ردة الفعل ..و..اختلاط المفاهيم .

خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1437 - 2006 / 1 / 21 - 08:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

هناك أمر غير مفهوم .. البعض يعاني ردود فعل تجنح به بعيداً .. تبعده عن المنطق
يفقد القدرة على التمييز .. تختلط لديه المعايير .. وربما تنعكس .. لافرق لديه وبزعم الثأر والانتقام .أن يدمر الوطن .. يستباح .. كالدب الذي حطم وجه صاحبه بصخرة ليقتل ذبابة تقف على وجهه .
أمر مفهوم أن يكون الانسان قد تعرض لظلم فادح على أيدي أوباش .. حيوانات .. استباحوا كرامته .. أهانوه .. أذلوه .. وجرمه الوحيد أنه يختلف بوجهة نظره مع النظام .. مع مدرسة النظام .. مع حزب النظام .. لافرق . . وأمر مفهوم أكثر أن يسعى لإسقاط النظام .. تغييره .. استبداله .. أي تعبير أو تسمية أخرى . ؟
هذا يكون مقبولاً في ظل البحث عن البديل الأفضل .. الأكثر رقياً . أن يكون الهدف
تحسين الواقع .. تغييره لما فيه مصلحة الوطن والمجتمع كله وفق معايير الوطنية والأخلاق والاخلاص وحماية وحدة الوطن والمجتمع .. بمعنى ألا تأخذه ردة الفعل باتجاه تفتيت الوطن والمجتمع وانقلاب المعايير .. فيصبح المقاوم الشريف خائنا ً والعميل القذر حليفاً .. وعلى مبدأ التحالف مع الشيطان في سبيل الغاية الهدف وهي الانتقام من النظام .. فتسيطر عليه الفكرة .. ويصاب بالعمى السياسي والأخلاقي .. فلا يرى ويفهم غير هذه الفكرة وينزلق الى ممارسة العهر السياسي . كيف يحق لهذا بعد ذلك أن ينظر في الديمقراطية والحرية والمبادئ والأخلاق كما يفعل البعض في هذه الأيام .
أن تتطابق أقوال هؤلاء مع أقوال زعماء إسرائيل النازيين .. والنظام الأمريكي الأشد نازية وعنصرية .. فهذا مرفوض قطعاً .ومن يظن أن الشارع السوري قد يؤخذ بهذه المزاعم .. هو أحمق وواهم بالمطلق .. كما لايمكن أخذ الشارع السوري باتجاه النعيق الطائفي المغلف بالسيلوفان والصور الإعلانية المغرية .
فجأة أصبحت المقاومة التي دحرت إسرائيل في جنوب لبنان .. تحتاج لإثبات وطنيتها .. بينما هؤلاء لايتحدثون عن مجموعات لحد عملاء إسرائيل وكل الخونة أمثالهم .. أصبح كل من يقف بوجه مخطط الفوضى الخلاقة .. عميلاً .. أصبح المقاومون طائفيون .. وأصبح كل من يرفض الهيمنة هو عدو للسلام ..و ... حسن الجوار ؟!!! عن أي حسن جوار .. يتحدث هؤلاء .؟. حسن جوار الغنم والذئاب ..؟
لانرى في هذا الكلام سوى أنه .. مدفوع الثمن .. فهل ينتهي الأمر بالمناضلين .. المدافعين عن الفقراء كما كانوا يزعمون .. حملة المبادئ ,,؟!! الى أن يعرضوا أنفسهم على البسطات . فيهاجموا كل القوى الوطنية الشريفة ..؟ هل هكذا تنقلب المعايير والقيم .. ألهذه الدرجة تهون سنوات النضال والمبادئ لتقايض بحفنة من الدولارات لاتسمن ولاتغني .. حتى ولو أسمنت وأغنت .. ؟؟!! ألهذا الحد تتطابق معاييرهم مع معايير الصهيوني وعملائه الناعقين في لبنان وبقية المنطقة .لم يجدوا تهمة للشرفاء فأصبحوا قوى طائفية مسلمة أو مسيحية !!على اعتبار أن الضفة الأخرى تضم الخونة من القوى الاسلامية والمسيحية وهم يتجاوزون عن ذكرها ..وما كنا نتمنى ادراج هذه التسميات .. لكنهم أدرجوها بكل وقاحة .. وكانوا ومايزالون يزعمون أنهم ضد الحالة الطائفية .. اذاً ماهذا ..؟ لو بقي هؤلاء يهاجمون الفساد ويطالبون بمحاكمة من آذوهم واستلبوا حريتهم لفهمنا ذلك أما أن يبتعدوا في الاتجاه المعاكس للوطن .. هنا فليسمحوا لنا .. لأن أي سوري لن يقبل منهم هذا وسيضعهم في خانة العملاء وأعداء الوطن .. انه زمن العهر القذر .
أيها السادة .. لقد عانينا أضعافكم من الظلم والاضطهاد .. وحرمان الحرية والتجريح ..والاستيلاء الحقير الخسيس على حقوقنا .. وشاهدنا كيف يداس القانون .. وكيف تهان الكرامات على أيدي فاسدين سفلة .. لكننا بقينا ..وقفنا بوجوههم النتنة .. حتى وصلنا الى المرحلة التي نذلهم فيها ونطالب بإحضارهم الى قاعة الحساب .. لم نخرج من الوطن .. ولن نخرج .. وسيحدث التغيير وقد بدأ .. على أيدينا وبمساهمتنا .. لننتج حرية وديمقراطية نظيفة .. أقول ننتج ولانستورد ديمقراطية وحرية مزيفة منتهية الصلاحية .. لم يعد بالإمكان عرقلة وايقاف عجلة التغيير والتطوير .. ولكن ليس على حساب تفتيت الوطن والمجتمع .. هنا المعارضة النظيفة التي ترفضكم وتأنف من أن تقبلكم .. أما في الخارج هناك يقبع المتورطين الخائفين من الشعب .. الذين يخشون مواجهة الوطن وتقديم جردة الحساب له فارتموا في أحضان العدو أيها السادة لقد أدرجناكم في قائمة الحساب في اللائحة السوداء مع كل الفاسدين والساقطين ... لاتكذبوا .. فهذه القائمة شعبية لاعلاقة لها بالسلطة مطلقاً . مع أننا لانمانع أن تشاركنا في تنظيمها كل القوى الشريفة في السلطة وخارجها .. ولا تحلموا إطلاقا أن تحضروا الى الوطن على ظهور الدبابات الأمريكية لأننا بانتظاركم عندها
ولن يرخمكم أحد في سوريا .. فسوريا لأبنائها النبلاء ..وليست للساقطين .. لقد فضحتكم كتاباتكم .. وهي دليل إدانتكم .. أليس الاعتراف سيد الأدلة ..؟ لقد اعترفتم أيها.. الـ.........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .

#خليل_صارم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات