أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هرمز كوهاري - كيف ومتى بدأ - تسيس الدين في العراق 2














المزيد.....


كيف ومتى بدأ - تسيس الدين في العراق 2


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1436 - 2006 / 1 / 20 - 01:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف ومتى بدأ
تسيس الدين في العراق ..؟....[ 2 ]
كما علمنا في المقالة السابقة ، أن بريطانيا وافقت على تأسيس إدارة مدنية مستقلة في العراق ، وحكومة ملكية دستورية ، في الوقت الذي أسست دولة دينية عشائرية في نجد والحجاز من قبل عميد أسرة أل السعود ، بعد طرد الملك علي ، أحد أنجال الملك حسين شريف مكة ، إعتبرت دستورها الكتاب والسنة على المبدأ الوهابي ، حكومة عائلية من آل السعود ، لا زال الحكم فيها لنفس العائلة وسميت المملكة بإسمها كما هو معروف . وكذلك بقية المحميات والمشيخات في الجزيرة العربية ، أسست على أساس عائلي عشائري تطبق فيها الشريعة الاسلامية ، ثم تطورت الاخيرة الى دول لها دساتيرها مستمدة من الشريعة الاسلامية .

أما في اليمن فبقت دولة الخلافة الامامية – الامام يحي- الى أن وقع إنقلاب عسكري بقيادة الضابط عبد الله السلال في بداية الستينات ،إلا أن سوريا ولبنان بقيتا تحت حكم الانتداب الفرنسي المباشر الى بداية الاربعينيات من القرن الماضي ، نشطت فيها حركات قومية إمتدادا للحركات القومية العربية التي يدأت أواخر الحكم العثماني ، وفي مصر نشطت الحركات الاسلامية منذ بداية العشرينات ، وتأسست " جماعة الاخوان المسلمين " ولا زالت الحركة السياسية الاقوى في مصر ، وكانت تتوسل العنف في الوصول الى السلطة أو محاربة أعدائها أو الانتقام منهم ، بما فيها الاغتيالات الشخصية ، حيث قامت سنة 1954 بمحاولة فاشلة لإغتيال جمال عبد الناصر ، كما قامت بإغتيال أنور السادات فيما بعد .

ونعود الى أصل موضوعنا وهو – العراق –

وقد أصاب د. علي الوردي - الحقيقة عندما علل عدم مطالبة رجال الدين وخاصة الشيعة بدستور إسلامي تطغي عليه ثوابت الشريعة الاسلامية ، كما أنهم لم يطالبوا بحكومة دينية بالرغم من أنهم أشعلوا ثورة العشرين التي طالبوا بها بالاستقلال التام يرأسها أحد أنجال شريف مكة ، أي عندما ثاروا هؤلاء لم تكن رغبتهم بالاستقلال بقدر رفضهم حكم " الكفار" بدلالة أنهم لم يحرّضوا الناس يوما ضد الاحتلال العثماني الذي كان مبالغا بقسوته وإستهتاره بخيرات العراق وشعب العراق ، وكان همْ ذلك الاحتلال جمع الضرائب وسَوق شباب ورجال العراق الى حروب لا علاقة لنا فيها لا من قريب ولا من بعيد ، أما لماذا ثاروا على الانكليز ، بالرغم أنهم قالوا أي الانكليز " جئنا محررين لا محتلين ! " كما وعدوا العراقيين بالاستقلال وتنفيذ مطلبهم بتنصيب أحد أبناء شريف مكة ملكا على العراق ، إضافة الى أنهم أي الانكليز جاءوا بمظاهر المدنية والحضارة ، كإدخال كالكهرباء والهاتف وبناء الجسور وتأسيس دائرة الري والسكك الحديدية وتنظيم المحاكم المدنية وتبليط الشوارع وإكسائها ..الخ
وتأكيدا على هذا الرأي هي شعارات رجال الدين الثائرين ،التي كانت أكثرها تخص المرأة !!، يقولون أن هؤلاء الكفار سيفسدون أخلاق نساءنا وبناتنا بتعليمهم ! وفتح المدارس لهن واختلاطهن مع الشباب وفتح مسابح مختلطة!! وإن المسلم لا يجوز أن يكون تحت حكم النصارى أواليهود ، و لذلك ، قدم مايقارب أربعمائة شخصية دينية ( مضبطة ) أي عريضة الى تركيا لإعادة إحتلال العراق مجددا !! وطرد المحتل الكافر !!
وظهر جليا هذا ، عندما زار الملك فيصل ، النجف الاشرف خرجت طفلة لا يتجاوز عمرها العشر سنوات وقرأت نشيداً بين يدي الملك ، فثارت ثائرة رجال الدين وإحتجوا بأن هذا مخالفا للاسلام ! أن تخرج إمراة سافرة أمام جمع من الرجال وتقرا قصيدة !! وكانت تلك الطفلة ، صبيحة الشيخ داوود ، التي أصبحت فيما بعد أول محامية عراقية !.

أما عن قساوة وظلم العثمانيين ، أثناء إحتلالهم العراق ، حدثني والدي حيث سيق في حينه جنديا في الجيش العثماني في " سفربللك "! كانوا يسمونهم جبش خاص أي جنود سخرة ، أي من دون أية رواتب أو حقوق ، حدثني يقول : كانوا يسوقوننا الى الجبهات مشيا على الاقدام أياما وليال ! أما من يعجز عن السير بسبب التعب أو المرض ، يخرجه الضابط خارج الصف ويطلق عليه عدة إطلاقات ويتركه جثة هامدة في مكانه ! وكأنه قتل حشرة ضارة !! ويستمرون في السير ! أما في السجون ، فكثيرا منهم ومن يشكون بهروبهم يخرجوهم الى الساحة ويعدموهم رميا بالرصاص أمامهم لإرهاب، ويقولون لهم هذا جزاء من يفكر بالهروب !!.

هذا وما نلمسه اليوم من الاحزاب الدينية ، نستنتج أن مقاومتهم لدكتاتورية البعث ، لم تكن بهدف تحرير الشعب العراقي بقصد حصوله على الحريات والحقوق الديمقراطية ، بقدر ما كانوا يهدفون الى فرض دكتاتورية دينية لا تقل عن سابقتها ، بل يضاف اليها التخلف وإغتصاب حقوق المرأة و تجسيد الطائفية ..الخ

[ يتبع ]



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى وكيف بدأ -- تسيس الدين في العراق
- الحكيم يخشى على الديمقراطية في العراق !!
- النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية ..!
- النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية [2]
- النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية
- المساومات السياسية ...مساومات على الصمت المتبادل..‍‍
- المساومات السياسية ...خروج على الديمقراطية
- لنتعلم منهم كيف يطبقون الديمقراطية..!!
- الكيانات السياسية ... وتشكيل الحكومة الجديدة
- الاحلام في زمن صدّام...كلام في المنام
- !!يقسمون.ويعرفون....ثم ويحرفون
- وفروا الارزاق..قبل توزيع الاوراق..!!
- الصحافة في الزمن الصعب... حوار مع نكره
- هذه - الروبوتات- البشرية كيف نفككها ..!
- كسر الحاجز الصعب..!
- بين ..بيل غيتس.. والجعفري..!!
- الى عمرو موسى ومساعديه..الشبكة ممزقة والطُعم فاسد !!!..
- لولا النار والشيطان.. لما إحتل الجعفري هذا المكان..!!
- الى السيدالرئيس ..مام جلال ،..ثمّ إغسل يديك مثل ما فعل -بيلا ...
- !! لنا ..الدنيا ولكم الآخرة


المزيد.....




- وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامي ...
- -ترامب سينقذ العالم من الإسلام المتطرف- – جيروزاليم بوست
- قائد الثورة الاسلامية في تغريدة: كل فلسطين من النهر الى البح ...
- الآغا خان الرابع زعيم قاد الطائفة الإسماعيلية النزارية 68 عا ...
- إيهود باراك: خطة ترامب بشأن غزة -خيال-
- كلمة الرئيس الايراني بزشكيان امام سفراء الدول الاسلامية في ط ...
- الاحتلال يحتجز مركبة ويستولي على كاميرات مراقبة في جنين وسلف ...
- اللواء سلامي يشدد على قوة إيران الإسلامية في مواجهة الضغوط
- اللواء سلامي: هذه الانجازات هي للرد على اي تهديد ضد ايران وا ...
- بالودان يواصل استفزاز المسلمين ويحرق نسخة أخرى من المصحف أما ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هرمز كوهاري - كيف ومتى بدأ - تسيس الدين في العراق 2