاسدين ومتبطرين لن يمارسوا الا دولة الامن والردع وكل انواع الملك المطلق.
ثورة البحث عن الذات الكونية العراقية
عبر ثورة البحث عن الذات امام حشود من التراكمات التعليمية الملقمة،الى تكريس قيم وطنية غريبة او محاولات صياغة تواريخ مبتورة، تكون تغليبا فئويا على مستوى المواطنين وتطرح الوطنية الدينية كما يكرسها الساسة بحيث تعكس هذه المشاعر نفسها على اقليات ارتبطت وطنيتها بدينيتها،واصبح المكان العراقي وطن رموزها السماوية،سواء منها الاسلامية او المسيحية(وثائق التاريخ توكد ان اول بابوية مسيحية كانت في العراق،كما تفرد العراقيون في ابداع وطنيتهم المسيحية،المكيفة مع حضارة عنيدة الحضور والتوقد،وهذا ما جعل تواطئا خجولا وسريا يشك انه كان صفقة بين روما وطرف اخر للاطاحة بالبابوية النسطورية!) ام اليهودية والصابئية فاليزيدية،الذين خلقوا توأمة بين الدين والوطن فتصبح جغرافيا السماء جغرافية ارضية. وفي العصر الحديث طرحت العلمانية عبر باطنيات دينية واقلاوية كان من تداعياتها تلك الموروثات الجاهلية المتوترة التي جلبتها اقوام اجنبية تماهت مع النص كمدخل استعماري، ومثلت مرجعيته القومية الدينية كايران وتركيا،وقد تجلى ذلك بظاهرة المناطقية الحزبية التي زاوجت بين العلمانية والباطنية الطائفية الامر الذي لم يقنع بان الطروحات والمقولات كانت تتحرك بدافع ثورة معرفية او فكرية حداثية ،بل كانت تستعيد وجودها الحاضر كقوى من التاريخ وفي التاريخ،وتتصرف برمزية الحزب والفكر الحداثي طبقا لصراعات التاريخ،مع العلم ان تلك الصراعات هي ارث غريب لجهة تكتله السياسي وليس خلافيته الفقهية!.وهكذا نجد الباطنية القومية والباطنية الشيوعية جددت صراعها الماضوي وحدثنته بافكار جديدة، فيما لم تخرج من ازمة التاريخ الاجنبية،التي قادت تكريسها كل من تركيا وايران. وهذا عمل في التاريخ القريب والحاضر على تهميش الوطنية العراقية وطرحها كوطنية دينية ذات ولاء براني،الامر الذي تقتضي مناقشته وبالتالي استعادت المكانة المرجعية لكونية الدين من قواعده العراقية على تلك الامم،لان التاريخ سجل وبوشم سابغ ارث هذه الامم الثقافي كما سجل عراقيا موروث تفكيرها وفقهها عبر اعتكاس هائل للظلال الوطنية العراقية على النص والثقافات المجاورة. ولكن مجموعة قرون مزورة خلقت بداهات ما،ادت الى تكوين الشخصية البرانية للعراقي،وحتى ان هذا التطور الظالم انعكس على مجمل اقوام الشرق الاوسط الذين وقعوا في عملية مريرة من البحث عن مراجع دياناتهم الوطنية حيث انخرطت الاقليات والطوائف وسط هذا الاتساق المهاجر والباحث عن مرجعية وطنية خارج الحدود.
ولعل ديمغرافيا كثافة التواجد الحزبي الحديث في المناطق العراقية تنبئ عن وضوح هذه الظاهرة اللاوطنية بما تمثله من تماهي سري مع مرجعيات الخارج الموروث منذ قرون طويلة، والذي جعل الحروب الداخلية والصراعات الدموية، تتاجل حينا وتبرز حينا اخر،وهذا محرك وقاعدة صراع القوميين والشيوعيين،وسط معازل ديمغرافية واضحة وليست خجولة! اسست لتحديث الماضي المموه بافكار حديثة وادىت الى انتاج واقعية دولة العنف والاحتراب، وعوّمت علاقات الشك وعدم الثقة بين الاطراف،فيما جاءت الاحزاب الدينية لتكون البديل الصريح عن هذه الوطنية البرانية،التي تمارس حروب الغرباء على جسد الوطن،وبهذه الانساق المهاجرة الباحثة عن ولاء فانه اصبح الارث الوطني الحاسم ينطلق من اخلاقية ومثالية الخيانة الذاتية،الى حد خلق دولة الوكلاء الخارجية.
اعادت تشكيل الفرد والوطن من مصادر الامر الواقع الذي عم الحياة السياسية بباطنيات خائفة وملاذات علمانية خادعة،تتطلب افكارا جريئة وصريحة تنهي حالة الخوف المغترب لتدخل خوف الوطن!!وهذا لابد ان ينطلق من عملية بحث مضني عن مصادر وطنية العراق الدينية،ولكل الطوائف وذلك من اجل خلق تعشير وتوامة بين الروحي والوطني،والعراق اكثر دول العالم مؤهلا لذلك،وهذا يتطلب تحويل واتخاذ الرموز الدينية الكثيرة كمناهل للذات المغتربة واستعادت ثقتها بما انتجه تاريخها من مشروع كوني،صار من الضروري استعادت ملكيته المثيولوجية،لكي تسد الطريق على أي تسرب خارجي وافد بمحمولات مموهة بالكونيات لوطن كل تاريخه انساني وكوني وكسموبولوتي عالمي، متوازن اكثر من القوميات الحادة والنادّة التي اسست ثقافتها على جانب حربي وعدواني انطلاقا من مشترعات النص لكي تلبي حاجاتها الثقافية والحضارية وتكيف النص طبقا لذلك،مغطية اطماعها وحروبها باشتراع الهي بمحاولة اسقاط الحدث الرسولي الاول على احداثها،أي تابيد الطارئ الزمني ومسرحة التاريخ الاول بانتاجه لاحقا وابدا،فهي تصنع دورا للكفر ودورا لمحاربته في كل زمان ومكان،وهنا مصدر مسرحة وتركيب وصناعة وليس إحداثا عفوية كما حدث في بواكير الدعوة.
ومما يثبت الهموم الوطنية لا الدينية لتلك الامبراطوريات القديمة والمتاخرة هي قضية تكريس النسب والاستنساب لمصدر الدعوة ! بما يجعلها ذات وضوح صريح لجهة الهم الوطني السياسي على الهم الديني،وهذا ما كرس في جانب سري منه،صراع نسبية الذكورة والانوثة لتزكية الملك والحاكم،مع ان النسب الانوثي هو ابن الثقافة العراقية الذي بقي اسير حضارة سلام المراة منذ شبعاد وعشتار مجددا اياها بانساب الائمة الى فاطمة الزهراء،فيما حاولت تركيا ان تمسرح نسب خلفائها الى الرسول الى حد اعتبار نسبه الى ابراهيم يثبت عدم عروبته كما يجري تداول عنصرة القومية بتوامة نسبها الرسالي مع امة ما،وقد حدث هذا الامر للعرب ايضا،سواء لبني العباس او امية،حيث مارسوا احقية النسب في السلطة والملك،وهو اول قاعدة لارث الولاء الاعمى الذي لا يعتمد مؤهلات المٌلك اكثر مما يعتمد نسبية الحاكم. اثر هذا الواقع غير العادل وغير الديني استعادت الجاهلية القبلية دورها بل وكبرت مساحة سلطانها عبر خلق "القبيلة المقدسة" الهانئة بوراثة الله على الارض،ما يضمر صورة مشوهة تنم عن "قبلية الله" كموروث توراتي اصلا،وهذا اكتسب رمزياته للدكتاتورية الحاكمة بالعراق كي تخلق تعشيرتها الساداتية بين الملك ونسب القبيلة المطلقة،وراحت تتصرف عبر هذا التفويض التاريخي الجمعي مع البلاد والعباد ككل الخلفاء الاستنسابيين،وقد تجلى ذلك بسلوكها القبلي الذي ماسس القبيلة القومية فالوطنية،التي من تداعيتها كانت الرعونة الواضحة بعدم الاعتراف بوقائع الكسموبوليتية العراقية التي لم يبنها الخلفاء انما العبقرية والابداع والفكر والحضارة العراقية المستبعدة من القرار السياسي والمقررة لجوانيات البنية الثقافية والفكرية والحضارية،ممثلة بحزم كبيرة من العلماء والفلاسفة والعباقرة والشعراء والتكنوقراط والفنانين الذين حضرنوا العربية والنص وقدموه كمصدر تبشير سلمي وليس اداة شافعة للغزو والاكراه والحروب التوسعية،الى حد اصبحت العراق بلاد الكارزما المركزية لكل مقالع الابداع والعبور الوردي خارج الحدود.حتى الاندلس بما خلقته من اشعاع كانت تتصرف بمرجعية معنوية وابداعية تحتلها بغداد، اذا يختلف السياسيون وياتلف المبدعون والعباقرة عبر اخوة المعرفة والبحث والحقيقة والجمال والسلام. ومن الملفت ان هذه الجوانيات المتنورة كانت معزولة عن الدولة والسلطة فكلاهما في نقيض دائم او تباعد في احسن الاحوال،أي ان الدولة لم تمثل هذا اللب الداخلي ولم تكن نتاجه،انما نتاج همجية الاستنساب اللاشرعي للملك،وقد اسس هذا الانفكاك الدائم بين الطليعة والسلطة قواعده في العصر الحديث،حيث يجري اختيار الطبقات الحاكمة من اجهل الشرائح، تلك التي لم تكن بادنى مستوى مما تزخر به بواطن العامة والشعب والنخب،لان ارث الولاء مسيطر على ارث العبقرية،ارث الامن والحرب مسيطر على ارث السلام الاجتماعي ودولة المبدعين الذين هم من قاد الحضارة ولم يقودوا الدولة.فالدولة القومية التي تتبجح في هذا الارث هي وريثة قتلة ومضطهدي ابطال هذا الارث،حيث ابقت على عقل التصحير والتيبيس السياسي والانساني ودمرت فطرت النمو الطبيعي.
من هنا سيكون من الحري البحث في مصادر مصالحة تاريخية كبرى بين الدولة والمعرفة وانهاء تاريخ السلطة المتابطرة ذات العزلة الدائمة مع مواطنيها،أي انهاء تاريخ دولة الجهلاء على شعوب العلماء والعباقرة،تلك الشرائح التي تشكل التمثيل الطبيعي والشرعي للشعب وتطلعاته وفطرته،وهي اساسا تمثل فطرة تصور الحاكم العبقري والدولة المتساوية مع المنتج والمعطى الابداعي، لدى الشعب عامة ليكون عونا لها لا عدوا متربصا بها،بحيث تكرس جل همها على امنها وتحيل الدولة والناس الى مؤسسة امنية او ثكنة حراسة.
المعرفة هي مصدر من مصادر الوطنية العراقية،وقد شكلت مصادر رفاه نفسي عند الشخصية العراقية،بحيث توارث صورة القائد والمؤسسة المبدعة عبر مؤجل حالم وطموح،فيما الدولة التي حكمته تصرفت بنقيض ذلك،الى حد صار الجهل احد مؤهلاتها كرمز لعدائها للشعب المعرفي وابتعادها منه ،فكانت على الدوام غزو الجهل لشعب المعرفة وقد اورثها عقل الغزو والتصرف كقوة غريبة مع سكان وطنيين،وقد تاوّج هذا الموروث بالسلطة الحالية التي مثلت ذروة انتمائها لمنهجية الجهل والعنف كوارث شرعي لدولة الغزو ومؤسسة الامن،ولعلها ذروة نجمت عن اضطراد تصاعدي من المفيد قراءة نضج سقوطه كارث ومنهج انتهى الى ذروة توحشه بالرموز الحالية،فيما تاجل عبر هذا التصاعد ، ولدهورا طويلة، مشروع الوطن العراقي لكي يستعيد حلما لم يغب مع الغائبين من مكافحي العراق على مر الاجيال، اذ تنبئ هذه الذروة باستنفاد تاريخ دولة الغزاة الوطنيين لتقيم دولة المواطنين الوطنيين،تلك التي تكون تعبيرا عن مخزون داخلي متبادل،متكافل بين قيم المعرفة وقيم الملك.
امير الدراجي