أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - مباحثات التسوية السورية :بين تناقضات الداخل واجندة الخارج














المزيد.....

مباحثات التسوية السورية :بين تناقضات الداخل واجندة الخارج


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 5457 - 2017 / 3 / 11 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دخلت روسيا على خط المباحثات السورية في جنيف في اللحظة المناسبة، فتمكنت من التغلب على الأزمة التي كادت تؤدي باستمراريها. ومارست موسكو على ما يبدو نفوذها على وفد الحكومة الذي وافق على برنامج ممثل الامم الخاص بالشأن السوري ستيفان دي مستورا ، بما ذلك على نقل موضوع الارهاب الذي اصرت على طرحه دمشق الى مباحثات ستانا المرتقبة.
ان نتائج مباحثات جنيف فتحت الافاق لإستمرارية البحث عن التسوية المنشودة والمقبولة. وكشفت كذلك ان الاطراف اضفت المرونة على مواقفها التي لاحت في الماضي بمثابة خطوط حمراء لايمكن تجاوزها، بما في ذلك قضية مكانة الرئيس بشار الاسد في عملية المرحلة الانتقالية، فضلا عن قبول الجميع في الجلوس حول طاولة واحدة. وبعد ان عارضت لجنة المباحثات العليا (ما يسمى بمجموعة الرياض) فكرة تمثيل المعارضة بكل اطيافها في فريق واحد، مثلت المعارضة 3 مجموعات تلقت دعوة لجنيف : الرياض اي اللجنة العليا للمباحثات ومجموعة موسكو ومجموعة القاهرة، وهي الفصائل التي جاء ذكرها في قرار مجلس الامن 2254 بشان سوريا. واكدت هذه الخطوة سعي الامم المتحدة لتحقيق توحيد خصوم النظام السوري في وفد
واحد وفتح الطريق نحو مباحثات مباشرة مع الوفد الحكومي. ولكن الى جوانب عوامل التفاؤل ثمة حجر عثرة قد يسبب في تباطئها او يهدد بنسفها. من بينها مؤثرات خارجية تسعى لتحقيق اجندة خاصة.
ومن دلائل النتائج المتفاؤلة للجولة الاخيرة من مباحثات جنيف نجاح دي ميستروا ولاول مرة بقناع الاطراف المتورطة بالنزاع السوري الموافقة على جدول اعمال للتفاهم على التسوية، وتبديد المعارضة التي جابهته في بداية الامر. وسيركز المفاوضون على اتجاهات ثلاث، تتمحور على تشكيل حكومة ووضع جدول زمني للتحضير للدستور وبالتالي اجراء انتخابات. ومن اجل تفعيل العمل في هذه الاتجاهات وتفعلية تدور افكار حول تشكيل 3 فرق عمل، بالرغم من انه لم يتم الاتفاق على زمن ظهورها. كما ناقشت الاطراف وجهات النظر بشأن تلك القضايا.
وتجدر الاشارة ضمن هذا السياق الى عرض ممثل الامم المتحدة على المشاركين في المباحثات تأكيد التزامهم بالمبادئ الأساسية للتسوية الساسية في سوريا. ان هذه الوثيقة التي لا تقتضي التوقيع، وكررت بالاساس مقترحات المثمل الخاص، التي اعدها بحصيلة جولة الانتخابات التي جرت في مارس عام 2016. وتتالف الوثيقة ايضا من 12 بندا، التي من بينها تاكيد الالتزام بوحدة سوريا، وقيام دولة على اساس المبادئ الديمقراطية، وصيانة مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش واجهزة الأمن، وبوجه عام انها تكرر اصول قرار مجلس الامن 2254.
ولكن ثمة من يعتقد بوجود أساس للقول بان الأَسس التي تقوم عليها مازالت هشة، وان هناك عواملا تضبب افاقاها.واذا كان دي ميتسورا يحسب ان نبرة المراسم الاحتفائية ستنتحسب على المباحثات المقبلة، فان هذه التطلعات غير دقيقة. فثمة شرخ كبير ليس بين النظام وخصومة، المجاميع الثلاث، وانما بين المعارضة نفسها. ففي 24 فبراير جرى لقاء بين مجموعة القاهرة واللجنة العليا للمباحثات نوقش خلاله افاق الاتحاد، ولكنه لم يخرج بنتائج. كما ان عقدت اللجنة العليا مع مجموعة موسكو مماثلا في 2 مارس وخرج بنتائج مماثلة. وتكمن نقطة الخلافات في ان مجموعتي موسكو والقاهرة على استعداد للتعاون فقط على اساس متكافئة، ولا يضعان الحساب بالاندماج في لجنة الانتخابات العليا وتبني موقفها وبرامجها، في الوقت نفسه تصر لجنة الانتخابات العليا على ان موقفها وحسب يعكس ارادة الشعب السوري.
من جانبها تعتقد الحكومة السورية بعدم امكانية الحوار مع المعارضة، مادام انها لم تشكل وفد موحد. وكما قال رئيس الوفد الرسمي ممثل سوريا الدائم في الامم المتحدة بشار الجعفري : ان مثل هذه الخطوة ستعكس استعداد المعارضة للحوار الجدي. وباعتراف دي مستورا في يوم ختام المباحثات فان العمل عبر وسيط، ومن سيكون، يبقى الاسلوب الفعال لتحريك المباحثات في جنيف.
واصبحت العملية الارهابية في حمص بتاريخ 25 فبراير، حجر عثرة اضافية امام سير المباحثات. حيث ان اطراف المباحثات استغلت الحادث المروع لاتهام بعضها الآخر، وطرح كل منها جدول اعماله الخاص واولوياته في المباحثات. واذاكان وفد الحكومة قد اصر على ان تدين وفود المعارضة الهجوم في حمص وبخلافه فانها ستحتسب على المنظمات الارهابية، امتنعت اللجنة العاليا للمباحثات بصورة قاطعة ادانة العملية، ولم تستبعد وقوف اطراف من الحكومة السورية وراءها. وتجددت في الوقت نفسه التهم للحكومة بانتهاك وقف اطلاق النار وتدهور الوضع الانساني واستعمال الاسلحة المحظورة. واعاد الوضع للاذهان الاجواء التي تشكلت في جولة مباحثات عام 2016 الذي اعقبه قطع للمباحثات استمر 10 اشهر.
ان مستقبل مباحثات التسوية مع ذلك لن يعتمد حصرا على المفاوض السوري، وارادة الاطراف المتورطة بالنزاع الداخلي بل وعلى ارادة المؤثرات والقوى الخارجية المتصارعة على بسط النفوذ، والتي تمضي ببطئ وبعدم رغبة نحو الوفاق. ان حدوث انفراج جدي في الوضع يتطلب وضع معادلة تسوية مقبولة لكافة الاطراف المؤثرة، وان هذا يتطلب من كل بلد ضامن للسلام في سوريا بما في ذلك روسيا وايران ان تقرر مدى التنازلات التي تقدمها لخصومها. اما مكافحة الإرهاب كما قال دي ميستروا فستكون" في سلة اخرى".
كاتب من العراق يقيم في موسكو



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يبرر ترامب امال موسكو ؟
- كلنا علي حسين . على هامش حملة الحوار
- السعودية تفقد مواقع الهيمنة في مجلس التعاون الخليجي. وفقا لت ...
- قراءة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ومستقبله
- كاسترو متعدد الوجوه : قراءه عاجله في صورته السياسية
- خلفيات قطيعة العلاقات بين القاهرة والرياض. وجهة نظر من موسكو
- ختان الاناث في بعض جمهوريات روسيا : جريمة لم يلتفت لها القان ...
- ما لا يجب ان ينساه مشروع التحالف الوطني للتسوية السياسية ف ...
- كلمة في هشام الطائي
- العلاقات الروسية التركية الى اين؟
- الفريق الروسي لاولمبياد 2016 مثلا : الرياضة كوسيلة في حروب ا ...
- ملامح الحرب الباردة الجديدة بين روسيا والغرب
- حركات اليسار وما يجري في المنطقة العربية
- روسيا بين ترامب وكلينتون
- الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي : تكثيف ا ...
- روسيا والناتو : حوار من دون افاق
- العلاقات الروسية التركية من الشراكة الاستراتيجية الى الخصومة ...
- تكلفة الربيع العربي بين الخسائر وحقائق التاريخ
- سيناريوهات اوردغان في حيز التطبيق
- التدخل الروسي العسكري بسوريا في سياق النظام الدولي الجديد


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - مباحثات التسوية السورية :بين تناقضات الداخل واجندة الخارج