هرمز كوهاري
الحوار المتمدن-العدد: 1434 - 2006 / 1 / 18 - 10:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة
----------
كما هو معروف ، أن الدولة العراقية الحديثة ، تشكلت بعد تحرير العراق من الاحتلال العثماني الذي إستمر قرابة أربعة قرون وذلك بدخول القوات البريطانية العراق وإحتلال بغداد سنة 1917 وفي نهاية الحرب العالمية الثانية أي سنة 1918، أكملت بريطانيا إحتلالها للعراق وأصبح العراق تحت الانتداب البريطاني المباشر خلافا لما وعدت به بريطانيا الملك حسين ، شريف مكة الذي إتفق مع الحلفاء لإعلان الثورة على العثمانيين لقاء منح البلاد العربية الاستقلال التام ، ..!وتنصيب أولاده الاربعة ملوكا على الاقطار العربية !
لم يرض العراقيون بالانتداب والادارة البريطانية المباشرة ، فأندلعت ثورة في حزيران 1920 ، وسميت فيما بعد ب- ثورة العشرين – وبدأت في الجنوب ، بتحريض من رجال الدين الشيعة وإنتشرت الى جميع أنحاء العراق ، مطالبة بالاستقلال التام وتنصيب أحد أنجال الملك حسين ملكا على العراق ، خضعت الادارة البريطانية لمطالب العراقيين ، تألفت أول حكومة عراقية برئاسة عبد الرحكن الكيلاني في 27 / ت1/1920 ، وإستنادا الى رغبة العراقيين توج الامير فيصل إبن الحسين ملكا على العراق في 23/ آب /1921 ، بعد أن رفضه الفرنسيين في سوريا. .
وما أريد قوله هنا ، أن الدولة العراقية ، التي إعترفت بها
بريطانيا بعد تتويج فيصلا ملكا عليها ، اُسست على أساس دولة ملكية دستورية أي علمانية وليس دولة دينية ، بل إكتفوا زعماء الثورة بمطلبين أولهما ، أن يكون أحد أنجال الملك حسين شريف مكة، ملكا على العراق ، وثانيهما أن يكون دين الدولة الإسلام ، دون أن يشترطوا أو يفرضوا دولة إسلامية ولا جعل الشريعة الاسلامية دستوراً للبلاد بل سُن دستور لها مدنيا علمانية ، سمي بالقانون الاساسي العراقي ولم يفرضوا نصوصا مقيدة بالشريعة كتلك التي فرضت في الدستور الحالي ، كالثوابت الاسلامية ولم يمنح إمتياز خاص للمرجعيات عن غيرها ، بإعتبار أن الدستور ، لا يحابي جهة على حساب جهة أخرى ، وإنما سماها أي الدولة " دولة ملكية دستورية " ، يكون الملك فيها مصون غير مسؤول ،والمملكة تديرها وزارة مدنية ، لها مجلسين ، مجلس النواب منتخب على درجتين ، أي ينتخب الشعب ناخبين ثانويين ، وهؤلاء الناخبون ينتخبون نواب البرلمان وكان يسمى ، مجلس النواب ، أما مجلس الاعيان الذي يقابله في بريطانيا مجلس اللوردات، فنصفهم يعينهم الملك من ذوي الخبرة والدراية وله خدمات جليلة للبلد ومنهم رؤساء الطوائف الدينية ، فكان رئيس الطائفة الكلدانية مثلاً ، له كرسي دائمي في المجلس ، أما النصف الثاني من الاعيان فينتخبون ُ إنتخاباً ..الخ .
[ يتبع]
#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟