جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1435 - 2006 / 1 / 19 - 08:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أخيراً، وبعد أن بحَّ الصوت، وهدر المزيد من الوقت، وخوِّن من خوِّن، وزنزن من زنزن، يبدو أن الحق سيعود إلى أصحابه، والعقل إلى مكانه، والشرف إلى مستحقيه.!
لقد باشر بعض الكوادر من مستوى الشعب الحزبية في حزب البعث بالاتصال مع بعض المعارضين بهدف الوقوف على رأيهم بإمكانية المشاركة في منتديات، وندوات حوارية، ولقاءات مشتركة.! إنه أمرٌ ايجابي يحصل بعد تأخير طويل وهو مقدمة عاقلة تمهِّد وتوفر أرضية مناسبة تسبق القانون المنتظر الذي ينظم ويشرعن لأول مرة في تاريخ سوريا البعثي عمل الأحزاب السياسية.!
إن مثل هذا التفاعل لو حصل، سيعني الكثير في هذه الظروف بالذات فهو بالتأكيد يساهم في كسر الجليد الذي دام لعقود، ويخفِّف من درجة الاحتقان السياسي في المجتمع، ويلطِّف من لون الوحدة الوطنية الداكن إضافة إلى أن الأكثر أهمية في هذا الأمر يكمن في إضفاء الشرعية على العمل المعارض من خلال نبذ النظرة التخوينية التي سادت حتى الأمس القريب هذا من جهة أولى، ومن جهة ثانية الإقرار بحقيقة أن سورية هي لكل أبنائها وليست لحزب البعث وحلفائه في الجبهة الوطنية التقدمية فقط.!
ونحن نرى أن هذه الخطوة ستظل قاصرة وقليلة الجدوى إذا لم يرافقها توجه جدي ملموس وسريع لمعالجة كافة الحالات الإنسانية التي نتجت عن التعامل السابق الذي نتج عنه ظلمٌ فاحشٌ دمَّر، أو أضَّر، أو شوَّه، عدداً كبيرا من المعارضين وأسرهم وفي بعض الحالات فروعهم..! وبداهة أن يترافق ذلك مع إعادة الوضع القانوني المدني لكافة المجردين والمحكومين لأسباب سياسية، وإغلاق ملف الغائبين والمجهول مصيرهم بتسوية قانونية عادلة، ومن الضرورة بمكان أن يجري العمل على حل إشكالية العمل الوظيفي فيعود الجميع إلى وظائفهم التي شغلوها قبل اعتقالهم، ويعود المبعدون والمنقولون إلى أماكن عمل أخرى إلى أماكن عملهم الأصلية، ولا بد أيضاً من تعويض من كان موظفاً قبل اعتقاله عن سنوات سجنه.
وفي كل هذه الخطوات الواجبة والتي لا تزيد عن كونها تراجع مبدأي عن الممارسات السلطوية غير الإنسانية والمنافية لحقوق الإنسان في كل صيغها والتي تعني إعادة الحقوق المستلبة إلى أصحابها، تكمن المصداقية المطلوبة بداية قبل التعويل على أية نتائج ايجابية مخطط لها.!
إن ما تقدم ذكره، ليس أكثر من موجز أولي يتناسب مع الخطوة الأولى.! فمن المعروف أن هناك الكثير من التفاصيل المرتبطة بهذا الاستحقاق الذي بدأت السلطة السورية كما يبدو بمواجهته والتعاطي معه على أرض الواقع.. وإذا ما صدقت النوايا فسيكون لكل خطوة موجز آخر.!؟
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟