أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - برستوريكا مصرية سابقة لجورباتشوف















المزيد.....


برستوريكا مصرية سابقة لجورباتشوف


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5478 - 2017 / 4 / 1 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيان 30 مارس 1968 (صمود ) .. رغم (الهزيمة ).
((أيها الإخوة المواطنون )). هكذا كان يبدأ جمال عبد الناصر حديثة لنا (مواطنون ) علي قدم المساواة .. لا رعايا لمولانا الملك .. و لا فئات بعضها أغلبية ثم أقليات متعددة .. ولا فارق بين (أسياد) يتبادلون الحكم و (عبيد ) يذهبون لصناديق الاقتراع للاختيار من ضمن قائمة (الاسياد ) لقاء أجر معلوم .. كنا مواطنون جرحتهم الهزيمة و أججت داخلهم كل القوى الايجابية لتجاوزها .
((إن الموقف البطولى المؤمن لجماهير شعبنا يومى ٩ و١٠ يونيو، هو وحده الذى صنع عدداً من التحولات الهامة مكنت لعملنا من أن يبتعد عن الحافة الخطرة التى كان عليها فى أعقاب النكسة، ليقف على الأرض الأصلب، وليستشرف الأفق الأوسع الذى يستطيع أن يتحرك عليه نحو أهداف نضاله الشريفة الغالية )).
نعم لقد كنا نصبوا إلي الاستفادة من السقطة لنصل لاهداف غالية .. كنا نراها من حقنا منذ أن خرج الاحتلال الانجليزى من بلدنا قبل عقد واحد .. تمتعنا فية بإستقلال حقيقي لاول مرة منذ قرون .
((أولاً: إننا استطعنا إعادة بناء القوات المسلحة، وكانت تلك بداية ضرورية وبغير بديل، إذ كنا نريد جداً وحقاً أن نصحح آثار النكسة، وأن نزيل العدوان، وأن نسترد ما ضاع منا فيه. بغير إعادة بناء القوات المسلحة لم يكن أمامنا غير تقبل الهزيمة مهما كانت آمالنا، ومهما كان إيماننا؛ ذلك أن منطق هذا العصر - ولعله منطق كل العصور- أن الحق بغير القوة ضائع، وأن أمل السلام بغير إمكانية الدفاع عنه استسلام، وأن المبادئ بغير مقدرة على حمايتها أحلام مثالية مكانها السماء، وليس لها على الأرض مكان))
نعم لقد كانت القوات المسلحة في 30مارس 1968 قد تماسكت و كانت تربض علي ضفاف القناة .. تدافع عن ألا تخترق قوات العدو أراضيها .. نعم كنت قائدا لسرية مهندسين اللواء العاشر من الفرقة الثالثة و كنا لا نهمد من الحركة و بناء التحصينات و النقط القوية للمراقبة و الدفاع .
((ثانياً: إننا استطعنا تحقيق مطلب الصمود الاقتصادى، فى وقت كانت الأشياء كلها تسير فى اتجاه معاكس لفرصة تحقيقه، ولقد ساعد على ذلك رضا الشعب بالمزيد من التضحيات، وساعد عليه موقف عربى أصيل فى مؤتمر الخرطوم، وساعد عليه أصدقاء لنا على اتساع العالم كله، وقفنا معهم فوقفوا معنا )).
نعم .. لقد تخلينا عن كل السلع الترفيهيه .. و الانفاق الاستفزازى الذى لم نتعلمة إلا في ثمانينيات القرن التالية .. ولكن لم نعاني من إحتياج .. ولم نمد أيدينا نتسول .. و لم نغير من علاقة عملتنا المحلية بالعملات الاجنبية .. كنا شعب مهزوم و لكن عملته صامدة ترفع راسها عاليا بالرغم من أن قناة السويس كانت معطلة .. لقد كنا يا سادة ننتج طعامنا .
((ولقد كان محتماً أن يسير مطلب الصمود الاقتصادى جنباً لجنب مع عملية إعادة بناء القوات المسلحة؛ فلم يكن فى استطاعتنا بغير اقتصاد سليم أن نوفر لاحتمال الحرب، ولا كان مجدياً أن نقف رابضين على خطوط النار بينما مقدرتنا على الإنتاج معطلة وراء الخطوط، وشبح الجوع يهددنا بأسرع من تهديد العدو لنا))
هذه هي النعمة التي إفتقدناها بعد ذلك .. الرؤية السديدة .. للوضع ككل .. أى اننا لم نستدين .. و ننفق بسفه ما نملكة من دولارات لشراء معدات عسكرية لن تستخدم معرضين الشعب للجوع ..
((ثالثاً: إننا استطعنا تصفية مراكز القوى التى ظهرت، وكان من طبيعة الأمور وطبيعة النفوس أن تظهر فى مراحل مختلفة من نضالنا إن العمل السياسى لا يقوم به الملائكة وإنما يقوم به البشر، والقيادة السياسية ليست سيفاً بتاراً قاطعاً، وإنما هى عملية موازنة وعملية اختيار بعد الموازنة، والموازنة دائماً بين احتمالات مختلفة، والاختيار فى كثير من الظروف بين مخاطر محسوبة
ولقد تجاوزت الأمور حد ما يمكن قبوله بعد النكسة؛ لأن مراكز القوى وقفت فى طريق عملية التصحيح خوفاً من ضياع نفوذها، ومن انكشاف ما كان خافياً من تصرفاتها. وكان ذلك لو ترك وشأنه كفيلاً بتهديد جبهة الصمود الشعبى؛ ولذلك فلقد كان واجباً - بصرف النظر عن أى اعتبار- تصفية مراكز القوى، ولم تكن تلك بالمسألة السهلة إزاء المواقع التى كانت تحتلها مراكز القوى، وفى إطار الظروف الدقيقة التى كان يعيشها الوطن )).
وهو الامر الذى فشلت فية القوى التقدمية بعد ذلك فظلت مراكز القوى تجدد من دمائها و تخرج علينا بوجوه متباينة رغم أنها واحدة ل (كومبرادور يميني سلفي مستفيد من الفوضي ) .
((رابعاً: إننا استطعنا - وهذه مسألة أخلاقية ومعنوية أعلق عليها قيمة كبيرة - أن نضع أمام الجماهير- بواسطة المحاكمات العلنية - صورة كاملة لانحرافات وأخطاء مرحلة سابقة. وكان رأيى أن هذه مسئولية يجب أن يتحملها نظامنا الثورى بأمانة وشجاعة، وكان رأيى أيضاً أن الضمير الوطنى الذى أحس بأن انحرافات وأخطاء قد وقعت من حقه ومن مصلحته أن يعرف الحقيقة، وأن يخلص وجدانه من أثقالها، وأن ينفض عن نفسه كل رواسب الماضى؛ لكى يدخل إلى المستقبل بصفحة نقية طاهرة. ومع كل العذاب الذى تحملته شخصياً وتحمله المواطنون معى خلال هذه العملية، فلقد بقى إيمانى بضرورتها كإيمانى بطب الجراحة يقطع لينظف، ويبتر لينقذ))
إنه المنطق المفتقد .. بعد تنازل مبارك عن السلطة و تركها لطنطاوى .. و نفس المنطق المفتقد عندما سلم طنططاوى عصا سباق التتابع لمرسي .. و عندما إستعادها اللواءات و سلموها للسيسي .. لم تكن هناك محاكمات بقدر ما كانت إلهاءات .
((خامساً: إننا استطعنا أن نقوم بجهد سياسى واسع على جبهات عريضة؛ جبهات عربية وجبهات دولية، وتنوعت جهودنا وتعددت على هذه الجبهات بالاتصال المباشر مع الأصدقاء فى الدول الاشتراكية، وفى مقدمتها الاتحاد السوفيتى الذى أكدت لنا ظروف النكسة صداقته المخلصة وتعاونه الصادق ووقوفه الصلب فى جبهة الثورة العالمية المعادية للاستعمار، وكذلك مع الدول غير المنحازة، ومع الدول الآسيوية والإفريقية، ومع الدول الإسلامية، ومع كل الشعوب الراغبة فى سلام قائم على العدل، ومع كل الساسة العالميين الذين يستطيع بعد نظرهم أن يتجاوز نكسة عارضة فى تاريخ أمة كان لها دورها العظيم فى التاريخ، وسوف يكون لها الدور العظيم فى مصير الإنسانية))
للاسف .. فقد كان إختيارك لنائبك .. مضاد لفكرة إنها أمة لها دور عظيم .. فقد تحول بها الرئيس المسلم لشعب مسلم إلي الخلف لنعود أهل ذمة و موالي . .
((إن هذه التحولات كلها قادها ودعمها إحساس عميق بالواجب لدى كثيرين من رجالنا فى كل مجالات المسئولية فى القوات المسلحة، ومن خبراء الاقتصاد والعاملين فى وحدات الإنتاج، ومن الملتزمين بأهداف النضال الشعبى والقادرين على خدمتها، ومن المشتغلين بالسياسة والفكر والدبلوماسية؛ كل هؤلاء ساهموا فى قيادة ودعم هذه التحولات التى تقارب المعجزة، والتى نستطيع بعدها أن نقول اليوم: الآن يصبح فى إمكاننا أن نتطلع إلى المستقبل)).
فلنتأمل حديث الزعيم .. و نقارن .. بالمستقبل الذى حدث بعد أن إنتهارت دولته .. لقد كان يحدثنا بالعقل و الحكمة .. و كان البعض منا يخطط للاستسلام للعدو .. و دحر روح المقاومة ووئد أحلام الشعب في.
((إنه من الضرورى والحيوى حشد كل القوى الشعبية، وبوسيلة الديمقراطية وعلى أساسها؛ وراء أهداف نضالنا القريبة والبعيدة، أى وراء واجب المعركة، وراء أمل إتمام بناء المجتمع الاشتراكى الذى حققنا منه كثيراً، وينبغى أن نحقق منه أكثر)).
هل كنا علي أول الطريق للدولة العصرية؟؟
((والآن ونحن نتطلع إلى المستقبل، فإن اعتقادى الأكيد أن خير ما نستطيع أن نتسلح به لمواجهة مسئولياتنا المقبلة هو أن يكون فى يدنا برنامج عمل محدد، ندرسه معاً، ونقره معاً، وتتفق عليه إرادتنا جميعاً؛ برنامج عمل يكفل وصولنا إلى الأهداف القريبة لنضالنا، ويقرب منا يوم الوصول إلى الأهداف البعيدة لهذا النضال، برنامج عمل لا تختلف فيه الاجتهادات، ولا تتصارع الآراء ولا تتصادم القوى، برنامج عمل نمسك به فى أيدينا، وبعد أن يتحقق لقاء فكرنا عليه؛ ثم نمضى على طريق الكفاح الطويل وفى يدنا خريطة للأفق الفسيح أمامنا، وخطة عمل لتقدمنا على هذا الأفق، برنامج للتغيير يستجيب للآمال العريضة التى حركت جماهير شعبنا )).
إذا ما أتيح لي الحديث عن أسلوب الخروج من المأزق الذى وضعنا فية سلسال الحكام من السادات للسيسي .. فلن أجد ما هو أفضل من هذا الحديث .. برنامج عمل للتغييرندرسه معا و نتفق علية يعكس أحلام الناس و يكافحون لتحقيقة .
((ولقد بدأت التغيير - كما تعرفون - بإعادة تشكيل الوزارة، والذى يعنينى فى تشكيل الوزارة الجديدة أنه جاء إلى مواقع الحكم بصفوة من شباب هذا الوطن، لا يدين أحد منهم بمنصبه لأى اعتبار سوى اعتبار علمه وتجربته فى العمل السياسى، وهم على أى حال يمثلون جيلاً جديداً يتقدم نحو قمة المسئولية)).
بغض النظر عن أن السادات إعتبرهم مراكز قوى وسجن أغلبهم بعد 15 مايو .. و بغض النظر عن حقيقة ما فعله هؤلاء الشباب لصالح وطنهم ((رئيس الوزارة جمال عبد الناصر ومعه حسين الشافعي ، علي صبرى ، صدقي سليمان ، كمال رفعت ، عزيز صدقي ، أبو النور ، ثروت عكاشة ، ابو نصير ، سيد مرعي ، حسن عباس ذكي ، النبوى المهندس ، عبد الوهاب البشرى ، لبيب شقير،محمود رياض ، شعراوى جمعة ،أمين هويدى ، محمد فايق ،كمال هنرى أبادير ،محمد فوزى ، محمد حلمي مراد ، عبداللة مرزبان ، علي زين العابدين ، أحمد مصطفي ، السيد جاب السيد ، حسن مصطفي ، محمد بكر، عبد العزيز حجازى ، محمد حافظ غانم ، صفي الدين أبو العز ،و ضياء الدين داوود .)) ..إلا أن هذا المطلب لازال قائما لم يتحقق (منذ نصف قرن) نريد وزراء من صفوة الشباب الذين لا يدين أى منهم بمنصبه إلا لتجربته في العمل السياسي .
((إن التغيير المطلوب يجب أن يكون فكراً أوضح، وحشداً أقوى، وتخطيطاً أدق؛ وبذلك يكون للتصميم معنى، وتكون للإرادة الشعبية مقدرة اجتياح كل العوائق والسدود، نافذة واصلة إلى هدفها)).
ولازلنا (يا با) لم نتفق علي كيف يكون التغيير لانك (يا با ) تركتنا لخرعي الهمة ليحكموننا .
((إن المسئولية التاريخية للأيام العصيبة والمجيدة التى نعيش فيها، ونعيش لها، تطرح بنفسها علينا برنامج عمل له جانبان:
الجانب الأول: حشد كل قوانا العسكرية والاقتصادية والفكرية على خطوطنا مع العدو؛ لتحرير الأرض وتحقيق النصر
الجانب الثانى: تعبئة كل جماهيرنا بما لها من إمكانيات وطاقات كامنة؛ من أجل واجبات التحرير والنصر، ومن أجل آمال ما بعد التحرير والنصر))
كيف يمكننا تجاهل مثل هذه الاهداف.. أثناء معركة...لازالت دائرة مع نفس العناصر الارهابية والمعادية بالخارج و بالداخل ...كيف لا نحشد الجماهير لتدافع عن حاضرها ومستقبلها ضد غيلان السلفية و وحوش الرأسمالية الطفيلية .. ونستعيض عن كفاحها بقرارات فوقية و حلول أمنية !!..أم أننا لا نريد القضاء علي الطاغوت حقا( بعد أن حكم و تمكن) و أصبحت مقاومته تمثيلية نستدعيها عندما تكون أخبار ضحايا الشعب لايمكن تمريرها بسلام .
فلنر كيف خطط عبد الناصر لحربة .. وكيف كان حشد الجماهير ممكنا .
((أنتقل الآن إلى الجانب الآخر من برنامج عملنا المقترح، وهو تعبئة كل جماهيرنا بما لها من طاقات وإمكانيات من أجل واجبات التحرير والنصر، ومن أجل آمال ما بعد التحرير والنصر، وفى هذا الصدد فإنى أطرح النقط التالية:
إنه من الضرورى والحيوى حشد كل القوى الشعبية، وبوسيلة الديمقراطية وعلى أساسها؛ وراء أهداف نضالنا القريبة والبعيدة )).
و ((لكى يكون هناك ضوء كاف على طريقنا فإننى أريد من الآن أن أضع أمامكم تصورى لبعض المهام الرئيسية فى المرحلة القادمة من نضالنا :
1- تأكيد وتثبيت دور قوى الشعب العاملة وتحالفها وقياداتها فى تحقيق سيطرتها بالديمقراطية على العمل الوطنى فى كافة مجالاته...
أى ( الوحدة الوطنيه يا خال )
2- تدعيم عملية بناء الدولة الحديثة فى مصر، والدولة الحديثة لا تقوم - بعد الديمقراطية - إلا استناداً على العلم والتكنولوجيا؛ ولذلك فإنه من المحتم إنشاء المجالس المتخصصة على المستوى القومى سياسياً وفنياً؛ لكى تساعد على الحكم، وإلى جانب مجلس الدفاع القومى؛ فإنه لابد من مجلس اقتصادى قومى؛ يضم شعباً للصناعة، والزراعة، والمال، والعلوم، والتكنولوجيا، ولابد من مجلس اجتماعى قومى؛ يضم شُعباً للتعليم والصحة وغيرها مما يتصل بالخدمات المختلفة، ولابد أيضاً من مجلس ثقافى قومى؛ يضم شعباً للفنون وللآداب وللإعلام..
أى(العلم والابتكار و التعليم يا حبة عيني !!)
3-إعطاء التنمية الشاملة دفعة أكبر فى الصناعة والزراعة لتحقيق رفع مستوى الإنتاج والعمالة الكاملة، مع الضغط على أهمية إدارة المشروعات العامة إدارة اقتصادية وعلمية.
أى (التنمية المخططة المستدامة مش المشاريع فنكوشية الطابع ) !!
4-العمل على تدعيم القيم الروحية والخلقية، والاهتمام بالشباب وإتاحة الفرصة أمامه للتجربة
أى (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت...فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا) أحمد شوقي .
5-إطلاق القوى الخلاقة للحركة النقابية سواء فى نقابات العمال أو نقابات المهنيين.
أى (فاعلية مؤسسات و قوى المجتمع المدني ).
6-تعميق التلاحم بين جماهير الشعب وبين القوات المسلحة.
أى ( الشعب و الجيش إيد واحدة ، و الشعب هنا قبل الجيش يعلمه و يوجهه لصالح أهدافه ) .
7- توجيه جهد مركز نحو عمليات البحث عن البترول؛ لما أكدته الشواهد العملية من احتمالات بترولية واسعة فى مصر، ولما يستطيع البترول أن يعطيه لجهد التنمية الشاملة من إمكانيات ضخمة.
أى (أن حكاية الغاز و البترول الموجود في بلدنا بغزارة لم تكن في 1968 سرا ..)
8- توفير الحافز الفردى؛ تكريماً لقيمة العمل من ناحية، واحتفاظاً للوطن بطاقاته البشرية القادرة، وإفساح فرصة الأمل أمامها
أى ( التنمية البشرية من خلال الحوافز الفردية .. وتقديس العمل كقيمة انسانية عظمي تعز او تذل الانسان ).
9- تحقيق وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب.
أى ( لا تمييز عرقي أو ديني ، و لا تدفع رشاوى للمسئولين عن الالتحاق بمناصب أسيادنا ، و لا أماكن مجهزة للأبناء و الاقارب ، و لا إبن البيه بية ، وإبن الريس ريس ، و لا اولوية لاصحاب غصون الغار علي الكابات لادارة الاقتصاد ومشاريعه ).
10- ضمان حماية الثورة فى ظل سيادة القانون.))
( كما لو كنا نقرأ في 1968 بريسترويكا مصرية متقدمه بعقدين عن جورباتشوف 1987) .
نعم تستطيع مثل هذه الكلمات المضيئة ، بناء دولة حديثة ( قائمة علي سيادة القانون ،العلم ، تنمية شاملة صناعية و زراعية، وعلي قيم و اخلاق،ومؤسسات مجتمع مدني فاعلة ،البحث عن البترول، تشجيع الحافز الفردى و الرجل المناسب في مكانه دون تمييز ).
تستطيع هذه الكلمات أن تمثل..تصورا راقيا يمكن أن يصبح منهجا و دستورا لحزب جماهيرى إصلاحي (ناصرى ) .. يتحرك ليقود الناس في بلدنا نحو مدخل الدولة العصرية الذى أضعنا معالمة عندما تولي الحكم سلسال المليونيرات .
خلال السنين الستة الماضية حكمتنا ثلاثة دساتير ..و كل منها .. كان الاكثر سواء من الذى سبقه .. لقد أصبحنا لدينا بفضلها عاهات دستورية لا فكاك منها كما لو كانت قدرا .
ماذا كان تصور (بيسترويكا) 30 مارس منذ نصف قرن عن مواد دستور يقود البلاد لنهضة معاصرة..
((طلباً لمزيد من الضوء والوضوح أمد البصر أيضاً إلى بعض الخطوط العامة التى يجب - فى تقديرى - أن يتضمنها الدستور؛ لكى تكون من الآن تحت سمعنا وبصرنا دليلاً ومرشدا .
إن الدستور الجديد يجب أن يكون حقيقة عملية وسياسية، تعيش فى واقعنا وتنبع منه؛ ولهذا فإنى أقترح من الآن أن تتضمن مواد الدستور الخطوط الأساسية العامة التالية :-
1- أن ينص الدستور على تحقيق وتأكيد الانتماء المصرى إلى الأمة العربية؛ تاريخياً ونضالياً ومصيرياً، وحدة عضوية فوق أى فرد وبعد أى مرحلة.
(ولان هذا الانتماء أصبح مشكوكا فية الان بعد نصف قرن من الدراسة و البحث بما في ذلك تحليل جينات المصريين الذى أثبت أن أغلبهم لا ينتمون للبدو ، و لأن التاريخ يعلمنا أن الاستعمار العربي كان من أكثر أنواع الاستعمار جوعا و شرها للسرقة و النهب و تنكيلا بالسكان الاصليين ..و أن فظائعه و مخازية لا يمكن حصرها .. و أن معارك النضال التي شارك فيها العرب إنتهت دائما بنكسات و هزائم وخسائر فادحة ..لهذا أصبح أى إنتماء ما للعروبة و العرب مجلبا للشر و الفساد وفي غير صالح المصرى ولو عاش عبد الناصر حتي اليوم لكان أول المطالبين بمراجعه و تعديل هذا النص الذى أصبح هو و التفرقة الدينية بين المصريين يمثلان عاهه دستورية مزمنة ).
2- أن ينص الدستور على حماية كل المكتسبات الاشتراكية وتدعيمها؛ بما فى ذلك النسبة المقررة بالميثاق للفلاحين والعمال فى كل المجالس الشعبية المنتخبة، واشتراك العمال فى إدارة المشروعات وأرباحها، وحقوق التعليم المجانى والتأمينات الصحية والاجتماعية، وتحرير المرأة، وحماية حقوق الأمومة والطفولة والأسرة.
(وهذا نص أخر إختبر فشلة علي مدى نصف قرن .. فعمال و فلاحي البرلمان والمجالس الشعبية كانوا دائما أعداء طبقيين للفلاحين و العمال .. و قد يكونوا أكثر المصفقين للجالس علي العرش سعيا لكسب رضاه ..المكسب الحقيقي للفلاح أن تزيد الرقعة الزراعية .. و المكسب الحقيقي للعامل أن يعمل مصنعه و ينتج .. و هو الامر الذى علي المصريين التمسك به .. إستصلاح و عدم تبوير الارض و ريها و صرفهابغسلوب علمي متقدم مع توفير مستلزمات زراعتها ..وعدم بيع المصانع و تجديدها و رفع كفاءة إدارتها و عمالها ..أما العمال في النقابات الميرى و مجالس الادارات فلقد أصبحوا من أطلق عليهم لينين ذوى الياقات البيضاء الذين لم يؤدوا دورا كان يتصوره الزعيم في يوم ما عدالة إجتماعية.
ولكن في نفس الوقت فإن حقوق التعليم المجانى والتأمينات الصحية والاجتماعية، وتحرير المرأة، وحماية حقوق الأمومة والطفولة والأسرة. لازالت مطلبا جماهيريا لا تنازل عنه رغم المحاولات المستمرة للحكومات المتتالية للتملص منها إما بالاهمال أو بالالغاء .. او التقليص ).

3- أن ينص الدستور على الصلة الوثيقة بين الحرية الاجتماعية والحرية السياسية، وأن تتوفر كل الضمانات للحرية الشخصية والأمن بالنسبة لجميع المواطنين فى كل الظروف، وأن تتوفر أيضاً كل الضمانات لحرية التفكير والتعبير والنشر والرأى والبحث العلمى والصحافة.
( نعم إعتبارا من هذا البند سيكون علينا الوقوف إحتراما لمن راى المستقبل بشفافية مذهلة و نبه للعلاقة .. بين التبعية الاقتصادية و السياسية وتدني الابداع الفني و البحث العلمي مرتبطا بغياب الضمانات لحرية و أمن الفرد . فانقرا هذا البند لاكثر من مرة حتي يصبح مثل محفوظات الاطفال إنه حجر الزاوية الذى فشل في تحقيقة وفشلت كل الانظمة التالية لعبد الناصر ).
4- أن ينص الدستور على قيام الدولة العصرية وإدارتها؛ لأن الدولة العصرية لم تعد مسألة فرد ولم تعد بالتنظيم السياسى وحده، وإنما أصبح للعلوم والتكنولوجيا دورها الحيوى، ولهذا فإنه يجب أن يكون واضحاً أن رئيس الجمهورية يباشر مسئولية الحكم بواسطة الوزراء، وبواسطة المجالس المتخصصة التى تضم خلاصة الكفاءة والتجربة الوطنية، بما تحققه إدارة الحكومة عن طريق التخصص و اللامركزية .
5- أن ينص الدستور على تحديد واضح لمؤسسات الدولة واختصاصاتها؛ بما فى ذلك رئيس الدولة والهيئة التشريعية والهيئة التنفيذية. ومن المرغوب فيه أن تتأكد سلطة مجلس الأمة باعتباره الهيئة التى تتولى الوظيفة التشريعية، والرقابة على أعمال الحكومة، والمشاركة فى وضع ومتابعة الخطة العامة للبناء السياسى، وللتنمية الاقتصادية الاجتماعية .
كذلك فإن من المرغوب فيه إفساح الفرصة لوسائل الرقابة البرلمانية والشعبية لتحقيق حسن الأداء وكفالة أمانته.
6- أن ينص فى الدستور على تأكيد أهمية العمل باعتباره المعيار الوحيد للقيمة الإنسانية.
7-أن ينص فى الدستور على ضمانات حماية الملكية العامة، والملكية التعاونية، والملكية الخاصة، وحدود كل منها ودوره الاجتماعى.
8-أن ينص فى الدستور على حصانة القضاء، وأن يكفل حق التقاضى، ولا ينص فى أى إجراء للسلطة على عدم جواز الطعن فيه أمام القضاء؛ ذلك أن القضاء هو الميزان الذى يحقق العدل ويعطى لكل ذى حق حقه، ويرد أى اعتداء على الحقوق أو الحريات.
9- أن ينص فى الدستور على إنشاء محكمة دستورية عليا، يكون لها الحق فى تقرير دستورية القوانين وتطابقها مع الميثاق ومع الدستور.
10-أن ينص فى الدستور على حد زمنى معين لتولى الوظائف السياسية التنفيذية الكبرى؛ وذلك ضماناً للتجدد وللتجديد باستمرار.
لقد قصدت أن أتناول أكبر قدر ممكن من رءوس المسائل وتفاصيلها؛ ليكون برنامج العمل الذى تمسك به أيدينا فى المرحلة القادمة قادراً على الوفاء وعلى التحقيق.
إن المعركة ليست معركة فرد، وليست معركة جيش، وإنما هى معركة شعب ومعركة أمة بأسرها، وهى فى نفس الوقت معركة حياة أو موت.
إن قوى الشعب العاملة هى وحدها التى تستطيع توفير كل ضرورات النصر، وحشد كل الطاقات اللازمة لتحقيقه، وإعطاء أكبر قدر من إرادة الصمود لجبهة ميدان القتال.
إن أى نظام ثورة يستند على الجماهير وحدها لا يكفيه أن يكون الشعب وراءه راضياً ومؤيداً، وإنما هو يحتاج إلى أكثر من ذلك؛ يحتاج إلى أن يكون الشعب أمامه موجهاً وقائداً.
إن سجل نضالنا يشهد لشعبنا أن الشعب الذى غير بكفاحه خريطة الشرق الأوسط، وأزال من فوقها سيطرة الإمبراطوريات الاستعمارية القديمة، وتصدى فى وسطها لمحاولات الاستعمار الجديد، وتحمل تبعات الوحدة العربية سِلماً وحرباً، وفجر عصر الثورة الاجتماعية، وبنى أعظم السدود، وقهر الصحراء، وأقام أول قاعدة عربية للصناعة المتقدمة، هذا الشعب يملك المقدرة ويملك التجربة لتجاوز هزيمة عارضة فى تاريخه .
إننا سوف نحقق كما حققنا، وسوف ننتصر كما انتصرنا، ولتعلو إرادة الحق فوق كل إرادة؛ لأنها جزء من إرادة الله)) .
صدقت يا معلم ..إذا كنتم تبحثون عن الطريق للخروج من الازمة ..فهذا هو الطريق . إن عبور القناة يوم 6 أكتوبر 1973 و تحطيم خط بارليف .. يعود لفترة تدبير عبد الناصر و رجالة و جهدهم ..أما الثغرة و محاصرة الجيش الثالث و وصول الغزاة حتي مشارف القاهرة .. فللسادات و سخافاته التكتيكية .. و لكن عندما نتحدث عن الرجلين لا نرى إلا هزيمة ناصر و ألانتصار المدعي للسادات .. ثم نمد الامور علي إستقامتها لنقارن بين إشتراكية ناصر جالبة الهزيمة و إنفتاح السادات المرتبط بالنصر .. و في الحقيقة نحن لا نغش إلا أنفسنا فحتي الاعداء عرفوا من منهما الاكثر خطورة و من سلم لهم قيادته ليسقونه من بول الابل و لبن البعير .





#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديان أبناءك يا كميت
- عندما نعيش في أحلام الاخرين ؟؟
- إنكشاف الغمة، في سيرة الامة
- الخطايا الخمس لرؤساء مصر.
- المستبد الاكثر فشلا في تاريخ مصر .
- يا ولدى هذا هو عمك السيسي .
- هل نعلن وفاة قومية العرب .
- إحباط لعملية تحرير الاسير
- هؤلاء عسكر وهؤلاء عسكر ولكن هناك فارق .
- من الذى يتأمر علي من !!
- كاد مبارك أن يخرج بنا من هذه الدايلما .
- بوذا، لاوتسي، كونفوشيوس أيضا أنبياء
- هل أصبحنا محترفي دجل و شعوذة . !!
- 6 أكتوبرلكن من 3200 سنة
- ماذا لو كتبت كلمة السيد الرئيس أمام الامم المتحدة .؟
- الغلابة يحسبوها بالورق والقلم
- الموجة عالية يا ولدى ..إهرب !!
- لا اؤمن بما يقال عن الرخاء.
- عبد الناصر .. و إخناتون.
- إضطهاد أقباط مصر مستمر .


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - برستوريكا مصرية سابقة لجورباتشوف