أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فلورنس غزلان - هل أحسّنا تربية أبنائنا؟ هل هم أحرار؟















المزيد.....

هل أحسّنا تربية أبنائنا؟ هل هم أحرار؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1438 - 2006 / 1 / 22 - 12:02
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


ما لذي يربط الانسان بالحياة؟؟ هل هو جمال الحياة وروعتها؟؟ هل هم الأبناء؟ وهل يعتبر انتماؤنا الوطني جزء من هذا الارتباط، باعتبارنا نحمل مسؤولية ما تجاه الوطن وتحتم علينا الصراع مع الحياة من أجل البناء والبقاء والحلم بحياة أفضل ..أكثر جمالا ودعة واستقراراً؟
لكني أجد نفسي منساقة رغم عنها لاعتبار النقاط الثلاثة متلازمة ومتداخلة إلى حد يصعب فصلها وتعريف أحدها وتحليله ، دون أن أدخل في صلب السؤال الثاني..
فالحياة بحد ذاتها جميلة ..ووجدنا على ظهرانيها ...لنتمتع بكل ما تحمله إلينا من جمال وبكل ما نحمله إلينا من جمال وما نكرسه ونبنيه فوقها.. وهذا يعني أن الفرد " الانسان " هو الفاعل الأول ..والمفتاح الركيزة لانبعاث الجمال ولحلاوة الحياة ..لكن تبقى أطر الجمال ورؤياه مختلفة الطابع والمنطق بين فرد وآخر ، كما هي بين مجتمع وآخر ..حيث تلعب الثقافة المجتمعية دورها الكبير في تكوين الفكر والنظرة للجمال ..جمال الحياة ككل..........ما دفعني لهذه المقدمة ..هو انتمائي لمجتمع عربي ..وإحساسي بدور ما أقوم به... أسطره وأكونه ..إن لم يكن جمعيا ، فعلى أقل تقدير فردياً، أو أسرياً ...خاصة، حين أرى كيف تقضي حياتنا الجمعية على الكثير من مصادر الجمال وتغلفها لتعمينا عن رؤيتها.. بإضفائها ...صيغ التحريم والمنع والترهيب ... أمام شبابنا خاصة ..فتحرمهم بهذا ...أجمل مرحلة من مراحل حياتهم ...وهي مرحلة الشباب...ألا يكفي للمرء منا أن يفكر ..بأن الشباب لايمكن أن نعيشه سوى لفترة قصيرة من عمرنا ولمرة واحدة لاتتكرر؟!.. لماذا نغرقه بالكثير من الخزعبلات التحريمية ..والمتاهات التنظيرية البعيدة عن منطق الحياة وأصولها؟ لماذا نكثر من إضفاء المساحيق التشويهية على ما هو جميل ...لنجعله قبيحاً بعيون أبنائنا...فنحرمهم بالتالي من حلاوة شبابهم ...ونحاول حصر تفكيرهم بالغيب ...نشدهم نحو الماضي من خلال عبادتهم لنصوص تحريمية لا تتوافق مع سمة عصرهم وما يحيط بحياتهم من تطور تكنولوجي وسرعة التسابق نحو أفضل العلوم والمكتشفات وكيفية فهمها واستخدامها واستغلالها بما يخدم ويسهل حياتهم ويجعلها أكثر فائدة لهم ..وهذا أيضا يتعلق بشكل طردي مع ..كل ما يطرأ على حياتهم من جديد يضفي عليها جمالا لا نعرفه ولم يكن في عصرنا ..لماذا نبعدهم ..عن رؤية الحياة بمنظارهم الخاص بهم ، دون تدخل سافر من قبلنا نحن الأهل؟؟ نريدهم أن يكونوا صورة عنا ...نسخة عما نريده نحن لهم !!!نسخة عما نفكر نحن فيه ...أن يطبقوا مصطلحاتنا
أن يتبنوا ..أفكارنا ومعتقداتنا!! أن يسيروا على دربنا ودرب الأسلاف !! لماذا نحشر أنوفنا في كل صغيرة وكبيرة من حياتهم ...ولا نترك لهم حرية التدبير والاختيار ؟! لقد ربينا ..كبروا ..ألا يكفي ..ألم يحن الوقت بنظرنا يوماً أن يأتي اليوم الذي نستقيل فيه من حياتهم؟ ..أن ندع لهم المكان ..أن نرتاح ونريح....
إن كان الواجب الوطني .... كما سبق وتساءلت ... هو الذي يزيد من الانتماء والاحساس بالواجب تجاه الوطن...وبأن الأبناء هم الامتداد الطبيعي لهذا الانتماء، ودورنا كآباء وأمهات يحتم علينا أن نضع لبنات صالحة وبذور ناجحة نلقح بها الحياة ...لتعطي ثماراً غنية ..ثرة ...تحمل الخير والبقاء وتبشر بغد أكثر نقاء ..حينها نحس بأننا قمنا بواجبنا كآباء!! ، لكن الوطن لا يطلب منا هذا فقط.. ولا يكفي أن نزرع بذارا ..اعتقدنا أنها الأصلح والأفلح... السؤال هو: ..
هل نحن بنظرهم آباء صالحين فعلا؟
هل قدمنا لهم ما يحلمون به ؟
وهل أدينا واجبنا كما يجب بنظرهم ؟ لو سأل كلا منا نفسه هذا السؤال بصراحة ، أو لو سأل أبناءه رأيهم بصراحة وصدق ودون وجل أو خوف ...وانتظرنا الاجابة ..ربما يتفاجأ الكثيرون حينها.!! ويصعق الكثيرون أيضاً ...لأنهم اعتقدوا طيلة عمرهم ...أنهم كانوا الأفضل ..والأحسن والأسلم بين الآباء!! وباعتقادهم أن كل ما يصدر عن أبنائهم من نقد وعدم رضا ...بمثابة نكران وتنكر لتضحياتهم وعطاءآتهم!! دون الأخذ بعين الاعتبار لامكانية وجود نقطة ..أو نقاط اختلاف في الرؤيا والفكر والثقافة ..والجيل .. والمبدأ والنظرة المختلفة ..والطريقة الحياتية المختلفة ...هذا الأمر .. يتواجد على الدوام بمجتمعاتنا ...أكثر بكثير منه في المجتمعات الأكثر تطورا ، واهتماما بمستقبل الأبناء وحرياتهم الشخصية..أنا لا أدعو إلى انسلاخ الأبناء عن الآباء ..ولا لتنكرهم لتضحيات آباءهم، بل أدعو الآباء لاعادة النظر فيما قدموه ..ويقدموه حتى اليوم، ويعتقدون أنه أكبر الخير وأعظمه ..في وقت يمارسون فيه سلطة أشبه بالديكتاتوريات داخل الدول ...لكنها هنا تمارس داخل الأسر ...فلا غرابة لو خرج أحد الأبناء حينها عن الطوق وشذ ...وأعلن الهروب أو الانحراف أحياناً!!
السؤال الأكبر والأهم ... هل يعيش أبناؤنا عمرهم الشبابي كما يليق بهم؟؟ هل هم أحرار؟؟ على الصعيد الشخصي .. لا العام...لأن العام يتعلق بالوطن ونوعية حكمه ..وهذا أيضا لنا دور كبير في تربيتنا وما نقدمه لهم من بناء لشخصيتهم وصقلهم ..كي لا نخرج من مدرسة الأسرة الكثير من الانتهازيين والوصوليين!!! وهذا ما لاحظته وأوجعني في زيارتي الأخيرة للوطن... كيف يورث الانتهازي ... انتهازيته ...ويورث وصوليته وانتمائه الكاذب والمدجن للسلطة ...فينشأ جيل من الشباب ...فارغ المحتوى فكرياً وأخلاقياً !! وتأتي التربية السلطوية الاستبدادية للأنظمة الشمولية لتضفي من مساحيق الزيف والتزلف والنعيق والتصفيق ما يفي بغرض الآباء من هذا النموذج ، وحتى الآباء الشرفاء يغرقون في السلوكية التربوية لانتاج الانسان داخل الأنظمة الشمولية ..من باب الخوف والخشية على الأبناء من بطش سلطة القمع والارهاب التي عا شها الآباء!! فيدفعهم حبهم لأبنائهم إلى تعمد إقصاء أبنائهم وتهميشهم حياتياً ..وإغراقهم في أدوار فردية أنانية .. وروابط اجتماعية نمطية الانتساب ...تتحلى بصفات البعد عن النار والويلات !..فمن يعيش في بلاد مثل بلادنا ...يترك " الخبز لخبازته" والخبازة هنا هي السلطة وأهلها ومن لف لفهم... ليلفوا الوطن وإنتهازييه داخل قفطانهم ...وبهذا نحمي أبناءنا!!! ممن ؟؟ ..........من أنفسنا....من الخوف الذي أعمى ويعمي بصيرتنا...من الخوف والمحبة ...القاتلة...فعلا وعملاً ...وتنتج أجيالا ...مرعوبة ...مهمشة ....فردية ...بعيدة عن الانتماء الحقيقي والفعلي ....
اتقوا الله بأنفسكم وأبناءكم..........دعوهم ينتمون للحياة ..وعلى رأي جبران خليل جبران " رحمه الله " انهم أبناء الحياة.........فليكونوا فعلا منها وإليها.......لأنهم ...
أملنا.........أمل الوطن ........لأنهم الشباب .......الذي فقدناه.......لأنهم استمرارنا..........ولأنهم يكملون الطريق الذي أضعنا خيوطه وأطرافه الأساسية وتركناها هلامية ........فخلاصكم ..هو بخلاص أبناءكم................امنحوهم ...ما حرمتم منه..............الحرية الخاصة ...ليعرفوا كيف يبنوا الحرية العامة....................
فلورنس ـــ غزلان ...باريس 21/01/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة امرأة أفريقية
- المرأة العربية في مجتمعاتنا ...كموضوع للجنس
- لأكون حواء
- المرأة ...............الرجل والغيرة
- هل بدأ النظام السوري بالتفكك والانحلال؟ وهل تخبيء لنا الأيام ...
- بين المواطن والمُلك العام، بين المواطن والبيئة ثأر وانفصام.. ...
- المعارضة السورية بين أزمتها وأزمة النظام
- هروب من الموت .... اليه
- شذرات من الحياة اليومية لامرأة عربية مشرقية
- راقص الليل
- لماذا جبران تويني؟
- كيف يرى الأستاذ والمفكر اللبناني - كريم مروة - الوضع اللبنان ...
- الحب بعد الزواج
- أربعة شمعات نشعلها اليوم للحوار.. قائلين معاً كل عام وأنت بأ ...
- من حلمي سقطت كلمة
- أين تتقاطع المصالح الأميركية مع المصالح السورية، لتوقيع صفقة ...
- الدلعونة هي شعار المرحلة!
- نفاق
- الخيانة الزوجية
- بيان اعلان دمشق....وماذا بعد؟؟


المزيد.....




- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
- كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- 133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فلورنس غزلان - هل أحسّنا تربية أبنائنا؟ هل هم أحرار؟