أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ملازم - أصولية رومانسية ومزبلة التاريخ التى لا ترحم















المزيد.....

أصولية رومانسية ومزبلة التاريخ التى لا ترحم


محمد ملازم

الحوار المتمدن-العدد: 5480 - 2017 / 4 / 3 - 01:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصولية رومانسيـــة ومزبلــة التاريخ التى لا ترحم
--------------------------------------------------
" أمام كل نداءات أصحاب ( الطرح الاسلامى ) فى ماضينا القريب ، وحاضرنا الان ، ومستقبلنا كما هو متوقع سنجد أنفسنا أمام ( الدوجما ) المسيطرة على من يقدم هذا الطرح ومن تطرح عليهم من جموع كوجبة لابد أن يلتهموها بكل ما تحوى فيروسات وأمراض .
يمارس ( الدين الاسلامى ) فى مجتمعات الشرق ليس أفقا أو حركة تأملية ، أو ممارسة قادرة على توسيع حدود المخيلة وحدود المعرفة ولكنه يمارس كدين ( طقوسى شرائعى ) تماما ، بتكرارية وعظية تقتل الفكر والعقل الجمعى بعاطفة دينية جياشة ، أو كما يقول ( ايمانويل كانط ) : " الدين النظامى – دين السخرة )
كيف أن العالم من منظور ( الخطاب الدينى ) ومن منظور العقل الجمعى ( العربى ) المسيطر عليه تماما ، عالما مرسوم ومكتوب سلفا بشكل كامل ونهائى وليس صيرورة وتحول .
ثم كيف أن السياسة كما يفهما ( الاصولى ) وفقا للمقدس ذات بعد دينى بشكل يقينى لا مناص فيه ، وطابع مقدس بوصفها عملا خلاصيا وكل ما على الارض من تشييد وتطور وحراك أرضى ما هو الا مرسوم ألهى من ( السماء ) بحكم ومنظور ( اليوتوبيا الاسلامية )
كلنا يعلم حجم التجييش العاطفى والذى قامت به التيارات الدينية وروادها على مر العقود ، تجييش لملايين بعاطفة دينية تجييش فى مجتمعات مقهورة على كافة الاصعدة فلم تجد تلك الجماهير الملاذ الا فى الارتماء فى أحضان تلك العاطفة ، تلك العاطفة التى تعطيهم وعود بالامن والراحة الاخروية ، او كما يقدم لهم عبر الخطاب بأنهم فى مهمة سماوية هم جنودا لها .
فالقتل والذبح والكراهية والغضب هنا ليست ممارسات ( أرهاب ) بحسب هذا الفكر او جرائم مثلا .. أنه نوع من التطهير للمجتمع ، او بمعنى أدق غسله وتنظيفه من ( الدنس ) . ! "
كل أقلام التنوير التى لا تصارح ولا تصرخ فى كل مكان فى الشرق " بأن العقل والتجربة هما المصدر الاول للمعرفة ومعيارها الاول والانسان هو مركز الكون ، لا ( الله ) كما تفهمه المؤسسة الدينية ، من هذا ومن تلك الافكار هو التمهيد الحقيقى للتغيير والتجديد – بعيدا عن أقلام مرتعشة وضعيفة تتحدث بداخل أبراج ( المثقفون العرب ) المختبئون كما عهدناهم .
ومن هذا المنطلق يكون الانقلاب الفكرى الحقيقى الذى يتمناه كل فرد باحث عن النور والمعرفة ، كل فرد شاءت الصدفة الجغرافية أن يكون فردا وابنا لمجتمعات غارقة تحت نير ( الخرافة والاستبداد والقهر )
لابد من مناقشة صريحة لهذا ( المحرم والممنوع ) لابد من ايضاح المجال للحلم ، للحلم اللانهائى ..
حلما ينتشل مجتمعات وأجيال قائمة على الجواب اليقينى ، النقلى ، المنغلق الى مجتمعات تسعى على الاستفهام والتجربة والبحث عن المعرفة الحقيقية .
وهو الذى ما سيؤدى بشكل تدريجى ومؤكد الى الفصل بين المعرفة والسلطة .
وارساء حق انسانى كامل فى التأمل والتعقل خارج كل سلطة سياسية كانت أو دينية .
الحقيقة التى كلنا نتغاضى أن نصارح بها أمام أنفسنا " بأنه قد تم صنع العالم الحديث دون مشاركة العرب ( والمسلمين عموما ) أو حتى استشارتهم . وممكن أن نذهب أبعد لنقول لم يتم صنع العالم الحديث دون مشاركة العرب فحسب . بل تم على حسابهم أيضا . والواقعة التاريخية التى لا ريب فيها أن العرب – كغيرهم من الشعوب العريقة صاحبة الحضارات السابقة والثقافات العالية والامبراطوريات الواسعة – أدخلوا أو تم أدخالهم فى نسيج العالم الحديث عنوة وأقحاما والحاقا .
هذه الحقيقة هى مصدر العقدة النفسية الهائلة – اذ جاز لى التعبير – التى يعانى منها الفكر العربى بالنسبة لمشكلة أى تقدم . وما يزيد المعضلة تعقيدا أننا لم نحى هذه التجربة الكبرى والعنيفة على صورة أضطهاد خارجى وسيطرة أجنبية ونهب أستعمارى فقط ، كما حدث لشعوب كثيرة غيرنا ، بل عشناها فى الصميم أيضا – وهذا هو الاهم فى تعميق العقدة – كاأغتصاب منا لقوة كبيرة كنا نمارسها على نطاق واسع جدا ولسيطرة هائلة كانت تهيمن بواسطتنا على امبراطورية شاسعة الارجاء ، ولريادة حضارية وتاريخية فاتحة كنا ومازلنا نعتقد فى أعماقنا أنها حق مقدس لنا وحدنا لان التاريخ أو القدر أو العناية الالهية قد أصطفانا للقيام بهذا الدور العظيم وللاضطلاع بمسؤولياته الجسيمة بالنسبة للبشرية جمعاء . !
فى قناعاتى هنا تكمن مأساة ( العرب ) فى العصر الحديث وهنا تكمن فرصة تحديد العرب لمصيرهم . هذا على صعيد أعماق العقد النفسية والاوهام الزائفة تاريخيا ، أما على صعيد الفكر الصريح فنجد التالى :
بعد أن اعتاد العقل العربى لعهود طويلة على أن ينظر الى التقدم على أنه ليس الا التقدم نحو نهاية العالم وبأتجاه الانحطاط والتفسخ وجد نفسه مضطرا ورغما عنه فى لحظة معينة – المرحلة النهضوية العربية أو ( تكتلات الانتلجنسيا ) مثلا – الى التفكير بصورة معاكسة تماما لما ألفه واعتاده لقرون طويلة .
أى وجد نفسه مضطرا لان يفكر فى التقدم على انه ليس بأتجاه المزيد من أنحطاط العالم بل بأتجاه الخروج من التخلف والتغلب عليه وبأتجاه التطوير والتراكم والثورة أيضا . فلذلك لا عجب حينما نجد بعض تيارات الفكر العربى التى ظهرت وشككت فى هذا التقدم الاوروبى وقالت عنه انه تقدم زائف ومرفوض . أو الادعاء بأن هذا التقدم لم يحدث أبدا والقول ان البشرية لا تعيش اليوم الا بجاهلية ( القرن الشعرين كما نسمع كثيرا مثل تلك الدعوات أو المقالات ، او ان هذا التقدم يبقى سطحيا ولا يتناول الا الجوانب المادية من حياة المتقدمين ولذل باستطاعة المتخلفين مثلنا أكتساب مقوماته واللحاق بمن سبقوهم بشىء من الجهود المكثفة والترميمات اللازمة لانقاذ ما يمكن انقاذه .
ليس على الفكر الفلسفى اليوم تزويدنا بالاجوبة المطمئنة المريحة والتجريدية فقط ، بل عليه أن يجعلنا أكثر وعيا بالمشكلات المصيرية والمسائل الحاسمة التى لاحل لها فى الحقيقة الا خارج هذا الفكر وكل فكر غيره . لذلك نجن بحاجة الى عونه لنعرف بصورة أفضل وبوضح أعظم ، أين نقف اليوم ؟ وفى أى من الاتجاهات الممكنة تميل صيرورتنا التاريخية الراهنة ؟ وماذا يمكننا أن نفعل – كعرب أحياء اليوم – لنؤثر فيها التأثير الايجابى المناسب بحيث لا ننتهى تماما الى هامش التاريخ أو ربما الى مزبلته المشهورة ، ومزبلة التاريخ هذه تشبه جهنم ان الطريق اليها معبده دوما بالنوايا الحسنة والهمم الطيبة ياسادة .
( الفلسفة .. الفلسفة .. الفلسفة – يابنى العرب )



#محمد_ملازم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ملازم - أصولية رومانسية ومزبلة التاريخ التى لا ترحم