أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر اسكيف - تصحيح خطأ الوعي














المزيد.....

تصحيح خطأ الوعي


ياسر اسكيف

الحوار المتمدن-العدد: 1436 - 2006 / 1 / 20 - 01:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في واحدة من مقالاته المنشورة في الحوار المتمدن يشير( ياسين الحاج صالح ) إلى الفداحة التي تمتلكها سلطة الغوغاء ( الجمهور ) إذا أفلت من عقاله . مقابل السلطة الرسمية , مهما بلغت من الغشم , نتيجة احتكامها لبعض القانون , مهما ضألت مساحته .
مع هذا , فان أغلب المثقفين السوريين , وياسين الحاج صالح منهم , وان كان الأقل حماسا ً , خصوصا ً في مقالاته الأخيرة , ينادون بالديموقراطية ويروجون لها كأنما يروّجون لعقار مضاد للديكتاتورية , عقار يؤخذ بجرعة واحدة .

وفي مقال جديد للصديق حسين عجيب ( الحوار المتمدن – 16 – 1 – 2006 )
يتساءل , ولديه ما يمنحه الحقّ من أسباب , عن الحقيقي والفعلي المجسّد في القول (ديموقراطي سوري ) وبالتالي , من هو هذا الديموقراطي . ما دامت الديموقراطية حتى الآن , في الوطن السوري , مجرّد وعي , أي ادّعاء في منجى عن الاختبار .
والصديق حسين يخلص , كما فهمت المقال , إلى نقطة جوهرية تقصد امتلاك اللاوعي الديموقراطي , وترى فيه سببا ً واجبا ً ولازما ً ( بنيويا ً ) لامتلاك وعيا ً ديموقراطيا ً .
ولكنّ امتلاك اللاوعي الديموقراطي , كما يرى حسين , هو مهمّة فوق فردية , يشارك في إنجازها السياسي والاجتماعي , قبل الفردي . وهنا سأتوقف مع الصديق حسين , الذي يقلب الطاولة ويمضي , لنتساءل معا ً عن ماهية السياسي والاجتماعي الذي سيتصدى لإعادة تأهيل اللاوعي كمهارة ديموقراطية . ما دمنا لا نختلف على أن اللاوعي الفردي هو وعي مغيّب قامت بتغييبه منظومة قوّة من ضمنها السياسي والاجتماعي . نحن أمام أحجية إذا ً . وللخروج منها علينا الابتعاد عن حقلها المغناطيسي , الجاذب والمدمّر , والبحث عن الحلول المحتملة بعيدا ً عن إغراء الإيحاء . أقصد العمل على تصحيح خطأ الوعي , دون إغفال سطوة اللاوعي ودوره التدخلي في عملية التصحيح المقصودة .
لندع الديموقراطية جانبا ً ولنفكّر بالفاعل الاجتماعي , الذي سيتحول لاحقا ً إلى كائن ديموقراطي . ربّما سنجد أنفسنا عندها بعيدين عن ضغط السياسي كمعنى أوحد للديموقراطية بنسختها المتداولة في محيطنا البائس .
ولنبدأ باللاوعي الفردي , حيث سنكتشف بأن هذا اللاوعي هو في الحقيقة وعي جمعي مستبعَد , أي وعي يهدّد منظومة القوّة المتأصلة والمسيطرة . وفي إعادته إلى حقل الممارسة الاجتماعية فنيّا ً وثقافيا ً وفكريا ً , كمرحلة أولى , الكثير من عناصر زعزعة منظومة القوة . ويمكنني القول بأن هذا الوعي المستعاد , بشروطه التي تخصّه وتحكمه . وليس الوعي المكرّس , الذي يشكّل في أغلبه منظومة القوّة , هو الذي سيشكّل الحامل الحقيقي للهمّ الديموقراطي . وهو الذي سيعيد إنتاج ذاته كمهارة في السلوك والممارسة . وكلّ ما من شأنه تكريس الادعاء , بمختلف مصادره , ليس إلا عودة بالزمن إلى الوراء . فالممانعة التي تهدّد الهاجس والمسعى الديموقراطيين , ليس السلطات الحاكمة بالدرجة الأولى , فهذه آنية وزائلة , لكنّه الادعاء الراسخ الذي يتوهم الأبدية والخلود .
أخيرا ً . هل في الأمر ما يستحقّ النقاش . ؟
بقليل من التفاؤل يمكنني القول : ربّما .



#ياسر_اسكيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورنولوجيا / في رتق الذكورة
- بورنولوجيا / أنفاس غرفة باردة
- من وضعيّة الرامي منبطحا ً
- خدام ومجلس الشعب السوري
- الشاهد الملك - خدام يستيقظ متأخرا ً
- مساحات للشبهة
- عابر كغريب مالح
- المعارضة السورية , بصحونها الفارغة , على أبواب السلطة
- مرارات
- سوريا .. ميليس ... الأبهق* تحت شمس الظهيرة
- أظنّكَ تفهمني
- سنن العابر
- هبوط الحواسّ
- الديموقراطية : بين هشاشة المفهوم والواقع المتخلّف
- .....كأنما أصابعك ِ
- قصائد أندروميدا - اعادة انتاج البدء تأسيسا ً على عناصر الوعي
- - الحياة اذ تتعرف على نفسها في كتاب - شكرا ً للموت
- أحوال’ ميزان الذهب
- في غيابها
- املاء الغائب


المزيد.....




- أزمة ترامب وجامعة هارفارد تتصاعد.. تجميد منح بقيمة 2.2 مليار ...
- الولايات المتحدة تزود إسرائيل بـ13 ألف قطعة ذخيرة جوية لدعم ...
- -وول ستريت جورنال-: سياسة ترامب الجمركية ستسمح للصين بتعزيز ...
- الولايات المتحدة تزود إسرائيل بـ13 ألف قطعة سلاح جوي لدعم عم ...
- لافروف يؤكد وجود بعض النخب الأمريكية التي تعرقل التطبيع مع ر ...
- استطلاع.. معظم البريطانيين يعتقدون أن بلادهم -مكسورة-
- مصدر أمني إسرائيلي: قلق في إسرائيل.. نتنياهو لا يعرف خطوط تر ...
- رئيس الأرجنتين يعلن استعداده لعقد صفقة مع واشنطن لرفع الرسوم ...
- قطر ومصر تتفقان على استثمارات بقيمة 7,5 مليار دولار أمريكي
- حماس تدرس مقترح الوسطاء وتتمسك بوقف دائم لإطلاق النار


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر اسكيف - تصحيح خطأ الوعي