أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي المدن - مرتضى مطهري والموسوعات الفكرية ذات النزعة الإيرانية المركزية














المزيد.....


مرتضى مطهري والموسوعات الفكرية ذات النزعة الإيرانية المركزية


علي المدن

الحوار المتمدن-العدد: 5469 - 2017 / 3 / 23 - 09:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالقدر الذي توجد فيه مشاريع فكرية في العالم العربي هدفها إعادة قراءة التراث ونقده والكتابة عن المناهج الملائمة لتحديث الفكري الديني يوجد في إيران توجه نحو كتابة (دوائر المعارف) و (الموسوعات الكبرى) حول الثقافة الإسلامية بأصنافها كافة. في كل مؤسسة وجامعة وكلية ومعهد رغبة جامحة نحو كتابة هذه الإعمال .. بعضها بمستوى جيد علميا، وبعضها مجرد مشاريع استنزافية للوقت والمال والجهود الفكرية، بعضها يكون بدوافع علمية وبعضها بدوافع اخرى شتى، إيديولوجية وسياسية وتربوية ..
أكبر تلك المشاريع (دائرة المعارف الإسلامية الكبرى) وهي تكاد تمثل "خلاصة" لكل ما كتبه الباحثون المسلمون من عرب وأتراك وإيرانيين أو مستشرقين وغيرهم. لديّ على هذا العمل ملاحظات كثيرة متفرقة في هذا الجزء او ذاك، حول هذه الترجمة او تلك، بخصوص هذا الرأي والموضوع أو ذاك، وفِي دقة نصها العربي المنقول، ولكنني لست في معرض الحديث عن هذه النقطة. وإنما أنا في سياق الحديث عن نقطة "عامة" حول هذا العمل الكبير تتكرر في كل أجزائه. وهي انه عمل مكتوب بنزعة مركزية إيرانية لا تخطئها العين ابدا، هناك مسعى عاما يحكم الكتابات كلها أو جلها وهي (أيرنة) كل شي يمرون عليه!! بعبارة اخرى: كتاب تاريخ المسلمين الفكري وكأنه تاريخ لعقول ومفكرين إيرانيين!! والسعي حثيث لجعل كل ما يمكن (ايرانيا) .. كل ما ليس عربيا صلبيا وواضحا بنحو لا يرقى اليه الشك فهو إيراني!! الإسقاط التاريخي يبلغ حدا ينفي الهويات القديمة ويجعل القدماء بين نوعين: (عرب أقحاح بنحو يقيني مئة في المئة)، و (ما عداهم فهم "إيرانيون" بلا أدنى شك!!) .. مثلا لا وجود لسكان العراق الآخرين ممن استعربوا منذ وقت بعيد او قريب كالسومريين والبابليين والكلدانيين والأكاديين والاشوريين وغيرهم .. هؤلاء يتحولون الى فرس او (حتى ايرانيين!!! ونحن نعلم ان هذا تعريف سياسي حديث) بجرة قلم!!
يمكن ان نعتبر (دائرة المعارف الاسلامية الكبرى) هي ما كان يحلم به الراحل مرتضى مطهري وهو يكتب كتابه الخدمات المتبادلة بين الاسلام وإيران!! ففي ذروة صعود التيارات القومجية العنصرية المتطرفة في ايران وشنها هجوما كاسحا على الاسلام وثقافته ودعوتها لقطع كل صلة لإيران بالإسلام ووصفها للعرب بكل رذيلة وموبقة .. في ظل هذا الوضع كتب مطهري كتابه ليقول إن القطيعة مع الاسلام هي قطيعة مع أهم واغزر إنتاجات وإبداعات العقل الايراني!! اننا نتخلى بذلك عما هو لنا؛ لانه بالقدر الذي اخذنا (نحن الايرانيون) من الاسلام فاننا منحنا الاسلام ايضا، منحناه علماء وفقهاء ومفسرين وغيرهم، وتفريطنا بهذا التاريخ هو تفريط بهؤلاء .. لقد لعب كتابه (خدمات متبادل) دورا هائلا في إرساء تقليد في الدراسات الإسلامية الإيرانية غير علمي وغير تاريخي، يغذي مركزية ثقافية قومية "ايرانية". وانا أقول "ايرانية" للأن مطهري يقول ذلك ويفعله عن وعي وقصد! هو مهتم بخلق اتجاه ثقافي يدمج الإيرانيين ويوحدهم في هوية قومية واحدة من جهة، ولا تفرط بمكتسبات الانتماء للاسلام من جهة أخرى. ولهذا فهو لا يتحدث عن (فُرس)، بل عن "إيرانيين، لأنه يصرح بأن التأكيد على القوميات الفرعية يمزق المجتمع الايراني ويفرقه، وهذا مناقض للهدف الذي يطمح إليه مطهري. كما أنه يعلم أن فكرة "تفريس" تاريخ وعلوم الإسلام فكرة غير واقعية؛ لأن إسهام غير الفرس من شعوب إيران في تاريخ الاسلام وثقافته أكبر بكثير ممن ينتسبون من تلك الشعوب للفرس. يمكن مقارنة كتابات مطهري هذه بأدبيات بعض القوميين العرب، لاسيما المسيحيين منهم، ممن يدمجون الاسلام، بالمعنى الثقافي والاجتماعي واللغوي، في تاريخ العرب المعاصر، ويتحدثون عن المسلمين بوصفهم عربا وليس بصفتهم العقائدية كمسلمين. على أن كلام هؤلاء أعمق وأدق (عرقيا ولغويا) من كلام مطهري، وإن كان هو الاخر ليس حديثا علميا مرضيا تاريخيا ..
من هنا نجد مطهري، في كتابه هذا وفي جميع محاضراته و كتبه الأخرى، منخرطا في مشروع له بداية ولا نهاية له، وهو (أخذ الجمل بما حمل)!! والسعي بنحو حثيث عن الأصول القومية لجميع الشخصيات التي يترجم لها، وبالتالي جعل جميع من يمر بهم، ويمكن تحويلهم إلى (ايرانيين) ... جعلهم (إيرانيين) بنحو نهائي وأبدي!! على العكس من موقف شريعتي الذي بقي خطابه أمميا لا يكترث للخطابات القومية البالية.
يمثل كتاب (خدمات متقابل بين اسلام وإيران) اليوم البيان التدشيني لكتابة تاريخ الإسلام وثقافة المسلمين وفقا لهاجس النزعة القومية المركزية في الدراسات الفكرية المعاصرة في إيران ... كما أن دائرة المعارف الإسلامية الكبرى هي المسرد التفصيلي لذلك البيان في مجلدات ضخمة ومطولة ...
الوعي التاريخي وحده من يحررنا من مخالب هذه المتاهة الزائفة



#علي_المدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يستفز الطائفي المخاتل؟
- مجتمعاتنا وتنمية المشاعر وتدريبها
- المرجعية الدينية المعاصرة ومفهوم العمل السياسي
- الاختلاف المنهجي بين المعارف التجريبية والمعارف الإنسانية
- الفلسفة وعلاقتها بالعلوم الأخرى
- التصوف ودوره في حياتنا المعاصرة
- الإرث الفكري للمعتزلة بين التسنن والتشيع
- الجديد القديم في السياسة العراقية وأزماتها
- العهدان الملكي والقاسمي والعقل السياسي الشيعي
- للمنددين بالمظاهرات
- ويلفرد مادلونگ ونقص الترجمة في حقل الدراسات الشيعية
- هل نحن ناضجون؟
- كيف ندافع بنحو صحيح عن التفلسف الخلَّاق ؟
- هل كان الصدر سياسيا فاشلا؟
- مهنة الفيلسوف
- أحوال ملوك التتار المغول
- لماذا استهداف مساجد الشيعة؟
- الأنموذج الملهم بفعل الخير
- العرب على مفترق طرق اللاهوت
- البصرة والخليج الداعشي


المزيد.....




- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي المدن - مرتضى مطهري والموسوعات الفكرية ذات النزعة الإيرانية المركزية