|
لماذا لا يفتي السيستاني ضد ترّهات رجال الدين!؟
زكي رضا
الحوار المتمدن-العدد: 5457 - 2017 / 3 / 11 - 10:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أيهما أخطر على حياة الناس والوطن، الغناء والسينما والمسرح أم الفساد والرشوة والقتل على الهوية؟ أيهما أكثر خطورة على حياة الناس، مخرج سينمائي أم سياسي إسلامي فاسد ومرتشي وقاتل؟ أيهما أخطر على حياة الناس مخرج أغاني أم تاجر مخدّرات؟ قبل الإجابة على هذه الأسئلة دعونا نعود والسيد السيستاني الذي أفتى مؤخرا بحرمة الموسيقى والغناء من خلال تحريمه إخراجهما ، دعونا نعود الى عراق ما قبل الحرب العراقية الإيرانية، لنرى وإياه واقع المجتمع العراقي حينها من حيث الفساد الأخلاقي والإداري، ونقارن بين الإنحطاط الفكري للمجتمع قبل وبعد الإحتلال والذي تطرق إليه السيد السيستاني في مجموعة فتاواه الأخيرة حول "مشاهدة كرة القدم والمسلسلات".
لم يمر العراق بوضع كارثي كالذي يمر به اليوم الّا بعد الهزيمة المخزية التي جلبها البعث الفاشي لنا في غزوه للكويت، تلك الهزيمة التي فتحت كل أبواب جهنم أمام شعبنا وأولها وأهمها بوابة جهنّم الإسلامية، من خلال حملة المجرم صدام حسين الإيمانية. فنتائج تلك الحملة الإيمانية كانت أكثر خطورة حتّى من نتائج إنقلاب الثامن من شباط الأسود الذي لم ينجح رغم دمويته وبشاعته في تغييب العقل عن شعب كامل، مثلما فعلت وهي تمّهد الطريق لأسوأ تجربة حكم شهدها العراق والمنطقة بل والعالم بأسره بعد أن ساهمت وبمساعدة الحصار الإقتصادي على إذلال شعبنا ووطننا. تلك الحملة ساهمت في أن يكون للقوى الإسلامية المتخلفة حضاريا وفكريا وثقافيا وعلميا مجال في أن تمد جذور التخلف والإنحطاط الفكري في ظل نظام متهريء هيأ لهذه القوى الظلامية الأرضية الخصبة التي سيساهم الأمريكان لاحقا بتعزيزها، كي يصلوا للسلطة ويدمروا بلدا بأكمله.
لو أجرينا إستفتاءً ديموقراطياً شفّافاً وبعيداً عن إرهاب الميليشيات الإسلامية حول نظرة العراقي لوضعه ووضع البلد اليوم حيث المساجد والحسينيات تملأ العراق، وحيث الفضائيات الدينية تبث لمدة 24 ساعة باليوم، وحيث رجال الدين والمؤسسات الدينية يثقفون الناس بالإسلام وكأن العراقيين كانوا كفرة قبل وصول هؤلاء للسلطة، وحيث الحجاب هو اللباس الطاغي للنساء على حساب سفورهنّ. مع وجهة نظر نفس العراقي لوضعه ولوضع البلد قبل إندلاع الحرب الصدامية – الخمينية، حينما كانت الحسينيات والجوامع تعد على أصابع اليد الواحدة في مناطق فيها اليوم العشرات منها، وبعدم وجود أية قناة دينية تبث سموم التخلف والكراهية كما اليوم، وبعدم إنتشار الحجاب كما هو عليه اليوم بإعتباره "ستر" للمرأة المسلمة. فكيف ستكون نتائج الإستفتاء؟
المؤسسة الدينية الشيعية بزعامة السيد السيستاني والتي تدس أنفها بكل صغيرة وكبيرة ، في كل أمر سواء كان على صعيد السياسة أو الإقتصاد أو المجتمع من خلال فتاواها التي لا تنتهي، خرجت علينا ببعض الفتاوى المضحكة كفتوى تحريم الغناء من خلال تحريم إخراجه، وكأنّ الغناء أشّد خطرا من الطائفية التي يمثل السيد الجانب الشيعي منها ، أو أنّ الغناء أشّد خطرا من المخدّرات التي تأتينا من بلد ولي الفقيه وتحت أنظار الأحزاب والميليشيات الشيعية التي تتاجر بها، والتي تملأ مدن وبلدات العراق ومنها النجف الأشرف حيث يعيش السيد دون أن يجرؤ على إصدار فتوى بتحريم المخدّرات. كي تقوم هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يروّج لها والتي يريدها لتنشئة الأبناء تنشئة دينية صالحة للوقوف بوجه الأفكار الهدّامة على ما جاء في فتواه، وبوجه الإنحطاط الفكري والخلقي للذي يشاهد برامج تلفزيونية فيها صور خليعة !!
يبدو أنّ السيد السيستاني في واد وقضايا شعبنا وواقعه المأساوي في واد آخر، لأنه لو شاهد بنفسه ما تبثه القنوات الدينية من برامج دينية وخطب وفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان لعرف مدى الإنحطاط الفكري الذي وصل اليه مجتمعنا بفعل الدين الإسلامي. أمّا حول الجانب الأخلاقي وواقعه المرير فأنني أشعر بالحرج من ذكر ما يجري في مجتمعنا الذي كان محافظا قبل أن يصله إسلام المرجعيات الدينية الذي شوّهه بالكامل.
الأفكار الهدّامة اليوم هي أفكاركم الإسلامية ، أفكاركم التي أوصلت مجتمعنا الى الحضيض، أفكاركم التي تعادي التعليم والثقافة والفن والزراعة والصناعة، أفكاركم التي تشجع على خيانة الوطن من خلال خيانة أحزاب كاملة لتربة العراق والعراقيين لصالح إيران. الفكر الهدّام هو الفكر الذي يهدم وطن ويجعل شعبه ذليلا ، ولم ينجح فكرا بهذا الأمر الا الأفكار الإسلامية التي تريد من الناس أن يتبعوها! عجبي أن كنتم مسلمون والاحزاب التي معكم وبيدكم مقادير البلد وعشائره وميليشياته ودولة ولي الفقيه، فمن سرق ثروات العراق إذن؟ ومن هو سبب التخلف المريع في كل مناحي الحياة؟
من أجل الحفاظ على بقايا الدين ونقاءه وبساطته ذلك الذي كان عندنا قبل أن تهيمنوا على مقدّرات البلد أدعوكم لاصدار فتاوى ضد ترّهات رجال الدين التي تضحك الثكلى، وتنفر الناس من الدين الذي أصبح أضحوكة في عهدكم اللإسلامي، إنّ "خروج الناس من دين الله أفواجا" نتيجة سرقات الإسلاميين وتجارة الروضتين العباسية والحسينية ونهبهما للمال العام من خلال المقاولات التي تستأثر بها، وعدم معرفة الناس بمصير المليارات التي تمتلكونها كخمس وغيرها من الأمور ليس بالبعيد. لأن رد الفعل على قمعكم الفكري وسرقات الإسلاميين ، وفشل مشروعكم الإسلامي ودمار البلد ستدفع الناس الى ذلك، وهذا ما أشار اليه عدد من كبار منظري الاسلام السياسي الذي توصلوا الى هذه الحقيقة وهم يرون حال البلد والناس والتي لا تستطيعون رؤيتها على ما يبدو.
إن كانت مشكلتنا بالغناء والخمر فهيّ هينة ولكن مشكلتنا هي في الدين وفتاوى رجالاته وهنا تكمن الكارثة.
#زكي_رضا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإمام علي -ع- ليس بِلصِّ يا شيعة العراق
-
لبنان تقدّم مساعدات إنسانية للعراق!!
-
الإسلاميون وإغتيال العراق علنا
-
قراءة في إفتتاحية طريق الشعب حول - مشروع قانون انتخاب مجالس
...
-
متى يعلن الإسلاميون إفلاس العراق؟
-
أستفتي السيد السيستاني حول إنتخاب الأحزاب الإسلامية...
-
أنا أعرف -الملثّمين- في ساحة التحرير
-
أيّ داعش كانت في الغدير أمس؟
-
أمنيات لن تتحقق بالعراق في العام القادم
-
16.6 مليار دولار
-
نوري وحزبه ودمار العراق
-
سپايكرمان يهدد بصولة -فرسان- جديدة
-
الإسلاميون تفّوقوا على أنفسهم بخيانة الوطن
-
الأحزاب الشيعية وترسيخ الطائفية ..... الجيش مثالا
-
سنده عيدي ... سوش خيدي ... سلوس فيدي*
-
كم هدى عمّاش لدينا في العراق الإسلامي!!؟؟
-
-البرلمان العراقي- يشرعن المافيا قانونيا
-
أبو كرتونه.. أبو الخضرة .. أبو الصمون
-
دار .. داران .. ثلاثة نواب
-
نه غزّه نه لبنان جانم فداي إيران
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|