واصف شنون
الحوار المتمدن-العدد: 1436 - 2006 / 1 / 20 - 10:36
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لم يخلص العراقيون بعدْ من مجلس قيادة الثورة،حتى جعلوّا مجلسا ً أعلى للثورة أخر يحكمهم ولو ديمقراطيا ً و بشراكة..!!.
حُكم العراق الحديث الجغرافي وشعوبه بمجالس الثورات الإنقلابية العسكراتية،منذ عهد ملوك الانكليز الهاشميين الذين إستسهلوا السيطرة على الجنوبين العراقيين وعشائرهم ومن سكن معهم من عرب الجزيرة العربية،وكذلك على أقوام شماله من الكرد والأشوريين وبقايا الاتراك العثمانيين،والبدو في غربه.
مجلس قيادة الثورة،تقليد عربي فاشل وتافه وها هو مع خدّام ومحبيه يعلنون أسفهم الشديد علينا،لكنهم يأسفون على ما مضى من سلطاتهم التي أضاقتنا البؤس والمحن وعدم إحترام الذات.
مجلس قيادة الثورة، معناه، أن ليس لأحد الكلام، سوى رئيس و أعضاء ذلك المجلس،لذا فلا دستور،ولا حريات،ولا إعلام...،بمعنى لاصحافة ولا كشف ولا صابون....، وإذا كان الرئيس مثل صدّام أو الأسد أو قذاف الدم ّ فأن أمرك.. يا مطيع أو تبلع البلوى..!!.أو مسدس يبعثك إلى جناّت المؤمنين..!
أربعون عاما ً من العمر و أنا أستمع لقرارات مجلس قيادة الثورة العراقي، ولم أستطع أن أعثر على فهم ٍ واضح للثورة التي في خيالي المريض الذي أدمن الأفكار والرسم والسينما والمسرح والشوارع الخلفية والبشرية جمعاء،فالثورة تعني التغيير والإنقلاب على الأشياء،لغرض تحسين أوضاع البسطاء...أو لنقل الفقراء من أبناء الجلدة أو غيرها... والتي قامت الثورة ومجلسها من أجله.
سقط العراق وفيه مجلس قيادة للثورة عمره 35 عاما ً، وعرف الناس إن الثورة وقائدها وأعضائها وشركائها ورفاقها ومؤيديها ومرتزقتها وقبائلها..عبارة عن فساد نتّن، إستلذت الشعوب بهزيمتهم،وسوف لن تشبع من إهاناتهم العلنية والسرية ولن ترتوي بموتهم شنقا ً كان أو بالرصاص.
وقال الحمار للحاذق..
وأخيرا ً ماتت الثورة ومجلسها، ومن يأتي..آت..،
والفرق ليس بمعروف، وبانت المعرفة، فقد إصطحب عدو ٌ عدوه.
جاء مجلس قيادة للثورة جديد..
لكنه مجلس ثوري مختلف يؤمن بحريات الإنسان والشعوب، ولم يصنع في مصر أو سوريا بل مصنوع وخصيصا ً للعراق المنكوب...، مجلس (صنع في إيران ) ويحب الأميركان مادام الشعب يحب اللطّم.
#واصف_شنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟