ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 1436 - 2006 / 1 / 20 - 01:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(إعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا ، وأعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا ) . حكمة عظيمة ، ودرس لخلق الله أن يسترشدوا بالأديان السماوية التي تدعو جميعها إلى عمل الخير ، أي دين يتبعون أو إلى أية طائفة ينتمون .
واضح من الدرس أعلاه أنّ حياة الإنسان تنقسم إلى حقلين ، رغم كونهما يجتمعان في الدعوة إلى عمل الخير ، حقل العمل للدنيا والذي تختلف في تفسيره ومضامينه وكيفية العمل فيه مدارس فلسفية كثيرة ، وحقل العمل للآخرة الذي تجتمع كل المدارس الدينية والمذهبية على أنه يشمل علاقة الفرد المباشرة بخالقه ، ووسيلتها العبادة وإتباع التعاليم التي جاءت في الرسالات المقدسة والتعليمات والسنة التي جاء بها الرسل والأنبياء .
لسنا في مجال الدخول في علاقة الفرد بالربّ ، فهي علاقة مباشرة وفردية ، وبالتالي فإنّها بسيطة ، ومقياس إلتزام الفرد بها وحسابها يكون أمام الرب الخالق دون أن يكون هناك شفيع للفرد غير عمله في حياة الدنيا .
أما عمل الفرد لدنياه ، فقد تحدده الأديان السماوية ، لكنها لا تحيده عن المبدأ الأساس ألا وهو عمل الخير .
لعمل الفرد لدنياه مدارس فلسفية مختلفة في تفسير الخير والشر ، ووسائل التخطيط والتوجّه وتنفيذ ذلك . هذه المدارس الفلسفية جميعها تعمل في إطار فضفاض يسمى ( السياسة ) ، فالعمل من أجل الدنيا من أبسط مراحله إلى أعقدها هو عمل سياسي ، فإنتقاء المشتري للبضاعة التي يشتريها وإعتراضه على عدم توفر النوعيات الجيّدة هو عمل سياسي ، وإبداء الرأي في نوعية الخدمات الإجتماعية وقضايا الضرائب هو عمل سياسي ، وكذا تأسيس الأحزاب والصراع من أجل التأثير في تغيير الحياة نحو الأفضل هو الآخر عمل سياسي .
من ما سبق نصل إلى أنّ العمل من أجل الدنيا ، أو بكلمة أخرى العمل السياسي ، لا يجمعه جامع مع العمل للآخرة ، وأنّ التفكير في غير ذلك إنّ لم يكن وهما فإنّه حتما تشوّش في الفكر . فلنكن التلاميذ النجباء لتعلم الدروس من مرشدينا العظام ، و نجتمع في الدعوة إلى فصل الدين عن السياسة ، وتلك هي ببساطة الدعوة إلى العلمانية .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟