أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - اصابة الاسلام السياسي في العراق بحمى -الدولة المدنية- هذه الايام!














المزيد.....


اصابة الاسلام السياسي في العراق بحمى -الدولة المدنية- هذه الايام!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5466 - 2017 / 3 / 20 - 00:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد ان بادر الصدر بوضع يده بايدي المدنيين وبدأ يلتقط معهم الصور التذكارية مناصرة للمدنية، يعلن سليم الجبوري، عن تأسيس "التجمع المدني للاصلاح" بعيدا –او قريبا- من الحزب الاسلامي العراقي، وهو جزء من حركة الاخوان المسلمين. الجبوري يقول ان "الظرف" يسير نحو "دولة مدنية". عمار الحكيم كان قد ادرك اين يمضي مسار الامور فاسس كتلة "المواطن" منذ عام 2010.
ان خطاب هذه الحركات الاسلامية السياسي هو كالتالي: دولة اسلامية، نحن ابطالها! دولة مدنية، سنكون نحن ابطالها ايضا!
14 عاما ولا تزال الحرب الاهلية تشن على اساس المحاصصة الطائفية. بعد ان فرضوا دستور اسلامي، وقوانين اسلامية، شنوا حروبا على تقاسم الحصص ادت الى حد وصل عدد القتلى الى اكثر من مليون شخص، ولما تزل ماكنة الحرب تعمل بجد و مستمرة كل يوم بحصد الارواح. الذين يقتلون الان، اليوم، وهذا الشهر، والشهر القادم بسبب الحرب الطائفية لا زالوا في تزايد وليسوا في نقصان، من اهل الموصل من السنة هم اضعافا مضاعفة ما يقتل من داعش تحت شعار" الهدف يبرر الوسيلة".
لقد فضحت الوقائع اسطورة "المكونات" و"المكون السني" و"المكون الشيعي" والخ. فالصراع على المصالح والاموال هو سيد الموقف. الاحزاب الشيعية تنقسم كالامبيبيا على نفسها، وكذلك القوى السنية، والقوى الكردية ليست بأفضل حالا منها، فللاخيرة باع في حرب بعضهم البعض والتمثيل حتى بجثث بعضهم البعض. ليس هنالك مكونات، بل هنالك مصالح ترتدي اسم" مكونات"!.
الان في الموصل، وبينما المعركة لاستعادة الجزء الغربي مستمرة، يختلف ممثلوا "المكونات" عن من سيحكم الموصل لاحقا، ولمن ستنتهي مشاريع الاعمار؟ الحرب في الشوارع، والصراع في قاعات المؤتمرات. من مؤتمر بغداد، الى مؤتمر جنيف الى مؤتمر انقرة، لازالت لم تتوصل الى صيغ للاتفاق على تلك الحصص والى من ستنتهي اليه عقود الاعمار.
تسابق في تقديم نصوص المصالحات: "المصالحة التاريخية" المقدمة من قوى الاسلام السياسي الشيعي، لم تباركها المرجعية الشيعية. الذين قدموا نص مشروع "المصالحة التاريخية" من "المكون السني" يتصارعون فيما بينهم على من سيقدمها الى ممثل الامم المتحدة! مصالحة العبادي " المجتمعية" لازالت تحت المراجعة!
يجري التلاعب بالسقف الزمني للقضاء على داعش حتى تتضح خيوط مستقبل الموصل. في هذه الاثناء يلتقط هذا التنظيم الارهابي انفاسه وكذلك اهالي الموصل المحاصرين في تقاطع النيران بين القوات المهاجمة وداعش! لا يضيع داعش اي وقت فهو يتسابق مع الزمن ليعلن عن وجوده مرة اخرى، في مدن اخرى، وبوسائل اخرى، وبتاكتيكات اخرى.
اما الصراع في المناطق" غير الساخنة" فانه يدور في "دولة" تعمل وبدقة على اسلمة المجتمع! نائبة برلمانية تتحدث عن فضيلة تعدد الزوجات لـ"انقاذ النساء" عبر منح الاموال لمن يأويهن وكأنهن كلابا! العضوة البرلمانية نائمة عن ان تعدد الزوجات مقنون في الواقع وعلى الارض، ليس الان بل من زمن المغفور له صدام حسين! ولا حاجة لتضييع وقت البرلمان بتشريعه بقانون، مثل زواج البنات الاطفال وزواج المتعة. يمنع شرب الكحول ليفتح الباب على مصراعية للمخدرات لسلب عقول الشباب وتخبيلهم. شرب الكحول حرام في الاسلام. تناول المخدرات حلال! نائبة برلمانية لم ترتدي الحجاب في كربلاء، تهب ادارة المدينة على ان ذلك اساءة لسمعة المدينة المقدسة.
الهمجية والبربرية وتحثيل حياة المجتمع اصبحت نمط للحياة فرضت بالقانون وبدون قانون. ان القانون السائد في العراق هو قانون الغاب والسلاح والدم يفرض على الارض اولا، لتصيغه الاحزاب البرلمانية بـ"قانون" لاحقا! ان هذا ما قدمته احزاب الاسلامي السياسي الذي يميل اليوم ويتغني بالـ" مدنية"!
ومع هذا، يأتي اناس من التيار "المدني" ليحدثك عن ضرورة الاتفاق مع اطياف من الاسلام السياسي الذي ينادي بالمدنية. وهم بذلك يمدون اليد لنجدة الاسلام السياسي الذي لاحل له ليقدمه للمجتمع. يهبون لنجدة هذه الطبقة السياسية الحاكمة التي تتحدث بالاسلام والمدنية، حسب "الظروف"! انهم يتحدثون ان عن التفاوض مع التيار الصدري بحثا عن واملا بـ"ديمقراطية حقيقية"!
لقد رأينا صنوفا من العذاب والدمار والدماء وتحثيل المجتمع تحت شعارات "الديمقراطية" وعلى امتداد 14 عاما. فما عسى انت تكون نتائج هذه "الديمقراطية الحقيقية"!
ان قوى الاسلام السياسي بدأت تغير لونها كالحرباء لتتوائم مع متطلبات المرحلة، لان افاقهم مسدودة ولا حل لديهم لمطالب المجتمع. البطالة بين الشباب تدفعهم الى تأجير انفسهم للميلشيات ولاي عمل ولمن يدفع لتأمين لقمة العيش، لا فرص عمل، ولا رعاية صحية والنتيجة موت المرضى في المستشفيات بدون علاج، انتحار النساء والشباب في مدن العراق، الكهرباء تجري خصخصتها في ظل بطالة وفقر مدقع. ان هذه بعض من نعم حكم احزاب الاسلام السياسي الذي رفع راية الدين بالامس ويريد رفع راية المدنية اليوم، ليديم نفس الطاس ونفس الحمام!
الاسلام السياسي يرفع شعارات "المدنية"! بعد ان فشل خطاب "عبور الطائفية، والعابر للطوائف"، يتحدثون عن المدنية مع بقاء نفس الوجوه ونفس الاحزاب في السلطة. هذه الاحزاب تريد ان تعد الناس بنتائج مختلفة مع بقاء نفس الاسباب على حالها. انه ضحك على الذقون. ومن يصدقهم، ومن يشد سراجه على خيولهم، فهو، بعلم منه او بدون علم، مخدوع! ان قوى الاسلام السياسي، التي تتكلم عن المدنية، يرددون وبالصوت العالي بانهم يكتبون التاريخ بالدم.
ان حقيقة امر الدفاع عن الرفاه والامان والحريات السياسية والحياة المتمدنة المرفهة، وفصل الدين عن الدولة والتعليم، واطلاق الحريات الشخصية والمدنية امور مرهونة بحركة ونضال الجماهير، خارج هذه الاحزاب الحاكمة لمدة 14 عاما، والذي تكتبه وستكتبه بالدم هي ايضا!



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتراضات والاحتجاجات المطلبية والتيار الصدري!
- هل بالقضاء على داعش سينتهي -داعش-!
- التيار الصدري والوقوف ضد -حزبية- مفوضية الانتخابات!
- كلمة اخرى بصدد مؤتمر اتحاد نقابات العاملين في العراق
- الطبقة العاملة في العراق و-الحرب على الارهاب- بين الموقف الط ...
- ملاحظات على مؤتمر الاتحاد العام لنقابات العاملين في العراق ا ...
- العنف في دويلات العراق
- حول مؤتمر حوار بغداد!
- كل عام وانتم بخير..كل عام وانتم تصنعون التاريخ!
- بين النزوح والعمل على اعادة الارادة للانسان!
- التسوية والمصالحة.. مرة اخرى.. واخرى!
- شرعنة الاعتداء الجنسي على النساء ليست امرا قضائيا بل سياسة م ...
- أما الاشتراكية او البربرية!
- الحديث عن -وحدة العراق- بعد خراب البصرة!
- قانون منع المشروبات دق ركن جديد من اركان الدولة الاسلامية في ...
- - تحرير الموصل- لانهاء داعش ام ادامة الصراعات في المنطقة!
- العمال والبطالة ومرحلة ما بعد داعش!
- ثالوث الارهاب والفساد والطائفية- مرحلة ما بعد داعش: الموصل ن ...
- الأحزاب الطائفية: الوحدة ام التقسيم؟
- معاقبة الطفل سارق المناديل الورقية، وترك لصوص الدولة!


المزيد.....




- اكتشاف جمجمة فيل ضخمة مدفونة بحديقة منزل.. إلى أي عصر تعود؟ ...
- ماذا نعرف عن التعيينات الجديدة في الحكومة السورية الانتقالية ...
- البشر وحيوانات الكسلان العملاقة عاشوا معا لآلاف السنين.. اكت ...
- تركيا تخطط لاستئناف عمل قنصليتها في حلب السورية قريبا
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل في مواطنين أدينا بالخيانة والإرها ...
- قائد الإدارة السورية أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية التركي ...
- خبير: الشعور بالوحدة الشكوى الأكثر شيوعا في ألمانيا
- بوتين: لو لم نطلق العملية العسكرية في أوكرانيا لأجرمنا بحق ر ...
- مشاهد تكدس الجرحى بممرات مستشفى كمال عدوان جراء قصف الاحتلال ...
- قاضية أميركية: مجموعة -إن إس أو- الإسرائيلية مسؤولة عن اخترا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - اصابة الاسلام السياسي في العراق بحمى -الدولة المدنية- هذه الايام!