عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 5459 - 2017 / 3 / 13 - 18:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حول علاقة السياسي بالإعلامي
من حيث المبدأ ، على الإعلامي أن ينطلق من رؤية ثقافية شاملة تنبني على قناعة كبرى ، هي أنه منذور للصالح العام ، من حيث تقديم خدمة إعلامية تنويرية إشعاعية للراي العام ، رؤية تحترم حق الرأي العام في الخبر و في الثقافة والفن و في نشر مفاهيم وقيم حقوق الإنسان والديمقراطية والحداثة والترفيه الراقي أيضا ، على الإعلامي أن يطمح إلى مرتبة منبر حداثي يسعى جاهدا إلى احترام ذكاء الناس ، والالتزام بأخلاقيات مهنة الصحافة ، والابتعاد عن الإثارة أو نشر الأخبار الزائفة أو القيام بالتضليل الإعلامي بنشر كل ما هو مناف للحقيقة ومنتصر لسلطة المال ، بينما يتقاطع السياسي في أدبيات فن الممكن مع الإعلامي في العديد من التمثلات والقيم.
ولعل تجربتنا البسيطة تمثل محكا جديرا بالتأمل . فمنذ ثمانينيات القرن الماضي ونحن نمارس السياسة بموازاة مع الإعلام انخراط إيجابي بمنتهى القناعة وبمحض الإرادة الذاتية وذلك بالانتماء إلى هيئة سياسية و حزب وطني لها جذور في النضال والتحرر . تجربة نعتبرها مدرسة لتخصيب قيم وحقوق الإنسان والديمقراطية . ونزعم بهذا الاعتقاد أننا نمارس الديمقراطية كما هي متعارف على أدبياتها كونيا حيث يسود التوازن المستنير بين أدبيات الحزب وقضايا المجتمع وانتظارات المواطنين وحقوقهم في كل المجالات .
وبهذا المعنى نخلص إلى أن لا تعارض بين الممارسة الإعلامية الواعية والمسؤولة من زاوية الانتماء السياسي الوفي بالتزاماته والمنسجم مع مواثيقه وأدبياته ، بعيدا عن أي نزقية سياسية او مركب مصالحي وبين تصريف القناعة ذاتها على المستوى الإعلامي .
ومن شبه المحقق أن قراءتنا للوضع السياسي للمغرب الراهن تنبني على قناعة مركزية وهي أننا بالمغرب لدينا ملكية قوية فاعلة ومؤثرة يشكل الاحتكام إليها عند كل احتقان حلا ناجعا.
أما البلوكاج السياسي الذي نعيشه اليوم فليس وليد الديمقراطية والحوار السياسي الرصين الذي يضع نصب عينيه قضايا ومشاكل المجتمع الحقيقية .ويسعى جاهدا لإيجاد حلول ناجعة على المديين المتوسط والبعيد ، وإنما وليد مركبات مصالحية هدفها تثبيت المريدين في مقاعد الوظيفة واستقطاب اكبر عدد ممكن من المناضلين من زبناء آخر انتماء
هو إذن " بلوكاج " مفتعل لا ينبني على قاعدة مثينة بل لا تفسير له سوى أن السياسة الارتجالية لزعماء الأحزاب والمبنية على التصريحات الجوفاء الصراعات الضامرة للعصبية القبلية خارج قيم الديمقراطية الحقة .وتبعا لذلك نرى ان الساحة الإعلامية تعكس هذا العبث .
حيث نرى الإشاعة تزدهر في الصحافة التي تدعي الاستقلالية عن الانتماء السياسي ...بينما ترتكن الصحف الحزبية الى قرارات كتابها العامين بعدم نشر او تسريب أي شيء قد يفسد امتيازات الصفقة غير المتكافئة للعرض والطلب
الوضع السياسي الراهن بالتوازي مع المشهد الاعلامي، لا يعكس سوى طبيعة الصراع العقيم بين الأحزاب بمختلف مرجعياتها ذات التي لا لون لها لا طعم لكن لها رائحة
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟