أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - أحمدي نجاد والأسد على خطى صدام حسين















المزيد.....

أحمدي نجاد والأسد على خطى صدام حسين


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1435 - 2006 / 1 / 19 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم الصعوبات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الحاضر، إلا إني متفائل جداً بمستقبلها المشرق على المديين، المتوسط والبعيد. فهذه الآلام التي تعانيها شعوب المنطقة ما هي إلا آلام المخاض العسير للوليد العظيم، ولادة المجتمع الديمقراطي الحر، ودخوله في عالم الحداثة والحضارة المعاصرة والديمقراطية والليبرالية وإلقاء الأنظمة الشمولية (التوتاليتارية) المستبدة في مزبلة التاريخ وإلى جهنم وبئس المصير. وتفاؤلي هذا ليس نتيجة التمنيات وأفكار رغبوية wishful thinking كما يتصور البعض، بل مبنية على فهمي لقوانين حركة التاريخ وإيماني العميق بالحتمية التاريخية. وبسبب تفاؤلي وموقفي هذا من حركة التاريخ، اتهمني صديق عزيز عليّ، بالقدرية وعدم الاعتراف بدور الإنسان في التغيير، رغم أنه يشاركني في الكثير من الآراء. والحقيقة ليست كذلك إذ هناك فرق كبير بين (القدرية) والحتمية التاريخية. وهذا موضوع طويل سأخصص له مقالاً مستقلاً في القريب العاجل. ويكفي في هذه العجالة أن أذكر أن الدول الأوربية مرت بذات الظروف والتحولات العاصفة قبل مائتي عام والتي تمر بها منطقتنا الآن. وهذا لا يعني أن هذه الزوبعة ستستغرق مائتي عام، أبداً، لأن التحولات الاجتماعية والعلمية تسير بتعجيل شديد في عصر العولمة والثورة المعلوماتية ونظام القطب الواحد. فما سيتحقق من تقدم خلال العشرة أعوام القادمة يعادل ما حققته البشرية خلال فترة الألف عام الماضية.

أجل، للتاريخ منطقه الخاص، فحتى عندما يقع الشر، فيمكن أن يكون في صالح الخير! وهذه المفارقة من الصعب على البعض تقبلها. ومن هنا أيضاً جاءت مقولات مهمة لها دلالاتها مثل: (رب ضارة نافعة) و(الخير فيما وقع) و(عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)...الخ. فلولا كارثة 11 أيلول/سبتمبر 2001 التي ارتكبها حمقى القاعدة لما تحركت أمريكا، الدولة العظمى لشن حرب ضروس على الإرهاب الإسلاموي الدولي، لأن هذا الإرهاب من القوة الآيديولوجية الدينية والإمكانيات المادية والمعنوية بحيث ليس بمقدور الحكومات العربية والإسلامية مواجهته، ولسقطت هذه الدول الواحدة تلو الأخرى، وابتلت شعوبها بنظام حكم طالباني همجي متخلف أعادها 15 قرناً إلى الوراء.

وكما قال الكاتب والصحفي الإيراني اللامع، أمير طاهري، أن فوز الإسلاموي المتشدد، محمود أحمدي نجاد رئيساً للجمهورية الإسلامية في إيران يبعث على التفاؤل. فهو خطوة رائعة في الاتجاه الصحيح لصالح القوى التقدمية والديمقراطية في إيران والمنطقة. لأن هكذا متطرف على رأس سلطة رجعية ثيولوجية مستبدة سيعجل بالمواجهة والمجابهة مع المجتمع الدولي بقيادة أمريكا وبذلك سيحقق فنائه. وسلوك أحمدي نجاد لا يختلف عن سلوك صدام حسين بهذا الخصوص. وكما قال لينين: "دع خصمك يتعفن بأخطائه دون أن تنبهه ثم عريّه أمام الناس بعد أن يكون قد افتضح أمره وفاحت الرائحة." ونحن لا نحتاج إلى تعرية الرئيس الإيراني، فالامبراطور عريان وملابسه الجديدة ما هي إلا خدعة يخدع بها البلهاء والإنتهازيين الذين يشجعونه على السير قدماً نحو الهاوية كما صفقوا لصدام حسين من قبل. لقد فاحت رائحة النظام الإيراني المتعفن بأخطائه. فهذه العنجهية التي اشتهر بها أحمدي نجاد في تحدي المجتمع الدولي وتصريحاته الديماغوجية الصبيانية الرخيصة ضد إسرائيل وأمريكا، وسعيه المحموم لامتلاك السلاح النووي في تحد صارخ للغرب، كلها تشكل الخطوات الأساسية الضرورية التي جعلت النظام الإيراني منبوذاً دوليا وفي حالة مواجهة مع الدولة العظمى، تماماً كما فعل صدام حسين. وعليه، فمستقبل هكذا نظام لن يكون بأفضل مما حصل لنظام البعث الفاشي في العراق، لأن هكذا رئيس جاهل لن يتعلم حتى من تجربة معمر القذافي الذي اضطر أخيراً شحن جميع ترسانته من أسلحة الدمار الشامل وإرسالها إلى أمريكا وهو صاغر. مسكينة هذه الشعوب المحرومة من ثرواتها والتي يعبث بها سياسيون مراهقون بلطجية من أمثال صدام حسين ومعمر القذافي والآن أحمدي نجاد وبشار الأسد.

نعم، إن الرئيس الإيراني مصر على نهجه الانتحاري ويرفض أي عون لإنقاذه من ورطته. إذ تقول افتتاحية نيويورك تايمز يوم 13 يناير الجاري "أن إيران أدارت ظهرها نحو العرض الأوربي والروسي السخي الذي بموجبه ضمنوا تجهيزها بالوقود النووي للاستعمالات المدنية، ومساعدتها اقتصادياً وحل مشكلة البطالة والتخفيف من عزلتها الدبلوماسية، ولكنها كشفت هذا الأسبوع عن امتلاكها لأجهزة السنترفيوج المستخدمة لتخصيب اليورانيوم لمستويات القنبلة".
ورغم كون الصحيفة هي معارضة لسياسة إدارة بوش وتتصيد أخطاءها، إلا إنها متشائمة من الموقف الإيراني المتشدد. فتطالب الصين وروسيا بالانضمام إلى الجهود الأوربية في عرض سلوك إيران على مجلس الأمن الدولي وإدانة تهديدها المتنامي. فالكلام الصريح والموقف الموحد فكرة جيدة، خاصة عندما فشلت معها الدبلوماسية التقليدية لحد الآن، كما تقول الصحيفة.
وهذا يعيد على الذاكرة السيناريو الذي اتبعته أمريكا بصبر مع صدام وإصرار الأخير على نهجه العدواني في تحدي الدولة العظمى وتهديده بحرق نصف إسرائيل ولكن في النهاية أحرق الكويت والعراق معاً. وبنظرة تأملية فاحصة على تاريخ الحكومات الثورجية في المنطقة نعرف أن الغاية من تهديدها لإسرائيل هي خدع شعوبها البائسة المخدرة والمغيب وعيها، وليس أكثر من (قرقعة لسان) على حد تعبير المناضلة السورية الرائعة وفاء سلطان. لقد بهدلت هذه الحكومات الثورجية شعوبها المغلوبة على أمرها وحرمتها من ثروات بلادها، وهاهي تقودها مرغمة من هزيمة إلى هزيمة ومن كارثة إلى كارثة، في مجابهة غير متكافئة مع الغرب، تماماً على طريقة صدام حسين، ولا شك فإن النتيجة ستكون ذاتها.

ونفس الكلام ينطبق على الرئيس السوري بشار الأسد، حليف الثورجي أحمدي نجاد. هذا الصبي الذي صار رئيساً بالوراثة لدولة منبوذة عالمياً، لا يمتلك أية مؤهلات لتجعله بهذا المنصب لولا أن أباه كان رئيساً وأراده وريثاً لعرش منخور آيل للسقوط. وإذا كان والده قد بقى في الحكم أكثر من ثلاثين عاماً لأنه كان مراوغاً ولا يقل ذكاءً وخبثاً من معاوية، والذي اتخذ من عبدالحليم خدام مستشاره الأول يستمع إليه كما كان عمرو بن العاص لمعاوية، على حد تعبير المفكر الكبير شاكر النابلسي، فإن هذا الصبي استغنى عن عمرو بن العاص زمانه وأخرجه من شلته ودفعه إلى صفوف أعدائه وأحاط نفسه بشلة من الجهلة الذين أشاروا عليه بارتكاب المزيد من الأخطاء والحماقات والأعمال الإرهابية في العراق ولبنان إلى حد التعفن، فها هو الآن في حالة مجابهة مع المجتمع الدولي، بل قل في حالة احتضار، ولا بد أن يكون هو الآخر مصيره كمصير نظيره صدام حسين.

أما المحاولات الجارية من قبل بعض الدول العربية لإنقاذ النظام السوري من السقوط وخنق المعارضة الوطنية السورية وعزلها والتضييق على الليبراليين العرب إعلامياً، فهي محاولات يائسة لا يمكن أن يكتب لها النجاح، بل يمكن أن تؤجل السقوط لفترة قصيرة فقط في أفضل الأحوال، لأن ساعة انهيار الأنظمة الفاشية آتية لا ريب فيها.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرشَّحان المناسبان للداخلية والدفاع في العراق
- نتائج الانتخابات العراقية والاستقطاب الطائفي
- بلاد العرب أوطاني!! مجزرة اللاجئين السودانيين في القاهرة مثا ...
- الأخوان المسلمون في ضوء نتائج الانتخابات المصرية
- نتائج الانتخابات العراقية بين الرفض والقبول
- البقاء للأصلح..الديمقراطية مثالاً
- لا استقرار في المنطقة إلا بزوال النظامين الفاشيين، الإيراني ...
- التجربة الديمقراطية في العراق
- دور المنافقين في صنع المستبدين
- المقاومة والإرهاب وجهان لعملة واحدة فاسدة
- ماذا يعني البعث في ذاكرة العراقيين؟
- مؤتمر القاهرة يخدم أعداء العراق
- رسالة من العراق إلى أنظار حكومتنا الرشيدة
- مؤتمر الأقباط العالمي الثاني انتصار للمظلومين
- إقرار الدستور إنتصار لكل العراقيين
- ماذا هيأتم للانتخابات القادمة؟
- محكامة صدام عادلة لأنها تحت الإحتلال!
- ملاحظات حول محاكمة صدام حسين
- أهمية الاستفتاء على مسودة الدستور
- صولاغ الوزير الغشيم


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - أحمدي نجاد والأسد على خطى صدام حسين