أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح2














المزيد.....

أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 22:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التجربة الإنسانية اليوم غنية بالتجارب الموفقة، وغنية بالمناهج التي صنعها الفكر والفلسفة والمعرفة والعلم، وعلينا أن لا نضع كل تجربة في موضع الشك والأتهام لأنها تكونت ونمت في مجتمعات لا تشاركنا الرؤية الدينية ولا تماثلنا في المعتقدات والأفكار، فالتجربة قيمتها فيما تعط لا فيما تتبنى من قواعد عمل، حتى التجارب التي أستبعدت الدين وحيدته لا يمكن عزلها عن الدراسة الأهتمام لأنها أعتمدت العقل العامل الحر ونجحت أن تعط ما لم تعطه تجارب تمسكت بالتجربة الدينية وفشلت فيه لأنها أعتمدت على أطار شكلي معتمدة على إحساس أناوي منحاز للنقل وجنبت العقل الحر أن ينتقد ويمارس وظيفته كما ينبغي أصلا في جوهر الفكرة الدينية .
التغير بالنهاية هو عملية تكليف العقل والمنطق والمصلحة لتحقيق توازن حقيقي وموفق بين هدفنا أن نرتقي ونتجدد ونحقق مشروع الفكرة الأولى، وبين حاجتنا إلى أن نتمسك من جهة أخرى بقاعدتي الحق والخير التي نؤمن بها أنها جوهر الدين وجوهر إرادة الله التي يجب أن تسود، إن التعكز على الرصيد الإرثي بما فيه من غث وسمين لا يمكن بأي حال وخارج المراجعة النقدية المستمرة له، أن يمنحنا أي فرصة ممكنة وقادرة للتتغيير طالما أننا لا نستطيع مغادرة التأريخية الإرثية وكأنها القدر المحتم علينا من الله، هذه ليست دعوى للمقاطعة مع التراث ولا أستبعاد للفكر الإنساني في مسيرته، ولكنه أمتحان له وتطهيره من عوامل الزيف والتحريف والتغرير.
قبل سنوات، تساءل المفكر الفرنسي "روجيه جارودي": كيف نفتح أفقًا جديدًا ومستقبلاً ذا وجه إنساني وراء ساحات الدمار، وبعيدًا عن "حفَّاري القبور"؟! في إشارة منه إلى كثرة التنقيب اللا مجدي في التراث الإنساني عامة والإسلامي خاصة فيما يتعلق بالبحث عن حلول لرؤية المستقبل، الحقيقة أن العين التي تنظر للخلف دوما لا يمكنها أن ترى ما أمامها ولو كانت عيون زرقاء اليمامة، يجب أن توجه العقول والعيون اليوم للمستقبل فقط، ويكفيني البحث عما في جيوب الأموات من حلول أعجازية لفتح أبواب المستقبل المغلقة علينا بفكرة أن الماضي (السعيد) كان خيار الله لنا.
الحاجة للتغيير أذن ليس ترفا فكريا ومحاربة للدين بقدر ما هي حالة ضد من ظواهر التخلف والإنكسار العلمي والمعرفي الذي يؤسس للتحول إلى المستقبل القادم والحامل معه كل أمال وطموحات الإنسان بالتكامل مع الأخر ومع ذاته وتجاوز حالة الأخفاق المتكرر، يقول الدكتور أحمد نصري في مقالته عن ملامح التغيير الحضاري أن (الاعتراف الروحي والعلمي والعملي بأن قيام الأمة الإسلامية يستلزم العلم والعمل لإعادة تشكيلها من جديد، وبلورة معالمها الحضارية والإنسانية من خلال الإيمان بمعالجة الأخطاء الذاتية، والدفع بدورة الفاعلية والنهوض والانطلاق، والأخذ بعين الاعتبار السنن التداولية للحضارة، وذلك بتمثل الرؤية القرآنية الشاملة، وتحقيق مشاريع الاستخلاف والتسخير والعمران، لممارسة مشروع التغيير المأمول وتحقيق البديل المطلوب) .
هنا يمكننا أن نستحضر الكم الأهم من أليات التغيير للتوافق الأجتماعي المنشود تغيرا وتجديدا للواقع بأعتبار أن الواقع الحقيقي هو الذي يجسده العقل المفكر والمعرفة المنتجة منه، وبالتالي فالأيات الأساسية هي أليات أعادة تفعيل العقل بالدرجة الأولى، وتتركز على إعادة خلق طرائق التفكير المنتجه فيه، هذا يأت توافقا مع كون الدين أصلا هو خطاب للعقل يستهدف تفعيل محركاته الأنتاجية ليفعل لمرحلة ما بعد الوعي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات إيمانية
- عتابات كل خميس
- فوبيا العودة إلى المثالية الأخلاقية الدينية
- الأنتصار على الذات
- رسالة الخميس مرة أخرى
- مسائل التجديد الديني 2
- مسائل التجديد الديني
- ملك اليمين... أختراع فقهي وأجتهادي لم يرد به نص ولا حكم منير
- حوار هادئ بطعم المطر
- ستمطر عسلا وسيموت الثعبان تحت الشجرة
- الدين وموقف العقلانية منه
- جلسة سياسية عراقية ليلة أعلان فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية.
- رسالة إلى حكام بغداد
- نظرية العربة والحصان في المنطق وتأسيس الوعي.
- في سهرة الخميس ... تعالي
- قصيدة الأرض وسؤال المصير
- لو كنت مرجعا دينيا في العراق.
- إلى كل ذي لب ويفهم.
- العراق المدني ومستلزمات التغيير والتحول الديمقراطي. ح1
- ماذا عرفت بعد التوهم؟ ح3


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح2