أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين عجمية - الخوف من المدنية














المزيد.....

الخوف من المدنية


حسين عجمية

الحوار المتمدن-العدد: 1437 - 2006 / 1 / 21 - 07:17
المحور: المجتمع المدني
    


المدنية أسلوب حياة وأسلوب وعي, دخلت قاموس العصر الحديث بتوسع الوعي والمدارك والمهام البشرية مع التوسع السكاني المتركز في المدن بشكلٍ أساسي , توجب تمركز تنوعي ونوعي مختلف الميول والأفكار والمعتقدات , تنوع المهارات وأنماط المعيشة القائمة على الانسجام في الوظائف البشرية وأساليب الحياة العامة والعمل الصناعي محكوم بطبيعة تخالطيه
ضرورية من أجل الوجود والتطور , قائمة على أساس وحدة الحياة والمصير تقوم على تبادل الأفكار والمهام من خلال مؤسسات ونوادٍ, جمعيات وأحزاب ترعى شؤونها وطموحاتها وتعبر عن تفاعلها من خلال هذه المؤسسات ,فيرتفع عندها الانسجام وتزداد المنافسة السلمية في إيجاد وسائل أرقى وحياة أفضل ومهام ترفع من مستوى نشاطها لإحراز بنية متطورة وفعّالة في حياة المجتمع يمكن أن توفر أجواء في غاية الروعة والحب والتآلف بين جميع البنى المختلفة والمتغيرة , والإشراف السلمي على هذه الطبيعة التعاقدية يتم من خلال سلطة سياسية تنظم هذا التفاعل بحرية وسلمية قادرة على تشجيع النشاطات الخلاقة في بنية المجتمع.
فالدولة القادرة على احتضان مجتمع مدني مختلف النماذج الفكرية والسلوكية تكون على مستوى عالٍ من التنظيم في جميع مرافقها العامة وقادرة على تأمين الضمان ولرفاه في مستوى مقبول يمكن أن يوفر للجميع في بناء حيلة متطورة وإنسانية , لأن الحيوية الفاعلة تخرج عن طبيعة الإنسان الحر والمستقر بما يعزز نظام التكافل الاجتماعي ويعطي الوعي طاقة الإبداع الخلاق.
هذا الواقع الأفلاطوني المتطور يخيف المجتمعات الأقل قدرة على التكيف , لأنها مجتمعات قائمة على العصبية القبلية والانحلال والتفرقة والطبيعة السكانية قلقة ومطربة مزودة بإرث فكري فوقي سلطوي إملائي لا يشجع البوادر الحرة وبعيد عن لغة الحوار الهادف حوار مسؤول ومتحرر من الانحياز والتبعية والهيكلية التعاقدية قائمة على مستويات بنائية تعوزها الهيكلية والوعي الثقافي والمنظمات والجمعيات المدنية القادرة على توليفها وتأمين تآلفها لبناء مصالح مشتركة ووعي قابل للتكيف مع التعددية الفكرية ة والعقائدية , والعيش في سلام واحترام مع عقائد ومعتقدات مختلفة.
فالوعي المبني على لغة الإقصاء والتجريم والتحريم يعاني صعوبة واسعة في نشاطه الاجتماعي
إنه وعي حدي يرفض الحوار العقلاني وبالتالي فإن النفسية العصبية لديه متعمقة في وجودها التاريخي .
مخطئ من يظن بأننا نتهم أحداً لأن الطبيعة الخلافية والتنا حرية ومجمل البناء الفكري المتراكم أوصل هذا التنوع إلى نوعيات متباينة , هذا التنوع يمكن يغني الحياة المدنية ويعطيها القدرة على التكيف والتمدد مع الواقع الراهن عندما تنتهي العصبية ويزول الاحتراس وينتهي الإملاء والإقصاء بوسائل الترهيب والضغط , لن طاقة الانفتاح قادرة على صنع المعجزات في الواقع البشري , فقد تكيّف الهنود الحمر مع المدنية الحديثة ودخلوا مجرى التاريخ البشري من بابه الإنساني .
فالطبيعة البشرية قائمة على المعرفة المتوسعة والنامية وقائمة على توازن العقل في محيطة الشامل , فالشعوب النامية تسارع للوصول إلى مستوى الحياة الإنسانية الراهنة من خلال الاهتمام والانتباه وإدراجها في مسؤولية البناء والتغيير عندها يمكن أن ترتقي إلى مستوى مدني مرموق قادر على التعايش والتفاهم مع الحضارات المتواجدة في النظام البشري والمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية القادمة.



#حسين_عجمية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتقال الحريّة --- غياب المسؤولية
- الديمقراطية بالمشاهدة
- العلاقة بنية متوافقة مع طبيعة العقل
- ملاحم البحر
- موسيقى الدِّماغ
- مناخ العوادم
- الذكرونثوية --طبيعة التكوين المتحد
- ذاكرة الغار
- صواعق العصر --- قوة الشر وشر القوة --- للنهب الموجه
- نحلٌ وبلان
- السلاح هزيمة العقل
- سياسة المشاكل ومشاكل السياسة
- مدارات العليق
- شرنقة القز
- الحب في المجال الموسع
- رسلة كوكب آخر


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين عجمية - الخوف من المدنية