( (48
الخبر: شبكة سكاي نيوز الاخبارية البريطانية؛ عراف عراقي يتنبأ بإنتصار صدام على امريكا!
المبتدأ:
لم تذكر شبكة سكاى نيوزالبريطانية اسم العراف النابغة الذي فضل الاختفاء خلف لمعان بلورته، واكتفت بنقل جملة من هلوساته التي تناقلتها وسائل الاعلام، وجاء خبر الشبكة هذا تراكماً لحرب النبوءات التي تفاقمت مع احداث سبتمبر، وربما قبلها بأسابيع يوم صدر في القاهرة للصحافي محمد عيسى داود كتابا بعنوان "المفاجأة" وكان كتاباً مثيراً للجدل لما ورد فيه من نبوءات منسوبة الى الامام علي (ع) ،اعتمد فيها المؤلف على ما يعرف بعلم الجفر*.والجفر؛ جلد ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب، وصار يطلق على نوع من العلم ، وضع فيه الامام الحروف الثمانية والعشرين على طريق البسط الاعظم ليستخرج منها بطرق مخصوصة وشرائط معينة الفاظا واستنتاجات غيبية ،واورد ذكره ابن خلدون في المقدمة،وابن قتيبة،وقال عنه الجرجاني: ("الجفر والجامعة كتابان لعلي بن ابي طالب (ع)... ذكر فيهما علم الحروف والحوادث التي سوف تحدث والوقائع التي ستقع الى ان يرث الله الارض ومن عليها).
كتاب الصحافي محمد عيسى يذكر ما ورد في الجفر من كلام عن بلاد "الأمارك"! و"الامريك"! و"ارض الحمر المسروقة"!،التي سيخضعها المهدي في نهاية الامر. ويرد ايضاً ذكر النظام العالمي الجديد او وصفه، "قائل يقول: العالم الجديد، وما هو بجديد، وداع من ارض يقال لها بالجديدة وما هي بجديدة لكنها قديمة سكنها اصحاب الوجوه الحمراء، واسم الرجل منهم احمر". ويرد في الجفرعدد الولايات الخمسين التي تتشكل منها الولايات المتحدة.ويرد فيه وصف دقيق للقوة العسكرية والقدرات التجسسية للأمارك ، والخطر الهائل المحدق بهم رغم كل هذه الامكانات، والذي توقعه الكاتب من تحليل النصوص وسبق الاحداث في تحديده!.
وبعد احداث سبتمبر2001 اشتهر في مصر كتاب (المفاجأة) بينما اتجه الاهتمام العالمي الى نبوءات نوسترداموس، الذي قيل إنه تنبأ بالثورة الفرنسية ،وبالحرب العالمية الأولي والثانية , وبالثالثة في بداية القرن الـ21. وربما في ردة فعل حربي تعالت اصوات هنا وهناك لتثبت ان نوسترداموس واباه قد سرقا مخطوطات اسلامية نادرة من بيت المقدس وبغداد، ومن بين هذه المخطوطات: احاديث القرون للإمام ، والتي تسرد وقائع الزمان.
و عموماً التراث العربي الاسلامي يحفل بموروث النبوءة الهائل ، ومن بين الكتب الحديثة التي تبحث في النبوءات، كان قد صدرعام 1995 كتاب ((زوال إسرائيل 2022م)) لبسام جرار،يبحث في ما يدعيه نبوءة زوال دولة اسرائيل وفق حسابات رقمية وعددية معقدة ، ويدعو خلاله لإعادة النظر في دراسة التاريخ وفق قانون يحكم التاريخ ضمن معادلات رياضيّة شاملة. هذا الكتاب اصبح يقرأ وفق تصورات اخرى بعد احداث يوم 11 من الشهر التاسع 2001،وبرؤية التفسير الرقمي لحكاية الرقم 11 وعلاقته بالهجوم على واشنطن ونيويورك ،وقيل؛إذا جمع الرقم 9 مع مكوني الرقم ،11 فإن 9+1+1=،11 واليوم الحادي عشر من الشهر التاسع هو اليوم الرقم 254 في السنة، فإذا جمعنا 4+5+2 يكون الناتج ايضا 11،ومجموع حروف نيويورك باللغة الانكليزية 11 حرفا، وكلمة البنتاغون 11 حرفا، ونيويورك هي الولاية 11 في الترتيب الفيديرالي الاميركي والطائرة الاولى التي صدمت مركز التجارة كانت في رحلة تحمل الرقم 11 وعدد ركابها .92 وهذا الرقم مكون من 2+9=،11 اما عدد ركاب الطائرة الثانية فكان ،65 ومجموعه 5+6=11.
وقورنت احداث افغنستان بنبواءت كثيرة، تجاوزت الارقام الى العلامات والاشارت مثلاً؛"علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب عليها رجل أعرج" ،وقيل هو الجنرال (ريتشارد ما يرو) يوم اقبل على عكازين ليعلن للشعب الأمريكي بدء عمليات القوات المشتركة، اضافة لى امثلة كثيرة تدور في هذا السياق
وما ان بدأت الانظار تتجه صوب اهتمام امريكا بالقضية العراقية، حتىاثيرت تساؤلات كثيرة عن نبواءت نوستراداموس وكان أحد هذه التساؤلات : هل صدام حسين هو دجّال آخرالزمان الذي تنبأ به نوستراداموس ?.وقد ألف البريطاني ( ستورم مينيستريز ) كتاباً بعنوان ( نوستراداموس ، صدام حسين، هرمجدون ) يبحث في النصوص النبوية التوراتية، ويحاول الاجابة عن هذا التساؤل بسلسلة من الطروحات التي سبق وان طرح مثلها في كتب سابقة ولاقت الرواج الهائل وكان اهمها كتاب (دراما نهاية الزمن ) ل أوترال لوبرتس،والثاني كتاب (نهاية الكرة الأرضية العظيمة) لمؤلفه لندسي .
وكتب عربياً الكثيرعن النهاية الكونية وعن هرمجدون، وقيل هرمجيدون هي كلمة عبرية تعني تل مجيدون - بجنوب لبنان (شمال فلسطين) تلة كبيرة اسمها تل المجيدية، عليها ستقع المعركة النووية الفاصلة. و بناء الهيكل على أنقاض الأقصى،و قيام دولة إسرائيل الكبرى وتجميع كل يهود العالم بها،و وتحقق هذه النبوءة هو شرط نزول المسيح المخلّص في العقيدة المسيحية.وفي هذا صدر كتاب (إجبار يد الله (Forcing of God’s Hand ) للكاتبة والصحفية الأمريكية المعروفة "جريس هالسل" التي عملت محررة لخطابات الرئيس الأمريكي الأسبق "جونسون". وتثبت خلاله ان غالبية المؤمنين من ساسة امريكا يسعون لتحقق هذه النبوءة أو الإسراع بإجبار يد الله واكدت في كتابها ان جيمي كارتر ورونالد ريجان وجورج بوش- الاب- والابن اكثر من كانوا يؤمنون بهذه النبوءة. وجاء كلام جريس هلسل ليؤكد الاتهمات التي توجهت للرئيس الامريكي بعد تصريحاته النارية في المؤتمر الصحفي ليوم 16 سبتمبر 2001، عن بدء الحملة الصليبية، ويأتي تفسيراً منطقياً لإصرار الرئيس بوش على الحرب بأية طريقة،مدفوعاً بتنامي التيار الديني داخل الإدارة الأمريكية من المبشرين بالقيم الأمريكية،التيار الذي يعلن جهاراً ضرورة تغيير حتى المناهج الدينية وتغيير منظومة القيم داخل المجتمعات بحيث تتواءم مع المنظومة الثقافية الجديدة، كاشفين أيديولوجية الخطاب السياسي الأمريكي واستخدامه ألفاظا مثل " الخير " و" الشر "،كما لو ان العالم فلم رعاة بقر،وليعلن بوش موقفه من الاخر؛ من لم يكن معنا فهو ضدنا. وهذا ما يثبت تطرفه الذي قال عنه البعض؛ لم تعد هناك فوارق كثير بينه وبين بن لادن، وفعلاً اصبح جلياً لاوساط اوربا الثقافية ان ترى في ابن لادن نموذج للتطرف الاسلامي ، وترى في بوش نموذجاً للتطرف الغربي.
وربما لا يملك الغرب نبوءة عن بوش تحديداً لكننا في العراق نملك ذلك، لما لهذا الاسم من وقع في الحياة العراقية منذ حرب تحرير الكويت، والحصارالجائر الذي دفع ثمنه شعبنا غالياً وصار خلاله اسم بوش يثير الرعب مثل اسم صدام ، بعد ان انزل في العراق بلاءه في القتل والدمار الذي سببته الحرب،وبلاءه الاكبر يوم سمح لصدام بإستخدام طائراته لقمع انتفاضة الشعب العراقي المجيدة،ووجد اهل العراق يومها معنى للكلمة القديمة المبهمة التي يستخدمها العامة لدعاء الشر« بلابوش »، لكن نبوءة هذه الكلمة تمنى الناس تبددها مع رحيل بوش الاول عن رئاسة امريكا، وانتخاب بل كلنتون لفترتين رئاسيتين.لكنها عادت الى الاذهان بقوة مع قدوم بوش الثاني وظهور علامات بلاءه الاولي.
توقفتُ عند مفردة « بلابوش » مؤخراً ولم يتسن لي الحصول على كتاب الباحث علي الشوك(كيمياء الكلمات) والصادر عن دار المدى / 2001 للبحث عن اصل الكلمة،والتي اتوقع ان يكون الباحث قد مرّ عليها في بحوثه الجميلة.وصادف اني احتفظ بعدد تموز آب 2001 من مجلة الثقافة الجديدة، الذي وجدت فيه مقالاً ل وداد فاخر حول اللهجة لعراقية الدارجة وجدت فيه:
وحول كلمة « بلابوش » فهي أيضاً كلمة تركية، وهي كلمة مركبة ومؤلفة من «Bela» بمعنى البلاء أو سوء الحظ «Ung Luck» كما جاءت في القاموس الألماني التركي أو «Misfortune» بموجب الكلمة الإنكليزية و«Bu» بمعنى «هذا» فتكون الكلمة (هذا البلاء) أو (هذا الحظ السيئ)، لكن يبدو أن الـ(ش) الزائدة هي الزائدة على كلمة (بلابو) التركية، فأصبحت في لهجتنا الدارجة (بلابوش) «BelaBu».
وبكثير من الامل فندت نبوءة اللعنة التي مصدرها اسم بوش، بهذا التفسير للكلمة. وبأمل اكثر تذكرت احاديث الاباء والامهات عن حكم البعث لاربعين سنة**، يكون فيها الدمار والخراب ويحل بعدها الامان والخير، هذه النبوءة التي لا اعتقد ان احداً ممن وقع عليهم الظلم هناك لم يسمع بها.
تأملت خيرهذه النبوءة، وصرت،اعتصم بها وتحتكم اليها مخاوفي ،هرباً من وحشة الاخبار وبعض نبوءات الشعر،التي اقرأها املاً، وخوفاً احياناً،بعد ان قرأت للسياب في ((انشودة المطر)) :
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعود
ويخزن البروق في السّهول والجبال ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجال
لم تترك الرياح من ثمود
في الوادِ من أثر
============================================
* لابي العلاء المعري ابيات في الجفر منها :.
لقد عجبوا لاهل البيت لما اتاهم علمهم في مسك جفر.
ومرآة المنجم وهي صغرى ارتــه كــل عـامــرة وقـفــر
**http://www.sotaliraq.com/141002file014.htm