أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام-الجزء العاشر















المزيد.....

هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام-الجزء العاشر


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5462 - 2017 / 3 / 16 - 09:17
المحور: القضية الكردية
    



أرفق صور عن صفحات من كتاب (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام) لأبن الوحشية، يقال إنه كلداني الأصل، نبطي، عاش في منتصف القرن الثالث الهجري، ويرجح أنه توفي عام 296هـ، أرسلها لي مشكوراً الأخ (سردار رامان) تتبين فيها الحروف الكردية قبل الإسلام، وهي تسبق الحروف التي كتبت بها (الأفيستا) الزرادشتية. في إحدى هذه الصفحات يقول بأنه "وجد أكثر من ثلاثين كتابا منسوخاً بهذه الحروف، وباللغة الكردية، ومنها: كتاب الفلاحة والنخيل، التي ترجمها إلى العربية" نقل عنه أبن العوام الأندلسي كتابه (كتاب الفلاحة) الشهير، ووصف بناءً على ما أورده أبن الوحشي من الكرد أسماء وأوصاف المئات من الأعشاب. وكتاب في علم المياه واستخراجها، فيقول: جعلته ذخيرة لخزانة أمير المؤمنين عبد الملك ابن مروان (على الأغلب يوجد هنا خطأ تاريخي، فيما إذا لم يكن المقصود مكتبة الخليفة، وهذه الاحتمالية بحد ذاتها ملغية، فلا يعتقد بأنها حفظت بعد الدمار الذي خلفه العباسيون بآثار الأمويين. فالخليفة ولد في 26هـ وتولى الخلافة في 65هـ، والكتابان ترجما في النصف الأول من القرن الثالث الهجري). ولا بد من الانتباه هنا إلى حقيقتين، الأولى غياب هذه الكتب من المكتبات بعد ترجمة ما تمكن منه أبن الوحشي، والذي على الأغلب كان يجيد الكردية، وهي دلالة إما أن أبن الوحشي كان قد عاش بين الكرد، أو أن اللغة الكردية كانت لغة ثقافة وعلم في فترة السلطات العربية الأولى، أي في مراحل الإمبراطورية الساسانية والخلافة الراشدية والأموية وحتى فترة الغدر بأبو مسلم الخرساني واتهام الكرد بالخيانة، وبالتالي ضياع أسماء مؤلفي جميع تلك الكتب، والثانية، الشعب الذي كان يؤلف وينسخ كتب في طرق استخراج المياه والفلاحة والزراعة وإصلاح التربة في مراحل قبل الإسلام لا يمكن إلا أن يكونوا على قدر واسع من المعرفة الأدبية والفلسفية والعلوم التي نورد مثالا عنها هنا. وفي أحد الصفحات يقارن بين الكرد والكلدانيين، وتقدم هؤلاء على الكرد بالعلوم والمعارف، وبالمقابل تفوق الكرد وبراعتهم بالمعارف الزراعية والفلاحة، وتوصيف وخواص النباتات، ويقول بأنه يقال إن هذه العلوم وصلتهم من عهد نبينا آدم عليه السلام، إلى جانب تفوقهم بالعلوم الدينية والفنون التي وصلتهم من الكلدانيين، وعلى أثر هذه العلوم كانت هناك عداوة بين الكلدانيين والكرد. وتأكيدا على أن اللغة الكردية كلغة ثقافة كانت سائدة وحتى في المراحل اللاحقة، وكلمات الأدبية والعلمية كانت دارجة في الأوساط الثقافية، فيقول ابن عساكر، في كتابه (تاريخ مدينة دمشق) الجزء السادس، الصفحة(103-104) منقول عن تاريخ يعود إلى قرابة منتصف القرن الثالث الهجري، أخبرنا أبو الحسين...عن أبو الحسن الفارسي، سمعت أحمد بن يعقوب يقول" فلما دخلت بغداد فأول من سألت عنه سألت عن أبي العَبَرطن، فقيل: يعيش وله مجلس. فقمت وعمدت إلى الكاغد والمحبرة... فجلست في أخريات القوم وأخرجت الكاغد" و(الكاغد) باللغة الكردية تعني الورق، ويقال في قاموس المعجم الوسيط "الكاغد: القرطاس، وهو فارسي معرب، ومن المعروف أن أول مصنع للكاغد، كان بأمر من الوزير يحيى البرمكي(الكردي) سنة 178هـ. وكما ذكرنا في مقالات سابقة أن الثقافة الكردية صنفت ضمن الفارسية، على خلفية عوامل سياسية وقومية، تبنتها سلطات فارسية وعربية. وعليه يظل سؤالنا المحير، هل تم تدمير هذا الإرث الأدبي العلمي ضمن المكتبات العديدة التي قضيت عليها بأوامر قادة القبائل العربية الجاهلية، أم بسبب الإهمال المتعمد؟ وفي الحالتين فإننا أمام كارثة فكرية ثقافية حصلت مع وصول القبائل العربية الغازية لحضن الحضارة الساسانية.

المثال الثاني-
من الحكمة، عدم فبركة التاريخ، والتغطية على ما خلفته غزوات القبائل العربية الجاهلية من الدمار للحضارات المجاورة، بل يجب عرضه كما حدث، وعزل المجازر وحوادث النهب والسبي عن الرسالة المحمدية. وهو ما ينطبق على ما أثير من جدالات حول مكتبة الإسكندرية، حتى ولو أنها ليست مجال مقالنا هذا، لكن السيرة مشابهة لمصير المدارس ومكاتب الحضارة الساسانية. ولا خلاف على أن مكاتب الإسكندرية كانت تحوي على مجموعة هائلة من الكتب، وفيها يقول أبن النديم في كتابه الفهرست الصفحة (241) ناقلا عن إسحاق الراهب" أن بطولوماوس فيلادلفوس من ملوك الإسكندرية لما ملك فحص عن كتب العلم وولي أمرها رجلاً يعرف بزميره فجمع من ذلك على ما حكى أربعة وخمسين ألف كتاب ومائة وعشرين كتاباً وقال له الملك قد بقي في الدنيا شيء كثير في السند وفارس وجرجان والأرمان وبابل والموصل وعند الروم"
هذه الثروة الثقافية الهائلة، المكتبة التي تعرضت إلى حريقين متعمدين، الروماني المسيحي والعربي الإسلامي، سبقهما الحريق العرضي الهائل، أثناء الحرب ما بين الإمبراطور الروماني، وجيوش روما المناوئة له، عام 48 ق.م. وفيها يتهم المؤرخون يوليوس قيصر، وخير من يذكر هذا الحدث هو المؤرخ (بلوتارخ) فيقول بأنه بقيت في المكتبة أربعمائة ألف مجلد سالماً من أصل سبعمائة ألف بعد ذاك الحريق، ويضيف، أن القيصر مارك أنطونيو أهدى لكليوباترا بسببها مائتي ألف مجلد، عمرت أو وسعت بها مكتبة المعبد، إلى جانب إعادة تصليح المكتبة الملكية، ومن بعد الحادثة بمئة عام تحدث الفيلسوف (سنيكا) عن أسباب وخلفيات الحريق. أما الحريق المتعمد الأول: كان على خلفية التبشير بالدين الجديد (المسيحية) بأمر من القيصر الروماني ثيودوسيوس عام 391م، طالت حتى مكتبة المعبد التي كان يتحصن فيها المعادين للمسيحية، ولم تتأثر كثيرا المكتبة الملكية، مع ذلك فالمجادلون في هذه القضية يدرجونهما ضمن الحدث ذاته، علماً أن مكتبة القصر الملكي أصلا كانت في ظل الإمبراطور، أو حاكم الإسكندرية التابع للإمبراطور المسيحي.
ورغم الحريقين، العرضي والمتعمد، تبقى احتمالية تجديد المكتبتين كبيرة، أو لنقل المكتبة الملكية على الأقل، فالفترة الزمنية كانت كافية لإعادة بنائهما وتجديدهما حتى وهي تحت السيطرة المسيحية، فمن سنة الحرق الأخير إلى ظهور القبائل العربية توجد قرابة 500 سنة، ويذكر العديد من مؤرخي تلك الحقبة كيف تم الاهتمام بالمكتبة الملكية وتوسعت، وكانت قبلة العلماء والأدباء، من جميع أطراف الحضارة الرومانية المسيحية، واليونانية، وكانت لهم علاقة بملوك الساسانيين، وفيما بعد ما قام به الأقباط من دور ثقافي. ولا يعقل أن تكون الدولة القبطية التي راسلها الرسول واستلم من ملكها جاريتين، وبينهما أم المؤمنين مريم القبطية، بدون أرث أدبي وفلسفي، فأين اندثر ذاك الإرث؟ وأين اختفت آثار ما قبل الإسلام من الآدب والفكر الفلسفي وغيره؟ وهل فعلا كانت الحضارة القبطية المصرية، والتي كانت في كثيره امتداد للحضارة البيزنطية، خالية قبل الإسلام من الشعراء والأدباء، والعلماء؟! علما بأنه ورد عند العديد من المؤرخين إن أوائل الشعراء العرب تعلموا الشعر من شعراء ملوك الإسكندرية، والساسانيين. ولا يعقل أن تكون الآثار الأدبية والعلمية التي بقيت محفوظة في مكاتب الحضارة اليونانية والرومانية عن مصر هي الوحيدة، ولم تكن لها مماثلها في مركز الحضارة، ومدينة الإسكندرية والمدن القبطية-الفرعونية الأخرى؟! وعليه فإن جدلية رسالة الخليفة عمر بن الخطاب لعمر بن العاص أقرب إلى الصحة من نفيها، وحرق المكتبة بل وغيرها من مكاتب الحضارة المصرية، بيد القبائل العربية الجاهلية حقيقة، وإنكارها بفبركة تاريخية كالقول بأن الكتب كانت غير قابلة للحرق، مرفوضة لأنها ومنذ الفراعنة كانت تنسخ على ورق البردي القابل للحرق، إلى أن حل محلها (الكاغد)...
يتبع...



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام- الجزء التاسع
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام - الجزء الثامن
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام - الجزء السابع
- ماذا بعد جنيف-4
- ماذا يجري في جنيف-4
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام - الجزء السادس
- لماذا حررت تركيا مدينة الباب السورية
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام-الجزء الخامس
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام - الجزء الرابع
- نفاق الحل السياسي في سوريا
- ليت سوريا لم تكن
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام- الجزء الثالث
- الناقد الكبير الأستاذ إبراهيم محمود
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام-الجزء الثاني
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام- الجزء الأول
- الحورية السورية في مؤتمرات النخاسة
- لماذا لم تتحرر مدينة الباب
- خطأ الخالق أم المخلوق 2/2
- خطأ الخالق أم المخلوق 1/2
- كيف ستكون فيدرالية الكرد في سوريا 2/2


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام-الجزء العاشر