أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - نزع السلاح بمرسوم جمهوري ... ماذا بعد ؟














المزيد.....

نزع السلاح بمرسوم جمهوري ... ماذا بعد ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 400 - 2003 / 2 / 17 - 03:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                

 

والنظام العراقي ينتظر تنفيذ حكم الإعدام الأميركي بحقه ، فإن العراق يعيش اليوم على شفا تداعيات خطيرة ، ووفق مؤشرات واضحة تؤذن بقرب إنهيار النظام ومؤسساته وبطريقة مسرحية تتشابه إلى حد بعيد وكمية الدراما المفرطة التي تظهرها السينما الهندية وهي تحشر المآسي بالجملة والمفرد ! ، ولم تكن دعوات مايسمى ب ( المجلس الوطني العراقي ) والذي هو مجرد مؤسسة إستشارية لاحول لها ولاقوة للعالم بوقف ( العدوان الأميركي ) إلا محاولة يائسة للتعبير عن أزمة النظام البنيوية والتي سبق لرئيس النظام ذاته أن عبر عنها  قبل أيام حينما أشار إلى أنه لايعرف مايريد الأميركان منه بالضبط أن يفعل ؟ وسذاجة السؤال تعيدنا للمربع الأول ! ، فالنظام يعرف جيدا ماله وماعليه ؟ وقد كان طيلة عقد كامل لايراهن إلا على تغيير المعادلات الدولية والإقليمية وعلى عامل الحظ الذي خدمه كثيرا خلال الأزمات السابقة ، وفي غمرة الإفراط في الإعتماد على التوكل وعلى ماتأتي به ( الإمدادات الغيبية ) ! فإن النظام قد أضاع العديد من الفرص السانحة التي كان يمكن لوتعامل معها بحرفنة سياسية بعيدة عن العنجهية والصلف والغرور أن تعومه أو تفيده في ساعة الحشرة ! ولكن هيهات أن يتعظ الطغاة ؟ وهيهات أن يرعوي الدكتاتوريون ؟ وهيهات لذوي الصلافة أن يتحلوا بمثقال من الحكمة المطلوبة أو إتقان فن التعامل مع الأزمات وإدارتها بصورة إحترافية وليست بطريقة شيخ العشيرة ؟ وإذا كانت الأنطمة السياسية كالكائن الحي تعيش وتمر بدورات حياتية تبدأ من الولادة وتنتهي بالإنقراض الطبيعي فإن النظام العراقي قد وصل لنهاية دورته الحياتية التي كانت عاصفة بالأزمات والتي عصفت بملايين الأرواح وبمقدرات مالية رهيبة ، وبخسائر إستراتيجية رهيبة عاناها العراق ومن خلفه أمة العرب أجمعين والذين دخلوا الألفية الثالثة وهم عراة وحفاة إلا من رحم ربي ؟.

وحينما يلجأ الرئيس العراقي وتحت ضغط قعقعة السلاح وهدير الأساطيل لإتخاذ خطوة إستعراضية لافائدة منها في الساعة الخامسة والعشرين من عمر نظامه فإن في الأمر إقرارا بأخطاء إستراتيجية مرعبة لاتؤدي إلا إلى إدانة النظام العراقي لذاته وإعترافه أمام العالم أجمع بمقدار الجنايات التي جناها على نفسه وعلى شعبه وعلى الأجيال العراقية القادمة التي سلبت مقدراتها وخيراتها وإحتياطاتها الإستراتيجية في مغامرات عبثية لم تؤد سوى لكوارث ؟.

وكعادة الرئيس العراقي في الإستصغار من شأن القوانين والتي يعتبرها في أحاديثه المؤرشفة والمفجعة مجرد أوراق! فإنه وفي غيبة كاملة عن أي نوع من أنواع المحاسبة الشعبية أو النقد الذاتي أصدر ( فرمانا ) إنكشاريا جمهوريا يحظر بموجبه كل أنشطة وإنتاج أسلحة التدمير الشامل ؟ ترى من من العراقيين يملك هواية إنتاج السلاح التدميري الشامل ؟

وأي شعب تتملكه الرغبة العارمة في التعامل مع الفيروسات والجراثيم والغازات والعناصر الإشعاعية ؟ ومن يملك موازنة ذلك كله ؟ وهل الحرية التي وفرها النظام البعثي الفاشل للعراقيين تتيح لهم ولأطفالهم أن يلعبوا بالسلاح الكيمياوي من أجل قتل أوقات الفراغ وتزجية الوقت والتسلية في جنة البعث العراقي ؟.

ولماذا هذا المرسوم الجمهوري المضحك بعد أربعة وعشرين عاما من القتل والدمار وتبديد الأموال في شراء الزبالة الكيمياوية والحديد الخردة والصواريخ التي لم تستعمل إلا على رؤوس المنتفضين من الشعب العراقي ؟ ولو كان هنالك مجلس وطني محترم يضم رجالا وليس طراطيرا أما كان له أن يحاسب النظام على التبذير الفظيع لموارد الشعب طيلة ربع قرن وعلى تبديد أموال العراقيين والتي لو أستعملت بطريقة حضارية مسؤولة لأنتقل العراق لخانة النمور الآسيوية ولربما تفوق عليها ؟

ألا يشكل هذا المرسوم فضيحة أخلاقية وسياسية وحضارية ؟

من هو المسؤول عن إنتاج أسلحة الدمار الشامل ؟

وهل مسؤولية قيادة الشعب والوطن تقاس بهذه الخفة المزعجة الرهيبة ؟

ولماذا الآن ياصدام وليس قبل ثلاثة عشر عاما ماضيات أكلت ما أكلت من لحوم العراق والأمة ، وسلبت ما سلبت ، ودمرت مادمرت ؟

وهل تنقذ مثل تلك المراسيم الهزلية المضحكة جثة نظام قد تحللت ويتصارع على أسلابها اليوم كل كواسر الدنيا ؟

أعتقد بأن قرار النظام بتحريم إنتاج السلاح التدميري الشامل هو من العوامل المعجلة بضرورة رحيل النظام وتنحيه وتقديمه للمحاكمة بأسرع وقت ممكن ، ولامجال للمساومة في هذا الأمر ، رحمة بالعراق والعراقيين ، وإحتراما لأرواح الملايين التي أزهقت والمليارات التي تبددت وضيعت على الوطن والأمة فرصة الإنطلاق الحضاري ، وأيام النظام باتت معدودة بشكل واضح ، والصورة الإستراتيجية قد إكتملت معالمها ؟ والمرسوم الجمهوري الأخير هو المسمار الأكبر الذي دقه النظام في نعشه.

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان جبر .. وهلوسات محمد المسفر ... وفخ الجزيرة القاتل ؟
- من يحتوي كل تلك الحثالات الفاشية ... ؟
- بن لادن ) و(بن صبحة ) ... إرهاب مشترك ؟
- السيد حسن نصر الله ... والمصالحة المستحيلة ؟
- الثامن من شباط 1963 ... ربيع الدم العراقي ؟!
- النظام العراقي .... تسويق الإرهاب داخليا وخارجيا ؟
- هلوسات بطل التحرير القومي ؟
- .... ولكن لماذا يتطرف الشباب الكويتي ؟
- الكويت ... نيران الحرب ودخان الأصولية ؟
- والخليج في مهب الريح .... الدوحة تغني ؟؟
- مؤتمرات باريس للمعارضة المستنعجة .. الكبيسي وآخرون ؟
- صدام بين سمفونية الرحيل ... ومسلسلات رمضان التلفزيونية ؟
- بشار الأسد .. وعلي كيمياوي ... تحالف الفاشيين وقمة المهزوم ...
- جماعات الحوار الوطني ... والمراهنة الخائبة على الأنظمة الع ...
- أبواق صدام المهزوم .... التاريخ يكرر نفسه ؟
- هلوسات ( الرنتيسي ) ... أحلام الفتى الطائر ؟
- خطاب صدام ... نهاية الأيام الطويلة ؟
- جماعات الحوار .. والفرانكفونية .. وأمل إبليس في الجنة ؟
- الرفاق حائرون - ... هل سيجاور ( صدام ) الرئيس ( سلوبودان ) ف ...
- هل تستطيع ( قطر ) منع الحرب الأميركية ؟


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - نزع السلاح بمرسوم جمهوري ... ماذا بعد ؟