أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حاكموا: فقر خيال نجيب محفوظ!














المزيد.....


حاكموا: فقر خيال نجيب محفوظ!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5476 - 2017 / 3 / 30 - 13:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


==============


لم تأت في مجمل روايات نجيب محفوظ واقعةُ أن يواقعَ رجلٌ ناضجٌ رضيعةً في عامها الأول مواقعة جسدية. لم يسعفه خيالُه الروائيّ (المُحرّض على الرذيلة كما قال عنه الوهابيون ونفرٌ ضيئل من البرلمان المصري)، لم يسعفه ذلك الخيال ليبتدع تلك الصورة الدرامية المثيرة للغثيان. فماذا نحن فاعلون اليوم:
هل سيبرئُ تجارُ الدين ذلك الروائيَّ الذي أثبت الزمنُ أن فحشاءَ الواقع أكثرُ ثراءً وفُحشًا من خيال رواياته؟
أم هل يُقدّم نجيب محفوظ إلى محكمة الفن متهمًا، حتى يُحاسَب على فقر خياله الذي تفوّق عليه الواقعُ الإنساني التعس؟
-
قبل عشر سنوات، كنت ضيفةً على برنامج "مثير للجدل" بقناة أبو ظبي الذي تقدّمه المذيعة "فضيلة سويسي”. كذلك كان الناقد يوسف القعيد ضيفًا هو الآخر، وكنّا معًا نشكّل فريقَ دفاع عن أدب نجيب محفوظ، وما يحتاجُ دفاعًا، ضد أحد الذين نصّبوا أنفسهم آلهةً على الأرض، يُثيبون ويُدينون وفق أهوائهم. والأخطر، وفق أفقِهم الضيق وفهمهم السطحي لماهية الفنون والآداب. حيث لا تُمكّنهم ثقافاتُهم المحدودة على ولوج عوالمها الثرية.
قال ذلك الرجل، الذي نسيتُ اسمَه، لكن الحلقة موجودة على يوتيوب لمن شاء أن يتابع، قال إن نجيب محفوظ، الذي عرف العالمُ كلُّه قيمتَه، قبل أن ندركها، للأسف، نحن المصريين، يحضُّ على الفسوق والرذيلة. بكلمات أخرى، يرى هذا الرجل، ومن سار على دربه الساذج، أن المجتمع المصري، في الثلاثينيات والأربعينيات، وحتى اليوم، كان ملائكيًّا عفيفًا، حتى ظهرت روايات نجيب محفوظ، فبدأ الفاسقون (الذين عادةً لا يقرأون ولا يكتبون) في تعلّم الرذيلة من تلك الروايات، أو حتى من الأفلام التي بُنيت على روايات محفوظ!
وعبثًا حاولنا إفهام الرجل أن الروائيَّ، والشاعرَ والنحّات والتشكيليّ، وكل من عداهم من مبدعين، لا يخترعون واقعًا غير موجود، إنما يستقون مفرداتهم من الواقع ثم يبدأون في بناء شخوصهم وغزل دراماهم على نول ذلك الواقع! ولم يفهم كلامنا. وعبثًا حاولنا إفهامه أن الواقع يحمل ما هو أشرس وأعنف وأكثر بذاءة مما تحمل الروايات والقصائد، ولكنه لم يصدّقنا. وجاء الزمنُ ليثبت له ما قلنا، وأيضًا لن يصدق عينيه، لا هو ولا أضرابُه ممن اختاروا أن يعيشوا في ضلالاتهم وهم يوهمون الناسَ أنهم طوباويون أطهار خلقهم اللهُ لهداية البشرية، بينما يعرفون جيدًّا أنهم ليسوا إلا منافقين يدّعون ما ليس فيهم، ليداروا سوءة أرواحهم وما يصنعون.
سألتُه في الحلقة سؤالا لم يُجب عنه حتى اليوم. وأعيد السؤال اليوم: ما هي الفضيلة؟ ما هي الرذيلة؟ هل الرذيلة تقتصر في مفهومهم على رجل وامرأة وفراش؟ وماذا عن السرقة؟ وماذا عن خيانة الوطن؟ وماذا عن الرشوة؟ وماذا عن الكذب؟ هل تلك رذائل؟ لا. للأسف لا يعدّونها رذائلَ. الرذيلة تبدأ وتنتهي عند سيقان النساء، وفقط. سألته: "ماذا في أدب نجيب محفوظ يحضّ على الرذيلة في تقديره؟" فأجاب فورًا: “العاهرة زبيدة". فسألته: "ألم ير في اللص والكلاب تحريضًا على الذيلة بوجود "لصٍّ" قد يحرّض الناس على السرقة؟" ولم يُجب. لماذا؟ لأنه مُبرمج على أن الرذيلة هي الجسد. لكن رذائل النفس ودنس الروح كالنصب والكذب والسرقة والخيانة ليست رذائل. هو لم ير في "السيد أحمد عبد الجواد" داعيًا للفجور والفسوق والرذيلة حين كان يخون زوجته أمينة. لكن عينيه توقفتا عند نهدي زبيدة وساقيها، وفقط. لماذا؟ لأن المرأة هي المشكلة. المرأة هي محنتهم وأزمتهم في الدنيا وفي الآخرة. يشتهونها فيكرهونها. يعشقونها فيمقتونها. إنها هوسهم ومأساتهم التي يفجّرون أنفسهم بأحزمة ناسفة حتى يطالونها في السماء حورَ عين دائماتِ العذرية.
أولئك لا يختلفون كثيرًا عن الرجل الذي خلع بامبرز الطفلة حتى يواقعها جسديًّا، ثم يتهمها بأن البامبرز كان يكشف عن ساقيها، فأغوته.




#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرنبُ الصغير … يا وزير التعليم!
- أمهاتٌ على أوراق الأدباء
- مَن يكره عيدَ الأم؟
- مصحفٌ من يد دميانة
- محمد عبد الوهاب طاووس الشرق
- تحية احترام للبابا تواضروس
- عزيزي ربنا …. ممكن أعرف عنوانك؟
- أطرقُ باب بيتٍ لا يعرفُ الحَزَن
- المعاصي سرُّ الغلاء .... يقول الإمام
- إنهم يصنعون المستقبل في الإمارات
- المرأةُ العفريت … المرأةُ الصقر
- المعاصي سرُّ الغلاء
- لستُ متسامحة دينيًّا
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (5)
- الأقباط ليسوا بحاجة إلى بيوتنا بل إلى بلادهم
- فيس بوك من دون زجاج
- امنعوا بناتكم من التعلّم!
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (6/6)
- إنهم يصنعون المستقبل
- تكفير داعش مسألة أمن قومي


المزيد.....




- 40 ألفا صلوا الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- إسرائيل تدفع بـ3 كتائب إلى الضفة وتعتقل يهوديا بسبب تفجير حا ...
- يهود سوريون يعودون إلى دمشق بعد عقود من فرارهم!
- الفاتيكان: حالة البابا تتحسن قليلاً وقلبه يعمل بشكل جيد
- “ماما جابت بيبي” اضبط الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 على الن ...
- كوريا الجنوبية والصراع الهادئ بين البوذية والمسيحية
- النخالة: المقاومة كانت تقاتل صفا واحدا لاسيما حماس والجهاد ا ...
- النخالة: السيد حسن هو شهيد فلسطين والاسلام والقدس وهو في قلو ...
- يهودي يطعن إسرائيلية بالقدس ويهتف -مسيحية-


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حاكموا: فقر خيال نجيب محفوظ!