رزكار عقراوي وأنا
كمال غبريال
2017 / 3 / 24 - 12:48
كانت فرحتي مفاجئة وغامرة، حين عرفت أن الصديق الجميل الذي عرفته طول أربعة عشر عاماً في العالم الافتراضي، سوف يأتي لمدينتي الإسكندرية، وسأستطيع التعرف عليه في عالمنا الواقعي، الذي صار العالم الافتراضي الآن جزءاً أصيلاً منه.
رزكار عقراوي الماركسي العراقي الكردي، الذي عرفته قبل كل هذه الانتماءات إنساناً، يستهدف مستقبلاً أفضل وأجمل للإنسانية.
رزكار عقراوي الذي فتح موقع الحوار المتمدن اليساري، لكتابات الليبراليين أمثالي، متجاوزاً عما جره عليه ذلك من نقد من "أسياخ الماركسية"، ليفتح الحوار المتمدن نافذة اليسار، على رياح الأصوات العلمانية والحرية.
كان مساء الأمس استثنائياً بكل المقاييس.
سعادة إنسانية بلقاء الجميل رزكار عقراوي والسيدة الفاضلة الأستاذة/ بيان صالح.
وكانت متعة فكرية لا نظير لها،
وأنا أستمع إليه وهو يتحدث عن ماركسية غير دوجماطيقية.
عن الانفتاح اليساري على الواقع، ليكون له المرتبة الأولى، متحرراً من أغلال التنظيرات، ومن أسر التحليلات التراثية الماركسية لواقع عالمي صار الآن مختلفاً كل الاختلاف.
قلت له مازحاً: "إن كان ما تتحدث عنه هو اليسار، فاللهم إني يساري. وإن لم يكن هذا يسار، فاللهم إنك ليبرالي".
لم يكن ثمة خلاف بيننا، حين تحدثت معه، عما يقلقني من حديث اليساريين المتكرر عن "مستقبل اليسار العالمي"، حيث أنني أرى اليسار واليمين والوسط وخلافه، مجرد وسائل وطرق، لتحقيق الهدف الواحد الموحد، وهو "مستقبل أفضل للإنسانية"، وأن النظر للوسائل باعتبارها أهداف، هو بمثابة "وضع العربة أمام الحصان".
أسعدتنا يا صديقي الرائع رزكار عقراوي.
بحضورك الإنساني الجميل.
وبفكرك الحداثي الرائع.
لقد حللت أنت والأستاذة بيان صالح أهلاً ونزلت سهلاً.
ونرجو أن تكون هذه الزيارة أول الغيث، بتشريفات تتكرر دوماً لمصر وأهلها بحضوركما.