أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....4














المزيد.....

ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....4


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1435 - 2006 / 1 / 19 - 10:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


4) فلماذا تتأرجح الحركة السياسية المغربية بين النهضة، و التراجع حسب مقاس الطبقة الحاكمة ؟

إن الطبقة الحاكمة، و مهما بلغت من الجبروت، لا يمكن أن تلغي إفرازات الشعوب، و بصفة نهائية، لأن من طبيعة الشعوب أن تسعى إلى تحقيق طموحاتها الكبرى في الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، و الشعب المغربي لا يمكن أن يشذ عن هذه القاعدة. فهو، كباقي الشعوب، يسعى، باستمرار، إلى تحقيق طموحاته التي لا حدود لها، و التي تعمل الطبقة الحاكمة، بتحريك آلياتها المتعددة، و العميقة، من أجل كبح تلك الطموحات ، و قمع جميع الحركات المساهمة في العمل على تحقيقها. لكن هذه الطبقة الحاكمة، و بسبب ارتباطاتها الدولية، و نظرا لاتساع دائرة سيادة حقوق الإنسان على المستوى العالمي، فإنها صارت تحاول أن تظهر بأنها تمارس الديمقراطية، و تسمح بتكريس الممارسة السياسية، من قبل جميع مكونات الحركة السياسية، بيمينها، و وسطها، و يسارها.

لكن هذا السماح الذي يظهر و كأنه نهضة سياسية، لا يحصل إلا بالشروط التي ترسمها الطبقة الحاكمة، و تفرضها على الحركة السياسية، التي ينخرط معظمها، فيما سماه بعض السياسيين ب"اللعبة السياسية"، التي يسميها المناضلون المخلصون ب"ديمقراطية الواجهة". و كل من ينخرط فيها، يظهر و كأنه يساهم في النهضة السياسية المغربية، مقابل تلقي أموال الدعم الحزبي، و الإعلامي، الذي يصير بمثابة رشوة تقدم لكل من ينخرط في الحركة السياسية القائمة، كما تخطط لها الطبقة الحاكمة، التي تعمل في نفس الوقت على قمع كل من يرفض ذلك الانخراط، و من يعمل على الارتباط العضوي بالشعب المغربي، و طليعته الطبقة العاملة، حتى لا يمتلك القدرة على الحركة، و على القيام بالمبادرة المؤدية إلى استنهاض الجماهير الشعبية الكادحة، و العمل على استنهاضها و جعلها تمتلك وعيها الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و السياسي.

و لذلك نرى أن ما تقوم به الطبقة الحاكمة، من تمييز بين من ينخرط في تكريس الاختيارات القائمة، على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، التي ترسمها الطبقة الحاكمة، و بين من يرفض ذلك الانخراط، فيحرم من كل أشكال الدعم المادي، و المعنوي، فيعجز عن تفعيل برامجه، و يبقى منحصرا على جميع المستويات، فلا يقوى على تجاوز الصعاب.

و هذا معناه أن الطبقة الحاكمة هي طبقة غير ديمقراطية، و هو ما يعني أن نهضة سياسية حقيقية، لا تقوم إلا بفعل الضغط الجماهيري ، بقيادة الأحزاب السياسية، التي فضلت الارتباط بالجماهير الشعبية الكادحة، و بطليعتها الطبقة العاملة، و بفعل الضغط الدولي. لأن النهضة السياسية الحقيقية، التي لم يعرفها المغرب منذ حصوله على الاستقلال السياسي، تتمثل في:

ا- إيجاد دستور ديمقراطي حقيقي، تكون فيه السيادة للشعب، الذي يعتمده في تقرير مصيره الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، حتى يتمكن من تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية.

ب- إجراء انتخابات حرة، و نزيهة، يتمكن فيها الشعب من أجل اختيار ممثليه في المؤسسات المحلية، و الوطنية، حتى يعمل أولئك الممثلون، على خدمة مصالح الشعب، انطلاقا من البرامج التي نالت اختياره.

ج- إيجاد حكومة معبرة عن إرادة الشعب المغربي، انطلاقا من الأغلبية البرلمانية، حتى تكون مسؤولة أمام البرلمان من جهة، و أمام الشعب المغربي الذي اختار، و بكامل الحرية، ممثليه في البرلمان.

د- العمل على إيجاد حلول جذرية، و على أساس التحليل الملموس للواقع الملموس، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، للمشاكل المستعصية، التي يعاني منها الشعب المغربي طيلة عقود الاستقلال السياسي. لأن إيجاد الحلول الجذرية للمشاكل القائمة، هو المعبر الفعلي، و الملموس، عن قيام نهضة سياسية حقيقية.

ه- العمل على ملاءمة القوانين المحلية، مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، حتى تصير القوانين المحلية، من آليات حقوق الإنسان المختلفة، و حتى يتمكن الشعب المغربي، من تقرير مصيره بكامل حريته، بناء على تلك الحماية القانونية.

و- تقديم الدعم لجميع الأحزاب السياسية، و على أساس المساواة فيما بينها، و نظرا للدور الذي تقوم به في تأطير الجماهير الشعبية الكادحة إيديولوجيا، و تنظيميا، و سياسيا، و مراقبة صرف ذلك الدعم حتى يكون في خدمة ذلك التأطير.

ز- العمل على جعل الجماهير الشعبية الكادحة، تمتلك وعيها الحقيقي، عن طريق إعادة النظر في البرامج الدراسية المحتضنة للفكر الغيبي، و الظلامي المضلل للجماهير الشعبية الكادحة، حتى يزداد افتراسها من قبل الطبقات المستفيدة من الاستغلال، و إيجاد إعلام تنويري، و هادف، و تجريم استغلال الدين في الأمور السياسية، و الإيديولوجية، حتى تجد الجماهير الشعبية الكادحة نفسها، مالكة لوعيها الطبقي الحقيقي، في مستوياته المختلفة، و اعتبار ذلك الوعي شرطا للممارسة الديمقراطية الحقيقية، التي تتمكن من خلالها الجماهير من تقرير مصيرها.

ح- تجريم قيام تنظيمات حزبية، و سياسية، وجماهيرية، على أساس ديني، أو عقائدي، عن طريق أدلجة الدين بصفة عامة، و أدلجة الدين الإسلامي بصفة خاصة. لأن دور مؤدلجي الدين في تضليل الجماهير الشعبية الكادحة، و في أفق تكريس الاستبداد القائم، أو السعي إلى إقامة استبداد بديل، يعتير من العوامل المساهمة في تخلف المجتمعات البشرية، و التعامل مع الدين، أي دين، و مهما كان، على أنه متاح للناس جميعا، على أساس المساواة فيما بينهم، و لا يحق لأحد أدلجته أو تسييسه، حتى لا يصير وسيلة للاستبداد، أو لشرعنة ذلك الاستبداد.

و ما سوى هذه المداخل، التي يمكن اعتمادها، لإحداث نهضة سياسية حقيقية، نجد أن ما تقوم به الطبقة الحاكمة، و ما تعتبره طريقا إلى نهضة سياسية، ما هو إلا وسيلة لمنع قيام أي نهضة سياسية حقيقية.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- باب الانتهازية.....9
- باب الانتهازية.....8
- باب الانتهازية.....7
- باب الانتهازية.....6
- باب الانتهازية.....5
- باب الانتهازية.....4
- باب الانتهازية.....3
- باب الانتهازية.....2
- باب الانتهازية.....1
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...


المزيد.....




- نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعرب سات
- عطلة رسمية للمسيحيين في 20 و21 نيسان
- هآرتس: مكافحة الإرهاب اليهودي تثير التوتر وانعدام الثقة بين ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسط تعزيزات أمنية + في ...
- بين فتوى الخميني و8 أطنان يورانيوم.. إيران لا تملك أسرارا بل ...
- الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي أمام الفلسطينيين ويفتحه للمس ...
- الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية
- انتحل شخصية يهودي عراقي ليكشف أسرار سرديات الاحتلال.. من فاد ...
- مصادر فلسطينية: 400 مستعمر يقتحمون المسجد الأقصى في ثالث أيا ...
- ثبت تردد طيور الجنة الجديدة على القمر الصناعي بجودة هائلة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....4