أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رولا حسينات - الأبرتايد بين خلف والدقامسة















المزيد.....

الأبرتايد بين خلف والدقامسة


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 5474 - 2017 / 3 / 28 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأمن في منظومة التفكير والتطبيق الإسرائيليين هو الأبرز ويعتبر أهم مقومات التفكير الاستراتيجي لدى القيادات الصهيونية وذلك لمفهوم «الغيتو» الذي عاشه اليهود في أوروبا
ويمكن اعتبار معاهدتي كامب ديفيد عام 1979 ووادي عربة 1994 مسألة شكلية لن تعول عليها إسرائيل كثيرا في دعم منظومتها الأمنية وعلى الرغم من الجهود المبذولة من كل من الأردن ومصر لتعزيز مفهوم العمق الأمني لكل من الجانبين إلا أن هذا لم يوقف مساعي إسرائيل إلى إقامة جدار عازل يضمن لها حدودها المزعومة
حيث سيمتد هذا الجدار العازل من مدينة إيلات قرية أم الرشراش الفلسطينية المحتلة الواقعة على البحر الأحمر وصولا إلى أطراف منطقة الجولان السورية المحتلة وبطول قد يصل إلى نحو 250 كيلومترا
وبحسب الصحافة الإسرائيلية فإن تكلفته قد تصل إلى نحو مليارين ونصف المليار شيكل حيث ستكون مرحلته الأولى لمسافة تقدر بنحو ثلاثين كيلومترا حيث يبدأ من إيلات وصولا إلى موقع تمناع في وادي عربة وقد قامت إسرائيل بإنشاء مطارا لها هناك
إن ما تروج له السياسة الإسرائيلية في ما يمنحه لها الجدار العازل من منع التمدد الإرهابي إلى داخل حدودها المزعومة وقد حصر نتنياهو في تصريح له بأن هؤلاء الإرهابيين هم من يبحثون عن عمل مستثنيا داعش أو أي من التنظيمات الإرهابية التي تثير الفوضى في المنطقة حيث ذكر أن الجدار الجديد مع الأردن يهدف إلى منع تدفق ما أسماه إرهابيين ومتسللين يبحثون عن العمل لدينا
غير أن ما يمكن الجزم فيه هو البعد الحيوي الذي تريد إسرائيل بسياسة ممنهجة وهو السيطرة الكاملة على الثروة المائية وذلك عند تتبع الخارطة الجيولوجية حيث أن امتداد الجدار الجديد سيكون في محاذاة نهر الأردن وضمن منطقة ستقع تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية بما يتيح استيلاءها على مياه نهر الأردن بقاياه من ناحية الضفة الغربية والأحواض المائية الجوفية
وهذا يعزز سياسة الأبرتايد الفصل العنصري الذي تمارسه إسرائيل في الضفة الغربية في حال فصل الدولتين ومحاصرة الدولة الفلسطينية المستقبلية إذا ما قامت والقضاء على فكرة استقلالها السياسي والاقتصادي
الغريب أن امتداد المشروع الجديد سيكون على الأراضي التي تضمنها الاتفاق حول مشروع البحرين مع الأردن وفق تصور نقل مياه البحر الأحمر من منطقة إيلات وصولا إلى البحر الميت في محاولة يائسة لإعادة إحياء البحر الميت الذي استولت إسرائيل على مياهه حيث ينبع نهر الأردن بشكل رئيسي من جبل الشيخ في فلسطين ولبنان ويتكوّن النهر من ثلاثة روافد رئيسيّة وهي الحاصباني في لبنان واللدان في فلسطين وبانياس في سوريا حيث تتجمّع هذه الثلاثة معاً وتلتقي لتشكّل هذا النهر العظيم الخالد الّذي يسير إلى الجهة الجنوبيّة ليصبّ مباشرةً في البحر الميّت
وتبقى فكرة القلعة المحصنة التي راودت قادة الحركة الصهيونية بإقامة كيان لهم في فلسطين ومن بينهم جابوتنسكي حيث ذكر في عام 1925 إن الاستعمار الصهيوني حتى في أضيق نطاق يجب إما إنهاؤه وإما تنفيذه على الرغم من إرادة السكان المحليين لذا لا يمكن للاستعمار أن يستمر وينمو إلا في ظل حماية مستقلة عن السكان المحليين أي داخل حائط حديدي
وهذا ما أطلقته زعيمة حزب ميرتس المعارض زهافا غالئون من توجه الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بإعلان ضم مستوطنات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية والقدس واصفة إياها بأنها حكومة في خدمة داعمي نظام الفصل العنصري الأبرتايد
وهذا الذي رفضته ريما خلف الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا الإسكوا في بيروت وقدمت استقالتها على إثره ورفضت علانية التستر على جرائم عنصرية فاضحة وظاهرة للعيان ولا يمكن لأحد تصديق غير ذلك حيث أكدت في تقريرها على أن الأدلة التي يقدمها التقرير قاطعة وتكفيني هنا الإشارة إلى أن أيا ممن هاجموا التقرير لم يمسوا محتواه بكلمة واحدة وإني أرى واجبي أن أسلط الضوء على الحقيقة لا أن أتستر عليها وأكتم الشهادة والدليل والحقيقة المؤلمة هي أن نظام فصل عنصري أبارتايد ما زال قائما في القرن الحادي وعشرين وهذا أمر لا يمكن قبوله في أي قانون ولا أن يبرر أخلاقيا بأي شكل من الأشكال وإنني في قولي هذا لا أدعي لنفسي أخلاقا أسمى من أخلاقك أو نظرا أثقب من نظرك غاية الأمر أن موقفي هذا قد يكون نتيجة لعمر كامل قضيته هنا في هذه المنطقة شاهدة على العواقب الوخيمة لكبت الناس ومنعهم من التعبير عن مظالمهم بالوسائل السلمية
وكانت بمثابة ضربة قاصمة للكيان الأممي الذي تنشده دول العالم من أجل إحياء قضايا السلام والعدالة
ولا يمكننا فصل هذا المشهد عن قضية أحمد الدقامسة الذي تأرجح بين صورة المذنب بحكم القانون والمشرع وبين صورة البطل القومي بنظر الأردنيين والعرب
لكن ما الذي أجبر المشرع الأردني على اعتباره مجرما استحق الحكم المؤبد وهل استقى ذلك من اعترافاته في شروعه في القتل مع سبق الإصرار والترصد حيث أكد في تصريح له أنه راح ينتظر وهو الذي ملأ مخزن الـ م 16 بالرصاص الحي على غير المعتاد وكانت الرصاصات جاهزة في بيت النار في تلك الإثناء قدمت إلى المنطقة حافلات مليئة بالأطفال الصهاينة واسر لي انه لم يطق إطلاق النار عليهم وفي ذاكرته صورة أطفاله الصغار ثم ما لبثوا أن غادروا الباقورة وانتظر قادمين جددا إلا أن الوقت اخذ يمضي بسرعة دون قدوم احد ودقت الساعة منهية وقت وظيفة الجندي الأول احمد الدقامسة وصار لزاما عليه أن يسلم الواجب ولم يكن أمامه سوى أن يقنع زميل السلاح بتبديل الوظيفة بينهما وأخذ مكانه للمرة القادمة وبدا أكثر قلقا من أن لا يحالفه الحظ مجددا
وفجأة تقود الأقدار مجموعة من الحافلات التي تقل على متنها مئات الفتيات الإسرائيليات إلى الباقورة تتقارب أعمارهن سن الخامسة عشر حتى العشرين كما بدا له من خلال الهيئات التي أخذت تتقافز من فوهات الحافلات الكبيرة وراحت تدنس ارض الباقورة
إن ما استند إليه المشرع هو اعترافه بالجرم ومعنى الجرم هو التعدي والذنب
والجريمة تعني الجناية والذنب وقد عُرِفَت الجريمة في الفقه الإسلامي على أنها
محظورات شرعية زجر الله عنها بحد أو تعزير ولها عند التهمة حال استبراء تقتضيه السياسة الدينية ولها عند ثبوتها وصحتها حال استيفاء توجبه الأحكام الشرعية
فهل ما فعله الدقامسة يندرج تحت هذه المسميات التشريعية والتي تقضي بتجريمه وإن عكسنا الأدوار لما قام به الجندي الدقامسة ليقوم به أحد الجنود الإسرائيليين في منطقة الباقورة وإقدامه على قتل فتيات أو أطفال أردنيين عزل لم يكن لهم هدف سوى رؤية هذه المنطقة من الخارطة الأردنية فهل ستقوم إسرائيل بتجريمه والحكم عليه بالمؤبد أم أنها ستتهمه بالجنون أو أنه يعاني مرضا نفسيا أو قد يكون متطرفا وهل ستكون ردة الفعل الإسرائيلية تجاه دولة الأردن وأهالي الضحايا تستدعي حقا ما قام به الملك حسين آنذاك أما أنها ستقضي برفع الأمر إلى لجنة تقصي الحقائق



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السحر الأسود وبيع المناصب
- مسابقة الأديبة القاصة رولا حسينات الأولى في القصة القصيرة لل ...
- أحبك ولكن
- المديونية الأردنية ..والمصباح السحري
- أزمة اللجوء وآلية الخروج من عنق الزجاجة
- شواء بشري بطعم الحرية
- حمى المناهج وفوبيا الأديان


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رولا حسينات - الأبرتايد بين خلف والدقامسة