|
النفط لن يعود قادر على الاطعام !
اثير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 22:41
المحور:
الادارة و الاقتصاد
النفط لن يعد قادر على الاطعام ! اثير حداد كلما استمع الى تصريح وزير نفطي عراقي متباهيا برفع معدلات انتاج النفط الخام الى معدلات قياسيه لا استطيع ان امنع نفسي من قول " الله يستر". منذ سنوات عده والحكومات العراقيه بمختلف النظم تستخدم النفط كوسيله لتمويل الدخل القومي او الوطني ولا تاخذ بنظر الاعتبار التغيرات الهيكليه والسعريه لهذه الصناعه، الى ان وصل الامر في السنتين الاخيرتين ان يمول النفط حوالي 96% من ميزانية الدولة العراقية . وهنا تكمن الكارثه في ظل ما اشرنا له من تغيرات هيكلية ادت وتقود الى تغيرات في اسعار النفط في السوق العالميه. هذه التغيرات جذرية الطابع ولا رجعة فيها اطلاقا. وكي نفهم طابع هذه التغيرات في يومنا الحالي لابد من اشارات بسيطه عن طبيعة هذه الصناعه. ولمن يود التوسع في ذلك فيمكنه العودة الى مقالات سابقه عن الموضع على الحوار المتمدن. سمات سوق النفط كاي سوق راس مالي هناك جانبان هما العرض والطلب يلتقيان عند نقطة معينه يتحدد عندها السعر. فعرض النفط الخام يخضع لحجم الاستثمارات النفطيه في الحقول ومدى تطور تكنولوجيا الاستخراج وقرب الحقول او بعدها عن الاسواق الرئيسيه . ولغاية الثمانينيات تقريبا كانت الاوبك والاكثر دقة الاوابك المصدر الرئيسي للنفط الخام الى الاسواق. الا ان ارتفاع اسعار النفط شجع بلدان من خارج الاوبك على دخول سوق النفط من اجل جني الارباح منها روسيا الاتحاديه مثلا و النفط الصخري بالاضافه الى زيادة الاستثمارات في حقول الاستخراج النفطي من قبل الحكومات وكذلك من قبل الشركات النفطيه. ولغاية ثمانينيات القرن الماضي كان العرض هو المحدد لاسعار النفط نتيجه لقلة عدد المنتجين وارتفاع تكاليف استخراج النفط في الولايات المتحده التي كانت المستورد الرئيسئ للنفط الخام ان ذلك . وقبل الانتقال الى توضيح مختصر لجانب الطلب، لا بد من توضيح اين اخطأت اوبك ؟ الاوبك منظمة احتكاريه واسلوب عملها مقيد بقضيه مهمة ترتبط بطبيعة الاحتكار. فالاحتكار كمؤسسه اقتصاديه يعمل على مبدأ اساسي وهو تحديد السعر وترك الكميات تجد مستقرها. او تحديد كميات الانتاج وترك الاسعار تجد مستقرها. الا ان خطأ الابك كان محاولتها السيطرة على كليهما في ان واحد مما ساهم في فقدانها السيطرة على السوق. اما الطلب على النفط فان محدده الاساسي فهو النمو الاقتصادي للبلدان المتطوره اقتصاديا بالاساس لان حجم استيراداتها للنفط الخام يمثل حصة الاسد. الا ان ما يميز سوق النفط الخام عالميا هو عاملين اخرين مهمين هما الاحتياطي الستراتيجي النفطي لدول OECD و العملة التي تسعر بها التجارة الدوليه وهي الدولار. فالاحتياطي الستراتيجي يلعب احيانا دور الطلب واحيانا اخرى العرض في سوق النفط من اجل خلق استقرار في سوق الدول المؤسسة لهذا الاحتياطي. اما العملة فهي الدولار . فان ارتفعت اسعار الدولار تجاه الين الياباني او تجاه اليوان الصيني، مثلا، فان ذلك سيؤدي الى ارتفاع تكاليف استيراد النفط الخام في اليابان والصين، وبالتالي فان هذين البلدين سيسعيان لتخفيض استيراداتهم من النفط الخام عبر اجرأات معينه، خارج اطار هذه المقاله. سعر النفط الخام يغوص ولا عودة الى السطح. خلال السنتين الماضيتين تراجع سعر النفط الخام و وصل الى الاربعين دولار وما دونه. بفعل عاملين اساسيين. الاول هو ضعف النمو الاقتصادي في العالم وبالاخص دول ما سمي النمور الجدد والتي هيا الصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل وكوريا الجنوبيه وسنغافوره. وكان من المتوقع ان لا يستمر الركود الاقتصادي في هذه الدول الا انه استمر. هذه الظاهرة المشار لها هنا لا تمثل ظاهره حديثه. فما هي الظاهرة الجديدة ؟ اولا ان العالم عموما يتجه نحو مصادر الطاقة المتجدده مثل الطاقة الشمسيه والسيارات الكهربائيه. وهذين المصدرين يتجذران الى درجة يتوقع ان تصبح السيارات الكهربائيه في الولايات المتحده 15% من مجموع السيارات عام 2020.وهي نسبه مهمة جدا و مؤثره على حجم استهلاك النفط . اما المنافس الفعال لسوق تصدير النفط فهو النفط الصخري والرملي في الولايات المتحده وكندا، وكذلك التطورات الهيكليه الحاسمة في النفط التقليدي او المعروف في تكنولوجيا الاستخراج و الضخ والتوزيع مما مكن الشركات العاملة في الحقول النفطيه من خفض نقطة التعادل السعري Breakeven price مما مكن الولايات المتحده من ان تحتل مكانه السعوديه كاكبر دوله منتجه للنفط الخام عالميا. لماذا ارتعب من زيادة الاعتماد على النفط في العراق ؟ كما اشير سابقا فان جميع التوقعات تشير الى ثلاث عوامل مهمة الاول عدم عودة الاسعار لمستويات 2012 والثاني انخفاض مستمر في معدلات استهلاك النفط والثالث دخول منتجين جدد للنفط الخام اي زيادة المعروض كما يحدث حاليا من قبل روسيا . ويمكن اضافه عامل اخر الى عدم ارتفاع اسعار النفط الا وهو الصراع السياسي بين اعضاء الاوبك متمثلا في الصراع السعودي- الايراني الذي يؤثر سلبا على كميات النفط المصدر. من كل ذلك يتوجب على الحكومة العراقيه والبرلمان وضع خطة اقتصاديه تنوع مصادرالاقتصاد، مثل تنشيط الزراعة والصناعه والاسكان والصناعات التحويليه . ان غوص اسعار النفط يطرح بتجلي كريستالي ان التغير البطيئ ليس خياراً.
#اثير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانيه مركب النجاة
-
يوميات رب عائله
-
الشعبويه، التعبير السياسي لبرامج - تلفزيون الواقع -
-
الشعبويه، التعبير السياسي عن برنامج الواقع التلفزيوني
-
لّو !
-
أ كان نظام البعث علمانيا ام سنيا ؟
-
اكان الربيع العربي احباطا !
-
من المسيطرعلى السوق العالميه للنفط الان ؟ العرض ام الطلب ؟
-
اسلحة الدمار الشامل العراقيه موجوده لكن الفطرسة الامريكية لم
...
-
الوعي عندما يُغيّب
-
الطائفية ...... لا تبني وطنا .
-
الظاهرة التكفيرية ... اهي ظاهرة جديده ؟
-
من داعش الى الخلافة الاسلاميه
-
الارهاب، نتاج معادات المعرفه ! 1
-
النفط - دم الشيطان -
-
- المقتل - والقاتل ليس شمر بن ذي الجوشن الكلابي ..!
-
اسعار النفط الخام عالميا , الاكثر تقلبا من بين اسعار السلع .
...
-
اسعار النفط الخام عالميا , الاكثر تقلبا من بين اسعار السلع .
...
-
اسعار النفط الخام عالميا , الاكثر تقلبا من بين اسعار السلع .
...
-
اسعار النفط الخام عالميا , الاكثر تقلبا من بين اسعار السلع .
...
المزيد.....
-
زيادة جديدة.. سعر الذهب منتصف تعاملات اليوم الخميس
-
-الدوما- يقر ميزانية روسيا للعام 2025 .. تعرف على حجمها وتوج
...
-
إسرائيل تعلن عن زيادة غير مسبوقة في تصدير الغاز إلى مصر
-
عقارات بعشرات ملايين الدولارات يمتلكها نيمار لاعب الهلال الس
...
-
الذهب يواصل الصعود على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.. والدول
...
-
نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
-
بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـ-التأشيرات الذهبية- بين المواطنين
...
-
الأخضر اتجنن.. سعر الدولار اليوم الخميس 11-11-2024 في البنوك
...
-
عملة -البيتكوين- تبلغ ذروة جديدة
-
الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|